تناولت الصحف اللبنانية الصادرة في بيروت صباح اليوم الاربعاء 18-9-2024 سلسلة من الملفات المحلية والاقليمية والدولية.
الاخبار:
إسرائيل تنفّذ أكبر عملية أمنية في تاريخ الصراع: هل فُتحت أبواب حرب بلا ضوابط ولا أسقف ولا حدود؟
ابراهيم الأمين
خلال دقيقة واحدة، نجح العدو في توجيه أقسى ضرباته إلى جسم المقاومة الإسلامية منذ بدء الصراع مع العدو، في عملية أمنية استثنائية من حيث القدرة على الوصول إلى الأهداف، وإلى الوسائط، وفي إظهار عناصر التفوق التكنولوجي والاستخباراتي الإسرائيلي، أدّت إلى إصابة أكثر من ثلاثة آلاف مقاوم ومدني من وحدات حزب الله، عجّت بهم المستشفيات في الجنوب والبقاع وبيروت والضاحية.ما جرى أمس يضفي كثيراً من الدهشة من قدرة العدو على إيلام خصومه، ومن عدم ارتداعه عن القيام بأي عمل. وهو إذا كان يريد تأكيد تفوّقه الأمني، وأنه في حال يقظة دائمة، فقد أكّد المؤكد بأن من يواصل جريمته غير المسبوقة في غزة وفلسطين، يمكنه أن يفعل الكثير، بحيث لا مكان بعد اليوم لحديث عن تسوية وحلول، علماً أنه بعيداً عن الشعارات ورفع المعنويات، فإن العدو الذي تباهى بما حقّقه – ولو بعيداً عن الأضواء – يدرك جيداً أن هدفه الفعلي من العملية لم يتحقق، وهو إجبار المقاومة في لبنان على الاستسلام ووقف إسناد غزة.
ما قام به العدو أمس مثّل جرأة في استخدام الشر الذي يسكن في عقل وقلب من فكّر وخطّط وبرمج وقرّر ونفّذ أكثر العمليات لؤماً وخبثاً. وهو شر لم يسبقه أحد إليه. وعليه، شكّلت العملية تحوّلاً في مقاربته للحرب مع لبنان، خصوصاً أنه أقدم، عن سابق تصور وتصميم، على توجيه ضربة يعرف مسبقاً أنها ستصيب مدنيين، وهو يدرك جيداً أن الإجراءات التي يتخذها المقاومون، تفرض على قسم كبير منهم عدم إدخال هذه الأجهزة إلى كثير من المواقع، بدليل أن مئات من هذه الأجهزة انفجرت أمس في مكاتب ومنازل وسيارات.
وما أكّده العدو في عملية الأمس أنه لا يريد التقيّد بقواعد الاشتباك التي تمنع الاقتراب من المدنيين أو المنشآت المدنية، وأنه لن يميز بعد اليوم بين مقاتل على الجبهة أو حزبي يعمل في مكتب بعيد، وأنه لم يعد يهتم بحصر القتال بين عسكريين. وهو يقول بوضوح إنه ضاق ذرعاً بحرب الاستنزاف التي تخوضها المقاومة ضده، ويريد تغيير المعادلة.
ماذا عنّا نحن؟
ثمة نقاش له بعده الخاص انطلق بقوة داخل جسم المقاومة، سواء لمعرفة حقيقة ما حصل، أو لجهة التدقيق الأمني في مصدر الخرق الذي تسلّل منه العدو لتنفيذ هذا العمل الضخم. وهي عملية تبدأ من كيفية وصول العدو إلى معلومات أمّنت له الوصول إلى شحنة أجهزة الاتصال التي انفجرت أمس، مروراً بالخطوات التي اعتُمدت لضمان وصولها إلى أيدي المقاومين، وصولاً إلى طريقة التنفيذ وإحصاء الخسائر وانعكاسها على جبهة المقاومة.
الغضب الذي سيطر على الناس أمس لم ينعكس تهوّراً في أي خطوة أو ردة فعل. وعلى ضخامة ما جرى، وبمعزل عن التعطّش إلى رد كبير وصاخب، فإن المقاومة لن تخضع للانفعالات. لكنّ العدو يعرف جيداً أنه دفع المقاومة، مرة واحدة، إلى الخروج من مربع القواعد التقليدية للحرب القائمة منذ نحو عام، وأننا بتنا أمام وضع جديد.
