الجيش الأوكراني على الأراضي الأفريقية.. هل تصبح مالي ساحة معركة ثانية بين القوات الروسية والأوكرانية؟

موقع الدفاع العربي 13 أغسطس 2024: عقب عملية عسكرية أسفرت عن مقتل أعضاء من مجموعة فاغنر في مالي، أشار متحدث باسم جهاز المخابرات العسكرية الأوكرانية أنه يوفر معلومات استخباراتية لجماعة الطوارق الانفصالية وأعضاء جماعة نصر الإسلام والمسلمين (فرع رسمي لتنظيم القاعدة). وتنفي البلاد حتى الآن تورطها في الصراع بشكل رسمي.

وفقا لمعهد الدراسات الأمنية، فإن مجموعة فاغنر، مع تغيير اسمها إلى الفيلق الأفريقي، لديها قوات شبه عسكرية منتشرة في البلدان الأفريقية غير المستقرة سياسيا “دفاعا عن مصالح الاتحاد الروسي”. وعلى الرغم من التحالف بين مجموعة المرتزقة الروس والحكومة الانتقالية المالية، شن الانفصاليون الطوارق كمينًا في شمال مالي، مما أسفر عن مقتل 84 جنديًا روسيًا و47 جنديًا ماليًا. وقال أندريه يوسوف، المتحدث باسم مديرية المخابرات الرئيسية الأوكرانية (GUR)، لقناة Suspilne (قناة التلفزيون الأوكرانية): “لقد تلقى المتمردون المعلومات اللازمة التي سمحت لهم بتنفيذ عملية ناجحة ضد مجرمي الحرب الروس”.

وأعلن عبد الله مايغا، المتحدث باسم الحكومة الانتقالية في مالي، في بيان، القطع الفوري للعلاقات الدبلوماسية بين مالي وأوكرانيا، قائلا إن ذلك نتيجة لتصريحات يوسوف. ونفت أوكرانيا هذه المزاعم واتهمت مالي بالتغاضي عن جرائم الحرب التي ارتكبتها جماعات خاضعة لسيطرة الكرملين في كل من أوكرانيا والدول الأفريقية. وأضاف بيان وزارة الخارجية: “من المؤسف أن الحكومة الانتقالية لجمهورية مالي قررت قطع العلاقات الدبلوماسية مع أوكرانيا دون إجراء فحص شامل لوقائع وملابسات الحادث الذي وقع في شمال مالي، ودون تقديم أي دليل على تورط أوكرانيا في الحادث”.

 

وانضمت النيجر إلى قطع العلاقات من منطلق “تضامنها” مع جارتها. تجدر الإشارة إلى أن النيجر لديها أيضًا علاقات مع فاغنر الروسية. فبعد طلبها المساعدة من مجموعة فاغنر عام 2023 لوقف الانقلاب، فإنهم لا يزالون متواجدين في النيجر حيث يجرون تدريبات عسكرية بحسب ما أورده مركز الدراسات الشرقية (OWS).

بعد الانقلابات في مالي والنيجر وبوركينا فاسو، أدارت هاته الدول ظهرها للقوى الغربية مثل فرنسا والولايات المتحدة. وبدلا من ذلك بدأت في بناء علاقات مع روسيا.

إن التورط الأوكراني في هذا الصراع لا ينتهي بتعليق المتحدث الرسمي. روى وسيم مصر، صحفي فرنسي وباحث كبير في مركز صوفان، في مقال نشرته صحيفة واشنطن بوست أن متمردي الطوارق طلبوا المساعدة من أوكرانيا في عام 2023. وزعم أنه في عام 2024، تلقت مجموعة صغيرة منهم تدريبًا عسكريًا وتدريبًا على التحكم في الطائرات بدون طيار من أوكرانيا. وفي الوقت نفسه، وجهت روسيا اليوم (RT)، وهي شبكة تلفزيونية تمولها الحكومة الروسية، نفس الاتهام في مقال، نقلاً عن قناة تيليغرام الخاصة بمجموعة فاغنر والتي تسمى Gray Zone. وتزعم وجود صور لمدربي GUR في مالي. وتلقت صحيفة كييف بوست صورة حصرية للطوارق وهم يحملون العلم الأوكراني في اليوم الأخير من الهجوم من مصادر قطاع الدفاع والأمن الأوكرانية.

استقلال الطوارق

في عام 2012، اندلعت حرب سعيًا للاستقلال من قبل مجموعة من الطوارق تسمى الحركة الوطنية لتحرير أزواد (MNLA). لدى هذه العرقية الصحراوية، التي تعتنق الإسلام، ماض طويل ومعقد، ولكنها تسعى الآن إلى استقلال جزء من شمال مالي يسمونه أزواد.

وبعد إعلان دولة أزواد المستقلة في شمال مالي بمساعدة أنصار الدين وتنظيم القاعدة بحسب المفوضية السامية للأمم المتحدة لشؤون اللاجئين، لم يتم الاعتراف بها دوليا. استعادت الحكومة المالية السيطرة على المنطقة في عام 2013 وتخلت الحركة الوطنية لتحرير أزواد عن مطالبتها بالمنطقة، لكنها تواصل سعيها للاستقلال.

ويشكل الصراع بالوكالة بين الجماعات المتطرفة مصدر قلق بالغ في مالي والدول المجاورة الأخرى. ومع إضافة تورط الميليشيات الروسية -التي تخضع لسيطرة وزارة الدفاع الروسية- في عدة دول، والسيطرة الاقتصادية التي تمارسها الصين عبر القارة، والتدخل الاقتصادي والعسكري للولايات المتحدة، فمن الواضح أن أفريقيا أصبحت مرة أخرى، ساحة المعركة بين القوى الدولية المختلفة لتعزيز جغرافيتها السياسية لتحقيق أهدافها السياسية أو الاقتصادية.

ادارة الموقع لا تتبنى وجهة نظر الكاتب او الخبر المنشور بل يقع على عاتق الناشر الاصلي

JOIN US AND FOLO

Telegram

Whatsapp channel

Nabd

Twitter

GOOGLE NEWS

tiktok

Facebook

مصدر الخبر
ادارة الموقع لا تتبنى وجهة نظر الكاتب او الخبر المنشور بل يقع على عاتق الناشر الاصلي
نشر الخبر اول مرة على موقع :www.defense-arabic.com بتاريخ:2024-08-13 15:21:51

Exit mobile version