<
p style=”text-align: justify”>تناولت الصحف اللبنانية الصادرة في بيروت صباح اليوم الثلاثاء 19-11-2024 سلسلة من الملفات المحلية والاقليمية والدولية.
الاخبار:
قوات العدوّ تعجز عن التقدّم البري
ضمن مساره التصعيدي المستمرّ منذ أيام، شنّ العدوّ الإسرائيلي مساء أمس غارة على شقة سكنية إلى جانب مقهى شعبي في منطقة زقاق البلاط في بيروت، حيث توزّع مساعدات إغاثية للنازحين، ما أدى إلى استشهاد 5 أشخاص وإصابة 31 آخرين. وهذا الاستهداف الثالث الذي يطاول أحياء العاصمة بعد استهداف منطقتَي رأس النبع ومار الياس أول من أمس.
ويبدو واضحاً، وخصوصاً من غارتَي مار الياس وزقاق البلاط، أن العدوّ يتقصد إثارة مشكلة بين أهل العاصمة والنازحين عبر الزعم بأنه استهدف في زقاق البلاط «غرفة عمليات لحزب الله». فيما أكدت مصادر أمنية أن العدو يكذب في ادعائه بأنه استهدف في مار الياس «مسؤولاً عملياتياً في المقاومة»، إذ إن الغارة استهدفت متجراً لبيع الإلكترونيات، واستُشهد شقيق صاحب المتجر، وليس قيادياً في حزب الله الذي لم ينعَ أيّ مسؤول. ونقل موقع «أكسيوس» عن مسؤولين إسرائيليين قولهم صراحة إن «تكثيف الغارات على بيروت هو لزيادة الضغط على حزب الله ليقبل اتفاق وقف إطلاق النار».
وبعد نحو ساعة على غارة زقاق البلاط، أطلقت المقاومة صلية صاروخية باتجاه منطقة تل أبيب، وسط فلسطين المحتلة. وبعدما دوّت صافرات الإنذار بكثافة في المدينة وأكثر من 100 مدينة ومستوطنة حولها، سقط صاروخ «ثقيل»، بحسب تعبير الشرطة الإسرائيلية، بشكل مباشر، على مبنى في حيّ بني براك شرق تل أبيب، ما أدى الى دمار كبير في المبنى الذي اخترق الصاروخ عدة طبقات منه، وحطّم واجهات المباني والمتاجر المحيطة حتى مسافة كيلومتر واحد، وأُصيب 6 مستوطنين بجروح بين خطيرة ومتوسّطة. وادّعى جيش العدو بداية أن «سلاح الجو اعترض صاروخاً عبر من الأراضي اللبنانية». وبعد وقت قصير، أكدت الشرطة الإسرائيلية أن «الهجوم قرب تل أبيب لم ينجم عن شظايا صاروخية، بل عن سقوط صاروخ بشكل مباشر على مبنى». وأضاف قائد شرطة تل أبيب أن «المبنى الذي ضُرب قد ينهار». ونقلت «القناة 12» عن رئيس بلدية رمات غان (ضمن تل أبيب) أن «هناك تبايناً في إعلانات الجيش الإسرائيلي والشرطة بشأن ما حدث في المدينة (…)». كما أشارت وسائل إعلام العدوّ إلى العثور على بقايا صاروخ من طراز «فاتح 110». كما أعلنت سلطات الاحتلال تعليق الحركة مؤقتاً في مطار بن غوريون. وعند منتصف الليل، أصدرت المقاومة بياناً جاء فيه أنه «في إطار سلسلة عمليّات خيبر، شنَّ مجاهدو المُقاومة الإسلاميّة هجومًا جويًا بسربٍ من المُسيّرات الانقضاضيّة النوعيّة على نقاط عسكريّة حساسة – سيتم الإعلان عنها لاحقًا – في مدينة تل أبيب».
اخترق الصاروخ عدة طبقات من مبنى في حيّ بني براك في تل أبيب وتسبّب بدمار واسع
وخلال النهار، قصفت المقاومة بالصواريخ أهدافًا عسكرية في الشمال، واستهدفت عدة مستوطنات ومدن ضمن دورة القصف اليومي التي ثبّتتها المقاومة منذ أسابيع، ابتداءً من كريات شمونة وصولاً الى الكريوت شمال حيفا، وقد أضافت إليها أمس مستوطنتَي كيرِم بن زِمرا وحوسن، للمرّة الأولى. وبحسب إعلانات العدوّ، تجاوز عدد الصواريخ التي أطلقها حزب الله، أمس، 140 صاروخاً، في حين كان العدوّ قد روّج الى أن الحزب – بفعل ضربات الجيش الإسرائيلي – بات قادراً على إطلاق 40 الى 50 صاروخاً في اليوم فقط.
وفي الميدان، لا تزال قوات العدو تعمل على محورَي الهجوم الأساسيّين، في الخيام في القطاع الشرقي، وفي شمع في القطاع الغربي. في القطاع الاول، مرّ يوم جديد من دون أن تتمكّن قوات العدو التي حشدت آلياتها وجنودها، من اجتياز الأطراف الجنوبية والشرقية والغربية لبلدة الخيام باتجاه أحيائها الداخلية. وجاء الطقس العاصف ليصعّب مهمّة جيش العدو، في ظلّ أمطار غزيرة وضباب غطّى المنطقة. وخلال نهار أمس، كثّف العدو قصفه وغاراته على الخيام للتغطية على دبابات «الميركافا» التي كانت تحاول التقدّم باتجاه سهل الخيام، مقابل مستعمرة المطلة والأطراف الشرقية والجنوبية للخيام ووطى الخيام، صعوداً نحو حيّ المسلخ والمهنيّة والمعتقل. واندلعت الاشتباكات مع المقاومين، بداية من وطى الخيام إلى محيط المعتقل والمهنية والمسلخ. وفي القطاع الغربي، تعرّضت قوات العدو المتوغّلة في أطراف بلدة شمع لنيران كثيفة من المقاومين خلال النهار، وهجمات بالمسيّرات الانقضاضية على تجمّعات الجنود غربي البلدة. ومع ساعات المساء، سُمع دويّ انفجارات متتالية، تبيّن أنها ناجمة عن استهداف تجمّعات جنود العدو الذين احتموا في محيط مقر «اليونيفل» عند مدخل شمع الشمالي باتجاه البياضة. وتحاول القوات الإسرائيلية السيطرة على شمع بهدف الانتقال منها غرباً نحو البياضة الواقعة على مرتفع يُشرف على ساحل صور ومنطقتها. ولفتت مصادر ميدانية إلى أن صاروخاً استهدف دبابة «ميركافا»، وأدى الى احتراقها. ولا تزال قوات العدو موجودة في وادي الضبع وعين الزرقاء، الفاصل بين شمع وطيرحرفا، ولم تتمكّن من الدخول الى الأخيرة.
