الصاروخ الباليستي الروسي الجديد إسكندر-1000 يهدد طائرات إف-16 الأوكرانية ونصف أوروبا

صرح الرئيس الروسي فلاديمير بوتين، في 28 يونيو 2024، أن روسيا قد تبدأ في إنتاج ونشر صواريخ متوسطة وقصيرة المدى ردًا على عمليات نشر أمريكية مماثلة خارج أراضيها. ومن المحتمل أن تشمل هذه الصواريخ صاروخ “إسكندر-1000″، الذي تم الكشف عنه لأول مرة في مايو 2024 من خلال مقطع فيديو لإحياء الذكرى الثامنة والسبعين لموقع اختبار الصواريخ “كابوستين يار”. ووفقا لمصادر روسية، يمكن نشر هذه الصواريخ في كالينينغراد أو منطقة سمولينسك، مما يسمح لروسيا باستهداف ما يقرب من نصف الدول الأوروبية، فضلا عن الأصول البحرية في بحر البلطيق.

موقع الدفاع العربي 2 أغسطس 2024: صرح الرئيس الروسي فلاديمير بوتين، في 28 يونيو 2024، أن روسيا قد تبدأ في إنتاج ونشر صواريخ متوسطة وقصيرة المدى ردًا على عمليات نشر أمريكية مماثلة خارج أراضيها. جاء ذلك عقب بيان صادر عن القائد العام لقوات الصواريخ الاستراتيجية في 17 ديسمبر 2023، أشار فيه إلى أن المجمع الصناعي العسكري الروسي يمكن أن يبدأ بسرعة في إنتاج وتوريد هذه الأنظمة الصاروخية إذا لزم الأمر. وأكدت الخارجية الروسية بدء الإنتاج في 6 مايو 2024.

ومن الممكن أن يكون أحد هذه الصواريخ هو الصاروخ الباليستي متوسط ​​المدى إسكندر-1000 المصنف بشكل غير رسمي، والذي يجري تطويره حاليًا من قبل مكتب تصميم بناء الآلات الروسي (كولومنا). يعتمد هذا الصاروخ على نظام الصواريخ الباليستية 9K720 إسكندر-إم، بمدى يصل إلى 1000 كيلومتر، أي ضعف المدى الحالي لصاروخ إسكندر-إم. وتم الكشف عن هذا الصاروخ الجديد لأول مرة في مايو 2024 من خلال مقطع فيديو لإحياء الذكرى 78 لموقع اختبار الصواريخ كابوستين يار.

يأتي تطوير صاروخ إسكندر-1000 في أعقاب تقارير تشير إلى إجراء تحسينات لصواريخ “إسكندر” و”كينجال” لزيادة مداهما وبرؤوس حربية أكثر قوة وقدرات محسنة للتهرب من الدفاعات الجوية. وتتوافق هذه التطورات مع رد روسيا على الولايات المتحدة وحلفائها، خاصة بعد إعلان الولايات المتحدة في يوليو/تموز 2024 عن خطط لنشر صواريخ بعيدة المدى في ألمانيا. وأشار الرئيس بوتين إلى أن روسيا ستتخذ إجراءات متبادلة بناءً على تصرفات الولايات المتحدة وحلفائها. إن النشر المحتمل لصواريخ إسكندر-1000 في مناطق مثل سمولينسك يمكن أن يشكل أيضًا تهديدًا كبيرًا للطائرات المقاتلة الأوكرانية من طراز إف-16 التي وصلت حديثًا.

وتشير التقارير إلى أن إسكندر-1000 سيحتفظ بالتصميم الكلاسيكي لصواريخ 9M723-1/K5 ولكن مع زيادة بنسبة 10-15% في حجم شحنة الوقود الصلب، بالإضافة إلى محرك محدث ونظام تحكم محسّن ورأس حربي محسن. ومن المرجح أن يتميز هذا الصاروخ الباليستي الروسي الجديد بنظام توجيه بالقصور الذاتي مستقل، وتصحيح مساره عبر الأقمار الصناعية وربما توجيه راداري بناءً على خريطة التضاريس للمنطقة المستهدفة خلال مرحلة الطيران النهائية. ويقدر انحراف الصاروخ عن الهدف بمسافة 5 أمتار.

