<
p style=”text-align: justify”>تناولت الصحف اللبنانية الصادرة في بيروت صباح اليوم الجمعة سلسلة من الملفات المحلية والاقليمية والدولية.
الأخبار:
ما الذي يمكن للعدوّ أن يفعله أيضاً؟
بين 2006 و2024، حصلت تطورات كبيرة جداً على صعيد صناعة أدوات القتال. لم يقتصر الأمر على تطوير القدرات القتالية التي يحتاج إليها الجنود، بل تركّز على العمل الاستخباراتي الذي يمثّل قاعدة رئيسية في عقل العدوّ، وهو ما تعلّمه حزب الله من إسرائيل نفسها، عندما أنشأ أجهزة أمنية مختلفة المهام والقدرات. لكنّ الفارق أن العدوّ الذي يتميّز بتقدمه الكبير في عالم التكنولوجيا، عالمياً وليس في المنطقة فقط، سخّر موازنة تقدّر بعشرات مليارات الدولارات، وفرض على القطاع الخاص العمل تحت إشراف وزارة الحرب، وركّز على الاستثمار في هذا الجانب على حساب الوسائل التي تعتمد على المصادر أو الموارد البشرية فقط. وفي الوقت نفسه، لم يتوقّف عن استخدام عناصره وعملائه. وقد أظهرت المواجهة الأمنية كيف أنفق عشرات الملايين من الدولارات على تجنيد شبكات كبيرة من اللبنانيين والعرب والإيرانيين لخدمة أهدافه في وجه حزب الله فقط.
وقد نُشر في إسرائيل أمس تقرير عن «نقاش حول تغيير استراتيجي في ثقافة القوى العسكرية والأمنية، من أجل بناء مفهوم هجومي جديد، يحلّ محلّ النهج المحافظ الذي يركّز على الدفاع»، والعمل على «تطوير القدرات الاستخباراتية واللوجستية، بما في ذلك الاستثمار في التقنيات المتقدمة التي ستسمح بقدر أكبر من المرونة العملياتية».
في الشق الأمني، هناك مراجعة كبيرة جارية من قبل المقاومة، تشمل الكثير من الأمور والملفات. لكنّ العدوّ يظهر استعداداً للقيام بما هو أكبر وأكثر في المواجهة القائمة، في ظلّ قيادة يمثّل عقلها نازيٌّ مثل بنيامين نتنياهو، مستعدة للقيام بأيّ شيء لتحقيق الهدف. ومع ذلك، فإن القرار في تفعيل أعمال من هذا النوع لا يتوقف فقط على مزاج المستوى السياسي أو رغباته أو حتى تقديراته، بل يعكس أيضاً تعطّش الأجهزة الأمنية الإسرائيلية لاستعراض قدراتها في محاولة لتعويض فشلها في مواجهة 7 أكتوبر من جهة، وعدم نجاعة الكثير من الخطط التي وضعتها للعمل ضد المقاومة في فلسطين أو في لبنان أو حتى في اليمن، علماً أن في إسرائيل جهات ومراكز ثقل تعمل في الحقل الأمني والصناعة التكنولوجية المتصلة بها، تستغلّ كل حرب أو معركة أو مواجهة، لتسويق بضاعتها، وهي تحوّلت منذ أكثر من عقدين الى مقاول أمني ينفّذ مشاريع لعدد من الدول الصغيرة أو الضعيفة في الشرق الأوسط وأفريقيا وأميركا اللاتينية وبعض دول أوروبا الشرقية. ومن كان يقف خلف عملية «النداء القاتل»، لم يكن ينتظر المشاهد الآتية من بيروت فقط، بل كان عنده من يرصد ردود فعل جهات أمنية وصناعية رسمية أو خاصة في كثير من عواصم العالم.
ما يهمّنا في لبنان هو أن الورشة الوقائية تفرض جدول أعمال من نوع مختلف. وإذا كانت المقاومة لا تعمل تحت الضغط، حتى ولو كانت الضربة قوية وكبيرة، فإنّ العمل يجري بهدوء، ولكن بحسم وجدّية ومثابرة ويقظة، وهي صفات تتميّز بها المقاومة التي باتت مضطرّة إلى مراجعة بعض الأفكار أو التصوّرات في ضوء ما حصل خلال السنة الماضية، وليس فقط بعد عملية «النداء القاتل».
