الجيش الإسرائيلي يجبر الناس على مغادرة مخيمات اللاجئين في الضفة بالقوة

هآرتس 20/2/2025، هاجر شيزاف: الجيش الإسرائيلي يجبر الناس على مغادرة مخيمات اللاجئين في الضفة بالقوة

في القاعة التي تحولت الى معسكر مهجرين في كفر اللبد قرب طولكرم، توجد فرشات تغطي الارضية. هنا ينام مهجرون من مخيمات اللاجئين طولكرم ونور شمس، الذين امرهم الجيش باخلاء بيوتهم أو تركوها بارادتهم بسبب الخوف في الفترة الاخيرة اثناء عملية “السور الحديدي” في الضفة الغربية. التحدث معهم يكشف عدد من اساليب عمل الجيش: اقتحام البيوت واجبار سكانها على المغادرة، احيانا بدون أي مساعدة على طول الطريق.  وكشف ايضا أن الفلسطينيين الذين تم استخدامهم كدروع بشرية واحتجازهم لايام بدون التمكن من الاتصال مع العالم الخارجي.

حسب التقديرات فانه في العملية الحالية للجيش الاسرائيلي عدد المهجرين الفلسطينيين من مخيمات اللاجئين في شمال الضفة يتراوح بين 30 – 40 ألف شخص، 500 منهم وجدوا ملجأ في كفر اللبد، سواء في شقق مستأجرة أو في مخيمات للمهجرين. حسب اقوالهم هم لم يأتوا الى هنا عبثا: الى هذا الاتجاه أمرهم الجنود أن يتوجهوا عندما اقتحم المخيم في ليلة ماطرة في 9 شباط، التي بدأت فيها عملية في نور شمس. “في منتصف الليل قام الجيش بتطويق المخيم بالكامل وبدأ ينادي بمكبرات الصوت على الناس”، قال ابراهيم وهو احد سكان المخيم. “بعد ذلك اقتحم الجيش بيتي واخذني. كان الطقس ماطر وبارد، الجنود استخدموني كدرع بشري ومشوا خلفي وصوبوا سلاحهم نحوي من اجل أن تصل كل رصاصة توجه اليهم ايضا لي”. وقال ايضا “الجنود تجولوا معي في ثلاثة – اربعة احياء الى أن وصلنا الى حي المنشية في المخيم، ومن هناك طلبوا منه التوجه نحو الجنوب. لم يكن معي أي شيء، فقط ملابسي التي ارتديها. خرجت حتى بدون جرابين”.

قبل ذلك بدأ الجيش العمل في مخيم طولكرم للاجئين، المخيم الكبير، واخلاء سكانه. فقط أول أمس تم تدمير هناك 11 بيت لتوسيع الشارع الذي يمر في المخيم من اجل السماح للسيارات العسكرية بالوصول الى وسطه. الدمار يثير الرعب في اوساط المهجرين وهم لا يعرفون اذا كان سيمكنهم العودة والى اين. الجيش قام بنفي أن هناك سياسة رسمية لاخلاء السكان من الضفة وقال فقط بأنه يسمح فقط لمن يريد المغادرة فعل ذلك. ولكن شهادات كثيرة تدل على وجود نموذج فيه الجنود يجبرون السكان على المغادرة. وحسب اقوال ابراهيم فان الجنود سمحوا لوالديه بالبقاء في بيتهما الموجود على مدخل المخيم، لكنهما يعانيان من انقطاع المياه ونقص في الطعام. المحلات في المنطقة مغلقة طوال الوقت والطعام يتم ادخاله الى المخيم بشكل غير منظم وبكميات صغيرة.

في غضون ذلك ابراهيم و70 شخص من سكان المخيم وجدوا ملجأ مؤقت في كفر اللبد. على مدخل القاعة التي ينام فيها الرجال كان هناك شخص يقلي الفلافل على غاز بدائي، والى جانبه كانت توجد صناديق خضراوات. قبل بضعة ايام الجيش اقتحم القاعة واعتقل ثلاثة اشخاص. في هذا الاسبوع، في محاولة لتشجيعهم، تم اجراء حفل زفاف لعروس كان عرسها قريب، وأول أمس تمت مشاهدة في القاعة بقايا الزينة. كل ما يوجد هنا، كما يقول سكان القرية المستضيفة، مصدره مبادرات اشخاص افراد تجندوا من اجل المهجرين. “في اليوم الذي بدأ فيه الهجوم (على مخيم نور شمس)، جاء الناس من الصباح الباكر لاستقبال اخوانهم”، قال عبد الله ياسين فقهة، امام مسجد في القرية ويقوم بتنسيق المساعدات. “كلنا تجندنا. شخص أحضر فرشة وشخص آخر احضر بطانية. لم يكن أي رد من التنظيمات الرسمية أو المنظمات الدولية والمحلية. كل ذلك جهد شعبي”.

