الصحافة اليوم: 22-10-2024

صحافة اليوم

<

p style=”text-align: justify”>تناولت الصحف الصادرة في بيروت اليوم الثلاثاء في 22-10-2024 العديد من الملفات المحلية والاقليمية، وركزت في افتتاحياتها على زيارة هوكشتاين إلى بيروت، وتطورات العدوان الاسرائيلي المتواصل على لبنان.

الاخبار:

العدو يتوحش والمقاومة تطارد جنوده

«الاخبار» تنشر تفاصيل ورقة هوكشتين عن الصيغة الجديدة للقرار 1701

ابراهيم الأمين

علمت «الاخبار» من مصادر دبلوماسية عربية ان الموفد الرئاسي الاميركي عاموس هوكشتين اجرى اتصالات مكثفة مع الجانب الاسرائيلي قبل قدومه الى بيروت، وأنه تبلّغ من المسؤولين في تل ابيب بأنهم ليسوا في وارد السير في أي اتفاق لا يلبّي شروطهم، وانه لا وقف لاطلاق النار قبل اتفاق كامل.

وقالت المصادر ان هوكشتين انكب مع فريقه على صياغة «ورقة العمل» بلغة ذات طابع دبلوماسي، لكنه لم يتمكن من ايجاد صيغة تجعل المطالب الاسرائيلية قابلة لأن تحظى بموافقة لبنان. وهو مهّد قبل زيارته لبيروت، من خلال أوساط دبلوماسية وعبر فريق السفارة الاميركية في بيروت بقيادة ليزا جونسون، بإبلاغ جهات لبنانية عدة بأن لبنان «ليس في موقع من يمكنه النقاش كثيراً، وان عدم اخذه بالمقترح يعني ان الحرب ستتواصل وستكون اكثر قساوة». وقد ساعد العدو الموفد الاميركي بليلة من الغارات الوحشية استهدفت مباني سكنية في الضاحية الجنوبية والبقاع والجنوب بحجة تدمير مكاتب جمعية «القرض الحسن».

عرض الاستسلام

وبحسب المصادر، فقد حمل الموفد الاميركي الى بيروت ورقة عمل عرضها بالتفصيل على الرئيسين نبيه بري ونجيب ميقاتي (حرص على ان يكون اللقاء بغياب مستشاريه)، وناقش عناوينها وبعض التفاصيل الخاصة بدور الجيش مع قائده العماد جوزيف عون. كما عقد اجتماعاً مع موظفين دبلوماسيين وأمنيين في مقر السفارة لتقديم «احاطة عامة». وكان اهم ما قاله ان مهمته لا تتطرق على الاطلاق الى ملف الانتخابات الرئاسية في لبنان، وان على فريق السفارة عدم الحديث عن الامر بصورة تؤذي اصدقاء الولايات المتحدة، داعياً الى عدم الاتيان على ذكر العماد عون كمرشح اساسي لرئاسة الجمهورية، وهو الامر الذي تجاهله هوكشتين تماماً في محادثاته مع بري وميقاتي.

وقالت المصادر ان هوكشتين عرض تصوراً جديداً للقرار 1701 يقوم على مبادئ مختلفة، وان التعديلات المقترحة لا تقتصر على آلية التنفيذ بل على اساس المهمة.
وبحسب المصادر فإن ورقة الموفد الاميركي – الاسرائيلي تطلب تعديل نص مقدمة القرار لجعله قراراً «يهدف الى احلال السلام على الحدود بين لبنان واسرائيل ومنع اي وجود مسلح في المناطق اللبنانية القريبة من هذه الحدود». وفي نقطة ثانية «يطلب توسيع النطاق الجغرافي لسلطة القرار الدولي، إلى شمال نهر الليطاني بمسافة عدة كيلومترات، واقله كيلومتران اثنان»، على ان يصار الى «زيادة كبيرة في عديد القوات الدولية العاملة ضمن قوات حفظ السلام، ورفع عديد قوات الجيش اللبناني المفترض نشرها في تلك المنطقة».

