الصحافة اليوم: 17-9-2024

الصحافة اليوم

<

p style=”text-align: justify”>تناولت الصحف اللبنانية الصادرة في بيروت صباح اليوم الثلاثاء 17-9-2024 سلسلة من الملفات المحلية والاقليمية والدولية.

الاخبار:

«بروفة» من المنازلة الكبرى | صنعاء للعدوّ: سيناريو «الإطباق» آتٍ

لا يتوقّف نجاح اجتياز الصاروخ الفرط صوتي اليمني مسافة 2000 كيلومتر وإصابة هدفه، على دلالة واحدة، وإن كان ذلك يُعدّ إنجازاً بذاته. لكن لهذا النجاح دلالات كثيرة على المستوى اليمني، وأهمها أن إطلاق الصاروخ قبل يومين، وكذلك مسيّرة «يافا» قبل أسابيع، على تل أبيب، يُظهر أن صنعاء تتجهّز للمنازلة الكبرى، بمناورة حيّة وحقيقية تختبر فيها قدراتها المصنّعة محلياً في الميدان الفعلي للمعركة. إلا أن إطلاق صاروخ واحد لا غير، يشير إلى أن اليمن لا يزال في حدود الدور الذي رسمه لنفسه في جبهة الإسناد، أي المشاغلة؛ إذ إن رفع السقف بما يتجاوز الدور المذكور، يحتاج إلى تنسيق مع بقية الجبهات في إطار الإطباق على الداخل الإسرائيلي، حين تقتضي الضرورة.من المنظور العام، أعطى الصاروخ فكرة عن قدرة «محور المقاومة» بأطرافه كافة على تكرار الفعل ذاته، متى قرّر الانتقال من حالة الإسناد إلى حالة الحرب، علماً أن جميع الأطراف حتى الآن تحاذر الانجرار وراء أهواء بنيامين نتنياهو الذي صار وجوده واستمراره السياسيان يعتمدان على النفخ في أبواق الحرب. ويأتي إطلاق «الفرط صوتي» ليؤكّد بالفعل هذه المرة، وليس بالقول فقط، أن المعادلة العسكرية التي كرّر الحديث عنها معظم قيادات المحور، والقائمة على «المطار بالمطار والميناء بالميناء والمنشأة بالمنشأة» لا تزال قائمة، وليُفهِم العدو بأن الصاروخ الذي وصل إلى هدفه خلال 11 دقيقة من عمق الأراضي اليمنية، يفرض عليه إجراء حسابات دقيقة، لأن ما يماثله، إذا انطلق من الأراضي اللبنانية مثلاً، فإن معدّل وصوله إلى الهدف أقل من دقيقة واحدة، وهو ما يعني أن طائراته لن تستطيع الهبوط على مدارجها إذا اضطرّت المقاومة إلى خوض الحرب.

ومن خلال إصابة الصاروخ هدفاً إسرائيلياً، يثبت اليمن أنه طرف أساسي في عمليات الإطباق المستقبلية من الجبهتين الجنوبية والشرقية، إلى جانب إيران والعراق، فيما يبقى «حزب الله» متوثّباً في الجبهة الشمالية. ولعل أفضل من عبّر عن القيمة العالية للعملية اليمنية، أحد الكتّاب الفلسطينيّين بالقول إن الصاروخ «أسقط فكرة أن فلسطين ملاذ آمن للمستوطنين اليهود»، بينما رأى إعلاميون إسرائيليون أن «صاروخاً واحداً أيقظ دولة بأكملها». على أن مفاعيل العملية لن تضاف إلى رصيد اليمن والمحور فحسب، بل إن امتداداتها تطاول دول الجوار اليمني، والتي لا تزال تمنّي نفسها بالتطبيع مع العدو الإسرائيلي، ولا سيما التطبيع الأمني. وسبق أن أكد اليمن، من خلال قيادته السياسية، أنه لن يرضى بوجود تهديدات أمنية إسرائيلية في جواره، وأعلن أنه سيعمل على إفشال تلك المخطّطات، وتحديداً من جانب السعودية التي رفعت جهوزية دفاعاتها الجوية بزعم الحفاظ على سيادتها. وتفيد المعلومات بأن الموافقة الأميركية على إعادة تسليح السعودية أخيراً، جاءت في سياق تعزيز هذه الدفاعات ضمن خطة أميركية أوسع لتشبيك الدرع الصاروخية الأميركية وتعزيزها لمنع الوصول إلى الأجواء الإسرائيلية. على أن اجتياز الصاروخ اليمني الأراضي السعودية من دون اكتشافه أو التعامل معه، يضع الخطط المشار إليها على المحك. وعلى أيّ حال، فإن الجانب السعودي يتعامل مع الإنجازات اليمنية في الجبهة الإسنادية على أنها تصيبه في مقتل، وهو ما عبّرت عنه صحيفة «الغارديان» البريطانية، حين أشارت إلى قلق الرياض من استحواذ صنعاء على صواريخ تفوق سرعتها سرعة الصوت، وقادرة على اختراق الدفاعات الجوية الإسرائيلية، وقالت إن «المملكة تدعو إلى أكثر من القصف المباشر لتقييد إمدادات الأسلحة إلى المجموعة، وهي تريد مزيداً من الضغط على إيران مع تنامي التهديد اليمني».

مفاعيل العملية تمتدّ لتطاول دول الجوار اليمني والتي لا تزال تمنّي نفسها بالتطبيع مع العدوّ

من جهة أخرى، يسلّط الحدث الضوء على الفشل الأميركي في البحر الأحمر وفي الأردن، مقابل اليمن. وفي هذا السياق، تتضح الأسباب التي عرقلت حاملة الطائرات «روزفلت»، التي كان يُفترض أن تحلّ محل الحاملة «آيزنهاور» التي انسحبت قبل أسابيع من البحر الأحمر. إذ اضطرّت «روزفلت» إلى الانسحاب أيضاً، الأسبوع الماضي، ولم تتجرأ على عبور باب المندب إلى البحر الأحمر بسبب ضعف قدرتها على المناورة، وخصوصاً في المنطقة الضيقة. وبدلاً من ذلك، تموضعت بعيداً عن مسرح العمليات والتماسّ المباشر مع قوات صنعاء، وبقيت تبحر في بحر عمان والمحيط الهندي، وفق ما أشارت إليه مجلة «ذا ناشيونال إنترست» الأميركية. وفي حين كانت حاملات الطائرات هذه تشكل العمود الفقري للقوة الهجومية للبحرية الأميركية لعقود من الزمن، فإن أساليب الهجوم الجديدة، بالطائرات من دون طيار وأنظمة الصواريخ المتطوّرة، تهدّد بإغراق دفاعاتها.