في غضون ذلك، شيّعت بلدتا بطرماز (الضنية) ومشمش (عكار)، أمس، الشهيدَين في الجيش اللبناني، المعاون أول بسام الزاخوري، والعريف أول محمد حسين زعيتر، اللذين استشهدا بقصف مدفعي استهدف مركز الجيش في تلّة الشعيري في الماري (حاصبيا).
وكان الشهيدان يخدمان في مركز الجيش الواقع عند محطة ضخ مياه الوزاني عند مجرى النهر، لكنهما انتقلا إلى مركز الماري، بعد قرار قيادة الجيش الانسحاب من النقاط المتقدّمة مع اقتراب عملية التوغّل البرّي الإسرائيلي.
هوكشتين أمام الفرصة الأخيرة: 3 أيام من التفاوض بالنار
عوكر تتعمّد نشر أجواء سلبية مقابل «تفاؤل محرز» عند بري وميقاتي
بانتظار وصول الموفد الرئاسي الأميركي عاموس هوكشتين الى بيروت في الساعات المقبلة، بقي الحذر يسود الأوساط الرسمية اللبنانية إزاء مستقبل المفاوضات حول وقف إطلاق النار. ومع أن لبنان صاغ رداً على المسوّدة الأميركية وسلّمها الى السفارة الأميركية في بيروت ظهر أمس، فإن منسوب التفاؤل لدى الرئيسين نبيه بري ونجيب ميقاتي تراجع بعد تأكيد رئيس حكومة العدو بنيامين نتنياهو أن حكومته ستفاوض تحت النار، ما عُدّ ضغطاً إضافياً، فيما حرصت السفارة الأميركية في بيروت على تسريب إشارات سلبية، وتبيّن أن خلف هذه التسريبات احتمال أن ترفض إسرائيل المسوّدة بعد إدخال تعديلات عليها، وبالتالي محاولة تحميل لبنان مسؤولية فشل التوصل الى اتفاق.
وقالت مصادر مطّلعة إن ما أشيع نهار أمس عن احتمال تأجيل زيارة هوكشتين مردّه الى أن الردّ اللبناني لم يكن قد وصل الى السفارة في عوكر بعد، علماً أن اتصالات المسؤولين اللبنانيين بهوكشتين لم تتوقف، وترافق ذلك مع اتصالات أجراها الرئيس نجيب ميقاتي بمسؤولين في فريق الرئيس الأميركي المنتخب دونالد ترامب، لاستكشاف حجم دعم الإدارة الجديدة لمهمة هوكشتين، وسط مخاوف مستجدّة من أن تعمد إدارة جو بايدن الى مناورات لإفشال المهمة، في سياق إلقاء كرة اللهب في ملعب الرئيس الجديد بعد تسلّمه الحكم في 20 كانون الثاني المقبل.
ومع تمسك الأطراف الأميركية والإسرائيلية واللبنانية بعدم الإفصاح عن المسوّدة، فقد تبيّن أنها مؤلفة من نحو خمس صفحات تضمّ أكثر من 12 بنداً، وأن اعتبارها القرار 1701 أساساً لمشروع وقف إطلاق النار لا يجيب عن الأسئلة حول بندين رئيسيّين، أحدهما يتعلق بـ«مبدأ الدفاع عن النفس» الذي تدعو المسوّدة الى اعتماده كحق للطرفين، وآخر يتعلق بعضوية لجنة الرقابة على تطبيق القرار. إذ يرى لبنان أن «حق الدفاع عن النفس» مكرّس في القوانين الدولية، ولا يمكن إيراده في اتفاقية وقف للحرب، وإصرار إسرائيل عليه يبطن رغبة بأن «تحصل على شرعية لأيّ عمل تقدم عليه لاحقاً بإدراجه تحت بند الدفاع عن النفس»، وهو ما يرفضه لبنان بصورة قاطعة. أما في ما يتعلق بلجنة الرقابة، فإن لدى لبنان تحفظات حول عضوية بريطانيا وألمانيا وحول آلية العمل. غير أن المصادر أكدت أن النقاش حول البند الثاني أقلّ تعقيداً من الأول.
وفيما حرصت مصادر الرئيسين بري وميقاتي على عكس أجواء إيجابية والإشارة الى أن حزب الله يتعامل بإيجابية مع المشروع، استبعد رئيس حكومة العدو في اجتماع لجنة الخارجية والأمن في الكنيست أن تكون «التسوية في لبنان قابلة للتطبيق»، مشدداً على مطلب إسرائيل «بحرّية عمل للجيش الإسرائيلي وبمنْع إدخال أسلحة من سوريا». وقال نتنياهو: «قُدمت لنا 3 خيارات بشأن التعامل مع حزب الله، لكن كان لي خيار رابع هو تدمير قدراته الصاروخية (…) وسنمنع تعاظُم قدراته مجدداً».
الخلاف محصور في بند «الدفاع عن النفس» ونتنياهو يريد انتزاع حق «الضربات الاستباقية» ضد حزب الله
بعد هذه التصريحات، نقل زوار عين التينة والسرايا أن نسبة التفاؤل تجاوزت الستين في المئة بعد ورود أجواء إيجابية من العاصمة الأميركية، لكن نقل عن بري قوله «لا تقول فول ليصير بالمكيول، والأمور بخواتيمها»، بينما أعرب ميقاتي عن الأمل بالتوصل إلى وقف لإطلاق النار في «أقرب وقت»، مؤكداً أن «ردّنا كان إيجابياً». وقال ميقاتي في حديث إلى قناة «العربي» القطرية إن هوكشتين سيزور لبنان و«الملفات الضبابية تحلّ وجهاً لوجه». وأشار إلى أن «ردّ لبنان على الورقة الأميركية كان إيجابياً، ولكن بعض النقاط تحتاج إلى نقاش، ونأمل التوصل إلى وقف لإطلاق النار في أقرب وقت».
وجاءت مواقف بري وميقاتي بعدما أشاعت السفارة الأميركية أجواء سلبية، وشكّكت في نتائج المفاوضات، معتبرة أن «ملاحظات لبنان حمّالة أوجه تحمل في ظاهرها إيجابية، لكنها تنسف الاتفاق ضمنياً»، وأن «حزب الله يحاول من خلال هذه الملاحظات أن يعفي نفسه أمام اللبنانيين من مسؤولية إجهاض الفرصة الأكثر جدية في بلوغ حلّ ورمي كرة إحباط هذا المسعى في ملعب إسرائيل، علماً أنه لا يزال يحاول حماية نفسه من البنود الأكثر حساسية والتي تمنعه من الالتفاف على آلية تطبيق القرار ١٧٠١ بحذافيره».