تدفع اسرائيل المقاومة الى البحث عن رد باستخدام ما تتفوق فيه وبما يجبي من العدو، جيشاً ومؤسسات ومستوطنين، ثمن الجريمة
خلال أقل بقليل من عام، كان العدو يقف حائراً أمام مآلات الوضع على الحدود الشمالية، ويحاول يومياً حصر أضرار جبهة الإسناد اللبنانية. وعندما يصل إلى حدود اتخاذ قرار بعمل مجنون كالذي فعله أمس، فهو يحاول إفهامنا بأنه مستعدّ بصورة كبيرة لمواجهة جبهتنا. وكل ما قام به حتى الآن، بما في ذلك عملية أمس، يؤكد أنه يبرز عضلاته حيث يظهر تفوّقه الأمني والتقني وقوته النارية، لكنه لم يظهر بعد استعداده لحرب تصيبه في عنقه، فيلجأ إلى أعمال يفترض أنها تجنّبه توسيع دائرة النار. ولا تزال خشية العدو من أمرين، الأول الخوف من إقدام قوة الرضوان على شن هجوم بري على المستعمرات الشمالية أو حتى أبعد من ذلك، والثاني أن تلجأ المقاومة إلى استخدام ترسانة من الصواريخ النوعية في قصف منشآته العسكرية أو حتى الاستراتيجية.
والخشية من هذين الأمرين تنبع من إدراكه لعدم تفوّقه فيهما. ولذلك، يفضّل أن يخوض معركة تستوجب أدوات أمنية متطورة وجريئة، ودمجها بأعمال عسكرية عنيفة جداً، مثل القصف الجوي العنيف على أماكن يعتبرها مراكز أو قواعد للمقاومين، أو القيام بعمليات أكثر جرأة كما حصل في سوريا، عندما نفّذ عملية مركّبة، تضمّنت قصفاً جوياً وإنزالاً عسكرياً في منشأة عسكرية حساسة لم يكن ينفع معها القصف الجوي المتواصل. وهي عمليات، يفكر العدو في تنفيذها في لبنان، وقد حاول القيام بذلك بشكل مصغّر وضيّق في سنوات سابقة، لكنه امتنع عن تكرارها بعدما أيقن أن مجموعات المقاومة تنتظره في أكثر من نقطة.
عملياً، تدفع إسرائيل المقاومة إلى البحث عن ردّ وفق قاعدة التماثل. والأمر هنا، يكون من خلال لجوء المقاومة إلى استخدام ما تتفوّق به، بما يجبي من العدو، جيشاً ومؤسسات ومستوطنين، ثمن الجريمة.
ما حصل، يثبت الحاجة إلى عقل وشجاعة، لكنه قد يفتح الباب أمام بعض الجنون الذي يفيد أحياناً في إيقاظ حواس من لم يعد لديه أيّ نوع من الإحساس!
الميدان يصدّق رسالة السنوار: «كتائب رفح» باقية… وفعّالة
غزة | صدقت وقائع الميدان ما أكّده رئيس المكتب السياسي لحركة «حماس»، يحيى السنوار، في رسالته إلى قائد حركة «أنصار الله» اليمنية، عبد الملك الحوثي، من أن كل ما يدّعيه جيش الاحتلال من تدمير المقاومة في غزة محض أكاذيب، وأن «كتائب القسام»، ومن خلفها الأذرع العسكرية لفصائل المقاومة، مستعدّة لحرب استنزاف طويلة، إذ نفّذت الأخيرة، مساء أمس، كميناً مركّباً استهدف القوات الراجلة التي تعسكر في «محور فيلادلفيا» على الحدود المصرية – الفلسطينية، ليوقع «الحدث الأمني الصعب»، وفق ما وصفه إعلام العدو، أربعة من الجنود قتلى، ويصيب عدداً آخر، ما تطلّب من مروحيات الإخلاء عمليات نقل استمرّت لأكثر من ساعة كاملة.والحدث الذي تقاطع في توقيته مع الحدث الأمني الكبير الذي استهدف «حزب الله»، علّقت عليه صفحات المستوطنين بعبارة «الداء في لبنان والترياق في رفح… بعد وقت قصير من النشوة، نعيش مساءً بائساً وحزيناً». ووقعت العملية في حيّز مدينة رفح، التي أعلن رئيس أركان جيش العدو، هرتسي هاليفي، قبل ثلاثة أيام، أنه أتمّ تدمير كتيبتها التابعة لـ»القسام». كما جاءت بعد أسابيع من الهدوء الميداني، حيث لم يشهد ذلك المحور سوى عدد قليل من المهمّات القتالية المحدودة، في ما يبدو أنه انعكس على مقدار استعداد جنود العدو ويقظتهم.
