لا شيء ثابت في العدوان الاسرائيلي المستمر على قطاع غزة منذ 312 يوماً، سوى ثلاث: استمرار أعمال القتل والتدمير اليومي والممنهج دون توقف من قبل جيش الاحتلال الاسرائيلي، صمود المقاومة وقوتها وأحد أحدث الأدلة على ذلك معركة شرق خانيونس التي سرعان ما عاد العدو إليها بعد أسبوع تقريباً على انتهاء عمليته العسكرية فيها مما يؤكد مدى قدرة المقاومة على استنزافه، واستمرار الكيان، بشكل أساس رئيس وزرائه بنيامين نتنياهو، بالتعنت والعرقلة والمماطلة في ما يخص المفاوضات غير المباشرة مع المقاومة لاتمام صفقة تبادل للأسرى ووقف لاطلاق النار، والحجة في هذا الاطار هي “تحقيق النصر وتفكيك حماس”، كما قال بيان مكتبه أمس في رده على وزير الحرب يوآف غالانت الذي اتهم بي بي بإفشال المفاوضات مع تأييد غالانت لها.
وعلى صعيد التطورات فيما يتعلق بالثابت الثاني، تشهد خان يونس ورفح معارك ضارية بين المقاومة وجيش الاحتلال، إذ اعترفت “”إسرائيل” بمقتل رقيب وإصابة اثنين برصاص قناص”. وفي السياق، أعلنت كتائب القسام اليوم الثلاثاء استهداف دبابة ميركافا بعبوة ناسفة (أرضية برميلية) في منطقة الزنة شرق مدينة خان يونس جنوبي قطاع غزة.
أما على صعيد المسار التفاوضي، يقف العدوان على القطاع ومعه المنطقة بأكملها عند مفترق طرق، إذا ما صدقت المزاعم حول رسائل دبلوماسية وسياسية إلى ايران بفرملة ردها على اغتيال رئيس المكتب السياسي لحركة حماس اسماعيل هنية على أراضيها وكذلك للمقاومة الإسلامية في لبنان التي اغتيل أحد قادتها في ضاحية بيروت الجنوبية منذ أسبوعين تقريباً، وذلك بحجة إمكانية تحقيق الجولة التفاوضية المنتظرة في 15 آب/اغسطس تقدماً يعوّل عليه لاتمام صفقة تؤدي إلى وقف الحرب.
وهنا وفي حال فشل هذا الاحتمال الذي أكدت على فرص نجاحه الولايات المتحدة الأميركية وبيان الوسطاء الشهير (مصر وقطر)، فإن احتمالات التصعيد في المنطقة سترتفع إلى حد كبير ينذر بالأخطر، وهو ما يسعى إليه نتنياهو.
وفي هذا الاطار، قالت صحيفة “نيويورك تايمز” الأميركية اليوم إنها اطلعت على “وثائق لم تنشر بعد، تكشف أن “إسرائيل” كانت أقل مرونة في المحادثات الأخيرة لوقف إطلاق النار بغزة”، على حد تعبيرها، مضيفة أن نتنياهو “ألقى باللوم على حركة المقاومة الإسلامية (حماس) في تعثر المفاوضات، لكنه قدم للوسطاء في يوليو/تموز الماضي شروطاً جديدة متشددة للغاية”.
وأشارت الصحيفة إلى أن “الأمر يجعل فرص التوصل إلى اتفاق خلال جولة المفاوضات التي ستبدأ الخميس بعيدة المنال”.
في الاطار نفسه، نقلت صحيفة “يديعوت أحرونوت” الاسرائيلية اليوم عن مسؤول أمني رفيع مطلع “وليس سياسياً”، قوله إنه “سنعيد الجميع (المحتجزين)، وننظم أنفسنا ونعود إلى القتال، ووقف إطلاق النار ليس نهاية الحرب”.
وأضاف المسؤول نفسه أن مقترح الاتفاق المطروح حالياً “ليس جيداً”، مشيراً إلى أنه “نحن ملزمون بمواصلة العمل وتدمير الأنفاق تحت محور فيلادلفيا، حتى إذا كان معظم الأنفاق لا تعمل في السنوات الأخيرة، وهذا يستغرق وقتاً”، حسب قوله.