خلال الساعات الـ 24 الماضية، فرضت العمليات الإسرائيلية اللئيمة نوعاً من الذعر والقلق. ولجأ كثيرون الى احتياطات دفعت بهم الى التخلي عن وسائط وأنماط عمل وحركة قد لا تكون عرضة للاختراق. لكنّ مجرد التحوّط يفرض مثل هذه الأمور. وبالتالي، إذا كان الناس العاديون، يتصرّفون وفق هذا المنطق، فإن جهة مثل المقاومة تتصرّف وفق درجة أعلى من اليقظة والتحوّط، وخصوصاً أن العدوّ فرض عليها مراجعة أمور كثيرة. لكنّ المقاومة تفعل ذلك، وهي في قلب المعركة، حيث لا توجد فرصة لالتقاط الأنفاس كما يفترض البعض. ومع ذلك، يدرك العدوّ أن المقاومة كانت تلجأ الى تعديلات جوهرية على برامج عملها في قلب مواجهة كبيرة، كما حصل خلال حرب عام 2006، ولم يكن الانفعال ليسيطر على عقل صاحب القرار. وتكفي الإشارة الى أن حرب الـ 2006، انتهت، ولم تلجأ المقاومة الى استعمال بعض الأسلحة النوعية التي كانت بحوزتها لأنها لم تكن تشعر بأن الموقف يتطلّب اللجوء إليها. وبين هذه الأسلحة قدرات لم تستخدم حتى خلال المواجهة القائمة منذ نحو عام أيضاً.
أما التمرين فيفرض أنماطاً من التفكير عند أهل الاختصاص، وليس بالضرورة أن يكون هناك تطابق بين هذه الأنماط عند الجميع. إنما يظلّ هناك هامش للتفكير حيال ما يمكن أن يقوم به العدوّ، في سياق تدرّجه السريع في رفع مستوى المواجهة مع لبنان، قبل الدخول في حرب شاملة كما يفعل في غزة أو كما فعل في عام 2006.
وإذا كنا نقاتل عدوّاً يملك قدرات عسكرية وتقنية كبيرة وعالية، فنحن نقاتل أيضاً عدوّاً لا يتمتّع بأيّ أخلاق تجعله يقف عند حدّ، ولا يهتم بحياة أي إنسان من غير أبناء جلدته، ما يفرض على المقاومة أسلوباً ردعيّاً يجعل العدوّ، كياناً وجيشاً ومستوطنين، يتحمّلون مسؤولية كل ما يقوم به جيش الاحتلال. وهذا ما يدفع الناس الى مطالبة المقاومة بالتخلّي، ولو قليلاً، عن الضوابط المتصلة بقواعد أخلاقية أو إنسانية في مواجهة هذا النوع من الأعداء، علماً أن المقاومة أعلنت مراراً، على لسان قائدها السيد حسن نصر الله، أنه في حالة الحرب الشاملة، فإنها ستقاتل من دون ضوابط أو سقوف أو حدود.
والتمرين يفرض بداهة وقع المزيد من العمليات المستندة الى عناصر تقنية. لكن، علينا الافتراض أن لدى العدوّ برامج قد لا تخطر على بال أحد. وإذا كان العدوّ يعرف يقيناً أن ما يقوم به لن ينفع في تغيير موقف المقاومة من مواصلة إسناد غزة، فهو سيلجأ الى كل ما يملكه ويخطر في باله من أعمال لتدفيع المقاومة وناسها ثمن هذا الموقف. كما أنّ العدوّ في ظلّ الصعوبة العملياتية لضرب القدرات من خلال الغارات والأحزمة النارية الهائلة، لا يفتقر الى القدرة والجرأة لتنفيذ عمليات عسكرية – أمنية كما فعل في سوريا أخيراً، حين أرسل قوة خاصة لتنفّذ إنزالاً والوصول الى قلب منشأة لم ينجح القصف في تدميرها. كما يمكنه اختبار قدرات قوات النخبة لديه بإرسالها في عمليات عسكرية خاطفة لتنفيذ عمليات اغتيال في أكثر من منطقة يعتقد أن فيها أهدافاً مركزية للمقاومة، أو اللجوء الى عمليات مركّبة تجمع كل هذه العناصر معاً، علماً أن التحوّط ينطلق من كون العدوّ لم تعد لديه ضابطة، لا على مستوى الأهداف البشرية أو العسكرية أو المدنية الخاصة بالمقاومة.