وكان السنوار أكّد، في رسالته إلى الحوثي، أن «المقاومة تحضّر نفسها لمعركة استنزاف وستكسر إرادة العدو السياسية كما كسرت إرادته العسكرية». وفي هذا الصدد، تقدّر مصادر مقرّبة من المقاومة أن الأذرع العسكرية التي تعتمد منذ أسابيع تكتيك تقطير العمل الميداني، توافقاً مع تراجع حدّة العمليات البرية في كل مناطق القطاع، لا تزال تمتلك مخزوناً بشرياً ولوجستياً سيكون كافياً لإدارة القتال في حال قرّر العدو الاستمرار في عدوانه والبقاء في غزة. وفي هذا السياق، قال القائد السابق لفرقة غزة في جيش الاحتلال، إن «حماس تعاود السيطرة على كل منطقة تنسحب منها قوات الاحتلال في غضون ساعات أو أيام»، وإن البنية التحتية للحركة لم تفقد قدرتها على القتال.
السلوك الميداني للمقاومة مرتبط بجملة من الأبعاد، أهمّها توفّر الفرص الميدانية الدسمة
وتقدّر المصادر ذاتها، أن السلوك الميداني للمقاومة مرتبط بجملة من الأبعاد، أهمّها توفّر الفرص الميدانية الدسمة، والتي تسمح بعمليات قاتلة توقع خسائر بشرية محقَّقة في صفوف قوات الجيش، وأيضاً انخفاض التكلفة البشرية واللوجستية لتلك العمليات، خصوصاً أن أحداً لا يستطيع التكهّن بالوقت الذي ستحتاج إليه هذه الحرب لتضع أوزارها. وبدا واضحاً أيضاً، أن الأذرع العسكرية لفصائل المقاومة تنفّذ هجمات ذات رسائل سياسية، إذ تتعمّد إطلاق الصواريخ بأعداد محدودة، عقب تصريحات قادة العدو التي تحمل طابع الانتصار الناجز والحديث عن التمكّن من القضاء على المقاومة. وكيفما اتفق، لا يبدو أن المقاومة التي ستغلق قريباً عاماً كاملاً من القتال، في وارد تقديم تنازلات على طاولة التفاوض، والتي يطمح العدو من خلالها إلى تحقيق انتصار ناجز يعبّر عنه القادة السياسيون والعسكريون الإسرائيليون بعبارة: «تركيع حماس».