وفي هذا الإطار، رأت المجلة أن «دور حاملة الطائرات أصبح عتيقاً في مواجهة تلك التهديدات، ما يشير إلى الحاجة إلى إعادة تقييم استراتيجي لتجنب الخسائر المحتملة في الصراعات المستقبلية». وقد أعرب مسؤولون عسكريون أميركيون، في وقت سابق، عن خشيتهم من تمكّن اليمن من امتلاك صواريخ فرط صوتية سرعتها تفوق 5 ماخ، الأمر الذي يُبطل فعالية الدفاعات الجوية المتمركزة في حاملات الطائرات والسفن الحربية المرافقة لها. وأشارت المجلة إلى أن التقنيات الناشئة مثل الصواريخ الفرط صوتية مثيرة للقلق بشكل خاص، لأنها يمكن أن تتحرّك بشكل غير متوقّع بسرعات عالية، ما يجعل من الصعب مواجهتها من قبل حاملات الطائرات.

حرب الشمال حيلة نتنياهو للبقاء: الجيش يدعم حرباً ضد لبنان ويتجاهل نصائح أميركا

جبهة الشمال بين الواقع الأمني والاستغلال السياسي: نتنياهو يدفع بـ«تعديل حكومي» تحت شعار «حرب الشمال»

ليست المرة الأولى التي يعتمد فيها رئيس الحكومة الإسرائيلية بنيامين نتنياهو «استراتيجية» تغليف التحديات السياسية بالتحدّيات الأمنية الكبرى و«التهديد الوجودي» وغيرهما. فعل ذلك مرات عدّة خلال الحرب المستمرة على غزة. إلا أن وقائع الميدان في الجبهة الشمالية للكيان، على الحدود مع لبنان، بعد مرور نحو عام على الحرب، فرضت نفسها تحدّياً رئيسياً على طاولة القرار في تل أبيب، بما لا يسمح بتجاوزها، وإن كانت قابلة للاستغلال والاستثمار السياسي بالنسبة إلى نتنياهو. ولعل أبرز دليل على أولوية هذا الاستثمار السياسي هو تأجيله عقد اجتماع «الكابينت» للتصديق على قرارات تخصّ جبهة الشمال، 3 مرات على التوالي، أمس، بسبب انشغاله باتصالات سياسية مكثّفة لتنفيذ خطته في ما يتعلّق بالائتلاف الحكومي. ويبدو أن دخول رئيس حزب «اليمين الوطني» جدعون ساعر إلى الحكومة، وخروج وزير الحرب يوآف غالانت منها، باتا قاب قوسين أو أدنى من التحقّق، وربما خلال وقت قريب لا يتجاوز أياماً قليلة. وعلى هذا الأساس، يجدر تثبيت مرتكزات أساسية لفهم «الحفلة» الحالية في إسرائيل.أولاً، الوضع القائم في الشمال، والتصعيد العسكري المحتمل، هما مادة دسمة للاستثمار السياسي والجماهيري في الكيان، وتختلف خلفية الاستغلال بحسب اختلاف الجهة صاحبة العلاقة، إذ يتفق الجيش الإسرائيلي وغالانت ونتنياهو، على ضرورة إيجاد حل للشمال، وبما أن «حزب الله» متمسّك بموقفه الرافض لوقف جبهة الإسناد، فإن المستويين الأمني والسياسي يميلان الآن للاقتناع بحتمية العمل العسكري، بغضّ النظر عن شكله ومداه.

ثانياً، بعد اتفاقهما على ضرورة الحلّ، وإن كان عسكرياً، يبرز الخلاف بين المستويين الأمني والسياسي في الكيان. الأول يرى ضرورة التوجّه إلى تصعيد كبير على الجبهة اللبنانية، وعدم الاكتفاء بعملية محدودة، إذ ترى قيادة جيش العدو، أن عليها تحقيق إنجازات عسكرية ثقيلة تغيّر الواقع الأمني جذرياً في شمال فلسطين المحتلة، بما يتطلّب عملية عسكرية واسعة، وربما طويلة. وعلى هذه الخلفية، تطالب المؤسسة الأمنية بقيادة غالانت ورئيس هيئة الأركان بالتوصّل إلى صفقة في قطاع غزة وإنهاء الحرب، أو خفض حدّتها إلى الحد الأدنى، بما يمنح الجيش وقتاً وقدرات كافية للاستعداد لحرب الشمال الكبيرة، وفي ظلّ دعم أميركي واضح، والأفضل بلا شكّ أن يكون ذلك بعد انتهاء الانتخابات الأميركية. وهذا يخدم الإدارة الأميركية الحالية، ويعزّز حملة المرشّحة الديمقراطية كامالا هاريس. أما المستوى السياسي، وتحديداً نتنياهو، فيريد خلق ظروف متوترة إلى الحدّ الأعلى، تبقى على شفير الحرب، أو تنتقل بما هو جارٍ حالياً إلى مرحلة أعلى وأكثر تزخيماً – دون الحرب الشاملة – لخلق ضغط على المقاومة في لبنان، ودفعها إلى التفاوض والتراجع، ما يأتي بالأميركيين لاجتراح الحلول، وفي حال فشلوا (وهذا المُرجّح) ستكون «شرعية» لإسرائيل، ودعمٌ أميركي لتوسيع العمليات العسكرية أكثر فأكثر، وسيدفع ذلك الإدارة الأميركية إلى تسديد أثمان مباشرة، سواء لفشلها في خفض التصعيد وتحقيق تسوية، أو لاضطرارها إلى الانخراط في الحرب ولو بشكل غير مباشر وتدريجي. وهذا السيناريو يخدم بشكل مباشر المرشّح الجمهوري في الانتخابات الأميركية، دونالد ترامب.

