الجبهة الثانية| تحرير الأسرى و مجزرة النصيرات: ما الذي يخفيه الإعلام الفرنسي؟

الجبهة الثانية| تحرير الأسرى و مجزرة النصيرات: ما الذي يخفيه الإعلام الفرنسي؟

كيف تناول الإعلام الفرنسي الهجوم الإسرائيلي الذي اسفر عن تحرير اربعة أسرى اسرائيليين لدى حماس؟ هل تم ربطه بالمجازر التي ارتكبت خلاله؟

كان هذا هو التساؤل الذي انطلقت منه في التحضير لهه الفقرة. و بصراحة بعد الإنتهاء من البحث ، كانت هناك مفاجأة بانتظاري وبانتظار المشاهدين.

التفاصيل مع رئيسة تحرير الموقع الفرنسي ليلى مزبودي:

<

p style=”text-align: center”>

صحيفة ليبيراسيون عنونت في نشرتها الألكترونية 8 حزيران تحدثت عن تحرير الرهائن الاربعة من دون الإشارة الى المجزرة التي ارتكبت خلال العملية الإسرائيلية. مذكرة انه تم اختطافهم خلال المهرجان الموسيقي.

و لكن في عدد الأحد ذكرت نقلا عن 9 حزيران في متن مقالة تناولت عدة مواضيع متعلقة لغزة وبعد الحديث عن الفرحة العامرة في الكيان تحدثت عن اتهام حماس له بارتكاب مجزرة خلال العملية مع الارقام، و نقلت عن ابو عبيدة كلامه انها قتلت اسرى آخرين، و الحقته بكلام الناطق باسم الجيش الإسرائيلي في فرنسا بان العملية كانت معقدة و عن سقوط ضحايا جانبيين لان “حماس تتخذ المدنيين كدروع بشرية” و نقلت كلام المتحدثة الخاصة لدى الأمم المتحدة (فرانشيسكا البانيز) ان تحرير الرهائن حصل على حساب مقتل اكثر من 200 فلسطيني منهم اطفال.

عنوان مقالتها ركز على “عودة المساعدات الأميركية الى غزة” مع صورة، في نسختها الورقية وال PDF لهذا اليوم، لم تتناول الموضوع.

لوفيغارو على النت في عدد 9 حزيران تحدثت بنفس الطريقة و لكن مع عنوان ملتبس: ” غزة، حماس تعلن عن 274 قتيل بعد العملية تحرير الرهائن”

علما انه في متن المقالة نقلت بالتفاصيل نقلا عن ال ا ف ب من قتل وتدمير و رواية ابو عبيدة و الامم المتحدة، و لكن لا حديث عن دور الولايات المتحدة والتركيز انها اعادت تليم المساعدات.

في النشرة الورقية و ال PDF تناولت هذا الموضوع تحت عنوان: ” اسرائيل تحتفل بتحرير اربعة رهائن”. في الشابو: العديد من المدنيين الفلسطينيين سقطوا خلال العملية… غانتس يستقيل.

صحيفة لومانتيه الناطقة باسم الحزب الشيوعي ربطت بشكل لا لبس فيه بين عملية التحرير و المجزرة. “غزة: اربعة رهائن اسرائيليون تم تحريرهم. مجزرة. و نصر لنتنياهو”.

في نص المقالة، بعد الإشارة الى المجزرة التي ارتكبت خلال العملية، كتبت قائلة: “في هذه الحرب التي تشنها الحكومة الإسرائيلية منذ هجوم السابع من اكتوبر يوجد فئتان من المدنيين. اولئك الذي نعرف اسماءهم.” و تنقل اسماء الاسرى الأربعة، واولئك الذي يبقون مجهولين حتى الممات والذين لا نعرف أعدادهم الحقيقية”.

صحيفة لوموند في نشرتها الألكترونية السبت 8 حزيران عنونت: “اسرائيل تحرر اربعة رهائن في هجوم قاتل في غزة” و تحدثت في الشابو عن استقبال مستشفى الأقصى ل 94 قتيلا فلسطيني. وصفت العملية بالأكثر دموية منذ بداية الحرب.

النشرة الورقية و ال PDF لصحيفة لوموند في عدد الأحد، لم تتناول ابدا هذه العملية.