ميقاتي vs فياض: لمن تذهب الكهرباء؟
يجهد رئيس الحكومة نجيب ميقاتي للظهور بمظهر البطل في ملف الكهرباء. فيرسل المذكرات والطلبات الرسمية، ويعمّمها على الإعلام قبل وصولها إلى المعنيين في مؤسّسة كهرباء لبنان أو في وزارة الطاقة والمياه، قبل أن يظهر أن مضمونها يطلب من مديري المؤسّسات الرسمية الردّ، مهدداً بالمحاسبة وباتخاذ الإجراءات المناسبة. هذه العراضات بدأت في نهاية آب الماضي، واستمرّت لغاية أمس بعنوان: هل هناك عدالة في توزيع الكهرباء بين المناطق؟في نهاية آب الماضي، أرسل الأمين العام لمجلس الوزراء محمود مكيّة، رسالة إلى مؤسّسة كهرباء لبنان تتذرّع بوجود «شكاوى يومية واردة من المواطنين بشأن التفاوت في ساعات التغذية». وباسم ميقاتي، طالب مكية المؤسّسة بـ«الإفادة عن عدد ساعات التغذية، وكشف التفاوت في التوزيع» وإبلاغه بنسخة عن «جداول تزويد المرافق العامة الحيوية الأساسية بالطاقة، ومدى توفير العدد الكافي من ساعات التغذية لها». لكن المؤسسة، لم تردّ على طلب مكية لاعتبار أنها «لم تتبلّغ بشكل رسمي بالطلب» وفقاً لوزير الطاقة والمياه وليد فياض. رغم ذلك، «الرسالة عُرضت في الإعلام، وأرسلت عبر مجموعات واتسآب خاصة، ولكن لم يعتبر المدير العام لمؤسسة كهرباء لبنان كمال حايك أنّ هذه هي الآلية الرسمية لتبليغه»، يضيف فياض. إثر ذلك، تدخّل ميقاتي موجّهاً كتاباً إلى المؤسسة موقّعاً منه لتذكير فياض بطلب مكيّة بشأن «الإفادة بوصول الكتاب الأول لمؤسسة كهرباء لبنان من عدمه». وفي حال وصول الكتاب، وعدم الإجابة، لفت ميقاتي إلى «ضرورة اتخاذ الإجراءات المناسبة بحق المعنيين في المؤسسة».
من جهته، رأى فياض أنّه «غير معنيّ بالرسالة الأولى، فهي موقّعة من قبل الأمين العام لمجلس الوزراء، بينما تقتضي أصول المخاطبة بأن توجّه الرسالة إلى الوزير من قبل رئيس الحكومة، أو من وزير آخر». ولفت فياض إلى أنه «تبلّغ الرسالة الأولى عبر الإعلام» مشيراً إلى أن «وزير الطاقة ليس ساعي بريد بين الحكومة ومؤسّسة الكهرباء». من جهة ثانية، يقول فياض إنه يحضّر «للردّ على الرسالة الثانية لأنها موجّهة بشكل رسمي من رئيس الحكومة إلى وزير الطاقة والمياه».
فياض تجاهل الرسالة الواردة من الأمين العام لمجلس الوزراء لأنها تخالف أصول التخاطب
وبحسب مصادر «الأخبار» في مؤسسة الكهرباء، تبيّن أنّ مشكلة التوزيع تعود إلى مشاكل لوجستية وبشرية لن تُحلّ قريباً. وهي تتعلّق بشكل رئيسي بـ«خروج محطة التحكم المركزية في مبنى مؤسسة الكهرباء الرئيسي، بسبب انفجار المرفأ، عن العمل، ما جعل من غير الممكن معرفة كيفية توزيع الطاقة المنتجة في المعامل الحرارية أو المائية بعد وضعها على الشبكة». واليوم، تتم عملية توزيع الكهرباء من أحد المباني الفرعية للمؤسّسة، وتُستخدم «آلات بدائية تسمح فقط بمعرفة تردّد الكهرباء لعدم السماح بحصول حمل زائد، لكن من دون معرفة ساعات التغذية في المناطق». وهنا أكّد فياض أنّ قرض البنك الدولي بقيمة 250 مليون دولار المخصّص لقطاع الطاقة والمياه، سيلحظ إعادة بناء وتجهيز غرفة التحكم المركزي. ولم تنفِ المصادر في مؤسّسة الكهرباء بقاء عدد من المدن والأحياء بلا تغذية كهربائية لأيام إضافية بعد عودة المعامل إلى العمل. وأعادت السبب إلى مزاج الموظف أو القبضاي المسيطر على محطة التحويل.
إذاً، «التوزيع فالت تماماً، والضبط شبه مستحيل»، تقول المصادر في مؤسسة الكهرباء. ولا تنفي حصول «عمليات بيع لخطوط الكهرباء في المحطات التي استمرّ التيار بالوصول إليها خلال فترة التقنين القاسي، إذ لا رقابة على الموظفين فيها بسبب غياب غرفة التحكّم الرئيسي». سابقاً، كان توزيع الطاقة مراقباً من قبل المؤسّسة والتفتيش، وكان من الممكن تقديم تقارير ممكننة حول ساعات التغذية في كلّ منطقة. أمّا الآن، فبإمكان الموظف المناوب في محطة التحويل الاستنساب في إيصال الكهرباء لمن يشاء من الأحياء.