وشملت ورقة هوكشتين أيضاً «توسيع مهام القوات الدولية بحيث تشمل الحق في تفتيش أي نقطة او مركبة او موقع او منزل يشتبه بأن فيه اسلحة، والحق في القيام بدوريات مفاجئة الى اي منطقة في نطاق عمل القرار من دون الحاجة الى اذن من السلطات اللبنانية، وان يكون بمقدور القوات الدولية اطلاق عملية مسح متواصلة من خلال المسيّرات فوق كل المناطق التي يشملها النطاق الجغرافي للقرار، وفي حال قررت الدخول الى ممتلكات خاصة، فان لها الحق في ذلك، لكن بالتعاون مع الجيش اللبناني». وكذلك «توسيع نطاق عمل قوات الطوارئ الدولية لتشمل السواحل اللبنانية من الجنوب الى الشمال، بما يشمل المرافئ اللبنانية، والحق في التدقيق في هوية السفن المتجهة اليها، خصوصا الى المنطقة التي تنتشر فيها القوات الدولية. وكذلك نشر فرق مراقبة في المطارات المدنية العاملة او المقفلة، ونشر ابراج مراقبة ونقاط تدقيق على طول الحدود البرية للبنان مع سوريا من عكار شمالا الى البقاع الغربي وراشيا جنوبا». ولا ينتهي عرض الموفد الاميركي من دون الحديث عن «الحاجة الى وجود إشراف (من دون شروحات) على تنفيذ القرار 1701».

وبحسب معلومات «الاخبار» فإن الموفد الأميركي حاول تقديم العرض كأنه أمر يغري لبنان، وان موافقة مبدئية من جانب الحكومة والرئيس بري تفتح الباب امام مساعي اقناع اسرائيل بوقف الحرب فوراً. لكنه خرج من الاجتماعات بانطباعات سلبية، ما يوحي بانه قد لا يعود الى لبنان سريعاً، الا في حال حصلت تطورات تفرض عليه تعديل ما يحمل من افكار.

وأُفيد بان بري كان شديد الوضوح مع هوكشتين بالاشارة الى ان القرار 1701 واضح ولا يحتاج الى اي تعديل، وان هناك توافقاً لبنانياً على تنفيذه، وان اي محاولة لتعديله ستقضي على فرصة تنفيذه، وان على الولايات المتحدة البحث في سبل وقف الخروقات الاسرائيلية للقرار وليس في الحديث عن اجراءات احادية في الجانب اللبناني. فيما نقل عن رئيس الحكومة قوله للموفد الاميركي بأن ما يعرضه لن يقبله احد في لبنان. وسمع هوكشتين عبارات غير واضحة عن ان حزب الله لا يجد ان اسرائيل في وضع يمكنها من فرض الشروط التي يحملها.

يريد الاميركيون نشر قوات على طول الحدود البرية مع سوريا وقوات لمراقبة المطار والمرافئ

تقصٍّ لمعرفة موقف المقاومة

وبحسب معلومات «الاخبار»، فان الموفد الاميركي حاول جاهداً معرفة «ثوابت حزب الله» مع محاولة استكشاف حجم «الضعف الذي اصاب المقاومة، من خلال التدقيق في نوع الردود التي سمعها». وقالت المصادر المعنية ان الاميركيين «يعرفون ان الحديث يدور عن معركة دبلوماسية تواكب حرباً شاملة وقاسية يشنها العدو، وبالتالي، فان موقف المقاومة يبقى هو الاساس، بمعزل عن كل اللغو القائم من جهات محلية تعتبر انها هي من يقرر مصير لبنان ومصير المقاومة».

وبحسب المعلومات، فإن الثوابت التي يستند اليها الموقف اللبناني، تقول بانه في حال كانت الولايات المتحدة اعلنت، على لسان هوكشتين نفسه، أن القرار 1701 لم يُحترم من الجانبين، وان هناك حاجة لتعديلات في آليات تنفيذه، فان لبنان لا يمانع المبدأ، لكنه يعتبر ان على الامم المتحدة تقديم آلية جديدة تضمن لمرة نهائية وقف كل انواع الخروقات الاسرائيلية، البرية منها والبحرية والجوية، التي دوّنتها قوات الامم المتحدة اكثر من 30 الف خرق اسرائيلي منذ العام 2006. وقالت المصادر ان أي آلية جديدة يجب ان تقدم خطوات متماثلة على جانبي الحدود بما يضمن عدم حصول خرق للقرار، وان اللبنانيين هم اكثر من يحتاج الى ضمانات تمنع اي نوع من الاعتداءات الاسرائيلية.