لتسهيل نشره، من المتوقع إطلاق صاروخ إسكندر-1000 باستخدام قاذفات إسكندر القياسية، التي تشترك في أوجه التشابه الهيكلية مع الصاروخ الباليستي 9M723 لنظام الصواريخ التكتيكية إسكندر. من المتوقع أن يكون نظام الدفع عبارة عن محرك صاروخي يعمل بالوقود الصلب مشابه لصاروخ 9M723 ولكن من المحتمل أن يكون أكبر. قد تستخدم نوعًا جديدًا من وقود الصواريخ عالي النبض، ربما يعتمد على الأوكتوجين، مع دفعة محددة تصل إلى 480 وحدة.

وفقًا للمعلومات المتاحة، يمكن لهذا الوقود الجديد دفع الصاروخ إلى سرعات تتراوح بين 2700 إلى 3100 م/ث، مما يؤدي إلى إطلاق رؤوس حربية شديدة الانفجار (HE-Frag) أو رؤوس حربية عنقودية يصل وزنها إلى 350 كجم على مسافات تتراوح من 900 إلى 1000 كم، أو رؤوس حربية أخف وزنًا يصل مداها إلى 1250-1300 كيلومتر. وسيحتوي الصاروخ على تحكم ديناميكي بالغاز ودفات ديناميكية هوائية للمناورة، مع قدرات تحميل زائد تصل إلى 25-30 وحدة. وسيتضمن أيضًا وحدة تصحيح INS وComet-P8 GLONASS/GPS أو نظام حرب إلكتروني على نطاق X/J/Ka.

إن تطوير إسكندر-1000 له آثار محتملة على قوات الناتو والقوات الأوكرانية. وميزة هذا التعديل الجديد لصاروخ إسكندر مقارنة بالأنظمة الأخرى مثل MiG-31K التي تحمل الصواريخ الباليستية التي تطلق من الجو Kh-47M2 Kinzhal هي قدرته على تقليل أوقات الكشف والاستجابة بشكل كبير. يتم اكتشاف الطائرة MiG-31K فور إقلاعها تقريبًا بواسطة رادارات الدفاع الجوي وأقمار الاستطلاع الإلكترونية البصرية، والتي يمكنها تتبع الطائرة ليلًا ونهارًا. يمنح هذا الكشف المبكر العاملين في المنشآت ذات الأهمية الاستراتيجية في أوكرانيا تحذيرًا لمدة 15 إلى 20 دقيقة قبل الضربة.

في المقابل، تولد محركات الصواريخ التي تعمل بالوقود الصلب في صاروخ إسكندر-1000 مشاعل متباينة الحرارة لا تكون مرئية إلا خلال مراحل الطيران النشطة، مما يوفر وقت تحذير أقصر من 2 إلى 7 دقائق، اعتمادًا على مسافة الهدف، مما يعقد جهود الاعتراض بواسطة أنظمة الدفاع الجوي مثل Patriot أو SAMP-T أو Iris-T SLM.

وصرح فلاديمير بوتين مؤخرًا أن روسيا قد تبدأ في نشر صواريخ متوسطة المدى ردًا على عمليات نشر أمريكية مماثلة في ألمانيا. ولذلك، يعتقد الخبراء العسكريون الروس أن عدة مناطق يمكن أن تستضيف هذه الصواريخ متوسطة المدى: منطقة سمولينسك، إلى جانب منطقتي فورونيج وموسكو، يمكن أن توفر عمقًا استراتيجيًا دون أن تكون قريبة من الحدود، ويمكن أن توفر منطقة كالينينجراد ميزة استراتيجية، حيث يمكن أن تستغرق الرحلة المحتملة من منطقة كالينينجراد إلى قواعد الصواريخ الأمريكية في ألمانيا أقل من ثماني دقائق.

إسكندر إم

وإذا نشرت روسيا صاروخاً باليستياً يبلغ مداه 1000 كيلومتر في كالينينغراد أو منطقة سمولينسك، فإن العديد من الدول ستكون ضمن نطاقه بسبب قربها. يمكن لصاروخ مداه 1000 كيلومتر يتم إطلاقه من كالينينغراد، الواقعة على بحر البلطيق وتحدها بولندا من الجنوب وليتوانيا من الشمال والشرق، أن يغطي جزءًا كبيرًا من أوروبا، بما في ذلك بولندا وليتوانيا ولاتفيا وإستونيا وألمانيا والدنمارك والسويد وجمهورية التشيك وسلوفاكيا وبيلاروسيا. ومن المحتمل أن تشمل هذه المنطقة أيضًا أجزاء من فنلندا وأوكرانيا والنرويج، اعتمادًا على المواقع المحددة المستهدفة داخل هذه البلدان.