اعتداء إسرائيلي إجرامي يستهدف شبكة اتصالات حزب لله
كل لبنان في الضاحية لإعلان الوحدة.. وواشنطن تنفض يدها وتوفد أوستن
سجّل الجنون الاسرائيلي بالهجوم الاجرامي، على لبنان وبيئة حزب الله، عبر تفجير اجهزة بايجر اللاسلكية في الجنوب والبقاع والضاحية الجنوبية وصولاً الى سوريا تحولاً شديد الخطورة دفع بالوضع بلبنان والمنطقة الى حافة انفجار صاعق، قد يأتي على الاخضر واليابس، ويحصد حياة آلاف المدنيين، ويوقع الدمار من لبنان الى المدن الاسرائيلية كافة، بما في ذلك المنشآت الحيوية والنووية والكهربائية ومراكز الصناعات.
وأكدت مصادر سياسية مطلعة لـ«اللواء» أن حادث انفجار الأجهزة اللاسلكية «البيجر» لحزب الله قد يساهم في دفع الأمور إلى التأزيم وكل ذلك ينتظر صورة الرد والرد الثاني، وأشارت إلى أنه لم يعد بالإمكان الخوض في توقعات محددة لاسيما في ما خص إرساء التهدئة، معلنة أن مصير المواجهات المفتوحة لجهة توسع دائرتها وتجاوز الخطوط الحمر ينتظر ما بعد استيعاب ما جرى.
ورأت هذه المصادر أن الايام والاسابيع المقبلة مفصلية في ما خص السيناريو المقبل، على أن مشهد الإصابات على امتداد البلد يطرح السؤال عن القدرة على الإحاطة بأي طارىء يحصل.
ومع ان الاميركيين ينفضون يدهم مما يجري، مع الاعراب عن سعيهم لمنع التصعيد، فإن الكلام عن ايفاد وزير الدفاع الاميركي اوستن الى المنطقة بداية الاسبوع المقبل، لن يكون اكثر من ذر الرماد في العيون.
القضية الآن: من يبدأ الاشتباك الواسع أولاً: اسرائيل التي حوّلت كل اهتمامها لما تسميه جبهة الشمال (جنوب لبنان) ام حزب الله، الذي يحتاج لوقت ليتمكن من لملمة ما حصل في بيئته، من ضربة اجرامية، استباقية، لشل قدرته في اي حرب مقبلة.
الحادث الأمني الأشد خطورة
عند الثالثة والنصف من بعد ظهر امس (الثلاثاء 17 ايلول) كانت المعلومات على شاشات التلفزة، ومواقع التواصل، وعبر الوكالات المحلية والدولية تبث بأن عشرات، بل مئات من المواطنين اللبنانيين، ومن عناصر حزب الله اصيبت بجروح طفيفة او خطيرة جراء انفجار اجهزة لاسلكي معروف بنظام Pager المحمول باليد، بواسطة تقنية عالية.
الجريمة التي بدأت تتكشف تباعاً اسفرت عن 9 شهداء لتاريخه بينهم نجل النائب في كتلة الوفاء للمقاومة علي عمار، فضلاً عن ابناء مسؤولين آخرين في الحزب، والسفير الايراني في بيروت مجتبي اماني، كما ان نجل النائب حسن فضل الله يخضع للعلاج بعد اصابته بجروح ، في حين اصيب ايضاً نجلا وفيق صفا بجروح ايضاً، وامتدت يد الاجرام الى سوريا، حيث اصيب 14 عنصراً للحزب.
ونسبت «الجزيرة» الى مصدر أمني لبناني أن أجهزة الاتصال التي انفجرت «كانت مفخخة بشكل مسبق»، مشيراً إلى أن زنة العبوة التي تم تفجيرها لم تتجاوز 20 غراماً من المواد المتفجرة».
وأوضح المصدر الأمني أن أجهزة الاتصال التي تعرضت للتفجير تم استيرادها قبل 5 أشهر.
واشار المصدر إلى أنه يتم التحقيق في مجموعة فرضيات حول كيفية تفعيل الشحنة المتفجرة.