وبحسب المعلومات، فان الثوابت الاولى تشير الى الاتي:

اولا: ان اي نقاش او بحث لا يمكن ان يتطرق الى سلاح المقاومة خارج النطاق الجغرافي للقرار 1701، وانه لا مجال لتوسعة هذا النطاق تحت اي ذريعة.

ثانيا: رفض مطلق لانتشار القوات الدولية، او اي قوات اجنبية، على طول الحدود مع سوريا، وهو امر يناقض السيادة اللبنانية اصلا، كما ان طبيعة العلاقات بين لبنان وسوريا، التي يقول الدستور اللبناني انها علاقات مميزة، تمنع على لبنان القيام بخطوة من هذا النوع من دون موافقة سوريا وليس بعلمها فقط. علما ان الاميركيين يتذاكون عندما يطرحون هذا الامر، وهم يعلمون بأنهم يريدون استقدام قوات اوروبية الى المناطق القريبة من قواعد روسية اساسية في سوريا.

ثالثا: لا يمكن لمجلس الامن الدولي، او للدول الكبرى، اضافة اي دولة جديدة الى الدول العاملة في القوات الدولية من دون الحصول على موافقة لبنانية كاملة، بمعزل عن هوية هذه الدولة.

رابعا: ان الحديث عن «اشراف على تنفيذ القرار» يعني بوضوح، محاولة للعودة تماما الى ما سبق للجانب الاميركي ان طرحه خلال المفاوضات التي سبقت صدور القرار 1701 عام 2006. وهو عملياً يقصد ان يكون هناك اشراف اميركي وبريطاني على كل آليات عمل القوات الدولية، وهو امر ترفضه المقاومة بشكل رئيسي، وهي ابلغت من يهمه الامر بأنها لن تقبل، تحت اي ظرف، ان يكون هناك اي دور اميركي او بريطاني او حتى الماني في الاشراف على عمل القوات الدولية او قوات الجيش اللبناني التي سيوكل اليها تطبيق القرار الدولي، سيما وان الاشراف من قبل هذه الدول على وجه التحديد، يعني انه اشراف تلقائي من جانب العدو الاسرائيلي، وهو ما يضرب جوهر القرار الذي يفرض على الجانبين اليات التنفيذ.

وماذا بعد؟

لخص مسؤول لبناني بارز حصيلة زيارة الموفد الاميركي بأن الاجتماعات كانت عبارة عن طروحات وطروحات مقابلة، وان الجانبين الاميركي واللبناني استمعا الى بعضهما البعض، لكنهما يتصرفان بواقعية انهما امام مرحلة انتظار جولة جديدة من العنف الصهيوني، كون الموفد الاميركي جاء ليفاوض تحت النار. وقال المسؤول اللبناني نفسه ان «هوكشتين جاء مهوِّلا وراغبا في بث الرعب، وانه كان واضحا في كل ما قاله بان بلاده واسرائيل ترفضان العودة الى القرار 1701 بصورتهة القائمة حاليا. وهو قال صراحة ان هذه الصيغة باتت من الماضي».
وقال المسؤول ان «الوضع صعب ودقيق جدا، فلبنان لا يمكنه القبول بما حمله هوكشتين لأنه يمثل دعوة صريحة الى الاستسلام، كما ان لبنان يعرف انه يصعب عليه اقناع الولايات المتحدة الان بموقفه بطريقة سهلة، ما يعيد الجميع الى مربع الانتظار لوقائع الميدان». وقالت المصادر انه لم يتم الاتفاق بصورة دقيقة على الخطوات اللاحقة، وان احتمال عودة هوكشتين الى لبنان قبل موعد الانتخابات الاميركية مستبعد الا في حال كان يحمل ما هو مختلف جذريا عما جاء به في هذه الزيارة.