ومع أن تجربة السنة المنصرمة من المواجهة دلّت على قدرات العدوّ العالية، فهي دلّت أيضاً على عجزه عن تعطيل قدرة المقاومة على الفعل الميداني. وتكفي الإشارة الى أنه منذ 8 تشرين الأول من العام الماضي، لم ينجح إلا في مرات نادرة في منع المقاومة من تنفيذ عملياتها العسكرية على طول الحدود، ولا من التوسع نحو كل الأعماق داخل الكيان. وإذا كان قد سرّع فتح باب معركة المفاجآت، فإن الأمر لا يقتصر على جانب واحد من المعركة. إذ يمكن للمقاومة أن تلجأ الى ما تراه برنامج عمل يساعد في إفهام العدوّ بأن لديها الكثير ممّا تقوم به، وتمنعه من تحقيق أهدافه الميدانية والسياسية”.
تحقيقات حزب الله: من فخّخ الأجهزة وكيف وبأيّ متفجّرات؟
“إسرائيل” استخدمت أوروبيين لإنشاء شركات لتغطية الجريمة
وتحت هذا العنوان كتبت صحيفة الاخبار اللبنانية “علمت «الأخبار» أن لجان التحقيق الفنية في حزب الله توصّلت، بعد ساعات على تفجير أجهزة الـ«بايجر»، إلى وجود شحنات متفجّرة مزروعة داخل الأجهزة، وإلى تحديد نوعية المتفجّرات المُستخدمة وطريقة دمجها بعناصر تقنية في الجهاز والبطارية الخاصة به. كما درست اللجان الآلية التقنية التي سمحت للعدو باختراق مركز إرسال البرقيات إلى الأجهزة المعنية، والبعث برسالة لتفعيل الشحنة المتفجّرة في وقت واحد. وبحسب المعلومات، فإن جهات أمنية أخرى في لبنان، تعمل على التثبّت من كيفية زرع العبوات الصغيرة في أجهزة النداء.وتشمل التحقيقات تحديد كل العناصر البشرية واللوجستية والمسؤولين المحليين أو الخارجيين ممن هم على علاقة بتوريد هذه الشحنة من الـ«بايجر» ومن أجهزة لاسلكية جديدة كانت في طريقها إلى حزب الله. ويتركّز البحث حول مسائل محددة، من بينها آلية العمل التي اعتمدتها الاستخبارات الإسرائيلية، إن لجهة تزوير بيانات سمحت لها بأن تكون عارضاً للبيع، أو وسيطاً في العملية، أو البحث في احتمال أن يكون العدو قد اكتشف آلية شراء الكمية وعمل على اعتراض الشحنة في طريقها إلى لبنان، واستبدالها بأجهزة أخرى فُخّخت في وقت سابق، أو أن التفخيخ حصل في مقر الشركة المورّدة.
وفيما عمدت الوحدات المختصّة في حزب الله وفي الجيش اللبناني، إلى تفجير عدد من الأجهزة التي لم تنفجر، عمل حزب الله خلال الساعات الـ 24 الماضية على سحب كل الأجهزة من أماكن تواجدها في المخازن والمكاتب أو من الأفراد وقام بتحييدها.
ونقلت صحيفة «نيويورك تايمز» عن مصادر عسكرية وأمنية أميركية أمس أن العملية بدأت منذ سنوات، وأنه في ضوء لجوء حزب الله الى استخدام خذخ الأجهزة، فإن الجهات المعنية في إسرائيل «وجدت أنها امام فرصة، وأنشأ مسؤولون في المخابرات الإسرائيلية شركة وهمية لتصنيع أجهزة البايجر دولية. وجرى التعاقد بين شركة تُدعى BAC Consulting، ومقرها المجر، والشركة المُصنّعة Gold Apollo». ووفقاً للتقرير «اتخذت إجراءات لإخفاء الشخص الحقيقي الذي يقف وراء الشركة الوهمية عبر إنشاء شركتين أخريين على الأقل. واستثمرت إسرائيل ملايين الدولارات في هذه العملية. وتواصلت الشركة المركزية مع العملاء المنتظمين لتزويدهم بأجهزة نداء، لكنّ الزبون الأكثر أهمية بالنسبة إليها كان بالطبع حزب الله». ونقلت الصحيفة عن «ثلاثة ضباط مخابرات» أن «الأجهزة التي تمّ تزويد حزب الله بها تمّ تصنيعها بشكل منفصل، وتحتوي على بطاريات تضمّنت شحنات متفجّرات، وتمّ إرسال هذه الأجهزة إلى لبنان صيف عام 2022 على نطاق صغير. وخلال الصيف الماضي، وصل الآلاف منها إلى لبنان».