كأن هناك ادارتان تحريرتان لهذه الصحيفة.
اخفاء الدور الأميركي
الملاحظ بالنسبة هذه التغطية الإعلامية الفرنسية للإعلام التقليدي: كلها تحدثت عن تزامن عملية التحرير الاسرى مع ارتكاب المجازر في المتون و نص المقالات بشكل واضح، وان كانت بعض العناوين ملتبسة. و لكنها، وهنا بيت القصيد وهنا كانت المفاجأة: كلها امتنعت عن ابراز الدور الأميركي البريطاني في هذه العملية. اعتمدت السياسة التحريرية للتغييب القاطع.

يعنى انها لم تشر لا الى اتهامات حماس للولايات المتحدة بالمشاركة و لا الى النفي الأميركي رغم انه اعترف بدور مخابراتي. والبعض منها ركز بشكل كبير عبر العناوين والصور على المساعدة الأميركية عبر الجسر البحري.من الواضح الرغبة في التغطية على الدور الأميركي ضمن اللعبة الأميركية التقليدية:

ربما لعدم اظهار الضعف و حاجة الإسرائيلي الى المساعدة، كما حصل ابان الرد الإيراني على عملية اغتيال قادة و عناصر من الحرس الثوري في غارة اسرائيلية على دمشق، والتي شارك فيها الأميركي و الريطانيين والفرنسيين و الأردنيين لمساعدة الطيان المر الذي أظهر انه ضعيف و خدش صورة القوة لديه.

من ناحية اخرى، الأميركي هو الشريك المطلق للكيان و لكنه يعبر عن بعض التحفظ في التصريحات العلنية و يخبئ الكثير حتى يحافظ على دور الوسيط الوحيد، بغية تأمين للكيان عبر الدبلوماسية ما لا يمكنه الحصوب عليه بالحرل. و احيانا من أجل تنزيله من الشجرة كما يقولون من دون ان يظهر انه الخاسر او انه المنهزم.

عمليات حزب الله: تصعيد خطير
انهي الفقرة ضمن هذا السياق مع مقالة في النشرة الورقية لل لوموند عدد 9-10 حزيران. تناولت الأحداث على الحدود بين لبنان و شمال فلسطين المحتلة.

تحت عنوان “على الحدود بين لبنان واسرائيل، تصاعد المخاطر” “حزب الله كثف حجم اعتداءاته على شمال اسرائيل بينما الدولة العبرية تلوح بالتهديد بعملية عسكرية”.

قالت الصحيفة عن عمليات المقاومة خلال شهر ايار:” حزب الله كثف عدد و حجم هجوماته على شمال اسرائيل. 325 خلال هذا الشهر. و هو مستوى لا سابق له منذ اوكتوبر 2023. مؤخرا، جرى اللجوء الى وسائل أكثر دقة و تطورا. المنظمة الشيعية اللبنانية تلجأ لاستعمال أكثر منهجية للمسيرات المسلحة و الصواريخ القصيرة المدى بركان يغية ضرب أهدافها. بما فيها قواعد عسكرية و الأنظمة المضادة للجو. على عمق 50 كلم في الأراضي الإسرائيلية. دقة الضربات شهدت تحسنا الامر الذي يفترض تعزيزا لقدراته من ناحية استخباراتية”.

الصحيفة اشارت الى ان حزب الله استعمل للمرة الأولى صواريخ ارض-جو من اجل اسقاط المسيرات الإسرائيلية في الجو اللبناني. و استعملت للمرة الاولى صواريخ ضد جوية ضد طائرات اسرائيلية.
تحدثت المقالة عن ارتباط توقف التصعيد على الجبهة اللبنانبة بتوقف الحرب على غزة عبر الوصول الى اتفاق. تشير الى تعثر فيه المفاوضات الامر الذي من شأنه بحسبها الى تسعير القدرات التدميرية على الحدود.

الملفت ان الصحيفة الفرنسية تستعين بخبيرة اسرائيلية و هي المسؤولة عن ايران في معهد الدراسات الأمنية الوطنية لجامعة تل ابيب تدعى  سيما شين حتى تقول لها انه :”طالما الحرب المستمرة في غزة، فلا يوجد حلا يمكن التفاوض عليه مع حزب الله”.