وعلى خط موازٍ، نقلت قناة «سكاي نيوز عربية» عن مصادر خاصة أن «الموساد وضع كمية من مادة PETN شديدة الانفجار على بطارية الأجهزة وتم تفجيرها عبر رفع درجة حرارة البطارية».
وحسب رواية حزب الله فإن عدداً من اجهزة تلقي الرسائل المعروفة بالـ«بايجر» والموجودة لدى عدد من العاملين في وحدات ومؤسسات حزب الله المختلفة، انفجرت بشكل متزامن، مما ادى، حسب وزارة الصحة الى اصابة ما يقارب 2800 شخص وسقوط 9 شهداء بينهم طفلة.
وفي بيان اولي، قال حزب الله، انفجر بعد ظهر الثلاثاء 17/9/2024 عدد من اجهزة تلقي الرسائل وادت هذه الانفجارات الغامضة الاسباب، حتى الآن الى استشهاد طفلة واثنين من الاخوة، داعياً الى الانتباه من الشائعات والمعلومات الخاطئة والمضللة التي تقوم بها بعض الجهات بما يخدم الحرب النفسية لمصلحة العدو الصهيوني.
وفي بيان لاحق، توعد حزب الله بأن «العدو الغادر والمجرم سينال بالتأكيد قصاصه العادل على هذا العدوان الآثم، من حيث يحتسب ومن حيث لا يحتسب».
الموقف في اسرائيل
في تل ابيب، طلب مكتب بنيامين نتنياهو من الوزراء عدم التعليق على الحدث في لبنان، وحذف مستشار نتنياهو (حسب يديعوت احرنوت) تغريدة له اشار فيها لمسؤولية اسرائيل عن هجمات بيروت، بعد دقائق من نشرها.
واعلن الجيش الاسرائيلي ان رئيس الاركان هيرتسي هاليفي شارك في اجتماعات مع كبار قادة الجيش لتقييم الوضع على الجبهات كافة هجوماً ودفاعاً، بما فيها الجبهة الشمالية.
وكشفت هيئة البث الاسرائيلية ان تقديرات المؤسسة الامنية في اسرائيل تشير الى ان حزب الله يستعد للردّ عسكرياً على «هجوم البيجر».
واشنطن تنفض يدها
ونفضت الولايات المتحدة الاميركية يدها مما حدث، وقال البنتاغون ان لا علم لديه بما حدث ولا صلة له بما حدث، في وقت كان فيه آموس هوكشتاين يتحدث عن «جنون» يهدد المنطقة، بعد فشل مهمته في اسرائيل.
واعربت الخارجية الاميركية عن قلقها الدائم بشأن أي واقعة يمكن ان تثير التصعيد بالشرق الاوسط.
واعلنت الخارجية الاميركية انه من السابق لأوانه معرفة مدى تأثير تفجيرات اجهزة الاتصال في لبنان على محادثات التهدئة.
واجرى وزير الخارجيةالاردني ايمن الصفدي اتصالاً بالرئيس ميقاتي، نقل اليه خلاله توجيهات الملك عبد الله الثاني بتقديم اي مساعدات طبية يحتاجها لبنان، واكد وقوف الاردن مع لبنان وسيادته واستقراره.
كما تلقى ميقاتي اتصالاً من وزير الخارجية المصري بدر احمد عبد القاضي الذي نقل اليه تضامن مصر رئيساً وشعباً مع لبنان في ما تعرض له من تفجيرات، ونقل دعم مصري لكل ما يحتاج لبنان.
أممياً، اعرب المتحدث باسم الامين العام للامم المتحدة عن أسفه لسقوط ضحايا مدنيين، محذراً من مخاطر التصعيد في لبنان.
الحدث الأمني الخطير
في الوقائع، سقط الاف الإصابات في حدث أمنيّ في الضاحية الجنوبية ومناطق لبنانية اخرى حيث اقدمت اجهزة العدو الاسرائيلي على تفجير بواسطة تقنية عالية نظام «البايجر» المحمول باليد لعناصر من حزب الله تعمل اكثرها في اجهزة مدنية وطبية في أكثر من مكان في الضاحية الجنوبية بشكل خاص. وافيد عن هجوم سيبراني على اجهزة اتصال لعناصر وقياديين بحزب الله.