تحقيق في بلغاريا
وبعد ما أثير عن دور لشركة تصنيع في هنغاريا، أعلنت السلطات في بلغاريا أنها ستفتح تحقيقاً في شركة مقرها صوفيا بشبهة الوقوف خلف بيع الأجهزة. وأشارت تقارير إعلامية إلى أن شركة Norta Global Ltd هي المسؤولة عن بيع الأجهزة بالتعاون مع شركة BAC Consulting التي تتخذ من هنغاريا مقراً لها، وتعمل كوسيط». وذكرت وكالة الأنباء الهنغارية «تيليكس» أول من أمس أن BAC متورّطة في الصفقة «كوسيط بسيط، ولم تقم بأي أنشطة في الواقع، وليس لديها مكتب». وشركة Norta Global مملوكة للنروجي رينسون خوسيه، أُسست في نيسان 2022، واختير لها عنوان في منزل في العاصمة البلغارية. وتمّ تسجيلها لدى مزوّد «خدمة مقرات الشركات الرئيسية»، الذي يستضيف 196 شركة أخرى.
وأعلنت وكالة الأمن البلغاري، أمس، أنها تحقق في دور شركة مجهولة الهوية مسجّلة في بلغاريا في الهجمات، مشيرة إلى أنها «لم تكتشف أي شحنات» من الأجهزة على الأراضي البلغارية.
وأثارت العملية الإرهابية غضب الشركات المُصنّعة لهذا النوع من الأجهزة. فنفت شركة Gold Apollo أي دور لها في إنتاج هذه الأجهزة، موضحة أنها منحت الترخيص لعلامتها التجارية لشركة BAC لتسويق المنتجات في مناطق محددة. كما أوضحت الشركة أن BAC هي المسؤولة عن تصميم وتصنيع هذه الأجهزة. أما شركة BAC ، التي تملكها كريستيانا أرسيديانكونو-بارسوني البالغة من العمر 49 عاماً والتي تحمل الجنسيتين الهنغارية والإيطالية، فنفت أيضاً أي تورط لها. وتمّ تسجيل الشركة كشركة ذات مسؤولية محدودة في أيار 2022، ومقرها في عنوان سكني في بودابست، في شارع Szőnyi út 33/A. والتحقيق الآن يركّز على شركة Norta Global Ltd، وهي شركة وهمية مقرها صوفيا، يقع مكتبها المُسجّل في شارع «Vitosha» رقم 48، الطابق الأرضي- صوفيا، في حي «Triaditsa». وتشبه الشركة البلغارية نظيرتها الهنغارية، إذ إنها مُسجّلة أيضاً لدى مزوّد «خدمة مقرات الشركات». وتأسّست في نيسان 2022، وهي رسمياً تعمل في مجال إدارة المشاريع، ويُفترض أنها لا تصنّع أيّ منتجات”.
السيد نصرالله: لا عودة لمستوطني الشمال
وتحت هذا العنوان كتبت الاخبار “تعمّد الأمين العام لحزب الله السيد حسن نصرالله أمس إضفاء حالة من الغموض وإبقاء العدو أسير مخاوفه وتقديراته إزاء ما يمكن أن يقدم عليه الحزب من ردّ على مجزرتي الثلاثاء، في التوقيت والأسلوب، مشدّداً على أن «الخبر ما سترون لا ما ستسمعون»، في موقف يؤكد على أن الرد سيتحقق في الوقت المناسب. نصرالله الذي أقرّ بأن العدو قام بضربة نوعية، أحبط أهداف هذه الضربة بتأكيده أولاً على أن «حرب إسناد غزة مستمرة أياً تكن التضحيات»، وثانياً على تحدي الإسرائيلي بأن يعيد سكان المستوطنات الشمالية قبل وقف النار في غزة. أما التهديدات والتحشيدات العسكرية، فشدد على أنها «فرصة يتمناها المقاومون لتحويل الشريط الحدودي إلى مستنقع وجهنم» للمحتلين.ووصف نصرالله «مجزرتي الثلاثاء والأربعاء» الماضيين بأنهما «جريمة حرب وجريمة إبادة جماعية وعدوان كبير على لبنان وشعبه وسيادته وأمنه وإعلان حرب»، و«العدو تجاوز في هذا الاعتداء كل الضوابط والقوانين والخطوط الحمراء»، مؤكداً أنّ «هذه الضربة الكبيرة والقوية لم تسقطنا ولن تسقطنا».