الجيش يطالب بعدم الاكتفاء بعملية محدودة وبتحقيق إنجازات عسكرية تغيّر الواقع الأمني جذرياً

ثالثاً، يستغلّ نتنياهو الحاجة إلى تحرّك عسكري في الشمال لتحقيق أهداف سياسية كبرى، أهمّها إقالة غالانت من الحكومة، ثم توسيعها. وهذا هدف قديم – جديد لنتنياهو الذي سبق أن أقال غالانت قبل الحرب على خلفية ما عُرف بـ«الإصلاح القضائي»، لكنه أعاده إلى الحكومة بعد تفجّر تظاهرات عارمة في وجهه حينها. وخلال الحرب، انفجرت خلافات عدة بين الرجلين، خصوصاً في ما يتعلّق بالمفاوضات حول صفقة الأسرى، وقانون تجنيد الحريديين، وأهمّها على الإطلاق، موقف غالانت من مسألة احتلال «محور فيلادلفيا»، حيث عارض ذلك، وروّج لعدم الحاجة إليه، وأضعف موقف نتنياهو أمام الجمهور إلى حد بعيد. وتراكمت الأسباب التي يراها نتنياهو موجبة لـ«طرد» غالانت من الحكومة، لكنّ الخشية من ردود الفعل في الشارع الإسرائيلي، وكذلك في واشنطن، بعدما أصبح غالانت الوزير «الملك» لدى إدارة بايدن، حال دون اتخاذ القرار. اليوم، يحاول نتنياهو تغليف خلافه مع غالانت بتحدي جبهة الشمال، وهو يعتقد بأنه من خلال ذلك سيمتلك «شرعية» إقالة غالانت أمام الجمهور بشكل خاص، عبر اتهام الأخير بالضعف والجبن عن الذهاب إلى عملية عسكرية في الشمال، وتفضيله صفقة في قطاع غزة وتسوية في الشمال. وهذا ما دفع غالانت إلى تشديد مواقفه تجاه جبهة لبنان، خلال الأيام الماضية، إذ حاول الظهور في موقع الوزير المبادر والمهاجم الذي لا يخشى مزيداً من الحرب.

رابعاً، يروّج نتنياهو بأن استبدال غالانت برئيس حزب «اليمين الوطني» جدعون ساعر، وتوسيع التشكيلة الحكومية، يمكن أن يعزّزا صفقة التبادل مع «حماس»، ويُضعفا موقف وزير الأمن القومي إيتمار بن غفير داخل الحكومة، حيث سيكون للحكومة تأييد في «الكنيست» يسحب من بن غفير القدرة على إسقاطها متى ما أراد، ويضيّق عليه هامش تحرّكه داخل الائتلاف. وفي المقابل، يعتقد نتنياهو بأن وزير المالية بتسلئيل سموتريتش، أكثر واقعية، ومن الممكن إقناعه بدعم الصفقة، أو على الأقل عدم رفضها. وهكذا يكون نتنياهو قد تخلّص من غالانت، وتخفّف من عبء بن غفير، ويضمن بقاء حكومته إلى آخر ولاية «الكنيست» الحالي، أي بعد عامين تقريباً.

نتنياهو لهوكشتين: مع الاحترام… نفعل ما نراه مصلحتنا

«نقدّر الدعم الذي تقدّمه الولايات المتحدة، لكننا سنقوم بكل ما هو ضروري لإعادة مواطنينا إلى بيوتهم بأمان في شمال إسرائيل». بهذه العبارات استقبل رئيس حكومة العدو بنيامين نتنياهو الموفد الرئاسي الأميركي عاموس هوكشتين الذي حمل رسالة من البيت الأبيض تدعو إسرائيل إلى عدم شن حرب على لبنان.ووصل هوكشتين إلى تل أبيب أمس في زيارة تهدف إلى خفض التصعيد بين إسرائيل وحزب الله، وتجنّب حرب قد تنزلق إلى صراع إقليمي واسع وطويل الأمد. وعقد الموفد الأميركي سلسلة لقاءات شملت نتنياهو والرئيس الإسرائيلي إسحاق هرتسوغ ووزير الحرب يؤاف غالانت وزعيم المعارضة يائير لابيد.
الزيارة جاءت بعد ارتفاع منسوب التهديدات الإسرائيلية بعملية عسكرية واسعة على الحدود الشمالية مع لبنان، استمرت بعد وصوله واجتماعه مع نتنياهو الذي اعتبر أن «عودة سكان الشمال مرهونة بتغيير جذري في الوضع الأمني»، فيما أبلغ غالانت الزائر الأميركي أن «فرص التوصّل إلى اتفاق دبلوماسي تنفد»، وأن «العمل العسكري هو السبيل لإعادة سكان الشمال». في المقابل، اعتبر المبعوث الأميركي أن «المعركة الواسعة ضد لبنان لن تعيد الأسرى بل ستعرّض إسرائيل للخطر»، محذّراً من أن «صراعاً أوسع في لبنان يمكن أن يتطوّر إلى صراع إقليمي أوسع وأطول بكثير»، ومن أن «العملية العسكرية وحدها لن تعيد سكان الشمال إلى منازلهم».
وفيما لم يُعرف ما إذا كان هوكشتين سيزور بيروت لنقْل الرسالة نفسها حول ضرورة لجم التصعيد ومنع حصوله، سرّبت «هيئة البث الإسرائيلية»، أنه «سيقدّم خلال زيارته مقترحاً لإعادة ترسيم الحدود مع لبنان، وأن إسرائيل ترفض هذا المقترح وتعتبره استفزازاً في هذه المرحلة، لأنه يتضمّن تمرير الحدود عند موقع خيمة وضعها حزب الله في مناطق سيطرة إسرائيل (قبل أشهر من اندلاع عملية طوفان الأقصى)».