وقالت مصادر رسمية لبنانية، تعليقاً على ما تسرّب عن السفارة الأميركية، إن الحذر المستمر عند المفاوض الرسمي ليس محصوراً في ما قد يصدر عن حكومة العدوّ، بل في أن الجانب الأميركي يقوم بالتغطية على عجزه عن الضغط على إسرائيل، وخصوصاً أن إدارة بايدن لا تجد سبيلاً لعلاقة سويّة مع نتنياهو، علماً أن الأخير كان أمس شديد الصراحة في إعلانه أنه تحدّى إدارة بايدن مرات عدة في شأن العمليات التي قامت بها قواته في غزة. كما تحدث عن أزمة ثقة تجاه الإدارة الأميركية بإشارته إلى أنه لم يُطلع الأميركيين على العمليات الأمنية التي قامت بها إسرائيل في لبنان، خشية تسرّب المعلومات الى حزب الله.
ومع إعلان العدوّ أنه يفاوض تحت النار، وبعد عملية اغتيال مسؤول العلاقات الإعلامية في حزب الله محمد عفيف في قلب بيروت، وشن غارة تهدف الى بثّ الذعر ليل أول من أمس في شارع مار الياس، شنّ العدو أمس غارة ضد مركز خدمات مدنية في زقاق البلاط ما أدى الى سقوط خمسة شهداء، مبرّراً الجريمة بأنها استهداف لـ«غرفة عمليات لحزب الله».
لكن موقع «أكسيوس» القريب من وحدة الـ 8200 الاستخباراتية الإسرائيلية نقل عن مسؤولين إسرائيليين أن «تكثيف الغارات على بيروت هو لزيادة الضغط على حزب الله ليقبل اتفاق وقف إطلاق النار»، كما نقل عن مسؤولين أميركيين أن «إسرائيل طالبت إدارة بايدن برسالة جانبية تضمن لها حرية التحرك في لبنان».
وكشفت إذاعة جيش العدو عمّا سمّته «خطاب الضمانات الأميركية ضمن التسوية مع لبنان». وقالت إنه «بحسب الرسالة، فإن الولايات المتحدة تلزم الكيان بحرية العمل في مواجهة التهديدات المباشرة في لبنان، وإن الولايات المتحدة تدعم حق دولة الكيان في التحرك في لبنان ضد التهديدات التي لا يمكن تأجيل إحباطها».
وكشفت قناة «كان» الإسرائيلية أن هوكشتين سيناقش مسائل كثيرة تخصّ الجبهة مع لبنان، بما في ذلك ملف النقاط المتنازع عليها على الحدود البرية، وأنه اتّضح أنه كجزء من الاتفاق سيتم تحديد جداول زمنية لبدء مناقشة هذه القضية.
محمد عفيف… «ولو قُتلنا جميعاً»
لعلّ المشهد الذي سيظل محفوراً في أذهان اللبنانيين لمسؤول العلاقات الإعلامية في «حزب الله» الشهيد محمد عفيف النابلسي (1959-2024) هو المؤتمر الصحافي الذي أقامه وسط الدمار والحطام في قلب ضاحية بيروت الجنوبية، متحدّياً الغطرسة والعنجهية الإسرائيلية، ومعلناً أنّ «حزب الله هو أمّة والأمة لا تموت». لقد كان متيقّناً بأنّ اغتياله مسألة وقت، لكنّ وقوفه وسط هذا الدمار كان رسالة بليغة للعدو بأنّ مقاومة يستشهد فيها قادتها لا يمكن أن تُهزم وأنّ «هذا الطريق سنكمله، ولو قُتلنا جميعاً». هكذا، انضمّ الصحافي اللبناني أول من أمس إلى قافلة الشهداء أثناء تواجده في منطقة رأس النبع في بيروت، وووري الثرى أمس في باحة «مجمع الزهراء» في صيدا، إلى جانب والده العلّامة الراحل الشيخ عفيف النابلسي.
ولد محمد عفيف النابلسي في بلدة البيسارية في قضاء صيدا، وانتقل مع عائلته إلى النجف في العراق في سبعينيات القرن الماضي. تنقل بين النجف وبغداد حيث أكمل تحصيله العلمي الثانوي. وفي أواخر السبعينيات، سافر إلى الرياض حيث درس وتخرج عام 1981 حاملاً شهادة في هندسة الميكانيك. لكن عفيف كان يهوى اللغة العربية ويتمتّع بالموهبة الصحافية وكان صاحب لهجة خطابية بارعة. عاد إلى لبنان لاحقاً، وكان من مؤسّسي قناة «المنار» في تسعينيات القرن الماضي، حيث عمل مديراً للأخبار والبرامج السياسية. وفي حرب تموز 2006، ترك بصمته على الخطة الإعلامية لتغطية الحرب التي شنها العدو الإسرائيلي على لبنان. أدار دفة الحرب الإعلامية، وكان آخر الصحافيين الذين غادروا مبنى «المنار» بعد تعرضها للاستهداف بصواريخ العدو. يومها، نجا مع مجموعة من أصدقائه، واحتفل مع زملائه بنصر تموز، قبل أن يصبح لاحقاً مستشاراً للأمين العام للحزب الشهيد السيد نصر الله، وتبوأ منصب مسؤول العلاقات العامة منذ عام 2014 حتى لحظة استشهاده.
ووري الثرى أمس في باحة «مجمع الزهراء» إلى جانب والده العلّامة الراحل الشيخ عفيف النابلسي
كان عفيف معروفاً بعلاقاته الوطيدة مع الصحافيين من مختلف الأطياف والانتماءات السياسية، وإنساناً منفتحاً يناقش القضايا السياسية بكل رحابة صدر، فشكّل مروحة علاقات إعلامية كبيرة للحزب بدت واضحة عبر التغريدات التأبينية له عبر صفحات السوشال ميديا.