وشدّد على أنّ «العدوان الذي حصل كبير وغير مسبوق، وسيواجه بحسابٍ عسير وقصاصٍ عادل، من حيث يحتسبون ومن حيث لا يحتسبون»، و«بالنسبة إلى الحساب العسير، فالخبر هو ما سترون لا ما ستسمعون، ونحتفظ به في أضيق دائرة». وقال: «تعرضنا لضربة كبيرة أمنياً وإنسانياً وغير مسبوقة في تاريخ لبنان بالحد الأدنى، وقد لا تكون مسبوقة في تاريخ الصراع مع العدو، وعلى مستوى العالم، وهذا كان بالنسبة إلينا امتحاناً كبيراً، وسنتمكن إن شاء الله من تجاوزه أشد صلابة وعزماً وقدرة على تجاوز كل المخاطر». وأكّد أن «بنية المقاومة لم تتزلزل ولم تهتز. وما حصل لم يمسّ لا بنيتنا ولا إرادتنا ولا نظام القيادة والسيطرة ولا حضورنا في الجبهات».
وأوضح نصرالله أنّ «العدوّ استخدم وسيلة مدنية مستخدمة لدى شرائح مختلفة من المجتمع في مستشفيات وأسواق وطرقات عامة ومنازل»، مشيراً إلى أنّه «عندما قام العدوّ بتفجير أجهزة البايجر كان يتعمّد قتل 4000 إنسان في دقيقة واحدة. وعلى مدى يومين وفي دقيقة واحدة يومي الثلاثاء والأربعاء كان العدوّ يريد أن يقتل ما لا يقل عن 5000 إنسان في دقيقتين». ولفت إلى أن أحد أهداف العدو كان «ضرب البيئة وأن يتعبها ويستنزفها ويجعلها تصرخ لتقول للمقاومة كفى». وكشف أن المقاومة «وصلت إلى نتيجة شبه قطعية بشأن ملابسات التفجيرات، ولكن ننتظر التأكد منها»، مؤكداً «أننا سنصل خلال وقت قصير إلى نتائج يقينية بشأن التفجيرات، وحينها سيُبنى على الشيء مقتضاه».
الدخول البري فرصة يتمنّاها المقاومون لتحويل الشريط الحدودي إلى مستنقع وجهنّم
وفيما أشار إلى ما قاله نائب رئيس أركان إسرائيلي سابق عن جبهة الشمال بأنها «هزيمة تاريخية لكيان العدو»، أكّد أن «الجبهة اللبنانية هي جبهة ضاغطة وبقوة، وهي من أهم أوراق التفاوض التي تمتلكها المقاومة الفلسطينية اليوم لتحقيق الأهداف ووقف العدوان، والعدو سعى إلى إيقاف الجبهة اللبنانية، وقام في سبيل ذلك بالكثير من محاولات التهويل والضغط»، مؤكداً أن «كل محاولات العدوّ فشلت، وبقيت المقاومة مصرّة على موقفها، فلجأ العدوّ إلى هذا الأسلوب الذي هو أعلى مستوى إجرامي»، كاشفاً عن «وصول رسائل عديدة لقيادة الحزب تفيد بأن هدفهم من هذه الضربة هو أن توقف المقاومة القتال في الجبهة اللبنانية وإن لم تتوقفوا فلدينا المزيد»، وتابع: «باسم الشهداء والجرحى وكل الناس الصابرين والأوفياء، نقول لنتنياهو وغالانت والعدوّ بأنّ جبهة لبنان لن تتوقف قبل وقف العدوان على غزّة أياً تكن التضحيات والعواقب والاحتمالات والأفق الذي تذهب إليه المنطقة». وأضاف: «قبلنا التحدي من 8 تشرين الأول، واليوم نقبله، وأقول لنتنياهو وكيان العدوّ: لن تستطيعوا أن تعيدوا سكان الشمال إلى الشمال وافعلوا ما شئتم. إذا أردتم إعادة المستوطنين فالسبيل الوحيد هو وقف العدوان على غزّة». أما في ما يتعلق بالتهديدات بالاجتياح البري وإقامة حزام أمني، فـ«نحن نتمنى أن يدخلوا إلى أرضنا اللبنانية. وما يعتبره العدوّ تهديداً، نعتبره فرصة تاريخية نتمناها»، مؤكداً للعدو أن «ما ستقدمون عليه سيزيد تهجير النازحين من الشمال وسيبعد فرصة إعادتهم، وقيادة العدوّ الحمقاء النرجسية الهوجاء ستودي بهذا الكيان إلى وادٍ سحيق».
وفيما حيّا نصرالله عوائل الشهداء والجرحى، أشاد بموقف الحكومة ووزارة الصحة والمستشفيات والمراكز الصحية ومؤسسات الرعاية الصحية والأطباء والممرضين، وبالتضامن الوطني الذي أبداه شعبنا اللبناني العزيز الذي عبّر عن مشاعر صادقة»، كما شكر كل الدول التي أبدت استعدادها للدعم”.