الموفد الأميركي حذّر من التصعيد: الحرب مع لبنان لن تجلب لكم الأمن

وقالت مصادر مطّلعة في بيروت إن ««كل هذه الطروحات والأفكار التي تحدّث عنها هوكشتين في زيارات سابقة، كانت تستند إلى تقديرات أميركية خاطئة بقرب التوصّل إلى اتفاق حول وقف إطلاق النار في غزة، وكان هوكشتين يسعى إلى تحضير الأرضية على الجبهة الجنوبية لمواكبة وقف الحرب بترتيب عسكري أمني في الجنوب وهذا ما لم يحصل». واستغربت المصادر وصف الزيارة باعتبارها الفرصة الأخيرة قبل التصعيد، لأن «مخاطر هذا الخيار يعرفها جيداً الإسرائيليون والإدارة الأميركية التي لن تسمح لهم بذلك مهما حاولوا ابتزازها، رغم أن كل الخيارات قائمة في ظل حكم المجانين في الكيان».
من جهة أخرى، نقلت صحيفة «يسرائيل هيوم» عن السفير الأميركي في كيان العدو جاك ليو قوله: «إننا نسعى للتوصّل إلى اتفاقات لمنع مواجهة لا ترغب بها إسرائيل ولا حزب الله»، معتبراً أن «التوصل إلى هدوء في غزة يمنع حرباً واسعة في الشمال». فيما اعتبر السفير الفرنسي لدى الكيان فريدريك جورنيس أن «الحرب مع لبنان ستكون مدمّرة للمنطقة، ولا نستطيع أن نتحمّل تكاليفها، كما أنها ستكون سيئة بالنسبة إلى إسرائيل»، مشيراً إلى أننا «نتحدّث مع الجميع في لبنان، وهذه هي مصلحتنا، ولدينا أيضاً قناة مع الأمين العام لحزب الله». وأضاف أن «الجميع يدرك أننا سنعود بشكل تقريبي إلى خطوط القرار 1701، لكن هذا لن يحدث حتى يكون هناك وقف لإطلاق النار في غزة».

اللواء:

هوكشتاين لنتنياهو وغالانت: لا مصلحة إسرائيلية في حرب بريّة

«الخماسية» تنتظر لودريان وتحذر من استمرار الفراغ.. وبرّي يسأل: لماذا لا تعترف بمبادرتي؟

تكاد مهمة الوسيط الأميركي آموس هوكشتاين التي ينظر اليها كفرصة لإقناع الرؤوس الحامية في اسرائيل من مخاطر اية مغامرة عسكرية، باتجاه توسيع الحرب مع لبنان، على خلفية اعادة سكان المستعمرات الشمالية، قبل انطلاق موسم المدارس، وكهدف من اهداف الحرب.

على ان السؤال، وسط توسع المواجهة من القطاع الغربي الى القطاع الشرقي، باستخدام اسلحة جديدة وبغزارة نيران صاروخية غير مسبوقة، هل تُبقي مهمة هوكشتاين محصورة بالمهمة الاساس: اي تحريض اسرائيل على عدم الحرب، ام فك الاشتباك بين مكونات «كابينت الحرب» الاسرائيلي، لا سيما بين رئيس الحكومة بنيامين نتنياهو ووزير الدفاع يوآف غالانت، الذي يطالب باجراء حسابات للحرب الموسعة والمتفلتة وسط كلام خرج الى العلن عن نية نتنياهو اقالة غالانت واستبداله بوزير الداخلية ساعور الاشد تطرفاً، والمدعوم من سارة زوجة نتنياهو.

وحسب ما رشح عن اجتماع هوكشتاين مع غالانت، فإن الاخير اعتبر ان ربط حزب الله وضعه «بحماس» فهذا يعني تضاؤل فرص التوصل الى حلّ دبلوماسي، ويُبقي العمل العسكري هو الحل المتاح لاعادة سكان الشمال، وفقاً لاعتقاده.

وفي خلفية تحرك هوكشتاين ان لا امكانية لحدوث تقدم في مهمته في اسرائيل، وصولاً الى لبنان خارج تحقيق هدنة في غزة، توقف اطلاق النار وتؤدي الى صفقة تبادل للأسرى والمتحجزين من اسرائيليين وجنسيات متعددة، وفلسطينيين في السجون والمعتقلات الاسرائيلية.

وابلغ هوكشتاين نتنياهو وغالانت ان معركة واسعة ضد لبنان لن تعيد الاسرى وستعرض اسرائيل للخطر.
ويتضح مما يحمله هوكشتاين، ان ذلك مرتبط باليوم التالي لجهة التفاهم على اعادة ترسيم الحدود البرية مع لبنان، بما يشمل قرية الغجر ومزارع شبعا.

ويتضمن المقترح تمرير الحدود عند موقع خيمة وضعها حزب الله داخل الاراضي المحتلة، وقد رفضت حكومة نتنياهو هذا المقترح معتبرة اياه استفزازاً.

وحسب مسؤولين اسرائيليين فإن فرص التوصل الى اتفاق منخفضة، متوقعين تصعيداً في الشمال.

ويتماهى قائد لواء الشمال في الجيش الاسرائيلي مع نتنياهو، وهو يعلن بأن جيشه جاهز لاحتلال شريط امني عند الحدود مع لبنان.

يشار الى ان قائد المنطقة الشمالية ناقش عملية رفع الجهوزية للقتال في لبنان مع قائد سلاح الجو.

وحذر اوستن غالانت من العواقب المدمرة على اسرائيل في حال شنت حرباً على لبنان.

وقال السكرتير الصحفي لوزارة الدفاع الاميركية بات رايدر ان اوستن اشار الى العواقب المدمرة التي قد يخلفها التصعيد الواسع على شعب اسرائيل ولبنان والمنطقة.

وكان هوكشتاين وصل إلى الأراضي المحتلة، امس، لإجراء محادثات في اسرائيل حول خفض التصعيد على الجبهة اللبنانية، ومنع توسّع الحرب،بعد تأكيد النوايا الإسرائيلية بشنّ عملية واسعة وقويّة في لبنان، حيث في ضوء نتائج مسعاه مع سلطات الاحتلال قد يزور بيروت او يعود خالي الوفاض.

وكان المتحدث باسم مجلس الأمن القومي الأميركي جون كيربي قال إن زيارة هوكشتاين إلى إسرائيل تهدف إلى منع فتح جبهة ثانية في الشمال.

