السيد فضل الله: العدو غارق في رمال غزة… ولضرورة تنظيم النزوح السوري ومعالجة أسبابه

أكد السيد علي فضل الله أن العدو الاسرائيلي “يستمر في الغرق في رمال غزة، من دون أن يكون قادراً على أن يحقق ورغم مرور أكثر من مئتي يوم أي هدف من أهدافه فيها”.

وفي خطبة الجمعة التي القاها من على منبر مسجد الإمامين الحسنين في حارة حريك، قال السيد إن “العدو قد راهن ومنذ بداية المعركة، على كسر إرادة الشعب الفلسطيني بإتباعه سياسة القتل والتدمير بحقه ودفعه إلى التنازل عن حقوقه المشروعة، ولكنه فوجئ بإرادة هذا الشعب وصبره وصموده، فهو رغم الجراح والآلام والتدمير لم يهن ولم ينهزم”.

وأضاف “ما أربك هذا العدو ونقل المعركة إلى داخل كيانه، وهو الذي عبرت عنه تصريحات قادته العسكريين والأمنيين واعترافهم بفشلهم في إدارة المعركة، وعدم قدرتهم على تحقيق النصر الحاسم فيها، والاستقالات التي جرت أخيراً والتي يبدو أنها ستتوالى، وتصاعد التظاهرات الشعبية، والتي باتت تشكل ضغطاً على كيان قادة العدو ومجلس حربه”.

وتابع “أما الدول الداعمة لهذا الكيان فقد باتت تضيق ذرعاً به، بعدما بدا عاجزاً عن تحقيق الأهداف التي أعلنها رغم كل المهل التي أعطيت له والإمكانات والتغطية التي تأمنت له، حتى أصبح العدو موضع إدانة من العالم حتى وصل الأمر إلى رفع دعاوى ضده، فيما أخذت المحكمة الدولية تلوّح بمحاكمة قادة العدو، وهم راحوا يستجدون الولايات المتحدة للضغط على هذه المحكمة لمنع صدور أحكام بحقهم”.

وفي السياق، رأى السيد فضل الله أن العدو يسعى من خلال المفاوضات إلى تحقيق “ما لم يستطع أن يحققه في الميدان، من دون أن يبدي أي استعداد لإعطاء الشعب الفلسطيني حقه في إيقاف نزيف الدم والدمار والعودة الطوعية إلى أرضه وفك الحصار المطبق عليه”.

وتوجه بالتحية إلى “كل الذين يقفون اليوم مع هذا الشعب، عبر المواقف التي تدين هذا العدو أو عبر المسيرات أو ما نشهده من اعتصامات طلابية في العديد من الجامعات الأميركية الداعم الأساس لهذا الكيان، والتي امتدت إلى فرنسا وبريطانيا، رغم القمع والاعتقالات والطرد من الجامعات والتشويه الذي يتعرض له الطلاب في تحركهم، وهو ما يشكل إدانة لهذا الكيان وللدول التي تدّعي التزامها بالحرية وتدين من يخالفها”.

ودعا للفصائل الفلسطينية إلى “الاستجابة لكل الدعوات التي تعمل على توحيد الصف الفلسطيني، لمواجهة التحدي الذي يواجهه هذا الشعب من كيان العدو الذي يريد الإجهاز على القضية الفلسطينية بأكملها، وهو لا يفرق بين فصيل فلسطيني وآخر”.

في ما يتعلق بالملف اللبناني، قال السيد فضل الله إن “المقاومة تستمر بأداء دورها في مساندة الشعب الفلسطيني وبالحدود التي رسمتها، بإشغال الكيان الصهيوني مع الحرص على إبقاء المعركة بالحدود التي هي عليها”.

وأوضح السيد أنه “في هذا الوقت تستمر حركة الموفدين الدوليين وكان آخرها ما جاء به وزير الخارجية الفرنسي”، مرحباً “بأي مبادرة تسعى لمساعدة لبنان وإيقاف الحرب عليه”، لكنه في الوقت نفسه أعرب عن أسفه “أنه ما زلنا نرى أن حركة الموفدين لا تزال تأخذ في الاعتبار إخراج العدو من مأزقه بإيقاف المعارك على الحدود الفلسطينية اللبنانية وإعادة مستوطني كيانه، من دون الالتفات إلى معاناة الشعب اللبناني من هذا العدو وما قد يعانيه، أو أن تأخذ في الاعتبار السبب الذي دفع المقاومة لفتح هذه الجبهة والدور الذي تقوم به”.

وهنا أكد على “أهمية الموقف اللبناني الموحد في مواجهة هذا العدو وفي التعامل مع كل الطروحات التي يأتي بها الموفدون من الخارج”.

وعن النزوح السوري قال “بات هذا الملف يحتاج إلى معالجة جادة نظراً إلى التداعيات التي يتركها على أكثر من صعيد، وهو لا يتوقف على البعد المالي كالذي يتم العمل به من قبل الاتحاد الأوروبي وإغراء اللبنانيين به، بل معالجة أسبابه وتنظيم هذا الوجود بما لا يترك أية تداعيات على الداخل والهواجس التي تحدث من ورائه والخشية من تفاقمها مما يخل بالعلاقة بين اللبنانيين والنازحين السوريين”.

وختمه “ونبقى عند ما جرى أخيراً من اعتداءات جرت بحق عدد من القاصرين والتي أشارت إلى مدى الخطر الذي يهدد الساحة اللبنانية على الصعيد الأخلاقي، ما يستدعي استنفاراً من قبل الأهل لأداء دور الرقابة على أولادهم ومن كل العاملين في الشأن التربوي والاجتماعي والديني، لمواجهة تفشي هذه الظاهرة، ولا بد للدولة من تحمل المسؤوليات الجسام حرصاً على الأمن الاجتماعي لهذا البلد وسلامة أبنائه”.

مصدر الخبر
نشر الخبر اول مرة على موقع :www.almanar.com.lb
بتاريخ:2024-05-03 13:27:26
الكاتب:
ادارة الموقع لا تتبنى وجهة نظر الكاتب او الخبر المنشور بل يقع على عاتق الناشر الاصلي

Exit mobile version