عرض إسرائيلي هزْلي جديد: نتنياهو متمسّك بـ«وهم الانتصار»
وتحت هذا العنوان كتبت صحيفة الاخبار “يترافق تكرار إعلان جيش الاحتلال عن انتهاء مهمّاته العسكرية في قطاع غزة، مع نقل الثقل العسكري إلى الجبهة الشمالية واعتبار إعادة سكان المستوطنات المحاذية لجنوب لبنان، هدفاً من أهداف الحرب، مع ما يرافق ذلك من أثمان وخطوات إجرائية، أهمّها، الإعلان أخيراً أن جنوب لبنان أضحى جبهة أساسية في الحرب. كما يأتي هذا وسط رفع سقف المطالب الإسرائيلية، وزيادة التعنّت على طاولة المفاوضات، على اعتبار أن «المنتصر يَفرض شروطه»، وليس على المهزوم إلّا أن يوقّع! ولعل نموذجاً مما تقدّم، ما سرّبته مصادر إعلامية إسرائيلية عن نيّة رئيس حكومة الاحتلال، بنيامين نتنياهو، عرض مقترحٍ لصفقة جديدة، تقضي بتوفير ممرّ آمن لقادة حركة «حماس»، وفي مقدّمهم يحيى السنوار، في مقابل إطلاق سراح الرهائن والمختطفين دفعةً واحدة، والانسحاب من غزة، ونزع سلاح المقاومة، والسماح بإعادة الإعمار ورفع الحصار.وعلى رغم أن ذلك المقترح المحكوم عليه بالفشل والمرفوض سلفاً لم يُطرح بشكل رسمي بعد، ترجّح مصادر مختلفة ارتباطه بخطاب نتنياهو المرتقب أمام الجمعية العامة للأمم المتحدة، والذي سيسعى من خلاله إلى إحراج حركة «حماس»، وإظهارها وكأنها هي مَن تعطّل كل الصفقات، وأن يديه ممدودتان للسلام. غير أن تكرار عروض وقف إطلاق النار المقدّمة من علوّ، أي من موقف قوّة للإسرائيليين، يبدو واضحاً أنه يرمي إلى تعويم «الإيهام بالانتصار»، أي إقناع كل الإسرائيليين قبل غيرهم، بأن جيش الاحتلال أصبح يمتلك الأفضلية في الميدان، والتي تؤهّله لإملاء شروطه.
في المقابل، تترجم تصريحات قادة المؤسسة الأمنية الإسرائيلية، الاستعصاء الميداني الذي وصلت إليه الحرب التي اقتربت من إغلاق عامها الأول، حيث القوات البرية تنتشر بلا عمل حقيقي، وتتحوّل مع مرور الوقت إلى أهداف سهلة، بعدما استنفد الجيش قوته الغاشمة عدّة مرات في مناطق محددة، فيما لم ترفع المقاومة الراية البيضاء، وظهر أنها ليست في وارد القبول بأيّ مقترح لا يراعي الخطوط الحمر، وأهمها: الانسحاب الكامل من غزة، وعودة الأهالي إلى منازلهم من دون قيد أو شرط. كما أن نقطة الاستعصاء في هذه الحرب، هي أن إسرائيل في مرحلة لا تسمح لها بالقبول بأنصاف الانتصارات، إذ إن ما منيت به طوال أشهر القتال، وقبلاً في عملية «طوفان الأقصى» نفسها، رفع كل ذلك من سقوف حاجتها إلى الحرب، وذلك لاستعادة ردعها المهشّم وهيبتها المدمّرة. أما المقاومة، التي استنزفت الحرب كثيراً من مقدّراتها البشرية واللوجستية، فهي أيضاً تبدي استعداداً أكبر لكسر إرادة القتال لدى العدو، من دون أيّ فرضية للانكسار أو الاستسلام، وهي أكثر مَن يدرك، أن الجيوش وحركات التحرّر، لا تُهزم عندما تخسر نقاطاً في الحرب، أو تعجز عن المشاغلة وإيذاء العدو مرحلياً، إنّما عندما تستسلم وتنكسر لديها إرادة القتال”.
اللواء:
حزب الله يحتوي ضربات اللاسلكي: لا عودة للمستوطنين قبل وقف الحرب في غزة
أوستن يؤجل زيارته ومخاوف أميركية من التصعيد.. والمواجهة إلى مفاجآت ومعادلات خطيرة
وخارج قرار مجلس الامن المتوقع اليوم حول التفجيرات السيبرانية، غير المسبوقة بتاريخ الحروب، فإن التطور الميداني المتمثل بالتفجيرات سيشكل عنوان مرحلة بالغة التعقيد، لجهة الرد «والحساب العسير، والقصاص العادل» الذي تحدث عنه الأمين العام لحزب الله السيد حسن نصر الله، او لجهة تفلُّت الحرب من كل الضوابط والاعتبارات ذات الصلة بأنظمة الحروب وتاريخها.