وبعد وصول هوكشتاين إلى تل أبيب، أبلغ غالانت نظيره وزير الدفاع الأميركي لويد أوستن، في اتصال هاتفي، «أن فرص التوصل إلى تسوية تنهي المواجهات مع لبنان تتلاشى مع استمرار حزب الله في ربط نفسه بحركة حماس». كما ناقشا واجب إسرائيل في إعادة سكانها إلى منازلهم في الشمال، وتطرقا إلى الجهود المبذولة لإعادة الرهائن الذين تحتجزهم حماس في غزة.

ودعا الى ضرورة وقف النار واتفاق الرهائن، وان اسرائيل يجب ان تمنح المفاوضات الدبلوماسية الوقت لنجاحها. جاء ذلك بعد الهجوم الصاروخي الباليستي الذي شنه الحوثيون على تل ابيب.

واجتمع هوكشتاين ايضاً مع رئيس وزراء الكيان الإسرائيلي بنيامين نتانياهو ورئيسه إسحاق هرتسوغ.

وابلغ نتنياهو هوكشتاين «أن إسرائيل تقدر موقف واشنطن لكنها ستفعل المطلوب لحماية امننا وإعادة السكان إلى الشمال». حسبما نقلت صحيفة «يديعوت احرونوت» العبرية.
واعلن مكتب نتنياهو: «ان رئيس الحكومة أبلغ هوكشتاين أنه لا يمكن إعادة السكان إلى الشمال من دون تغيير جذري في الوضع الأمني».

وحسب موقع «واللا» الاسرائيلي فإن هوكشتاين ابلغ نتنياهو وغالانت ان واشنطن تعتقد ان لا مصلحة لاسرائيل من حرب مع لبنان، واذا وقعت ستنتهي وفقاً للحل الدبلوماسي المطروح.
وبالتزامن مع انعقاد جلسة الحكومة الاسرائيلية حول لبنان اطلقت صفارات الانذار في الجليل الاعلى.

الخماسية تنتظر مجيء لودريان

رئاسياً، يتوقع ان يزور الموفد الرئاسي الفرنسي جان ايف لودريان لبنان الاسبوع المقبل، بعد استئناف اللجنة الخماسية اجتماعاتها في بيروت السبت الماضي. في قصر الصنوبر، وهم لن يجتمعوا هذا الاسبوع لوجود السفير المصري علاء موسى خارج لبنان.

وافادت مصادر سياسية مطلعة لـ«اللواء» أن أية أفكار تتصل بالملف الرئاسي لم يتم تبادلها وإن كل ما ينقل في هذا المجال هو الجهوزية لتحريكه، على أن اللجنة الخماسية لا ترغب في حرق أية أوراق ولذلك قد تترك المهمة الرئاسية لزيارة الموفد الرئاسي الفرنسي جان ايف لودريان إلى بيروت قريبا.

إلى ذلك أوضحت المصادر نفسها أن ما سجل من تطورات على الجبهة الجنوبية والمواقف من ملف غزة قد يؤثر على الملف الرئاسي وبالتالي الحركة الجديدة تقوم على النجاح بفصل الإستحقاق الرئاسي عن ملف غزة.

وقد باشر السفير السعودي في بيروت وليد البخاري هذا الحراك بزيارة امس، الى المقر البطريركي الصيفي في الديمان للقاء البطريرك بشارة الراعي. وجرى خلال اللقاء مناقشة ابرز النقاط التي تناولتها اجتماعات اللجنة الخماسية.
وما سوف تساهم به زيارة الموفد الفرنسي جان ايف لودريان الى لبنان في سبيل الدفع بملف الاستحقاق الرئاسي. كما كان بحث في الاوضاع الراهنة في الجنوب والحرب في غزة.
وقد اكد السفير بخاري للراعي وقوف المملكة العربية السعودية دائما الى جانب لبنان واهتمامها بمساعدته على تخطي ازماته على الصعد كافة.وغادر الصرح من دون الادلاء بأي تصريح.

وكان سفراء اللجنة الخماسية في بيروت قد عقدوا اجتماعا يوم السبت الماضي لمدة ساعة في قصر الصنوبر مقر اقامة السفير الفرنسي، لمناقشة مستجدات الملف الرئاسي اللبناني.وحضره السفراء الفرنسي هيرفيه ماغرو والاميركية ليزاجونسون والسعودي وليد بخاري والمصري علاء موسى والقطري سعود بن عبدالرحمن بن فيصل ثاني آل ثاني.

وحسب المعلومات، استمع السفراء الى تقييم لحركة السفراء الاخيرة على القوى السياسية والتي اظهرت استمرار المواقف على حالها حول آلية جلسات التشاور وانتخاب رئيس الجمهورية، والتي ظهرت خلال جولة السفير المصري على الرئيس نبيه بري والنائب محمد رعد وسميرجعجع وما تلاها من مواقف للاطراف. كما جرى تقييم للاجتماع بين الموفد جان إيف لودريان والمستشار السعودي نزار العلولا في الرياض مؤخراً.
وبناءً على سلبية مواقف بعض الاطراف اللبنانية، عاد السفراء الى طرح التوافق بين الكتل النيابية على آلية الجلسات وتبني خيار ثالث للرئاسة يكون مقبولاً من جميع الاطراف.
واعتبرت مصادر السفراء «ان الخيار الثالث لم يعد خياراً بل ضرورة اكثر من اي وقت مضى. لذلك تُعوّل اللجنة الخماسية على زيارة الموفد الفرنسي لودريان الى بيروت قبل نهاية هذا الشهر للضغط على الاطراف بإتجاه قبول التوافق على الخيار الثالث كرغبة دولية». لكن المصادر اكدت استمرار مسعى اللجنة حتى لا ينقطع الامل نهائياً بإنجاز الاستحقاق الرئاسي.