لا تشير الصحفة الى ان هذا الأمر هو شرط حزب الله على وجه التحديد الذي يكرره منذ بداية الحرب. ربما لأنه لا تريد ان تظهر ان حزب الله هو الذي يضع الشروط الأمر الذي يظهر ضعف الإسرائيلي.

وتنقل الصحيفة عن هذه الخبيرة وهي التي كانت تعمل سابقا لصالح المخابرات الإسرائيلية قولها ان بعضا من المسؤولين الإسرائيليين يريدون عملية عسكرية محدودة بهدف طرد حزب الله من “المنطقة العازلة” كما أسمتها، على طول الحدود اللبنانية . ولكن الصحيفة تعتبر هذا الأمر مخاطرة من شأنها ان تؤدي الى توسع الصراع الى ابعد من المناطق الحدودية.

وتنقل عن الخبيرة الإسرائيلية قولها ان لا أحد من الجهات الفاعلة الخارجية يريد ان يتحول الصراع الى حرب مفتوحة، مشيرة الى الولايات المتحدة و ايران بل وان الرئيس الأميركي حذر اسرائيل بان حربا محدودة قد تدفع ايران الى التدخل. و تنهي بان ايران لا تريد مواجهة مفتوحة مع اسرائيل مستشهدة بردها في نيسان ابريل الماضي ومعتبرة ان ايران تلعب الورقة الدبلوماسية بينما الميلشيات الشيعية التابعة لها تمارس ضغطا عسكريا على اسرائيل.

من الملاحظ ان الصحيفة لا تقول ان حزب الله هو الذي يشترط نهاية الحرب في غزة من اجل تعليق التصعيد على الحدود، ومن الملاحظ و ذلك منذ بداية الحرب، عدم القول ان اسرائيل هي التي لا تريد توسعة نطاق الصراع. ينسب ذلك الى رغبة أميركية دوما. والى رغبة ايرانية ايضا. كما لو كانت اسرائيل تريد التصعيد و لكنها تخضع للإرادة الأميركية. من الواضح ان كل ذلك مجرد تمثيلية و توزيع ادوار. des faux-semblants كما تسمى باللغة الفرنسية. خاض الكيان تجربتين وسع خلالهما الصراع مع لبنان و احتل اراض لبنانية و حصل له ما حصل: مني بهزيمتين. الإسرائيلي كما الأميركي لا يعيدان أخطاءهما أكثر من مرتين.

و من الملاحظ أخيرا، انه لا يوجد كلمة المقاومة ضمن هذه المقالة.

تحدثنا عن غياب هذه الكلمة في الفقرة المخصصة للتغطية الإعلام الفرنسي للإنسحاب الإسرائيلي من لبنان عام 2000. و كل الإعلام الفرنسي التقليدي يمتنع عن استعمال كلمة المقماومة اللبنانية او المقاومة الإسلامية، علما انها التسمية الرسمية للجناح العسكري لحزب الله. ولا يزال يمتنع.

هذا الإمتناع يعني انه امتثالا لسياسة تحريرية معتمدة و متعمدة و مخطط لها.

كلمة المقاومة تحمل معان ايجابية بالكامل و شرعية و تحاكي المقاومة الفرنسية ابان الإحتلال النازي. الأمر الذي يجل تأييد الراي العام.  استبعاد هذه الكلمة المطلق يعني ان هذه الصحيفة وغيرها لا تزال تعتمد سياسة تحريرية لصالح اسرائيل. مهما بدت احيانا موضوعية او منصفة.

اهم جانب في الحرب الإعلامية هو القاموس اللغوي المعتمد. تعرف سياسات وسائل الإعلام من قاموسها اللغوي فحسب.

JOIN US AND FOLO

Telegram

Whatsapp channel

Nabd

Twitter

GOOGLE NEWS

tiktok

Facebook

مصدر الخبر
نشر الخبر اول مرة على موقع :www.almanar.com.lb
بتاريخ:2024-06-11 11:52:20
الكاتب:
ادارة الموقع لا تتبنى وجهة نظر الكاتب او الخبر المنشور بل يقع على عاتق الناشر الاصلي

Exit mobile version