ومن منطقة سمولينسك، الواقعة إلى الشرق داخل روسيا وعلى مقربة من الحدود الغربية للبلاد، يمكن أن يغطي الصاروخ الذي يبلغ مداه 1000 كيلومتر بيلاروسيا وأوكرانيا وبولندا وليتوانيا ولاتفيا وإستونيا ومولدوفا وأجزاء من رومانيا. وسيغطي هذا النشر أيضًا أجزاء من بحر البلطيق، مما قد يؤثر على الطرق البحرية والعمليات البحرية في المنطقة.

يسمح الموقعان الاستراتيجيان في كالينينغراد وسمولينسك لروسيا باستهداف العديد من الدول الأعضاء في حلف شمال الأطلسي والاتحاد الأوروبي، مما يثير مخاوف أمنية كبيرة داخل المنطقة. إن نشر صواريخ إسكندر-1000 في هذه المناطق من شأنه أن يوسع نطاق روسيا ويعزز قدرتها على تهديد الأصول الحيوية لأوروبا، ولكنه سيؤدي أيضاً إلى اتخاذ المزيد من التدابير الدفاعية من جانب أوكرانيا، وهو ما قد يحد بشكل أكبر من استخدامها لطائرات إف-16 التي استلمتها حديثاً.

ويمثل وصول الطائرات المقاتلة من طراز إف-16 إلى أوكرانيا مؤخراً من حلفاء الناتو، بما في ذلك ست طائرات من هولندا، خطوة مهمة في تعزيز القدرات الدفاعية لأوكرانيا. في 31 يوليو 2024، أظهرت صورة نشرتها مجلة Dumskaya الأوكرانية طائرة من طراز إف-16 تحلق فوق أوكرانيا، مما يؤكد التسليم. ويعد هذا التطور جزءًا من جهود أوكرانيا المستمرة لمواجهة التهديدات الجوية الروسية.

ومع ذلك، فإن وصول هذه الطائرات يسلط الضوء أيضًا على الأهداف المحتملة لـ إسكندر-1000. حذر الرئيس الروسي فلاديمير بوتين من أن أي قاعدة جوية غربية تستضيف طائرات إف-16 مخصصة لأوكرانيا ستعتبر هدفًا مشروعًا للقوات الروسية، بما في ذلك المطارات في دول الناتو مثل بولندا ورومانيا. إن قدرة إسكندر-1000 على ضرب الأهداف بدقة عالية مع وقت تحذير أقل تزيد من قابلية إصابة هذه القواعد الجوية والملاجئ.

وتستعد أوكرانيا لوصول طائرات إف-16 من خلال تدريب طياريها في الخارج وتعزيز أنظمة الدفاع الجوي لديها. على الرغم من هذه الجهود، فإن النشر المحتمل لصواريخ إسكندر-1000 في مناطق مثل سمولينسك يمكن أن يشكل تهديدًا كبيرًا للفعالية التشغيلية لطائرات إف-16. إن المدى الممتد للصاروخ وقدرته على تجنب الاعتراض يجعله أداة روسية جديدة لاستهداف القواعد الجوية والملاجئ الأوكرانية الرئيسية، مما قد يؤثر على نشر وفعالية الطائرات المقاتلة الأوكرانية الجديدة.

ادارة الموقع لا تتبنى وجهة نظر الكاتب او الخبر المنشور بل يقع على عاتق الناشر الاصلي

JOIN US AND FOLO

Telegram

Whatsapp channel

Nabd

Twitter

GOOGLE NEWS

tiktok

Facebook

مصدر الخبر
ادارة الموقع لا تتبنى وجهة نظر الكاتب او الخبر المنشور بل يقع على عاتق الناشر الاصلي
نشر الخبر اول مرة على موقع :www.defense-arabic.com بتاريخ:2024-08-02 21:08:32

Exit mobile version