لكنّ نجم محمد عفيف سطع في الحرب التي يشنها العدو الإسرائيلي منذ نحو شهرين. كان يوجه الكاميرات إلى ضاحية بيروت الجنوبية، حيث كان يطلّ وسط الركام والدمار ويعقد المؤتمرات الصحافية. كان يجلس تحت شمس الضاحية، غير آبه بطيران التجسس الإسرائيلي أو الطيران الحربي الذي لم يغب عن سماء الضاحية. لقد كان عفيف ترسانة إعلامية تصدّت للبروباغندا وللحرب النفسية التي شنّها العدو على المجتمع اللبناني بتواطؤ من بعض الإعلام المحلي والعربي المتصهين ومؤازرته. وكما كان في الميدان، كذلك اشتغل على تكوين كوادر إعلامية مقاوِمة، إذ خرّج عدداً من الأجيال الإعلامية في «المنار»، وكان ماهراً في تمييز المواهب الإعلامية. يصفه أحد زملائه بأنه «كان يتنفس الإعلام، ويختار المميزين بين المتقدمين للعمل في «المنار». وكان يعطي الفرصة لمن يستحقها، ويعلّمه كيفية الوثوق بالكاميرا والأداء الإعلامي. كان مقرّباً من الجميع، وبمنزلة الأب لجيل كامل من الصحافيين، وكان أسد الميدان في الحرب والسلم». ويؤكد المقربون منه على أنّ «الشهيد كان يتابع عمله حتى اللحظات الأخيرة قبل استشهاده. ورغم تهديدات العدو وبعض المطبّعين المحرضين عليه والحملات التي شنّت عليه قبل أيام فقط من اغتياله، ظلّ يتابع عمله بشكل طبيعي، متحلّياً بالشجاعة والإيمان والإصرار على إيصال صوت المقاومة. وضع نفسه في خدمة المقاومة الإعلامية» حتى الاستشهاد.
221 مليون دولار أضرار الكهرباء
أدّت الاعتداءات الصهيونية إلى خروج مناطق واسعة من لبنان عن التغطية بالطاقة المنتجة عبر مؤسسة الكهرباء، لا سيّما في البقاع والجنوب والضاحية. ولو انتهت الحرب اليوم، لن يعود التيار الرسمي، أو «كهرباء الدولة»، إلى خطوطها في هذه المناطق قبل فترة طويلة، إذ تحتاج الشبكة إلى إعادة تأهيل في عدد غير قليل من النقاط. وهذا ما تشير إليه بوضوح التقارير الصادرة عن مؤسسة الكهرباء، ووزارة الطاقة.
رغم أنّ الحرب الحالية لا تشبه سابقتها في عام 2006، لجهة الاعتداء المباشر على محطات إنتاج وتحويل الكهرباء. إلا أنّه بنتيجة الاعتداءات الصهيونية المستمرة، وقعت الأضرار المباشرة على 15 محطة تحويل رئيسية من أصل 65، أي 23% من المحطات، وخرج منها 6 من الخدمة تماماً، مثل محطات صور والطيبة والنبطية والضاحية. وبلغت كلفة الأضرار المباشرة وغير المباشرة حتى نهاية شهر تشرين الأول الماضي إلى 221 مليون دولار، وفقاً لمؤسسة كهرباء لبنان. وهذا الرقم مرشح للارتفاع مع تمادي الاعتداءات، وتضرر خطوط ومحطات كهرباء إضافية.
وفي جردة لمؤسسة الكهرباء على الأعطال، عدّدت 12 عطلاً رئيسياً. شملت خطوط النقل الأساسية ومحطات التحويل، وأدّت إلى دخول مناطق واسعة في «العتمة الشاملة». مثلاً، خرجت محطة تحويل الكهرباء في الضاحية الجنوبية من الخدمة على إثر تعطل كابلات توتر عالٍ رئيسية، بقدرة 220 كيلو فولت، بينها وبين محطة عرمون، ما جعل من مناطق واسعة من الضاحية من دون أي مصدر طاقة، مع توقف المولدات في الأحياء أيضاً عن العمل تماماً. وتكرّر الأمر نفسه في صور حيث خرجت محطة التحويل عن العمل بنتيجة تضرّر خطّ النقل الرئيسي بينها وبين محطة الزهراني، ما أدى أيضاً إلى خروج محطتي وادي جيلو وتبنين والنبطية عن الخدمة. كما أدّت الغارة العدوانية على بلدة المعيصرة الكسروانية إلى قطع خطوط الربط بين محطة الإنتاج في دير عمار، وبين منطقة جبل لبنان، ما جعل من محافظة بحجم جبل لبنان مربوطة بخط وحيد مع دير عمار.
وفي تفصيل التكاليف المباشرة للحرب على منشآت الكهرباء، طلبت وزارة الطاقة في مؤتمر باريس لمساعدة لبنان مبلغ 95 مليون دولار لإصلاح الأضرار المباشرة على البنية التحتية المتعلقة بالكهرباء. إذ بلغت كلفة الأعطال على خطوط التحويل الرئيسية، وأعمدة التوتر العالي نحو 10 ملايين دولار، بحسب مؤسسة الكهرباء. وأدّت الاعتداءات إلى أضرار إضافية على قطع الغيار في الشبكة الهوائية والمطمورة قدّرتها المؤسسة بنحو 25 مليون دولار، ووصل عددها إلى 32 عطلاً. فضلاً عن 24 مليوناً لإصلاح الأضرار على محطات التحويل الرئيسية الـ15 المتضررة.
لكن لا تقتصر آثار الحرب على التدمير المباشر لمنشآت الطاقة، بل تشمل «أضراراً غير مباشرة» من أبرزها الجباية المتوقفة تماماً في المناطق التي تتعرّض للاعتداءات. وبحسب الورقة المقدمة لمؤتمر باريس من قبل وزارة الطاقة، والتي استقتها بدورها من شركات مقدمي الخدمات، تبلغ الخسارات المتوقعة من توقف عملية الجباية 134 مليون دولار. تقع بشكل رئيسي على الشركات العاملة في المناطق التي تتعرض للقصف مثل «مراد» التي قدرت أنها ستخسر 89 مليون دولار من عائدات الجباية، و«NEUC» التي توقعت بدورها خسارة 36.3 مليون دولار.
وقعت الأضرار المباشرة على 15 محطة تحويل رئيسية من أصل 65 أي 23% من المحطات
وينقل وزير الطاقة والمياه وليد فياض تخوّف مؤسسة كهرباء لبنان من تحوّل هذه الخسارات من مؤقتة إلى دائمة، لا سيّما مع تعذر جباية هذه الفواتير من المكلفين الذين دمرت بيوتهم تماماً جرّاء الاعتداءات الصهيونية. متوقعاً صدور إعفاءات في وقت لاحق عن هذه المستحقات، بعد وقف إطلاق النار وانطلاق عملية إعادة الإعمار.
إلا أنّ مصاريف الطاقة الإضافية لا تتوقف عند هذا الحد، إذ «خلقت الحرب مصاريف جديدة»، يقول فياض. فهناك أكلاف لم تكن ملحوظة قبلها، منها «تكلفة تشغيل الكهرباء وتأمين التدفئة وإيصال المياه لمراكز الإيواء». كما يشير فياض إلى أنّ «حركة النزوح أدّت إلى تغيّر على مستوى العرض والطلب على الطاقة في المناطق التي تؤوي النازحين، ووصلت الزيادة إلى 40%، ما حتّم على المؤسسة والوزارة الاستثمار في البنى التحتية، وضخ الأموال في المؤسسات العامة».