وتساءل الرئيس نبيه بري: لماذا لا تعلن الخماسية عن تأييده مبادرته المعدلة للحوار، وصولاً الى الملف الرئاسي، وما دامت اطرافها قد ايدت منفردة المبادرة؟

استئناف مناقشة الموازنة

حكومياً، تستأنف الحكومة جلساتها حول الموازنة للعام 2025 وسط نقاشات واتصالات لإيجاد حل وسط لمطالب القطاعات المدنية والعسكرية على اختلافها، من العاملين في الخدمة او المتقاعدين، وإمكانيات الخزينة، مع اعلان الاساتذة المتعاقدين مع الجامعة اللبنانية عدم دخولهم الى الصفوف، قبل اقرار تفرغهم في مجلس الوزراء.

وفي مجال آخر، لا يزال ملف حقوق العسكريين المتقاعدين محور سلسلة اتصالات وقد ابلغ العميد الركن الطيار المتقاعد اندره بو معشر «اللواء» أن حقوق العسكريين المتقاعدين ترتكز على الاعتراف بحق الموظف والعسكري والمتقاعد بالعدالة والمساواة والعيش الكريم، من ثم تحديد تكلفة هذا الحق، يلي ذلك تحديد مصادر التمويل ورصد الاعتمادات، ولم يعد مقبولا التعاطي مع الحقوق على قاعدة تصريف الأعمال وتوزيع المتيسّر من الفتات.

الوضع الميداني

ميدانياً، هاجمت طائرات الاحتلال الاسرائيلي القرى الامامية في الجنوب من عيتا الشعب الى بليدا مروراً بميس الجبل وحولا، وصولاً الى كفرشوبا في القطاع الشرقي، مع الاشارة الى غارات سجلت ليل امس الاول على الاحمدية والعيشية قضاء النبطية.كما شنت الطائرات المعادية غارة على بلدة الطيبة، وتعرضت اطراف عيترون لقصف مدفعي.

وامتد القصف المعادي الى البقاع، حيث استهدفت طائرة حربية معادية مزرعة في محلة الكواخ بمنطقة الهرمل، مما اسفر عن اصابة 4 اشخاص بجروح بينهم 3 اطفال.

كما استهدف الطيران الحربي منطقة سهل سرعين قرب ضهور العيرون.
وردّت المقاومة الاسلامية بقصف ثكنة راموت نفتالي بصواريخ الكوتيوشا، كما استهدفت المقاومة ثكنة رميم وموقع رويسات العلم في تلال كفرشوبا وكذلك موقع السماقة، وانشاراً لجنود الاحتلال في محيطة ثكنة ميتات بالاسلحة الصاروخية.

<

p style=”text-align: justify”>

البناء:

اليمن يضرب تل أبيب بصاروخ فرط صوتي… والسنوار: سننتصر معاً كمقاومة

نتنياهو يعود إلى أيام كوخافي القتالية… ومخاطر انقسام سياسي واستقالات عسكرية

الإعلام العبري عن هوكشتاين: الحرب مخاطرة كبرى لن تعيد الأسرى والمهجرين

كتب المحرر السياسي

رغم طغيان التهديد الإسرائيلي بالتصعيد على جبهة لبنان على المشهد الإعلامي والدبلوماسي، بقيت الضربة اليمنية لتل أبيب قضية الرأي العام الأولى في العالم العربي، بعدما نجح صاروخ يمني واحد من طراز حديث من الصواريخ الفرط صوتية بتصميم وصناعة يمنية من اختراق كل الدفاعات الجوية الأميركية والغربية والإسرائيلية، وفشل أكثر من عشرين صاروخ دفاع جويّ في إسقاطه بعدما عجزت الرادارات عن اكتشافه والتحذير المبكر من دخوله أجواء فلسطين المحتلة، وتسبّب انفجاره في الجو بإثارة الذعر في دائرة زاد قطرها عن عشرات الكيلومترات حيث أفاد شهود عيان في مدينة الخليل في جنوب الضفة الغربية أنهم سمعوا صوت الانفجار كأنه قرب مدينتهم، بينما تناثرت شظاياه على دائرة قطرها عشرة كيلومترات وتسبّبت بإشعال حرائق في محطة قطار والغابات المجاورة لمطار بن غوريون، وكشفت العملية قدرات التقنيات اليمنية الحربية، بعدما كشفت عملية الأربعين التي استهدف عبرها حزب الله مقرّ الوحدة 8200 شمال تل أبيب عن قدرات مماثلة، ما يجعل عاصمة الكيان مكشوفة أمام الطائرات المسيّرة والصواريخ التي يملكها محور المقاومة، كما قال المحللون والخبراء داخل الكيان وتحدّثوا على القنوات العبرية. وعلّق قائد حركة حماس يحيى السنوار في رسالة وجّهها لقائد حركة أنصار الله السيد عبد الملك الحوثي عن العملية «عمليتكم في عمق الكيان تعيد وَهَجَ معركة طوفان الأقصى وتأثيرها على قلب تل أبيب من جديد».
وأضاف: «عمليتكم النوعية أرسلت رسالة للعدو عنوانها أن خطط الاحتواء والتحييد قد فشلت وأن تأثير جبهات الإسناد يأخذ منحى أكثر فعالية وتأثيرا». وتابع السنوار: «أعددنا أنفسنا لخوض معركة استنزاف طويلة تكسر إرادة العدو السياسية كما كسر طوفان الأقصى إرادته العسكرية». وأكمل: «تظافر جهودنا معكم ومع إخواننا في لبنان، وفي العراق سيكسر هذا العدو وسيلحق به الهزيمة». وأضاف: «أطمئنكم بأن المقاومة بخير وأنّ ما يعلنه العدو محض أكاذيب وحرب نفسيّة».