بلغ عدد شهداء المجزرة الصهيونية بحق الشعب اللبناني عبر تفجير اجهزة التواصل الداخلي المشفر «بايجر» بحامليها في حصيلة اولية 15 شهيدا 9 في بيروت و6 في الجنوب والبقاع ونحو 2850 جريحاً بينهم 200 بحالة خطرة امتلأت بهم مائة مستشفى من مستشفيات بيروت ومناطق الضاحية الجنوبية والجنوب والبقاع، حسبما اعلن وزير الصحة العامة الدكتور فراس الابيض. وقد استقبل مستشفى الجامعية الاميركية مئات المصابين الجرحى.
وبين الشهداء ابن النائب علي عمار محمد مهدي (40 سنة) والطفلة فاطمة جعفر عبدالله بانفجار جهاز اتصال «بايجر» داخل منزل عائلتها في بلدة سرعين البقاعية، وأعلنت وكالة «مهر» الإيرانية إصابة السفير الإيراني في لبنان مجتبى أماني في انفجار جهاز «بايجر» به، واوضحت السفارة الإيرانية في بيروت: أن السفير أماني بصحة جيدة وأصيب بجروح سطحية.
كما اصيب ابن النائب حسن فضل الله وابنا مسؤول لجنة الارتباط في الحزب وفيق صفا، وابن مسؤول العلاقات الاعلامية محمد عفيف وجروحه طفيفة. وتردد ان عددا من مرافقي الامين العام للحزب السيد حسن نصر الله اصيبوا بجروح. لكن مسؤولاً كبيراً في «حزب الله» اكد: ان نصرالله لم يُصَب بأذى في تفجيرات أجهزة الاتصال.
وافيد ايضا عن إصابة 16من عناصر حزب الله في السيدة زينب بدمشق وريف دمشق جراء انفجار أجهزتهم للاتصال اللاسلكي.
وأكد الابيض أن غالبية الإصابات بتفجير أجهزة الاتصال باليد والوجه، مع استمرار وصول الإصابات جراء تفجير أجهزة الاتصال للمستشفيات.
ووجه الأبيض نداء إلى كافة المستشفيات باستقبال جميع المصابين، مؤكداً أنه لا توجد مستشفيات امتنعت عن استقبال أي جرحى، مشيراً الى ٢٠٠ مستشفى فتحت ابوابها للمصابين.
وأكدت مصادر مطلعة أن «ما حصل من تفجير لأجهزة «البايجر» هو عمل أمني محدود بنوعية محددة من الأجهزة الجديدة وصلت إلى حزب الله مؤخرًا، وأن ليس كل الأجهزة التي يمتلكها عناصر حزب الله إنفجرت.
وشرحت المصادر أن ألاجهزة الحديثة التي استقدمها حزب الله تتميز بإحتوائها على بطاريات ليثيوم، حيث تمكنت إسرائيل من إختراق الموجة التي يعمل عليها عناصر الحزب وإرسال بيانات هائلة عليها في اللحظة ذاتها ما يؤدي إلى حماوة كبيرة في البطارية قبل انفجارها. وأكد المصدر أن مفاعيل الحدث الأمني إنتهت حالياً. فيما قالت مصادر اخرى انه جرى اختراق شريحة الاجهزة وتفجيرها.
وفي هذا الإطار أشارت مصادر أمنية لـ «رويترز» إلى أن أجهزة الإتصال التي إنفجرت هي أحدث شحنة زود حزب الله عناصره بها.
ايضا، افيد ان إسرائيل خرقت حاملي أجهزة «البايجر» في علي النهري ورياق وتسجيل عدد كبير من الاصابات. ايضا، سقط عدد من الاصابات في مختلف بلدات النبطية وبنت جبيل وقضاء مرجعيون والبقاع قرب بعلبك والهرمل.
وذكر مصدر أمني: أن انفجار أجهزة الاتصال في لبنان سببه اختراق بوساطة تقنية لاسلكية. ونقلت عن مسؤول من «حزب الله» ان تفجير أجهزة الاتصال يشكّل أكبر اختراق أمني حتى الآن.