<
p style=”text-align: justify”>
اللواء:
إنجاز صياغة معدلة للرد اللبناني واقتراح فريق مصري أو أردني للمشاركة بالمراقبة
بين ساعة وأخرى، يتوقع أن يكون الوسيط الأميركي آموس هوكشتاين في بيروت، بعد تأخر، لأسباب تتعلق بإعادة صياغة الجواب اللبناني على الورقة الاميركية – الاسرائيلية، في ما خص لجنة الرقابة الدولية لتنفيذ القرار 1701، بإبعاد الجانب البريطاني عن اللجنة، ورفض الموافقة على إعطاء العدو الحق في حرية الحركة تحت مسمى «الدفاع عن النفس».
قالت مصادر سياسية مطلعة لـ«اللواء» أن فريقي النزاع اسرائيل وحزب لله وضعا في الحسبان التوقعات المختلفة بشأن تسوية وقف إطلاق النار، ومن هنا فإن الحديث عن ساعات حاسمة صحيح خصوصا أن هذه المسودة تعد الخرطوشة الأخيرة بالنسبة إلى عملية وقف إطلاق النار،حتى وان كان البعض لا يبدي تفاؤلا بأمكانية الوصول إلى حل.
إلى ذلك لفتت إلى أن ما بعد الثلاثاء كلاما اخر في ما خص مشهد المواجهات وتنفيذ إسرائيل للمرحلة الجديدة من العدوان، وفي كل الأحوال فإن وقف إطلاق نار وشيك يتطلب معجزة.
وحسب ما رشح، فإن لبنان سلَّم الردّ المنجز امس، وأبلغ هوكشتاين بالتطور المستجد.. وعليه يفترض أن يكون الوسيط الأميركي في طريقه الى بيروت التي يصلها اليوم.
وكشف النائب وائل ابو فاعور أنه في المقترح الاخير اقتراح لقوات عربية للمراقبة، من الاردن او مصر، على ان يكون المرجع هو الجيش اللبناني.
ونفى الرئيس نجيب ميقاتي الذي يلتقي هوكشتاين، سواء مع الرئيس بري، ام منفرداً، ان يكون هناك شرط يتعلق بحرية التحركات العسكرية لاسرائيل في لبنان، هي مجرد تكهنات، وأكد عى «تعزيز وجود الجيش في الجنوب اللبناني، وألا يكون هناك سلاح غير سلاح الشرعية»، مشدداً على انسحاب العدو الاسرائيلي من أي خطوة قام بها داخل الاراضي اللبنانية.
نتنياهو مفاوضات تحت النار
في تل ابيب التي كانت مسرحاً لضربات صاروخية أقلقت العدو، أعلن بنيامين نتنياهو (رئيس الحكومة الحربية في اسرائيل) ان «المفاوضات تتم الآن تحت النيران، والقصف، ونطالب بإبعاد حزب لله الى ما وراء نهر الليطاني».
وقال: ردنا يجب أن يكون ردا وقائيا وهو منع إعادة بناء قدرات حزب لله ووقف تزويده بالسلاح عبر سوريا.
اضاف: قدمت لنا 3 خيارات بشأن التعامل مع حزب لله، لكن كان لي خيار رابع هو تدمير القدرات الصاروخية للحزب. نواصل عمليتنا البرية في لبنان ونواصل قتل قياديي حزب لله من أجل تحجيم حلقة النار التي تحيط بنا.
وتابع نتنياهو:ان إسرائيل ستنفذ عمليات ضد حزب لله حتى إن تم توقيع اتفاق مع لبنان.
وعليه، ردّ حزب لله بعد الغارة على زقاق البلاط بضربات صاروخية قوية على تل ابيب من منطلق المفاوضات تحت النار، وان تل ابيب مقابل بيروت.
ومساءً استقرت المعلومات عن انه سيكون في بيروت اليوم. وان السفارة الاميركية تسلمت الرد عصراً من لبنان وهوكشتاين في واشنطن وبطريقه إلى لبنان قريباً جداً.
واكد مصدر رسمي لبناني: تم تسليم ملاحظات لبنان على مسودة اقتراح وقف إطلاق النار إلى الجانب الأميركي عبر السفارة الاميركية.
وحسب معلومات «اللواء»، بقيت بعض الامورعالقة حول شروط الكيان الاسرائيلي وبعض التفاصيل المتلعقة بآلية مراقبة وقف اطلاق النار والمرحلة المقبلة ستتم مناقشتها مع هوكشتاين عند وصوله.
وكان موقع «اكسيوس» الاميركي قد نقل عن مسؤولين أميركيين: أن هوكشتاين أبلغ الرئيس نبيه بري تأجيل زيارته لبيروت لحين توضيح موقف لبنان من اتفاق التسوية. وان الكرة في ملعب الجانب اللبناني ونريد إجابات من لبنان قبل مغادرة هوكشتاين إلى بيروت… لكن مراسل أكسيوس عاد ونقل عن مسؤولين أميركيين: أن هوكشتاين سيغادر واشنطن إلى بيروت قريباً.
وذكرت القناة ١٢ الإسرائيلية:أنه تم إبلاغ إسرائيل بتوجه هوكششتاين إلى بيروت بعد تلقيه توضيحات تمكن من التوصل لاتفاق.
ونقلت قناة «كان» الاسرائيلية عن مصادر اسرائيلية ان «تل ابيب» وافقت على اجراء مفاوضات حول النقاط المتنازع عليها على الحدود البرية بين لبنان واسرائيل بموجب الاتفاق المطروح.
انفجارات تل ابيب
على ان التطور الأبرز، أمنياً، وقوع انفجارات في تل ابيب، واندلاع حرائق واسعة، ادت الى إغلاق مطار بن غوريون.
وقال الإسعاف الاسرائيلي ان 5 اصابات وقعت في رمت غان في تل ابيب، احدها خطيرة.
وذكر الجيش الاسرائيلي ان حزب لله اطلق اكثر من 170 صاروخاً على الشمال الاسرائيلي، وان تل ابيب استهدفت بـ4 صواريخ.
وذكر ان صاروخ «مبارك» اصاب مجمعاً تجارياً بعمق تل ابيب..
وذكرت ان الصاروخ من النوع الكبير الحجم.