وتطرق هذا المسؤول إلى الخلافات بين نتنياهو ووزير حربه، بفي ظل حرب التصريحات التي خرجت أمس إلى العلن، قائلاً إنه “في المؤسسة العسكرية يوجد إجماع بما يتعلق بمحاولات المستوى السياسي، من جانب نتنياهو وكذلك من جانب غالانت، لجرّ كبار الضباط إلى نقاشات سياسية. وأنا أختلف مع نتنياهو، لكني أعتقد أن إصراره في المفاوضات موضوعي، بما يتعلق بمحور فيلادلفيا ومعبر رفح وكذلك في قضية عودة السكان إلى شمالي القطاع”، حسب زعمه.
يأتي ذلك في وقت اتهم فيه بيان لعائلات الأسرى الإسرائيليين المحتجزين في غزة، ما يسمى وزير الأمن القومي الإسرائيلي إيتمار بن غفير بالعمل مرة تلو الأخرى على إفشال صفقة تبادل أسرى تسمح بإعادة المحتجزين.
وقالت عائلات الأسرى إن “بن غفير بأفعاله وأقواله يعرض حياة المختطفين وإمكانية إعادتهم للخطر”، وذلك عقب إعلان الناطق باسم كتائب القسام أبو عبيدة أن مجندين لحراسة الأسرى لدى المقاومة قتلا أسيراً وأصابا أسيرتين بجراح خطيرة، محملاً حكومة بنيامين نتنياهو مسؤولية رد الفعل.
العدوان
وعلى صعيد دموية الاحتلال التي لم تشهد أي تغيير منذ بدء الحرب، وسط صمت دولي يكتفي بتصريحات الشجب والاستنكار بل ويعارض أي خطوة جدية تجاه الكيان (قرار محكمة العدل والجنائية الدولية نموذجاً)، فقد أعلنت وزارة الصحة في غزة اليوم أن قوات الاحتلال ارتكبت مجزرتين في القطاع، وصل منهما للمستشفيات 32 شهيدا و88 مصابا خلال الـ24 ساعة الأخيرة.
وأضافت الوزارة أن عدد ضحايا العدوان ارتفع إلى 39 ألفا و929 شهيداً و92 ألفا و240 مصاباً منذ السابع من أكتوبر/تشرين الأول 2023.
وفي تفاصيل، العدوان خلال الساعات الأخيرة، فقد ارتقى 4 شهداء وأصيب آخرون جراء قصف إسرائيلي قرب مدرسة “أبو عمرة” بمنطقة أرض العزايزة في دير البلح وسط القطاع.
واستشهد 7 مواطنين، وأصيب وفُقد آخرون، جراء قصف مدفعي إسرائيلي استهدف منزلًا في مخيم البريج وسط غزة. وقصفت قوات الاحتلال بالمدفعية شقة سكنية في أبراج القسطل شرق دير البلح ما أدى إلى 4 شهداء بينهم أطفال.
هذا ونسفت قوات الاحتلال، صباح الثلاثاء، مباني سكنية في منطقة المغراقة شمال مخيم النصيرات وسط القطاع.
وأفادت مصادر محلية بانتشال شهيد طفل وأخلت إصابات في غارات جوية إسرائيلية استهدفت عدة منازل في دير البلح، فيما لا يزال هناك عالقون ومفقودون تحت الأنقاض.
إلى ذلك، وصل 3 شهداء من رفح إلى مستشفى ناصر في خانيونس صباحاً جراء قصف إسرائيلي.
وأفادت مصادر طبية باستشهاد مواطن وإصابة آخرين في قصف طائرات الاحتلال منزلاً لعائلة درويش في مخيم المغازي وسط القطاع. كما استشهد مواطن ونجله، وأصيب آخرون في قصف طائرات الاحتلال منزلا لعائلة السيد في “بلوك 9” داخل مخيم البريج.
والليلة الماضية، قصفت طائرات الاحتلال منزلا لعائلة أبو علوان في حي الشيخ رضوان بمدينة غزة، ما أسفر عن إصابة عدد من المواطنين.
المصدر: موقع المنار+مواقع إخبارية
مصدر الخبر
نشر الخبر اول مرة على موقع :www.alalam.ir بتاريخ:2024-08-13 20:08:54
ادارة الموقع لا تتبنى وجهة نظر الكاتب او الخبر المنشور بل يقع على عاتق الناشر الاصلي