في تطورات الوضع داخل الكيان والحديث عن الحرب على لبنان، بقيت دعوات توسيع العملية العسكرية كما يسمّيها رئيس حكومة الاحتلال بنيامين نتنياهو موضع تجاذب داخل الحكومة والمؤسسة العسكرية، حيث تناقلت وسائل الإعلام العبرية عن مكتب نتنياهو معلومات متضاربة حول نيته إقالة وزير الحرب يوآف غالانت على خلفية تقدير الموقف حول قدرة الجيش على خوض الحرب في جبهتي غزة ولبنان معاً، وتركت التسريبات عن نية نتنياهو تعيين جدعون ساعر وزيراً للحرب تداعيات على المؤسسة العسكرية تمثلت بالتلويح باستقالات لعدد كبير من القادة، واعتبار تعيين ساعر إهانة للمؤسسة العسكرية، مما فسّر بنظر البعض تراجع نتنياهو عن الفكرة وتبنيه تعيين وزير الخارجية في وزارة الدفاع وتعيين ساعر مكانه. ومع بقاء الخيار العسكري مع لبنان على الطاولة وتداعياته السياسية والعسكرية، وصل المبعوث الرئاسي الأميركي أموس هوكشتاين تل أبيب والتقى نتنياهو وغالانت، ونقلت عنه وسائل الإعلام العبرية قوله إن توسيع العمل العسكري ضد حزب الله يهدد بإشعال حرب إقليمية، وهذه مخاطرة كبرى على «إسرائيل» يجب تفاديها، والحرب لن تعيد الأسرى ولا المهجرين، وفي نهاية الحرب سيكون حل دبلوماسي ولن يكون نصر حاسم، والحل الدبلوماسي سوف يشبه الحل المتداول حالياً، فلماذا المخاطرة بالحرب؟

فيما تصاعدت اللهجة الإسرائيلية ضد لبنان، دخل جبهة الجنوب الإسنادية لغزة في سباق بين التصعيد العسكري وبين المساعي الدبلوماسية التي يتصدرها الأميركيون لاحتواء التصعيد وتوجيه النصائح للمسؤولين اللبنانيين وحزب الله ولـ «إسرائيل» لعدم الدخول بحرب شاملة، غير أن التهديدات الإسرائيلية بعملية عسكرية لم تتوقف، إذ نقلت صحيفة «يسرائيل هيوم» نقلًا عن مصادر مطلعة، زعمها بأنّ «»إسرائيل» في أقرب لحظة للحرب الشاملة مع حزب الله منذ 7 تشرين الأول»، وادعت بأنّ «قائد المنطقة الشمالية في الجيش الإسرائيلي أوري غوردين اقترح تفويض الجيش إنشاء منطقة عازلة في جنوبي لبنان». وفي وقت سابق، ذكرت هيئة البث الإسرائيلية، أنّ «وزير الدفاع الإسرائيلي يوآف غالانت ورئيس الأركان الإسرائيلي هرتسي هاليفي اتفقا مع رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو على عملية عسكرية تعيد سكان الشمال إلى منازلهم». لكن الصحيفة ذكرت أنّ المبعوث الأميركي أموس هوكشتاين حذر من أن «العملية العسكرية وحدها لن تعيد سكان الشمال إلى منازلهم». وقالت: «هوكشتاين حذر الإسرائيليين من أن تصعيدًا واسعًا في لبنان قد يؤدي إلى حرب بمشاركة إيران».

وفيما لم تعرف نتائج المباحثات التي أجراها المبعوث الأميركي أموس هوكشتاين في تل أبيب، ولا إذا كان سيزور بيروت أم لا، أعلنت وزارة الخارجية الأميركية، أنّ «الحل الدبلوماسي هو الأمثل لجلب الهدوء إلى شمال «إسرائيل»»، في الوقت الذي يتواجد فيه المبعوث الأميركي أموس هوكشتاين في تل أبيب. ولفتت وزارة الخارجية إلى «أننا نعمل مع قطر ومصر على تقديم مقترح جديد بشأن غزة ونأمل أن نصل به إلى خط النهاية».

وفيما يرى خبراء ومحللون سياسيون أن الحرب في غزة والجنوب مفتوحة على كافة الاحتمالات بما فيها توسيع العدوان الإسرائيلي على الجنوب، شددت مصادر مطلعة في فريق المقاومة لـ»البناء» على أن حزب الله بالتنسيق مع بقية الأحزاب وفصائل المقاومة اللبنانية والفلسطينية يضعون كل الفرضيات على الطاولة ويستعدون للأسوأ ولا يستبعدون أي قرار تتخذه قيادة هذا العدو الغادر والمجرم، ولذلك المقاومة بكل فصائلها على أهبة الاستعداد لمواجهة أي عدوان إسرائيلي بالطرق المناسبة مع التأكيد على كل معادلات الردع التي وضعها الأمين العام للحزب السيد حسن نصرالله خلال خطاباته طيلة شهور الحرب الأحد عشر، خصوصاً استهداف المدنيين اللبنانيين يعني استهداف المقاومة لمستوطنات جديدة.. توسيع النطاق الجغرافي للعدوان يعني توسيع المقاومة للإطار الجغرافي في «إسرائيل» بالقدر نفسه أي أن مدن صيدا وصور والنبطية يعني الجليل وحيفا وما يماثلهما، الجولان مقابل البقاع.. استهداف الضاحية الجنوبية والعاصمة يعني استهداف تل أبيب وضواحيها والبنى التحتية في لبنان تقابله البنى التحتية في كيان الاحتلال….».

ورجحت المصادر أن يتفادى العدو الحرب الشاملة ويذهب الى توسيع الحرب وقواعد الاشتباك باتجاه استهداف المزيد من القرى الحدودية لاستكمال مخططه بإنشاء حزام أمني بطول 10 كلم وتهجير السكان لتقديم ذلك للمستوطنين كإنجاز عسكري وأمني يساهم في إعادتهم الى مستوطناتهم. وحذرت المصادر من أن «المقاومة في أي حرب واسعة لن تقاتل وفق قواعد الاشتباك القائمة والتي يعرفها العدو بل لن تكون هناك قواعد ولا حسابات ولا اعتبارات، وستؤدي الحرب الى تدمير كبير في لبنان وكذلك الأمر في «إسرائيل» ولن ينجح العدو بتحقيق أهداف الحرب لا سيما فرض الأمن في الشمال بمزيد من القوة العسكرية ولا استعادة المستوطنين بل قد يزيد عددهم الى مليون وربما لن يبقَ مستوطناً واحداً في كل شمال فلسطين المحتلة». وشددت المصادر على أن «إسرائيل» لم تعد قادرة على شن حروب بعد الإخفاقات التي منيت بها في غزة ورفح والضفة الغربية وجنوب لبنان والانهاك الاقتصادي من جبهتي اليمن والعراق، لا سيما وأن الحرب مع حزب الله مكلفة جداً لكون الحزب لم يستخدم سوى نسبة ضئيلة من قدراته وإمكاناته وخططه، إذ أعلن المكتب الإسرائيلي المركزي للإحصاء، أنّ «الاقتصاد الإسرائيلي يعاني أكثر مما كان متوقعًا وسط حرب شاقة»، وسط استمرار الحرب على قطاع غزة، إضافة إلى المواجهات مع «حزب الله» والقوات المسلحة اليمنية التابعة لحركة «أنصار الله» و»المقاومة الإسلامية في العراق».