تسريبات العدو: لإسرائيل حق التثبت ولا سلاح جنوب نهر الاولي!

سرّبت مصادر اسرائيلية لموقع «إكسيوس» ان اسرائيل سلمت الولايات المتحدة «وثيقة تتضمّن شروطها لإنهاء الحرب في لبنان». ونسب الموقع الى مسؤولين إسرائيليين قولهم إنّ «مكتب رئيس الحكومة بنيامين نتنياهو سلّم الوثيقة إلى البيت الأبيض»، وهي «حصيلة مناقشات أجراها وزير الشؤون الاستراتيجية الإسرائيلي رون ديرمر مع وزارة الأمن والجيش بشأن الشروط التي تطالب إسرائيل بأن تكون جزءاً من أي حلّ لإنهاء الحرب في لبنان».

وتضمنت الوثيقة «اشتراط إسرائيل السماح لجيشها بالمشاركة في تنفيذ فعّال للتأكّد من عدم إعادة تسليح حزب الله، وإعادة بناء بنيته التحتية العسكرية في مناطق جنوب لبنان القريبة من الحدود»، وطالبت بأن «تتمتع قواتها الجوية بحرّية العمل في المجال الجوي اللبناني».

ونقل عن مسؤول أميركي قوله إنّه من غير المرجّح إلى حد كبير أن يوافق لبنان والمجتمع الدولي على هذه الشروط»، فـ «الشروط الإسرائيلية تقوّض سيادة لبنان بشكل كبير».

والى جانب تسريب المعطيات نفسها الى صحف اسرائيلية، فان شبكة «سكاي نيوز» التابعة للامارات نسبت الى مسؤول اميركي قوله ان زيارة هوكشتين «تهدف إلى إنهاء الحرب لكن، مع عدم القبول بالشروط التي يريد لبنان فرضها على إسرائيل».

وبحسب قوله، فإن المطلوب «هو نشر الجيش اللبناني في جنوب البلاد، مع وصول مساعدات عسكرية له بقيمة 350 مليون دولار. والزيارة تهدف إلى مساعدة الجيش اللبناني والقوات الدولية لضمان انسحاب حزب الله من المناطق الجنوبية وصولاً إلى نهر الأولي».

نقاتل جيشاً مبرمجاً على القتل لا على القتال … النائب رعد: لننتبه في كلامنا مع الخارج والميدان هو الحكم الفاصل

أكد رئيس كتلة الوفاء للمقاومة النائب محمد رعد أن الحرب الصهيونية العدوانية «ليست مُجردّ ردّ فعل على الطوفان، وليست معزولة عن مشروع أميركي – صهيوني استناداً إلى تقييم وتقدير سياسيين استراتيجيين، بأن السيطرة على المنطقة كلها، تستلزم إنهاء كل حركات المُقاومة، بدءاً من غزة وصولاً إلى لبنان». وأضاف أن «الميدان هو الحَكَمُ وله القول الفصل، وكُل كلام آخر بعيد عن هدف النصر على العدو، سواء مع موفدي الخارج أو مع أهل الداخل، يحسن تقنينه أو التريث في البتّ به وتقرير المُناسب إزاءه، لأن اللحظة الراهنة مُتغيرة ومُتحركة، ويجدر أن لا يُقال الكلام إلا ارتكازاً إلى قواعد ثابتة». وأدلى النائب رعد بالتالي:

على مدى الأسبوعين الماضيين، ومنذ إعلان العدو الصهيوني عن بدء محاولاته للتوغل البري، سواء في القطاعين الغربي أو الشرقي من جبهة لبنان، والمقاومة الإسلامية تثبت عبر يقظتها وبسالة مجاهديها الأبطال والتكتيكات التي تعتمدها قيادتها الميدانية أنها على قدر التحدي والرهان، وأنها جاهزة لمواجهة محاولات التسلل الصهيوني وإحباط الخطوات التمهيدية التي يريد تثبيت بداية مساراتها إيذاناً ببدء التوغل الكبير والواسع الذي يزمع القيام به .

