ويعكس هذا التطور الكبير جهود البلاد لتعزيز قدراتها الدفاعية الجوية من خلال دمج مجموعة متنوعة من الأنظمة من دول مختلفة، كل منها مصمم لمواجهة تهديدات حديثة محددة، بما في ذلك الصواريخ الباليستية والطائرات بدون طيار والأسلحة الموجهة بدقة.
وتشمل الأنظمة التي تم شراؤها حديثًا نظام ثاد THAAD الأمريكي، المصمم لاعتراض وتحييد الصواريخ الباليستية على ارتفاعات عالية أثناء مرحلتها النهائية. إن تتبع THAAD الدقيق وصواريخه الاعتراضية المتقدمة تجعله جزءًا مهمًا من بنية الدفاع الصاروخي للمملكة العربية السعودية. من روسيا، أضافت المملكة العربية السعودية نظام Pantsir-S1M، وهي منصة متعددة الاستخدامات تجمع بين الصواريخ أرض-جو والمدفعية المضادة للطائرات لمواجهة الطائرات بدون طيار والصواريخ المجنحة وغيرها من التهديدات الجوية على مدى قصير إلى متوسط.
بالإضافة إلى ذلك، تم دمج نظام الليزر الصيني الصياد الصامت Silent Hunter في شبكة الدفاع السعودية. يستخدم هذا النظام تقنية الليزر لتحييد الأهداف الصغيرة التي تحلق على ارتفاعات منخفضة مثل الطائرات بدون طيار، مما يوفر حلاً جديدًا خاليًا من الذخيرة للتعامل مع التهديد المتزايد للطائرات بدون طيار. ستستفيد القوات المسلحة السعودية أيضًا من نظام Orion-H9 السنغافوري، وهو نظام رادار متقدم قادر على اكتشاف وتتبع أهداف متعددة على مسافات طويلة، مما يوفر قدرات مراقبة وإنذار مبكر حاسمة.
وتكتمل قائمة الأنظمة التي تم شراؤها حديثًا بنظام ADRIAN الإيطالي (اعتراض الطائرات بدون طيار وتحييدها) ونظام Crotale NG الفرنسي. تم تصميم ADRIAN خصيصًا لاكتشاف الطائرات بدون طيار واعتراضها وتحييدها، مما يضيف إلى جهود المملكة العربية السعودية في مكافحة الطائرات بدون طيار، في حين يوفر Crotale NG قدرات دفاع جوي متوسطة المدى ضد الطائرات والمروحيات والصواريخ.
طورت شركة لوكهيد مارتن نظام ثاد وهو نظام مضاد للصواريخ الباليستية أمريكي مصمم لاعتراض الصواريخ الباليستية قصيرة ومتوسطة وفوق متوسطة المدى أثناء مرحلتها النهائية. ويشمل النظام قاذفات محمولة على شاحنات وصواريخ اعتراضية ورادار AN/TPY-2، الذي يمكن دمجه مع منصات دفاع صاروخي أخرى للدفاع الطبقي. ويبلغ مدى النظام 200 كيلومتر وسرعات اعتراض تصل إلى 8.2 ماخ. وقد تم نشر نظام ثاد في دول متعددة، بما في ذلك المملكة العربية السعودية، كجزء من تدابير الدفاع الصاروخي الأوسع نطاقًا، وشهد أول استخدام قتالي له في عام 2022.
يمثل استحواذ السعودية على نظام بانتسير-إس1 الروسي تحولًا في استراتيجية الدفاع الجوي الخاصة بها، متجاوزًا الموردين التقليديين. يوفر نظام بانتسير-إس1 دفاعًا نقطيًا باستخدام مزيج من الصواريخ أرض-جو والمدافع المضادة للطائرات لمواجهة التهديدات الجوية. تبلغ تكلفة الوحدة الواحدة حوالي 15 مليون دولار، وفي حين لم يتم الكشف عن الكميات المحددة التي اشترتها المملكة، فإن النظام يهدف إلى حماية البنية التحتية الحيوية. توفر العديد من النسخ لنظام بانتسير، بما في ذلك S2 وSM وSA المخصص للقطب الشمالي، قدرات تشغيلية موسعة.
اشترت المملكة العربية السعودية نظام الدفاع بالليزر الصياد الصامت من الصين لمعالجة تهديدات الطائرات بدون طيار المنخفضة. بحلول فبراير 2024، كانت ثماني وحدات في الخدمة، بما في ذلك خلال معرض الدفاع العالمي في الرياض. يستخدم الصياد الصامت الكهرباء لتحييد الطائرات بدون طيار على مسافات تصل إلى 1000 متر. تركز عملياته على اعتراض الطائرات بدون طيار ذات القدرات المنخفضة الارتفاع، وقد أفيد أنه اعترض 13 طائرة بدون طيار في العمليات الأخيرة، مما يوفر بديلاً اقتصاديًا لأنظمة مكافحة الصواريخ التقليدية.