وليد، من سكان مخيم طولكرم، جاء الى كفر اللبد مع زوجته واولاده الستة. “لقد طردونا في منتصف الليل في الجو الماطر”، قال. “اقتحموا بوابة الجيران وبعد ذلك دخلوا عندنا وقالوا: يلا، اخرجوا من البيت”. الجندي قال لي بأنه يمكننا العودة بعد اسبوعين. في هذه الاثناء أنا موجود هنا منذ 24 يوم”. حسب قوله هو وابناء عائلته تركوا المخيم بدون ملابس واموال لأن الجنود حثوهم على المغادرة، واضطر الى أن يرتدي نفس الملابس عشرة ايام. الاولاد لا يذهبون الى المدرسة التي توجد في المخيم الذي غادروه.

العمليات العسكرية المتواترة تحولت الى عمل يومي لسكان مخيمات اللاجئين في طولكرم. “هم يأتون بصورة اسبوعية”، قال وليد. “لقد بدأنا نحاول توقع متى سيحدث ذلك في كل اسبوع. هل سيدخلون يوم الثلاثاء أو يوم الاربعاء، ونضع خطط لذلك – ملء المياه وجمع الغذاء لاربعة – خمسة ايام. عمليات سابقة اجبرت العائلة على مغادرة المخيم، لكن ليوم أو يومين في كل مرة. بسبب النزوح المتواصل في هذه المرة فقد خطر بباله بأن هدف اسرائيل هو تفكيك المخيم. “ما يفعلونه يعتبر عقاب جماعي”، قال. “أنت لا تريد المسلحين، وتريد معاقبة الجميع. أنت تبحث عن عشرين شخص ومن اجل ذلك تقوم بمعاقبة 40 ألف. هذا يعتبر فشل للجيش”. سكان المخيم يعودون ويذكرون امرأتين من سكان المخيم: سندس شلبي الحامل التي تم اطلاق النار عليها وقتلت عندما حاولت الخروج من المخيم. ورهف الاشقر التي قتلت عندما قام الجنود بتفجير باب بيتها. ايضا القرية المستضيفة عرفت ذلك ولكن في وقت متأخر، بعد أن اطلق الجنود النار وقتلوا صدام رجب ابن السبع سنوات عندما كان يزور والده في طولكرم.

أول أمس اقامت منظمة “اطباء من اجل حقوق الانسان” عيادة متنقلة في كفر اللبد. خارج العيادة تجمع الكثير من النازحين، وقالوا إنه لم يكفهم اخذ ادوية لامراض مزمنة التي يعانون منها. صلاح الحاج يحيى، مدير العيادة، قال إن الاطباء والممرضين المتطوعين قاموا اليوم بعلاج 400 شخص مهجر. “الوضع فظيع ومحزن جدا”، قال. “هناك مس بالحق في الصحة والسكن والحصول على المياه وحرية الحركة والتعليم. الناس جوعى ولا توجد لديهم ادوية أو مواد أو ملابس دافئة في الطقس البارد جدا”. وحسب قوله فان المس بنشاطات “الاونروا” تفاقم وضع سكان مخيمات اللاجئين بشكل خاص وسكان الضفة بشكل عام. ويضاف الى ذلك ديون وزارة الصحة في رام الله للموردين التي تنبع من احتجاز اموال الضرائب للسلطة الفلسطينية من قبل اسرائيل. هكذا اصبح يوجد نقص في الادوية. “نحن نطلب من حكومة اسرائيل ومن الجيش الاسرائيلي وقف المس بالابرياء الذين يشكلون الاغلبية الساحقة من سكان مخيمات اللاجئين”، قال الحاج يحيى.

رد المتحدث بلسان الجيش الاسرائيلي

“الجيش الاسرائيلي لا يقوم باخلاء السكان في يهودا والسامرة، لكنه يسمح لمن يريد الابتعاد عن مناطق المعارك فعل ذلك بأمان. القوات تعمل وفقا للقانون الدولي وقيم الجيش الاسرائيلي، مع تقليص المس بالمدنيين بقدر الامكان. التوجيهات تحظر بشكل صريح استخدام الاشخاص غير المتورطين في مهمات عسكرية، وأي خرق للتعليمات يتم التحقيق فيه وعلاجه”.

مركز الناطور للدراسات والأبحاث فيسبوك

مصدر الخبر
نشر الخبر اول مرة على موقع :natourcenters.com
بتاريخ:2025-02-20 15:27:00
الكاتب:Karim Younis
ادارة الموقع لا تتبنى وجهة نظر الكاتب او الخبر المنشور بل يقع على عاتق الناشر الاصلي

JOIN US AND FOLO

Telegram

Whatsapp channel

Nabd

Twitter

GOOGLE NEWS

tiktok

Facebook

/a>

Exit mobile version