وقد أمَّت منزل النائب علي عمار في برج البراجنة لتقديم التعازي والتبريك وفود سياسية كثيرة وكان بين المعزين رئيس الحكومة نجيب ميقاتي. وقال الرئيس ميقاتي في كلمة:الرحمة للشهداء والدعاء بالشفاء العاجل للجرحى وحادث اليوم خطير جداً.
واعلن المعاون السياسي لأمين عام حزب الله السيد حسن نصرالله حسين الخليل من دارة عمار رداً على سؤال حول تفجير اجهزة الاتصال «لاحقين عالرد وعلى العدو أن يتوقع من لبنان كل شيء بعد الجرائم التي ارتكبها بحق اللبنانيين».
تحرك الحكومة
واعلن مجلس الوزراء الذي كان مجتمعاً لدراسة الموازنة عن استنفار صحي، بعدما طلب الرئيس ميقاتي من وزير الصحة فراس الابيض مغادرة الجلسة، للاشراف على عمل المستشفيات والمؤسسات الصحية، فيما بدأت وزارة الخارجية التحضير لتقديم شكوى ضد اسرائيل، وقرر مجلس الوزراء ابقاء جلساته مفتوحة.
وفيما زار الرئيس نجيب ميقاتي النائب علي عمار معزياً باستشهاد نجله، اتصل الرئيس نبيه بري بالنائب عمار معزياً.
المواقف
وتعليقاً على العدوان، قال بري: ما اقدمت عليه اسرائيل عصر امس لا يرقى الى مستوى المجزرة فحسب، انما هو جريمة موصوفة، والعالم بأسره مدعو الى تحرك عاجل للجم آلة الارهاب الاسرائيلي المتفلت والمجرم، والذي يهدد المنطقة والامن والاستقرار الاقليمي بشر مستطير.
وقال الرئيس فؤاد السنيورة: الحزن والأسى يلف لبنان بأسره، ومن اقصاه الى اقصاه بسبب هول هذه الجريمة النكراء، مضيفاً: الشعب اللبناني يتكامل ويتضامن مع بعضه، مع ضحاياه وجرحاه، وانها لحظة لتأكيد وحدة اللبنانيين بعد هذه العدوانية الاسرائيلية المتمادية.
واجرى النائب السابق وليد جنبلاط اتصالاً تضامنياً مع الرئيس بري، كما اتصل برئيس وحدة الارتباط بحزب الله وفيق صفا معزياً حزب الله.
وقال النائب وائل ابو فاعور الذي قدم التعازي للنائب عمار، في منزله في الضاحية الجنوبية: موجودون في الضاحية للوقوف الى جانب ابناء وطننا الذين يتعرضون للاعتداءات الاسرائيلية.
واعلن رئيس التيار الوطني الحر النائب جبران باسيل: «في السياسة نختلف او نتفق، اما في مواجهة العدو فنقف الى جانبكم من دون تردد، امنكم من امننا، ووحدة لبنان وسلامة اهله فوق كل اعتبار».
واعرب رئيس حزب القوات اللبنانية سمير جعجع بعد لقاء السفير السعودي في لبنان وليد بخاري عن اسفه وحزنه على «ما حدث اليوم، الآلاف في المستشفيات، وهيدا مش وقت نحكي سياسة».
اقفال المدارس والجامعات
واستنكاراً للعمل الاجرامي الاسرائيلي، اعلن وزير التربية والتعليم العالي عباس الحلبي اقفال المدارس والثانويات والمعاهد الفنية الرسمية والخاصة والجامعة اللبنانية ومؤسسات التعليم العالي الخاصة كافة اليوم الاربعاء.
الوضع الميداني
ميدانياً، لم تتوقف الاعتداءات الاسرائيلية على القرى والبلدات الجنوبية، فأدت الغارة على بلدة بليدا الى سقوط شهيد.
JOIN US AND FOLO
Telegram
Whatsapp channel
Nabd
GOOGLE NEWS
tiktok
مصدر الخبر
نشر الخبر اول مرة على موقع :www.almanar.com.lb بتاريخ:2024-09-18 03:56:14
ادارة الموقع لا تتبنى وجهة نظر الكاتب او الخبر المنشور بل يقع على عاتق الناشر الاصلي