أطلقت المملكة العربية السعودية شراكة مع شركة TRD Systems السنغافورية لإطلاق مشروع مشترك، “شركة TRD Middle East Industry Co” لإنتاج تكنولوجيا مضادة للطائرات بدون طيار محليًا. نظام درع البرق Lightning Shield، الذي تم تقديمه في أوائل عام 2024، هو نظام مضاد للطائرات بدون طيار محمول وقادر على العمل عبر نطاقات الترددات اللاسلكية المتعددة وأنظمة GNSS. النظام يعتمد على Orion-H9، ويوفر مدى يتراوح من 1 إلى 2 كيلومتر وهو مصمم للاستخدام في الظروف البيئية الإقليمية. يتضمن النظام مجموعة من الميزات التشغيلية، مثل شاشة OLED والبوصلة الرقمية، مع خيارات التكامل مع الأنظمة الأمنية الأكبر.
تم تطوير ADRIAN الإيطالي بواسطة مجموعة Elettronica، وهو نظام مضاد للطائرات بدون طيار يركز على اكتشاف وتحييد الطائرات بدون طيار الصغيرة والدقيقة في البيئات المعقدة. يدمج النظام الرادار وأجهزة الاستشعار الكهروضوئية/الأشعة تحت الحمراء (EO/IR) وأجهزة اعتراض الروابط الراديوية، باستخدام الذكاء الاصطناعي للكشف عن الطائرات بدون طيار وتحديد هويتها. يستخدم ADRIAN تدابير مضادة إلكترونية، مثل التشويش، لتحييد الطائرات بدون طيار دون التسبب في أضرار مادية. يمكن نشره في تكوينات ثابتة أو متحركة، مما يدعم احتياجات الدفاع في المملكة العربية السعودية في حماية البنية التحتية الرئيسية.
Crotale NG الفرنسي، الذي طورته مجموعة Thales، هو نظام دفاع جوي قصير المدى يستخدم لحماية المنشآت الحيوية من مجموعة من التهديدات الجوية. مزود بصواريخ VT-1 التي تسافر بسرعات تصل إلى 3.5 ماخ مع مدى يزيد عن 11 كيلومترًا، يستخدم النظام الرادار وأجهزة الاستشعار الكهروضوئية للكشف عن الهدف والاشتباك معه. تم تكييفه للاستخدام البري والبحري في العديد من البلدان، بما في ذلك كوريا الجنوبية وفرنسا، حيث تقوم المملكة العربية السعودية بتشغيل النظام كجزء من بنيتها التحتية للدفاع الجوي.
اقتناء السعودية لأنظمة دفاع جوي جديدة مدفوع بالدروس المستفادة من الحروب الحديثة مثل أوكرانيا، التي تشهد استخدامًا متزايدًا للصواريخ والطائرات بدون طيار والتكتيكات غير المتكافئة. لقد أظهرت حرب أوكرانيا أهمية أنظمة الدفاع الصاروخي متعددة الطبقات، حيث طغت الضربات الصاروخية الروسية واستخدام الطائرات بدون طيار على الدفاعات الجوية التقليدية. تواجه المملكة تهديدات مماثلة من الجهات الفاعلة الإقليمية، مما يجعل الحاجة إلى الدفاعات الجوية الحديثة حاسمة.
وردًا على ذلك، قامت السعودية بدمج أنظمة متقدمة مثل ثاد الأمريكي الصنع للدفاع ضد الصواريخ الباليستية وبانتسير-إس1إم الروسية والصياد الصامت الصينية لمواجهة الطائرات بدون طيار والتهديدات المنخفضة الارتفاع. تعكس هذه الإضافات الطبيعة المتطورة للحرب الجوية، حيث تأتي التهديدات من ناقلات متعددة، بما في ذلك الطائرات بدون طيار والصواريخ والذخائر الموجهة بدقة. ومن خلال تعزيز قدراتها الدفاعية الجوية، تهدف المملكة إلى حماية البنية التحتية الحيوية والاستجابة للتعقيد المتزايد للصراعات الحديثة.
ادارة الموقع لا تتبنى وجهة نظر الكاتب او الخبر المنشور بل يقع على عاتق الناشر الاصلي
JOIN US AND FOLO
Telegram
Whatsapp channel
Nabd
GOOGLE NEWS
tiktok
مصدر الخبر
ادارة الموقع لا تتبنى وجهة نظر الكاتب او الخبر المنشور بل يقع على عاتق الناشر الاصلي
نشر الخبر اول مرة على موقع :www.defense-arabic.com بتاريخ:2024-10-23 15:15:00