الذهب يبلغ 2400 دولار للأوقية مع ترقب لضربة إيرانية وتراجع باقتصاد الصين
الجزيرة نت
ارتفعت أسعار الذهب إلى أعلى مستوى لها على الإطلاق اليوم الجمعة، مسجلة مكاسب للأسبوع الرابع على التوالي، مدفوعة بزيادة التوترات الجيوسياسية مع استمرار العدوان الإسرائيلي على قطاع غزة وترقب لضربة إيرانية تستهدف إسرائيل ردا على قصفها السفارة الإيرانية في دمشق مطلع الشهر الجاري، إلى جانب المخاوف الاقتصادية، خاصة فيما يتعلق بخشية عدم تمكن الصين من تحقيق نمو باقتصادها حسبما تخطط.
وارتفع سعر الذهب في المعاملات الفورية 0.9% إلى 2395.66 دولارا للأوقية (الأونصة) بحلول الساعة 11:00 بتوقيت غرينتش، بعد أن بلغ ذروته عند مستوى قياسي 2400.35 دولار في وقت سابق من اليوم. وعلى مدار الأسبوع، ارتفعت أسعار الخام الأصفر بنسبة 3% تقريبا.
وشهدت العقود الأميركية الآجلة للذهب أيضا ارتفاعا كبيرا، حيث ارتفعت بنسبة 1.8% لتصل إلى 2.414.30 دولارا. وسلط ريكاردو إيفانغليستا، أحد كبار المحللين في “أكتيف تريدز”، الضوء على دور مشتريات البنوك المركزية والطلب المتزايد على أصول الملاذ الآمن وسط مخاوف متزايدة بشأن الصراعات الجيوسياسية خاصة تلك المتعلقة بالشرق الأوسط. وأشار إيفانغيليستا في حديث مع وكالة رويترز إلى أن “هناك إمكانية لمزيد من الارتفاع في الأسعار”.
ويتأثر الطلب على الذهب جزئيا بالمخاوف بشأن الاقتصاد الصيني، التي -وفقا لإيفانغيليستا- “تغذي المخاوف بشأن نمو الاقتصاد العالمي وهذا أيضا يضاعف من معنويات السوق للبحث عن أصول الملاذ الآمن”.
وكان المشهد الجيوسياسي مشحونا بشكل خاص، بارتفاع احتمالات عزم إيران الرد على هجوم إسرائيلي على سفارتها في سوريا، ولكن بطريقة تتجنب التصعيد الكبير.
وفي محاولة لتحقيق الاستقرار في السوق، أعلن البنك المركزي الفيتنامي عن زيادة في إمدادات سبائك الذهب. وفي الوقت نفسه، أضاف البنك المركزي الصيني المزيد من الذهب إلى احتياطياته في مارس/آذار، مما يشير إلى الطلب الرسمي القوي على المعدن الثمين.
ويركز مراقبو السوق أيضا على البيانات الاقتصادية الصينية، والتي أظهرت انكماشا في كل من الصادرات والواردات في مارس/آذار، مما يؤكد التحديات التي تواجه صناع السياسات في إنعاش الحظوظ الاقتصادية للبلاد.
الذهب بلغ ذروته عند مستوى قياسي 2400.35 دولار في وقت سابق من اليوم. (بلومبيرغ)وكان لارتفاع أسعار الذهب تأثير غير مباشر على المعادن الثمينة الأخرى. حيث ارتفعت الفضة الفورية بنسبة 2% إلى 29.04 دولارا للأونصة، لتصل إلى أعلى مستوى لها منذ أوائل عام 2021.
ووفقًا لفرانك واتسون، محلل السوق في “كينيسيس موني” الاستشارية، ساعدت قوة أسعار الذهب في تعزيز الفضة، حيث توفر بيانات الإنتاج الصناعي الأخيرة مزيدا من الرؤية للطلب على المعدن.
وسجل البلاتين والبلاديوم أيضا مكاسب، إذ ارتفعا 1.7% إلى 996.36 دولارا و0.5% إلى 1051.50 دولارا على التوالي، مع استعداد المعادن الثلاثة لتحقيق زيادات أسبوعية.
وتعكس موجة النشاط هذه في سوق المعادن الثمينة اتجاها أوسع للمستثمرين يتجهون إلى أصول الملاذ الآمن وسط حالة من عدم اليقين العالمي، مما يشير إلى أن الأسعار قد تستمر في الارتفاع في المستقبل المنظور.