إن المراقب لأداء العدو الصهيوني، سواء في تحرك وحداته القتالية من قوات النخبة أو من الغارات الجوية التي تستهدف القرى والمدنيين في مختلف مناطق لبنان بذريعة أو بدونها، يتأكد له ما يلي:

1 – أن الجيش الصهيوني هو جيش آلي مُبرمج وغبيّ وخياراته الميدانية في المواجهة تحددها غرفة المراقبة والإدارة التوجيهية، وهو مهيّأ نفسياً باتجاهين مُتعارضين ومتلازمين معاً: الاتجاه الأول هو الانقضاص المُتوحش على الهدف الواضح الماثل أمامه.

والاتجاه الثاني هو الانكفاء العفوي والتلقائي والتراجع الفوري فور حصول اشتباك معه أو التصدي له.
وهذا إن دل على شيء، فإنما يدلّ على غياب الدافع الإرادي الذاتي للجندي الصهيوني، وأن ما يدفعه إلى القتال الوظيفي هو الالتزام الآلي بالوظيفة المأمور بتنفيذها.

الأمر الآخر يكشف عن حجم دور المكننة في إدارة حرب العدو في كل المسارات وعلى مختلف الجبهات وعبر مختلف الأسلحة والتقنيات.

2 – الأمر الثاني الذي يتأكد للمراقب أن الجيش الصهيوني لم يكن ولا يُمكن أن يُصنف في عداد الجيوش النظامية المقاتلة، وإنما هو جيش من الروبوتات المبرمجة عبر برامج ممكننة وموجهة أساساً نحو التدمير والقتل، بعيداً عمّا يُسمى في لغة الجيوش الاشتباك والتقاتل والالتفاف والخطة البديلة.

إنه عديد من الوحوش المُبرمجة هدفها الفعلي القتل وليس القتال والتدمير وليس خوض المعارك.

ولذلك، فإن المُقاومة التي باتت تُدرك على نحو اليقين هذه الحقيقة عن الجيش الصهيوني، صار لزاماً عليها أن تبني خططها للمواجهة على قاعدة أن الإدارة المحركة لجيش العدو هي التي ينبغي أن تكون الهدف أيضاً وليس فقط عديد العدو المكلف بالمهام الميدانية.

وخلال هذه الحرب العدوانية التي يشنها الصهاينة الغزاة ضد المقاومة الإسلامية في لبنان، بدا واضحاً أنه يسير وفق برنامج عدواني مُمنهج يستهدف قيادات وكوادر المقاومة وتدمير المباني السكنية في الوقت نفسه، لتحقيق هدفين اثنين: إحباط الروح المعنوية العالية لدى المقاومة وشعبها… وشلّ أو إرباك المُقاومة عن مواصلة التحكم والسيطرة، وبالتالي تشتيت عديدها وبعثرة جهودها وإنهاء التناسب والتكامل في الجهود لتحقيق الأهداف.

صار واضحاً أن إعادة المستوطنين إلى مستوطنات الشمال تفصيل صغير وليس هو الهدف الحقيقي من الحرب العدوانية الصهيونية

إن قيادة المُقاومة استدركت بسرعة نادرة هذين الأمرين برغم الأوجاع التي أصابتها معنوياً وبنيوياً نتيجة استهداف أمينها العام الرمز وعدد من قيادات وكوادر المقاومة، ونتيجة القصف التدميري الهائل الذي أصاب الأهالي ومبانيهم السكنية ومراكز خدمة النازحين… وأعانها على ذلك الاستدراك المخزون المعنوي والثقة العارمة بصوابية الرهان على المقاومة كخيار مُجدٍ لدفع العدوان والنصر على العدوّ والامتثال للتكليف الشرعي في وجوب ذلك ودعمه والتمسك به.

