تواصل إسرائيل صفع إيران منذ عملية طوفان الأقصى، وتختار الأراضي السورية لتنفيذ عمليات الاغتيال لكبار القيادات العسكرية والمستشارين الإيرانيين على مرأى ومسمع من العالم من دون أن يرف لها جفن أو ترتجف لها يدٌ على الزناد.
إسرائيل لم تتورع عن استهداف مبنى القنصلية الملاصق للسفارة الإيرانية في دمشق، ولم تخشَ الاعتداء المباشر على الأراضي الإيرانية بالمفهوم الدبلوماسي الذي يجعل مباني السفارات أراضي تابعة لدولها، متذرّعة بالقول إن المبنى عسكري بغطاء دبلوماسي، وقد اعتبر “عيدان زلكوفيتس” في صحيفة “معاريف” أن الهجوم الإسرائيلي الكبير والدقيق في دمشق هو جزء من عملية ترسيخ الردع الإسرائيلي الذي تضرر في السابع من أكتوبر الماضي، ومن المفترض أن يشكّل تحذيراً لبيروت أيضاً”.
دأبت إيران منذ الاستهداف الأول لقياداتها في سوريا على استخدام عبارة “نحتفظ بحقّ الردّ في الزمان والمكان المناسبَين”، وحتى الساعة تقتصر الردود على صلية صواريخ تُطلق من الجنوب اللبناني باتجاه مواقع عسكرية إسرائيلية أو مسيّرات حوثيّة تحاول تعطيل الملاحة البحرية باتجاه إسرائيل في البحر الأحمر، أو من خلال عمليات محدودة يتولّى تنفيذها حزب الله-العراق.
هل تدخل إيران مباشرة على خط المواجهة مع إسرائيل بعد العدوان المباشر على أراضيها؟ الإجابة عن هذا السؤال مرتبطة بتدحرج التطورات الميدانية في القليل الآتي من الأيام، وتبقى رهن القرار الإيراني نفسه نظراً لحساسية ودقة الأمر، ويقول مصدر عسكري لـ “ليبانون فايلز” إنّ إيران لن ترد على الهجوم لحسابات خاصة، كما لن يعمد حزب الله إلى الردّ بشكل مباشر من الجنوب، متوقّعاً أن يأتي الردّ مؤذياً من العراق أو من اليمن باتجاه إيلات وجنوب إسرائيل وليس باتجاه المناطق الشمالية”.
أما لِمَ لن ترد إيران مباشرة على العدوان، فلأن “من مصلحة رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو، المحاصر بمشاكل داخلية، توسيعَ رقعة الحرب لإجبار كلّ الأطياف الإسرائيلية على الاصطفاف وراء الجيش والحكومة في الحرب، كما أن الأجواء الدولية بدأت تضغط على إسرائيل من المحكمة الدولية إلى القرار الدولي رقم 2728 ، من هنا يمكن فهم الأسباب التي تدفع نتنياهو إلى “حركشة” إيران ومن خلفها حزب الله فأيّ حرب مع الحزب، المصنّف إرهابياً من الكثير من دول الغرب، ستدفع إلى الاصطفاف الإسرائيلي والدولي إلى جانب تل أبيب. وانطلاقاً من هنا تعمل إيران وحزب الله بشكل بارد في الردّ على الاعتداءات الإسرائيلية وجرائم الاغتيال المتكررة”. ويضيف المصدر العسكري “صحيح أن هناك توازنَ رعب قائم على الحدود اللبنانية-الإسرائيلية وتهجير عشرات آلاف المستوطنين اليهود من قراهم، لكنّ مفهوم المساندة قد سقط وبات بلا قيمة في المعادلة الراهنة، بعد تحوّل الأمر إلى حرب مفتوحة، بانتظار إيجاد الحلول على المستوى الدولي. ومع هذه التطورات أصبح الموضوع اللبناني حسّاساً جداً بسبب حجم الدمار الهائل وعدد الضحايا الكبير، ما خلق أزمة تضامن على مستوى الجبهة الداخلية اللبنانية، من هنا يجب التركيز على كيفية تطبيق القرار 1701 كاملاً بوجود الجيش اللبناني والقوات الدولية لأنهما أداة التطبيق.
ويرى المصدر العسكري “أن الحضور إلى طاولة المفاوضات هو ما يحصّل المكتسبات، وهذه المناوشات اليومية على الجبهة الجنوبية تبقي حزب الله حاضراً ومن خلاله يبقى لبنان موجوداً إلى الطاولة”.
إذاً، هناك الكثير من الحسابات التي تقيمها طهران لأيّ ردّ محتمل على إسرائيل، فهي منذ البداية لا تريد التورّط بتداعيات طوفان الأقصى، وقد أبلغت واشنطن بذلك، مؤكدة لها ألّا توسعة للحرب وأنها ستبقى بمنأى عنها، لكن إن لم يكن هناك ردٌ إيراني قوي على عملية القنصلية في دمشق فمن يضمن ألّا تكون الضربة الإسرائيلية المقبلة في قلب إيران؟!
The post الردّ عبر الحلفاء يجعل إيران عرضة لضربة إسرائيلية مباشرة appeared first on LebanonFiles.
المصدر
الكاتب:Francois
الموقع : www.lebanonfiles.com
نشر الخبر اول مرة بتاريخ : 2024-04-04 00:00:40
ادارة الموقع لا تتبنى وجهة نظر الكاتب او الخبر المنشور بل يقع على عاتق الناشر الاصلي