وذكرت القناة 12 الاسرائيلية ان «الدفاعات الجوية اخفقت في اعتراض صاروخ بالستي اطلق من لبنان، وسقط في بني بارك شرق تل ابيب.
استهدافات المقاومة
وتحدثت المقاومة الاسلامية عن هجوم جوي بسرب من المسيرات الانقضاضية على قاعدة رعميم (قاعدة عسكرية تحوي معسكرات تدريب للواء غولاني)، وهي تبعد عن الحدود مع لبنان 65 كلم جنوب مدينة حيفا.
كما استهدفت المقاومة الاسلامية قاعدة شراعا (المقر الاداري للواء غولاني) للمرة الثانية، شمال مدينة عكار المحتلة بصلية صاروخية، كما قصفت منطقة الكريوت شمالي مدينة حيفا وتجمعاً لجيش العدو غربي بلدة علما الشعب.
غارة على زقاق البلاط
كرر العدو الاسرائيلي مساء اليوم استهداف العاصمة بيروت، حيث شن مساء امس، غارة جوية على شقة شكنية في منطقة زقاق البلاط بالعاصمة بيروت قرب مجمّع السيدة الزهراء بجوار جسر الرينغ المؤدي الى الاشرفية.
واصيب مبنى مجمع السيده فاطمة الزهراء بصاروخ ومحيط مركز الدفاع المدني بصاروخين. ومكتب المختار حسن شومان ومقهى مجاورا كان مزدحماً الأمر الذي رفع عدد الشهداء والجرحى.
وافاد مركز طوارئ الصحة العامة في غير نهائية عن ارتقاء خمسة شهداء وإصابة أربعة وعشرين آخرين بجروح وبين الجرحى حارس مرمى نادي النجمة ومنتخب لبنان السابق وحيد فتال برضوض وجروح طفيفة.
واكدت المعلومات ان لا مكاتب حزبيّة في المنطقة التي استهدفتها الغارة في زقاق البلاط إنما مكاتب لتوزيع مساعدات على النازحين.
ولكن بعد دقائق قليلة زعمت إذاعة جيش الاحتلال الإسرائيلي «أن هجوم بيروت ليس هدفه اغتيال قيادات في حزب لله إنما استهداف غرفة عمليات».
وتواصل امس، نهارا ومساء القصف الصاروخي على قلب الكيان الاسرائيلي، حيث تم توثيق سقوط صواريخ ثقيلة على منطقة حيفا. واضرار في عدد من المباني في منطقة شفاعمروشرقي المدينة واصابة مستوطنين.
واكد جيش الاحتل الإسرائيلي:ان هجوماً صاروخياً شنّه حزب لله على بلدة شفا عمرو شمال «إسرائيل» قتل امرأة وأصاب آخرين.لكن «الإسعاف الإسرائيلي» افاد عن مقتل مستوطنة وإصابة 10 مستوطنين، إثر سقوط صاروخ على مبنى في منطقة شفاعمرو.بينما تحدثت صحيفة «يسرائيل هيوم» عن إصابة مباشرة لمبنى مكون من 4 طوابق في المنطقة.
وسجل بعد الظهر تحرك لقوات الاحتلال الاسرائيلي من منطقة سردا بإتجاه وطى الخيام، لتعزيز محاولات التوغل الي ينفذها جيش العدو في الحي الشرقي. بينما اغارت الطائرات الحربية المعادية على محيط المعتقل وهذا يشير الى عدم قدرة قوات العدو على الوصول الى المنطقة بسبب عمليات التصدي بعد 36 ساعة على بدء الهجوم البري على المدينة.
وبعد الظهر، كرر العدو محاولة التقدم في الخيام، فدارت اشتباكات عنيفة بين عتاص لمقاومة وقوات غولاني داخل الحي الشرقي في المدينة تحت وابل من القصف المعادي.
لم يوقف العدو الاسرائيلي جرائمه في قرى الجنوب متنقلا من منطقة الى اخرى طيلة نهار وليل امس موقعا العديد من الشهداء والجرحى في مناطق صوروالنبطية وبنت جبيل والقطاع الشرقي.
البناء:
قصف بيروت «التفاوضي» يلقى ردّ المقاومة بتفعيل معادلة «تل أبيب مقابل بيروت»
الفشل العسكريّ للاحتلال على جبهات شمع والخيام وبنت جبيل في اليوم الخامس
كتب المحرّر السياسيّ
فشلت مناورة التلويح بتأجيل زيارة المبعوث الأميركي أموس هوكشتاين، بعد تلقيه الرد اللبناني على مسودة الاتفاق التي تم إعدادها بتعاون أميركي إسرائيلي، بين هوكشتاين ووزير الشؤون الاستراتيجية في كيان الاحتلال رون ديرمر، فلم ينجح التلويح باستدراج اتصالات لبنانية تحمل تراجعاً عن الردّ الذي تمّ تسليمه بل التأكيد على تمسّك لبنان بملاحظاته مع تأييده لجوهر مسودة هوكشتاين القائم على القرار 1701، واستغراب الحديث عن تأجيل الزيارة جاء على لسان رئيس مجلس النواب نبيه بري، بعدما نشرت وكالة أكسيوس الأميركية نقلاً عن مسؤولين أميركيين نية تأجيل الزيارة لأن الموقف اللبناني غير مرضٍ للطلبات الأميركية، وصولاً لإلى قول هؤلاء المسؤولين إن «الكرة في ملعب الجانب اللبناني ونريد إجابات من لبنان قبل مغادرة هوكشتاين إلى بيروت».
تزامن هذا التلويح مع تصعيد غير مسبوق للاحتلال نحو استهداف العاصمة بيروت بغارات جوية في عمق المناطق السكنية، من دون أي ذريعة تتصل بجسم المقاومة ورموزها العسكرية والأمنية، ما فهم أنه رسالة تفاوض بالنار وليس تحت النار فقط، ولم تتأخر المقاومة عن الردّ فقامت بتفعيل معادلة «تل أبيب مقابل بيروت».
ووصل صاروخ بالستي ثقيل للمقاومة إلى قلب العاصمة تل أبيب وسقط في أحد شوارعها التجارية محدثاً حريقاً كبيراً وحصد عدداً من الإصابات.
في الجبهة الأمامية استمرّت محاولات جيش الاحتلال تحقيق التقدم في محاور بلدات شمع في القطاع الغربي والخيام في القطاع الشرقي وبينهما بنت جبيل في القطاع الأوسط، ولكن دون جدوى، متكبداً المزيد من الخسائر في الأرواح والآليات.