وفيما كثرت التهديدات بعملية عسكرية في لبنان، أشار رئيس مجلس النواب نبيه بري ردًا على سؤال حول إمكانية قيام العدو الإسرائيلي بعملية عسكرية لاحتلال أراضٍ في الجنوب، بالقول: «فشروا». في وقت أكد المفتي الجعفري الممتاز الشيخ أحمد قبلان أن «ما يجري على حدودنا الجنوبية هي حرب لا سابق لها على الإطلاق، وقيمتها السيادية تساوي أصل وجود لبنان وتزيد»، مؤكدًا أن «المقاومة قيادةً وإدارةً وتنسيقًا وعدةً وعددًا ومراحل تجيد أكبر أدوار هذه الحرب بكلّ دقة». كما توجه «لمن يهمه الأمر»، بالقول: «المقاومة حتّى اللحظة لم تستخدم ترسانتها التي أعدّتها للحرب المفتوحة»، وتوجّه للبنانيين بالقول: «لا حربّ مفتوحة في الأفق، لكنّنا (بعون الله تعالى) جاهزون لها وقادرون على مواجهتها، وذلك لأن «إسرائيل» مهزومة ولا تملك قدرةَ هذه الحرب، فيما المقاومة تملك قدرةَ تغيير الموازين، بل هي قادرة على تغيير التاريخ إذا أخطأت «إسرائيل» الحسابات».

وشدَّد الشيخ أحمد قبلان على أنَّ «أي حرب كبيرة لن تبقى «تل أبيب» ولا حيفا ولا منصات غاز ولا محطات كهرباء ولا شبكات اتّصالات ولا مطارات ولا موانئ ولا خزانات الأمونيوم ولا منشآت عامة ولا قواعد عسكرية، كلّ ذلك لن يبقى خارج تسونامي الدمار غير المعهود، و»إسرائيل» تعرف هذه الحقيقة وتخشاها».

بدوره، رأى عضو كتلة «الوفاء للمقاومة» النّائب حسن عز الدين، أنّ «رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو أعجز من أن يوسّع الحرب في أيّ جبهة جديدة، لأنّ الجيش المتعب والمنهك الموجود في غزة لم يحسم أمرها إلى هذه اللحظة، ولا يستطيع الادعاء بأنه انتصر في غزة، فكيف سيدخل في توسيع جبهة جديدة مع لبنان أو غيره؟».

ميدانياً، أعلن «حزب الله»، في بيانات متلاحقة «استهداف مجاهديه عدد من مواقع وثكنات العدو، أبرزها مبانٍ يستخدمها ‏جنود العدو في مستعمرة المطلة بالأسلحة المناسبة وأصابوها إصابةً مباشرة».

وفي بيان آخر، ذكر الحزب أنّه «وبعد متابعة ‏ومراقبة لِقوات العدو الإسرائيلي في موقع بياض بليدا وبعد رصد حركة لِجنوده، استهدفها مجاهدو ‏المقاومة الإسلامية بِقذائف المدفعية وأصابوها إصابةً مباشرة».

وشَنَّ مجاهدو ‌‏المقاومة هجوماً جوياً بمسيرة انقضاضية على تجمّع ‏لِجنود العدو ‏الإسرائيلي في محيط موقع المطلة»، واستهدف موقع المطلة ‏بالأسلحة الصاروخية وأصابوه إصابةً مباشرة».

في المقابل واصل العدو عدوانه على لبنان، وأعلن مركز عمليات طوارئ الصحة العامة التابع لوزارة الصحة العامة، في بيان، أنّ «مسعفين اثنين من الدفاع المدني- كشافة الرسالة أصيبا بجروح طفيفة لدى استهداف العدو الإسرائيلي لفريقهم بقذيفة هاون فيما كان الفريق يقوم بواجبه الإنساني لتفقد آثار الغارة التي كان قد شنها العدو على بلدة طيرحرفا. وقد نقل المسعفان إلى المستشفى لتلقي العلاج اللازم».

سياسياً، أشار الرئيس بري إلى أن «ما طرحناه في 31 آب من تعديلات في مبادرتنا حول الملف الرئاسي هو آخر ما يصنعه الإنسان». وقال: «كل أطراف الخماسية أيَّدت مبادرتنا الرئاسية بالمفرق، فما الذي يمنع إعلان تأييدها بالجملة».

ونفت مصادر إعلامية محلية حصول اجتماع للجنة الخماسية في دارة السفير السعودي وليد بخاري اليوم، وخصوصًا أن السفير المصري في عطلة خارج لبنان. وأفادت بأنّ «الموفد الفرنسي جان إيف لودريان سيزور لبنان الأسبوع المقبل بين 24 و25 أيلول واللجنة الخماسية تنتظر نتائج زيارته لتبني على الشيء مقتضاه». وأشارت مصادر «الخماسية» وفق المصادر عن احتمال الدعوة لحوار برئاسة لودريان، إلى أنّ «ما من أمر مستبعَد. دعونا ننتظر زيارة لودريان وبعدها لكل حادث حديث».

JOIN US AND FOLO

Telegram

Whatsapp channel

Nabd

Twitter

GOOGLE NEWS

tiktok

Facebook

مصدر الخبر
نشر الخبر اول مرة على موقع :www.almanar.com.lb بتاريخ:2024-09-17 03:30:30
ادارة الموقع لا تتبنى وجهة نظر الكاتب او الخبر المنشور بل يقع على عاتق الناشر الاصلي

Exit mobile version