ولئن غابت عن الشاشة الإطلالات الحية المُباشرة لسماحة سيد المُقاومة وسيد شهدائها الأسمى، فإنه كان قد صرّح مراراً وأكد أن ما بيننا وبين العدوّ الصهيوني في هذه المرحلة هو الأيام والليالي والميدان… ولذلك فلم يعد من داع لكثرة الكلام التعبوي والسياسي، وإن كان لا بُدّ من مُواصلته بمُستويات مُتفاوتة ومحطات مقنّنة، فيما الجميع ينبغي أن يضطلع بدوره، مهما يكن دوره، في دعم وتقوية ورفد الميدان المُقاوم بكل ما يلزم من عناصر وعوامل الثبات وتعزيز القدرات وتطوير الهجمات والقدرات لردع العدو وإفشال مُخططاته ومنعه من تحقيق أهدافه والنيل منه على الصُعد والمُستويات كافةً.

وهذا ما تنهمك بالتصدي له المقاومة وأهلها في مجال ردع العدو وحماية لبنان وشعبه.
وطالما أن الميدان هو الحَكَمُ وله القول الفصل، فكُل كلام آخر بعيد عن هدف النصر على العدو، سواء كان هذا الكلام مع موفدي الخارج أو مع أهل الداخل، يحسن تقنينه أو التريث في البتّ به وتقرير المُناسب إزاءه، لأن اللحظة الراهنة مُتغيرة ومُتحركة… ويجدر أن لا يُقال الكلام إلا ارتكازاً إلى قواعد ثابتة.

أمر أخير لا بُدّ من التأكيد عليه، وهو أن الحرب الصهيونية العدوانية التي باشرها الإسرائيلي بعد طوفان الأقصى… ليست مُجردّ ردّ فعل على الطوفان، وليست معزولة عن تصور مُتداول لمشروع أميركي – صهيوني يجري تحضير مقدماته وسيناريُواته.

إن فَهْمَ هذا الأمر هكذا أمر ضروري حتى لا يراود البعض وهمٌ بأن ردّ فعل العدو كان أقسى من المتوقع أو هو غير محسوب لدى المُقاومين كما ينبغي…

والحقيقة أن طوفان الأقصى حصل أو لم يحصل، فإن الجانبين الأميركي والإسرائيلي كانا يتشاركان القناعة ذاتها استناداً إلى تقييم وتقدير سياسيين استراتيجيين، بأن السيطرة على المنطقة كلها، وإخضاعها وفرض الإذعان على حُكامها ودولها يُلزمها إنهاء كل حركات المُقاومة الناشطة فيها، بدءاً من غزة وصولاً إلى لبنان، من أجل رسم ميزان قوى جديد في المنطقة لمصلحة التسلط الأميركي والغربي والصهيوني عموماً، وإحلال مخطط التطبيع مع الكيان محل النزاع التاريخي، وتحويل الاهتمام الإقليمي لمُواجهة إيران لما تُمثله من رأس رمح في قبالة المشروع الاستكباري الأميركي لفرض الوصاية على الشرق الأوسط، أو ما ينبغي تسميته جنوب غرب آسيا.

إزاء ضخامة هذا المشروع واستهدافاته الاستراتيجية المُؤكدة وغير المُتوهمة، والتي كشف عنها بوضوح بنيامين نتنياهو وأنتوني بلينكن وجيك سوليفان، ودار حولها بنفاق ماكر رئيسهم جو بايدن، كان على المُقاومة الإسلامية المُستهدفة بهذه الحرب العدوانية مُنذ بدايتها، أن تؤكد جهوزيتها لمواجهة وإحباط أهداف هذه الحرب… وبناءً عليه، صار الآن واضحاً أن إعادة المستوطنين إلى مستوطنات الشمال هو تفصيل صغير، وليس هو الهدف الحقيقي الآن من الحرب العدوانية الصهيونية ضد لبنان… وإن وقفة المُقاومة لا ينبغي أن تكون بمقدار الحاجة لمنع تحقق هذا الهدف التفصيلي على أهميته فقط، بل يجب أن تكون بحجم تثبيت قواعد ارتكاز ثابتة ومُحكمة للتصدي ومُواجهة المشروع العدواني الاستراتيجي الأميركي والصهيوني الذي يُريد ابتلاع لبنان وكل دول المنطقة والهيمنة عليها، وجعل الكيان الصهيوني مشرفاً سامياً مُتفوقاً ومُتحكماً بأداء كل تلك الأنظمة في بلدان العرب من النيل إلى الفرات.