وقبيل إقلاع طائرة مبعوث الرئاسة الأميركية أموس هوكشتاين إلى بيروت، اشتعلت الجبهات البرية والجوية بين حزب الله وقوات الاحتلال الإسرائيلي، وتبادل الضربات والصواريخ، ففيما حاولت حكومة العدو التفاوض مع لبنان تحت نار استهداف العاصمة بيروت في منطقة زقاق البلاط، ردت المقاومة بالنار باستهداف تل أبيب بصاروخ فاتح 110 الذي يستخدم للمرة الثانية بعد استخدامه المرة الأولى باستهداف قاعدة عسكرية قرب مطار بن غوريون الشهر الماضي، ما يعني وفق خبراء عسكريين أننا دخلنا مرحلة جديدة من التصعيد بمعادلتين: تل أبيب مقابل بيروت، والمستوطن بالمدني. ويشير الخبراء لـ«البناء» الى أن أهمية استهــداف تل أبيب بصاروخ متطور من دون أن تعترضــه القبب الحديدية، تكمن في أنه جاء بعد كلام رئيـس حكومة الاحتلال بنيامين نتنياهو أمام الكنيست بأن التفاوض تحت النار وادعاءه القضاء على 80 في المئة من القوة الصاروخية لحزب الله.
وشدد الخبراء على أن كثافة العمليات التي نفذتها المقاومة أمس لا سيما استهداف تل أبيب، أعاد حزب الله التوازن الناري والجغرافي، وبالتالي أعاد توازنه العسكري والأمني والسياسي والإداري والإعلامي، واستعاد معه إعادة تفعيل معظم المعادلات التي سبق وأعلنها السيد الشهيد حسن نصرالله. وتساءل الخبراء إذا سقط صاروخ واحد على تل أبيب وأحدث هذا الزلزال، فكيف إذا أطلق حزب الله 20 صاروخاً مع مجموعـة من المسيّرات الانقضاضية؟ ما سيدفع الحكومة الإسرائيلية الى أحد أمرين: إما توسيع استهدافاتها في بيروت والذهاب الى حرب مفتوحة من دون خطوط حمر، وإما خفض الشروط الإسرائيلية والذهاب الى تسوية سياسية ووقف إطلاق النار، لا سيما بعد فشل «إسرائيل» بتحقيق الأهداف العسكرية والسياسية للحرب وباتت عبئاً على الكيان في ظل الانقسام بين المستويين السياسي والعسكري إضافة الى تغير في مزاج الرأي العام الداخلي الإسرائيلي.
وفي سياق ذلك، أظهر استطلاع للرأي الإسرائيلي أجرته القناة 12 الإسرائيلية أن غالبية الإسرائيليين يؤيدون التوصل إلى اتفاق لوقف إطلاق النار مع لبنان.
وبعد 24 ساعة على استهداف بيروت أمس الأول في رأس النبع ومار الياس، استهدف طيران العدوّ الصهيوني مجدّدًا أمس العاصمة بيروت بغارة جوية استهدفت منطقة زقاق البلاط ما أدّى إلى وقوع شهداء وجرحى. وأعلنت وزارة الصحة اللبنانية في بيان عن ارتقاء 5 شهداء وإصابة 24 آخرين جراء الغارة. واستهدفت الغارة التي نفّذها الطيران الصهيوني المسيّر الطبقة الأرضية من مبنى مؤلف من أربع طبقات، ويوجد فيها مكتب مختار المحلة في زقاق البلاط.
وإذ لم يُعلن حزب الله مسؤوليته بشكل رسمي عن صاروخ تل أبيب، أفادت وسائل إعلام إسرائيلية بسقوط صاروخ قرب مجمّع تجاريّ في رمات غان قرب تل أبيب واشتعال النيران في المكان. ولفتت القناة 13 الإسرائيلية الى اندلاع حريق في حي بني براك بتل أبيب جراء سقوط شظايا صواريخ اعتراضية.
وأفادت تقارير إسرائيلية بإصابة مباشرة لحافلة «فارغة من الركاب» بين بني براك ورمات غان، وأنباء عن سقوط العديد من الشظايا الصاروخية في المنطقة.
ومساء أعلنت الشرطة الإسرائيلية، عن «إصابة 6 بجروح بين خطيرة ومتوسطة إثر سقوط صــاروخ أطلــق من لبنـان على بني براك شرق تل أبيب».
في موازاة ذلك، أعلنت مستشفى رمبام في حيفا، عن «مقتل امرأة وإصابة 30 آخرين، بينهم طفل، بجراح متفاوتة الخطورة، إثر سقوط صاروخ أُطلق من لبنان، بشكل مباشر على منزل في مدينة شفاعمرو، مساء الإثنين».
وذكرت الشرطة في بيان، أن «صواريخ سقطت على شفاعمرو، أدت إلى دمار كبير وإصابات»، مضيفة أن قوّاتها «تعمل بقيادة نائب قائد لواء الشمال، على إخلاء المصابين والبحث تحت الأنقاض».
وطالبت الأهالي «تجنّب الوصول إلى المناطق المتضرّرة، لعدم إعاقة عمليات الطوارئ».
وأعلنت القناة 12، عن أن «الدفاعات الجوية أخفقت في اعتراض صاروخ باليستي أطلق من لبنان وسقط في بني براك شرق تل أبيب»، مشيرة الى ان «شظية من صاروخ اعتراضي اصابت خط كهرباء في رمات غان وأدت إلى نشوب حريق؛ واصابة 3 أشخاص بجروح في الرأس، أحدهم وصفت حالته بالخطيرة».
كما شنت المقاومة هجومًا جوّيًا بسربٍ من المُسيّرات الانقضاضيّة، على قاعدة رغفيم (قاعدة عسكريّة تحوي معسكرات تدريب للواء غولاني) تبعد عن الحدود اللبنانيّة الفلسطينيّة 65 كلم، جنوب شرق مدينة حيفا المُحتلّة، وأصابت أهدافها بدقة». وقصفت «منطقة الكريوت شمالي مدينة حيفا المُحتلّة بصليةٍ صاروخيّة».
على صعيد المسار التفاوضي، وفيما أثارت زيارة هوكشتاين الى بيروت لغطاً، بعدما نقل موقع أكسيوس أن المبعوث الأميركي أبلغ الرئيس بري بأنه أجل زيارته حتى يتضح موقف لبنان من الورقة الأميركية، أقلعت طائرة هوكشتاين مساء أمس، على أن يصل اليوم ويجري لقاءات مع الرئيسين بري ونجيب ميقاتي وقائد الجيش العماد جوزاف عون لمناقشة بنود الورقة الأميركية، وذلك بعدما أكدت مصادر مطلعة لـ«البناء» أن الرئيس بري سلم الأميركيين الرد اللبناني والتوضيحات اللازمة، وأكد بري أمس في حديث صحافي أن زيارة هوكشتاين إلى بيروت في موعدها الثلاثاء (اليوم)، مستغرباً كل ما أشيع عن إلغائها وتسبب في تبديد التفاؤل الذي ساد الأجواء الإيجابية التي يبنى عليها لتقديم الحل السياسي على الخيار العسكري، مؤكداً أن الزيارة في موعدها وأن هوكشتاين سيتسلم الرد اللبناني على المبادرة الأميركية لوقف إطلاق النار.