والنقطة الأهم في ردّ السيد نصر الله على ما نقل عن مقربين من رئيس حكومة بنيامين نتنياهو من ان «التفجيرات في لبنان ونشر قوات شمالاً تهدف الى اجبار حزب الله على التنازل» اعلانه بأننا «قبلنا التحدي في 8 ت1، واليوم نقبله، أقول لنتنياهو وكيان العدوان لن تستطيعوا ان تعيدوا سكان الشمال الى الشمال وأفعلوا ما شئتم.. وهذا هو التحدي بيننا».
وعليه، برزت معادلة جديدة، وفقا لقيادي بارز في حزب الله «نحن من يقرّر مصير المستوطنين الشمال».
وقال السيد نصر الله رداً على التهديد بالدخول الى الجنوب لبنان «إذا أحببتم ان تأتوا الى أرضنا، فسنحول الحزام الأمني الى وحل وفخ وكمين وهاوية وجهنم لجيشكم، ما تعتبرونه تهديداً، نحن نعتبره فرصة تاريخية بل نتمناه».
وقال السيد نصر الله في كلمة له تناول فيها هدف المتفجرات، وظروف انفجار الأجهزة، «ما حصل سيواجه بحساب عسير، لكن دعوتي اليوم أغيّر الاسلوب، والخبر هو ما سترون لا ما تسمعون، لاننا في الجزء الأكثر دقة وحساسية وعمقاً في المواجهة».ووصف السيد نصر الله ما حصل «بالمجزرة» و«ان المقاومة تعرضت لضربة كبيرة وقاسية وغير مسبوقة في تاريخ الصراع العربي- الاسرائيلي، وقد تكون غير مسبوقة في العالم».
واشار الى ان العدو وعلى مدى يومين وبدقيقتين كان يريد ان يقتل ما لا يقل عن 5 آلاف شخص، كاشفا عن لجان تحقيق داخلية فنية وأمنية تدرس كل الفرضيات من المنتج الى المستهلك.
لبنان طلب ردع إسرائيل
دبلوماسياً، طلب الرئيس نجيب ميقاتي من سفير بريطانيا في لبنان هايمش كاول، الذي التقاه في السراي الكبير، ان يكون للندن دورٌ رادعٌ وحازمٌ في اجتماع مجلس الامن اليوم.
وفي السياق نفسه، غادر امس وزير الخارجية عبد الله بوحبيب الى نيويورك لحضور الجلسات. وتكرس ذلك خلال اتصال الرئيس الفرنسي ايمانويل ماكرون امس بكل من رئيسي مجلس النواب نبيه بري والحكومة نجيب ميقاتي لتقديم التعازي بشهداء الاعتداءات وتاكيد وقوف فرنسا الى جانب لبنان، وابلغ بري ماكرون «ضرورة أن يبادر المجتمع الدولي للضغط على إسرائيل لوقف عدوانها على قطاع غزة وعلى لبنان قبل فوات الأوان»، فيما طلب ميقاتي منه «ان يصار الى اتخاذ موقف حازم من العدوان الاسرائيلي خلال جلسة مجلس الامن المقررة غدا بطلب من الحكومة اللبنانية».
وعشية جلسة مجلس الامن استضافت باريس امس، اجتماعا أميركياً- فرنسياً- ألمانياً- إيطالياً- بريطانياً، لمناقشة التطورات في الشرق الأوسط، كماعقد لقاء ثنائي جمع وزير الخارجية الأميركية انطوني بلينكن مع الرئيس ايمانويل ماكرون بعد الظهر في قصر الإليزيه.
وأعرب ميقاتي عن أمله في ان يكون قرار مجلس الامن رادعاً لعدوان اسرائيل، من جراء العدوان على لبنان والحرب التكنولوجية التي أدت الى سقوط عشرات الشهداء، وآلاف الجرحى.
وقالت بعثة لبنان لدى الامم المتحدة ان تفجير اجهزة الاتصالات تمت بوسائل الكترونية.
واعلن وزير الخارجية الاميركي انتوني بلينكن التوافق مع فرنسا على الدعوة الى ضبط النفس، في ما يتعلق بلبنان والشرق والاوسط.
وأرجأ وزير الدفاع الاميركي اوستن زيارته الى اسرائيل التي كان ينوي القيام بها نهاية الاسبوع، بسبب التصعيد العسكري في المنطقة.