يبقى من نافل القول إن الكيان الصهيوني مُحتلّ وغاصب، وطوفان الأقصى دفاع مشروع ومُحقٌّ بكُل المعايير، ومساندة هذا الحق أمر قانوني ومشروع أيضاً، سواء سُمّيت المُساندة بعمل استباقي أو حرب إسناد ودعم… فمن تجب إدانته هو المُحتل الغاصب وليس المُدافع المُساند… والقاصر أو غير المبالي بالمساندة والدعم، ليس عليه أن يظهر بمظهر المُؤيد والمُتفهم لموقف الغاصب والمُحتل.

ما بعد «الإنجازات التكتيكية» كما قبلها: إسرائيل تُراوح مكانها

في اجتماع الكابينت الذي انعقد الأحد، واستمر لأكثر من ست ساعات، احتجّ الوزراء الإسرائيليون على ما وصفوه بـ«الضربة الضعيفة» التي وجهها الجيش رداً على استهداف حزب الله منزل رئيس الوزراء، بنيامين نتنياهو، في قيساريا بطائرة مسيّرة، فيما ردّ ممثلو أجهزة الأمن بأن الجيش عموماً ينفذ سياسة الحكومة بناءً على المهمات الموكلة إليه، تماماً كما الكابينت. وفيما تتهم إسرائيل، إيران، بالوقوف وراء الموافقة على استهداف المنزل، وتتوعّد بمحاسبتها على هجومها بالصواريخ الباليستية مطلع الشهر، لم يناقش الكابينت مسألة الضربة الإسرائيلية المتوقعة على إيران، كما لم يفوض نتنياهو، ووزير الأمن، يوآف غالانت، باتخاذ القرار بشأنها. أمّا السبب، كما نقل موقع «واينت»، فهو أن المصادقة النهائية على الضربة لن تُتخذ في اجتماع عادي يحدد موعده مسبقاً، وإنما في اللحظات الأخيرة التي ستسبق الضربة، تماماً كما حدث في هجوم إسرائيل على ميناء الحديدة في اليمن.

وخلال الجلسة، تداول الكابينت في ثلاث مسائل رئيسية في مقدّمتها «الأسرى والمفقودون». وأثناء مناقشة ذلك، تلقّى المسؤولون إحاطة من طاقم المفاوضات حول الخطط بشأن الصفقة بعد استشهاد رئيس حركة «حماس»، يحيى السنوار.
واعتبر الوزراء أن ثمة «مكاناً للتفاؤل في التوصل إلى صفقة، بعدما تحوّلت قطر إلى وسيط مركزي في المفاوضات». أمّا المسألة الثانية فهي الأوضاع الإنسانية في قطاع غزة، وخصوصاً ما قيل إنها الرسالة الأميركية «التحذيرية» من الاستمرار في منع إدخال المساعدات إلى القطاع.

ورغم النقاش، لم يُتخذ أي قرار في هذا الخصوص، فيما استعرض المسؤولون الأمنيون أمام الوزراء القضايا المفصلة التي تضمنتها رسالة الوزيرين الأميركيين، أنتوني بلينكن، ولويد أوستن، وخصوصاً مسألة تجميد التشريعات التي ينوي الكنيست إقرارها ضد «وكالة غوث وتشغيل اللاجئين» (أونروا). وبحسب الموقع، فإن المعلومات التي قدّمت إلى الوزراء تشير إلى أنه من المفترض التصويت على التشريعات بالقراءتين الثانية والثالثة في 28 تشرين الثاني/ نوفمبر المقبل، بتأييد مئة عضو كنيست.

على أن ممثلي وزارة الخارجية الذين حضروا الاجتماع، أوضحوا «العواقب الوخيمة» التي قد تترتب على إقرار التشريع؛ فبمجرد توقف إسرائيل عن العمل مع إحدى منظمات الأمم المتحدة، تخرق بهذا ميثاق المنظمة الدولية، وهو ما سيكون له أثر قانوني بعيد المدى وتداعيات دولية، يمكن أن تصل إلى حد «طرد إسرائيل من الأمم المتحدة». ودفع ذلك بالوزراء إلى التساؤل حول كيفية وقف التشريعات التي يؤيدها عدد كبير جداً من أعضاء الكنيست، فيما أبدى الحاضرون مخاوفهم من أن «ممثلي المعارضة الإسرائيلية قد لا يوافقون على سحب التشريعات من الأجندة، من أجل تعقيد وضع الحكومة والتسبب في إحراجها».