وأشارت القناة الـ12 الإسرائيلية، إلى أن هوكشتاين سيغادر إلى بيروت عقب حصوله على توضيحات من الجانب اللبناني تسمح بالتوصل لتسوية.
وأشار موقع «أكسيوس» نقلاً عن مسؤولين إسرائيليين، إلى أن تكثيف الغارات على بيروت هو لزيادة الضغط على حزب الله ليقبل اتفاق وقف إطلاق النار.
وذكر «أكسيوس» نقلاً عن مسؤولين أميركيين وإسرائيليين، بأن «إسرائيل» طالبت إدارة الرئيس الأميركي جو بايدن برسالة جانبيّة تضمن لها حرية التحرك في لبنان.
وأكدت وزارة الخارجية الأميركية، أننا «منخرطون في جهود التوصل لاتفاق بين لبنان و»إسرائيل» والطرفان وضعا ملاحظاتهما على المقترح».
وكان نتنياهو ادّعى في كلمته أمام الكنيست الإسرائيلي، أننا «نركّز على ضرب القدرات الصاروخية لحزب الله، وقد دمرنا من 70 إلى 80% من قدراته، وأمرت بقتل الأمين العام لحزب الله السيد حسن نصرالله لأنه ليس قائداً لحزب الله فحسب، بل لأنه كان قائداً مهماً جداً وهو الإبن المدلل للمرشد الإيراني السيد علي خامنئي والمشرف على خطة تدمير «إسرائيل»».
وزعم نتنياهو «أننا نواصل عمليتنا البرية في لبنان ونواصل قتل قياديي حزب الله من أجل تحجيم حلقة النار التي تحيط بنا».
وأكد بأن المفاوضات تتم الآن تحت النيران والقصف ونطالب بإبعاد حزب الله إلى ما وراء نهر الليطاني.
وتابع «ردنا يجب أن يكون رداً وقائياً وهو منع إعادة بناء قدرات حزب الله ووقف تزويده بالسلاح عبر سورية». كما زعم قائلاً: «قدمت لنا 3 خيارات بشأن التعامل مع حـزب الله لكن كان لي خيار رابع هو تدمير القدرات الصاروخية للحزب».
وكان حزب الله شيّع أمس، مسؤول العلاقات الإعلامية في الحزب الحاج الشهيد محمد عفيف في صيدا، بمشاركة حشد شعبيّ وعلماء دين شيعة وسنة وإعلاميين، وأفراد من عائلة الشهيد. وقد أمّ الصلاة على الجثمان الطاهر أخو الشهيد الشيخ صادق النابلسي، ثمّ ووري الشهيد في ثرى جبانة مجمع السيدة الزهراء (ع) الى جانب والده.
وكانت العلاقات الإعلامية في حزب الله نعت أربعة من فرسان الإعلام المقاوم ومجاهديه الأوفياء الذين قضوا شهداء على طريق القدس إلى جانب شهيد الإعلام المقاوم الحاج محمد عفيف النابلسي، وهم:
الشهيد الحاج موسى حيدر، مواليد 1969، من بلدة مركبا.
الشهيد الحاج محمود الشرقاوي، مواليد 1970، من بلدة أرزي.
الشهيد هلال ترمس، مواليد 1988، من بلدة طلوسة.
الشهيد حسين رمضان، مواليد 1992، من بلدة عرمتى.
بدورها، أكَّدت كتلة الوفاء للمقاومة أنَّ العدو الصهيونيّ حين يستهدف مسؤول العلاقات الإعلامية المركزية في حزب الله القائد المجاهد الحاج محمد عفيف، فإنّما يعترف أمام العالم أجمع وبكل وحشيّة الإرهابي المسعور أنّ عقدته الدفينة التي يُعانيها هي عقدة افتضاح صورته الحقيقيّة أمام البشرية التي استطاع أن يخدعها فترة طويلة من الزمن.
وشدَّدت على أنَّه «سنبقى نُؤكّد ونُبيّن خطر الصهيونية وكيانها العنصري الإرهابي العدواني ليس على غزّة ولبنان وشعبهما، فحسب إنّما على كل شعوب أمتنا ومنطقتنا، وأنّ كل سكوت أو إذعان أو تراخٍ في مقاومة هذا الخطر سيُهدّد الأمن والاستقرار والحقوق والعدالة لكل المجتمع البشري».
واعتبرت كتلة الوفاء للمقاومة استهداف مسؤول العلاقات الإعلاميّة المركزيّة في حزب الله عدوانًا إرهابيًا موصوفًا على الإعلام كلّه في لبنان والعالم، لافتةً في الوقت نفسه إلى أنّ «شهادة هذا الإعلامي الوطني الشريف والحر أكدت صدقيّة ما كان يقوم به من دور لكشف حقيقة العدو وخطورة بقاء احتلاله في المنطقة، وتضع في الوقت نفسه هذا العدوان برسم كل المعنيين في الإعلام في لبنان والعالم، وتتقدّم من عائلته وإخوانه وكل شعبنا بأحرّ التعازي والتبريكات».
وأفاد تقرير لجنة الطوارئ الـ 48: 300 غارة خلال 48 ساعة و70 بالمئة من القطاع الزراعي تأثر بالعدوان.
وأعلن مركز عمليات طوارئ الصحة العامة التابع لوزارة الصحة العامة في بيان، أن غارة العدو الإسرائيلي على رأس النبع بيروت أدت في حصيلة نهائية إلى استشهاد سبعة أشخاص من بينهم امرأة وإصابة ستة عشر آخرين بجروح.
وفي حصيلة نهائية للغارة الإسرائيلية المعادية على مار الياس بيروت فقد أدّت إلى استشهاد ثلاثة أشخاص من بينهم امرأة وإصابة تسعة وعشرين آخرين بجروح.
JOIN US AND FOLO
Telegram
Whatsapp channel
Nabd
GOOGLE NEWS
tiktok
مصدر الخبر
نشر الخبر اول مرة على موقع :www.almanar.com.lb بتاريخ:2024-11-19 03:42:00
ادارة الموقع لا تتبنى وجهة نظر الكاتب او الخبر المنشور بل يقع على عاتق الناشر الاصلي