خلال اليومين الماضين، كذّب هؤلاء الاشخاص حتى عيونهم، عندما شككوا بالهجوم الايراني على الكيان الاسرائيلي، واعتبروا الامر برمته ليس سوى “مسرحية”، رغم كل الافلام والصور التي وثقت الهجوم، الذي اعترف به الكيان الاسرائيلي، بل وحتى بعد اعتراف كبار القادة العسكريين في الكيان باستهداف الصواريخ الايرانية قواعد عسكرية ومطارات، واسفر الهجوم عن الاضرار بتلك الاهداف.
هؤلاء الاشخاص الذي ظهروا ومازالوا يظهرون على الفضائيات وعلى مواقع التواصل الاجتماعي، ويكتبون في الصحف، بوصفهم مقدمي برامج او محللين سياسيين او عسكريين او مراقبين او.. كانوا يشككون وباصرار عجيب بالهجوم الايراني وجدواه، كانوا جميعا يعبرون عن فكرة واحدة ولكن بأدبيات وعبارات وصيغ مختلفة، وكأنهم اعضاء في فرقة موسيقية، تعزف وفقا للمايسترو.
هؤلاء الذين يتحرجون من الدفاع العلني عن الكيان الاسرائيلي، خوفا من الراي العام العربي، لذلك يلجأون الى طريقة ملتوية ولكنها مفضوحة مثل التقليل من آثار الهجوم الايراني والتشكيك بدوافعه، بدوافع اما العمالة والخيانة، او الارتزاق والارتهان، او الاحقاد الطائفية والعنصرية، ولا نقول بدافع الغباء، فحتى الغبي فهم ما جرى، فقديما كان هؤلاء يوصفون بالمرجفين، واليوم يوصفون بالمتصهينين، فالمتتبع للفضائيات ووسائل الاعلام الدائرة في الفلك الامريكي والتطبيعي، يقف على عبارات تكررت وبشكل مكثف وابرزها “أبهذا الهجوم ارادت ايران ان تدمر اسرائيل؟”، “اين ذهبت شعارات ايران كالموت لاسرائيل؟” ، “كم من الاسرائيليين قتلت الصواريخ والمسيرات الايرانية؟”، “99 بالمائة من الصواريخ والمسيرات الايرانية اسقطتها الدفاعات الاسرائيلية”.
رغم ان من العبث الدخول في سجال مع هؤلاء المرجفين والمتصهينين، في اشبه بالحديث مع اعمى واصم وابكم، فهم يكررون ما تم تلقينهم به لزرع اليأس في نفوس الشعوب، واظهار “اسرائيل” بانها لا تُقهر، وان من العبث بل الانتحار مقاومتها او التصدي لها، ولكن للاسف هناك من السذج من يقع في حبائلهم، لاسيما ان التحالف الامريكي الاسرائيلي التطبيعي، يهيمن على الفضاء الاعلامي ووسائل التواصل الاجتماعي، لذلك سنرد على هذا التشكيك بعجالة.
اولا، ايران لم تعلن انها ستدمر “اسرائيل” من خلال هذا الهجوم غير المسبوق، بل توعدت انها سترد على العدوان الاسرائيلي على القنصلية الايرانية، ووفت بعهدها ونفذت تهديداتها بالرد، ولم تخش لا “اسرائيل” ولا عرابها الامريكي ولا الغرب ولا حلف الناتو، واستهدفت القواعد والمطارات التي انطلقت منها طائرات اف 35، وقفصت القنصلية الايرانية، ودمرتها، واعترفت بذلك القيادة العسكرية في الكيان الاسرائيلي.
ايران افشلت المخطط الاسرائيلي الامريكي بفرض قواعد اشتباك جديدة، عندما ارادت ان تستعيد قوة ردعها التي تلاشت في معركة “طوفان الاقصى”، عبر قصفها القنصلية الايرانية، فجاءها الرد قويا الى الحد الذي هرع الغرب وعلى راسه امريكا لانقاذها من الصواريخ والمسيرات الايرانية، وباعتراف الصحافة الاسرائيلية نفسها، وبات على الكيان الاسرائيلي بعد اليوم ان يفكر الف مرة، قبل ان يقدم على خطوة مجنونة كقصف القنصلية الايرانية.
ثانيا، اما شعار “الموت لاسرائيل”، فهو شعار استراتيجي، ترفعه ايران، وستبقى ترفعه حتى ازالة هذه الغدة السرطانية من الجسد الاسلامي، فايران، لن تعترف بشرعية هذا الكيان الغاصب المحتل الارهابي القاتل، ولا تدخر وسعا بالعمل على تسليح المقاومة في المنطقة، من اجل مواجهة هذا الكيان والتصدي له مهما طال الزمن.
ثالثا، من قال ان هدف ايران من الهجوم كان قتل “الاسرائيليين”، فالقتل ليس من شيم ايران، فلو كان هدفها القتل، لما اطلقت صواريخ في غاية الدقة، ومسيرات متطورة، لانها كانت تستهدف من الهجوم ارسال رسالة، وقد وصلت هذه الرسالة الى الكيان الاسرائيلي وحماته، مفادها ان ايران بامكانها استهداف اهم القواعد والمطارات العسكرية في الكيان.
رابعا، لو كانت امريكا وبريطانيا وفرنسا وبعض دول الاقليم و الكيان الاسرائيلي، اسقطت 99 بالمائة من المسيرات والصواريخ الايرانية، فأين انفجرت الصواريخ الايرانية الدقيقة ، كما ظهرت في عشرات الفيديوهات التي انتشرت على مواقع التواصل الاجتماعي كالنار في الهشيم؟، رغم كل التعتيم الاسرائيلي، بذريعة ان الاهداف التي استهدفتها ايران عسكرية، ولا يجب الكشف عنها.
نقول كما قال غيرنا، عندما خاطبوا المرجفين الصهاينة العرب، لو كان الهجوم الايراني “مسرحية”، نتمنى من الدول العربية المطبعة والمنبطحة، ان تقوم بتمثيل مشهد صغير وليس مسرحية، تظهر فيه وهي تضرب “اسرائيل”، لا بالصواريخ ولا بالمسيرات، بل بالحجارة؟، بل نتمنى منهم ان يتجرأوا فقط على سحب سفرائهم من الكيان الاسرائيلي، لا طرد سفراء الكيان لديهم!!.
مهما فعل المرجفون والعرب المتصهينة، فهم اعجز عن التغطية على الهزيمة الكبرى التي مني بها الكيان الاسرائيلي، الذي ابتلع الضربة الايرانية وهو صاغر، واصبح مكشوفا امام ايران ومحور المقاومة، اللذان ادركا حجم اعتماد هذا الكيان على الغرب، لاطالة عمره المشؤوم، كما ادركا نقاط ضعفه، وهي نقاط ستكون تحت رصد محور المقاومة، لاسيما النقاط المتعلقة بنظامه الدفاعي، الذي عمل بأقصى طاقته، لمواجهة جزء يسير من القوة التي تمتلكها ايران، وهي قوة ستدخل وبشكل اعنف، في حال تجرأ الكيان على ارتكاب حماقة اخرى، عندها نعتقد ان المرجفين والعرب المتصهينة، سيخرجون علينا حينها وهم يتباكون على الانسان وحقوقه!!.
سعيد محمد
مصدر الخبر
نشر الخبر اول مرة على موقع :www.alalam.ir بتاريخ:2024-04-15 23:04:44