واعرب البيت الابيض عن اعتقاده ان الحل الدبلوماسي هو السبيل الامثل للمضي قدما «ولازلنا نعتقد انه ممكن» حسب البيان الأميركي.
وفي تل ابيب، قال وزير الدفاع يؤآف غالانت: «أنه يجري مداولات بشأن مختلف احتمالات تطور الحملة ضد حزب الله على الحدود الشمالية. وأن حزب الله يشعر بأنه ملاحق، وعملياتنا ستتواصل، وفي المرحلة الجديدة من الحرب هناك فرص كبيرة ومخاطر كبيرة أيضاً».مضيفاً: «إن هدفنا إعادة سكان الشمال إلى منازلهم سالمين وحزب الله سيدفع ثمناً متزايداً».
الجلسة ترجئ الى اليوم
حكومياً، لم يكتمل نصاب جلسة مجلس الوزراء بعد ظهر امس، بسبب اعتذار عدد من هؤلاء عن الحضور، وتقرر ان تعقد الجلسة في الموعد نفسه بعد ظهر اليوم لمتابعة دراسة مشروع قانون الموازنة للعام 2025.
على الأرض، وفيما خفت الحركة في شوارع الضاحية الجنوبية، مرّ يوم امس على خير من دون تفجيرات اسرائيلية عن بُعد في المناطق اللبنانية، لكن بقيت السخونة القصوى مسيطرة على المستويات السياسية والعسكرية، وكشف تقرير لصحيفة «نيويورك تايمز» الأميركية، أن شركة «بي إيه سي» المجرية التي ارتبط اسمها بتفجير أجهزة «البايجر» في لبنان، ما هي إلا جزء من «واجهة إسرائيلية». وقالت «نيويورك تايمز» نقلاً عن 3 مصادر استخباراتية وصفتها بالمطلعة، إن الشركة المجرية وشركتين وهميتين أخريين على الأقل تم إنشاؤهما أيضا لإخفاء الهويات الحقيقية للأشخاص الذين يصنعون أجهزة «البايجر»، مشيرةً إلى أن المُصنع الحقيقي لهذه الأجهزة «الاستخبارات الإسرائيلية».
وقالت إن شركة «بي إيه سي» تعاملت مع عملاء عاديين وأنتجت لهم مجموعة من أجهزة «البايجر»، لكن «العميل الأهم كان حزب الله».
وأوضحت أن الأجهزة التي أنتجتها الشركة لحزب الله خصيصًا كانت تحتوي على بطاريات مخلوطة بمادة «بينت» المتفجرة، وفقاً للمصادر الثلاثة.
الوضع الميداني
ميدانياً، اعلنت هيئة البث الاسرائيلية ان رئيس اركان الجيش الاسرائيلي هرتسي هاليفي وافق على خطط عملياتية في الشمال.
ونقلت «هآرتس» ان «المؤسسة الامنية عرضت على الحكومة تداعيات الحرب في لبنان على الجبهة الداخلية وتنتظر القرار.
والابرز بعد يوم من القصف للقرى والبلدات الجنوبية من عيتا الشعب الى ميس الجبل، وأطراف بليدا وزوطر الشرقية وعدشيت والقصير وكفرصير ومجرى الليطاني. توقيت خرق جدار الصوت في بيروت والضاحية الجنوبية واطلاق بالونات حرارية، اثناء القاء الامين العام لحزب الله كلمة عند الخامسة من بعد ظهر امس.
وخلال الاشتباكات الحدودية، تمكن حزب الله من استهداف قوة اسرائيلية مما ادى الى مقتل قائد سرية اسرائيلية وجندي آخر مع اصابة اكثر من 13 جنديا بجروح، بعضها بالغ الخطورة.
واعلنت المقاومة الاسلامية عن استهداف موقع راميا وثكنة زرعيت وموقع حانيتا بالقذائف الصاروخية.
وتعرضت مستوطنة المطلة الى ضربات صاروخية ثقيلة ادت الى انقطاع الكهرباء والماء.
وبثت درون اسرائيلية مواقف تحريضية فوق عدد من قضاء النبطية”.
JOIN US AND FOLO
Telegram
Whatsapp channel
Nabd
GOOGLE NEWS
tiktok
مصدر الخبر
نشر الخبر اول مرة على موقع :www.almanar.com.lb بتاريخ:2024-09-20 02:56:17
ادارة الموقع لا تتبنى وجهة نظر الكاتب او الخبر المنشور بل يقع على عاتق الناشر الاصلي