ورغم أن رئيس الكنيست بإمكانه عدم طرح التشريع للتصويت من الناحية الفنية، إلا أن الوزراء تساءلوا: كيف سيبدو موقف إسرائيل التي ستظهر كمن خضعت للضغوط الدولية؟ وأبدوا استغرابهم من أنهم لم يُحذّروا مسبقاً من التعقيدات التي ينطوي عليها الإجراء المذكور.

لم يناقش الكابينت مسألة الضربة الإسرائيلية المتوقعة على إيران

وبالإضافة إلى ما تقدّم، ناقش الوزراء المطلب الذي أثير في رسالة بلينكن – أوستن، بشأن السماح بزيارة مندوبي منظمة «اللجنة الدوليّة للصليب الأحمر» للأسرى الفلسطينيين في سجون الاحتلال الإسرائيلي، وظهرت خلال ذلك خلافات حادّة بين المسؤولين.

وبالعودة إلى قضية المفاوضات، أبلغ مسؤول في الطاقم، عائلات أسرى إسرائيليين في غزة، بأن استشهاد السنوار لم يفضِ إلى تغيير في مواقف الجانبين، معتبراً أنه بهدف استئناف المفاوضات، على إسرائيل أن «تليّن» مواقفها. وطبقاً لما ذكرته صحيفة «هآرتس»، فإن المسؤول ذاته قال أمام العائلات إن «حماس مشغولة حالياً بإيجاد بديل من السنوار، فيما لا يظهر استعداد لإبداء ليونة أو تغيير في المواقف». وأضاف أن مطالب الحركة هي نفسها المطروحة منذ 2 تموز/ يوليو الماضي، وأنه «لا يوجد تفكك، وهم (حماس) يواصلون العمل؛ إذ إنهم ورغم استعدادهم لمواصلة النقاش، لا يبدون ليونة بل ربما يتشددون في مواقفهم أكثر».

على المقلب الآخر، فإن إسرائيل من جانبها «لم تبدِ تغييراً في موقفها». ووفقاً للمسؤول، فإن «الوضع يراوح مكانه.
والاغتيال لم يغير شيئاً في المواقف عندنا أو عندهم. كما لم تتغير التعليمات بأنه ينبغي ممارسة ضغط على حماس من أجل بدء مفاوضات». وأشار إلى أن موقف أجهزة الأمن الحالي، هو أنه ينبغي استغلال «الإنجاز العسكري» من أجل تحريك الصفقة، مضيفاً أنه من دون ليونة من جانب إسرائيل لن يحدث تقدّم؛ إذ عليها «على سبيل المثال، أن تنسحب من محور الكون، فمن دون ذلك لن تلين حماس». ومع هذا، اعتبر المسؤول أن «التصعيد الإسرائيلي في لبنان، وفي جباليا، والهجوم المزمع على إيران، قد ينشئ ظروفاً أفضل للتوصل إلى اتفاق تبادل أسرى».

زيارة هوكشتين: توقيتٌ غير مفهوم وعروضٌ نصف مقبولة

ليست زيارة الموفد الاميركي الخاص عاموس هوكشتين لبيروت في توقيت غير مفهوم سوى ترجمة سياسية غير ديبلوماسية حتماً للوقائع العسكرية المستجدّة من الجنوب الى الضاحية الجنوبية مروراً بالبقاع.

وتأتي قبل اسبوعين فقط من فتح صناديق الاقتراع في الانتخابات الرئاسية الاميركية، دونما التأكد من اي من الحزبين الديموقراطي والجمهوري سيفوز، ودونما تيقنه من استمراره هو في منصبه، ودونما توقّع الوصول بمثل هذه السرعة الى الفصول الاخيرة في الحرب الحالية. اختبر المسؤولون اللبنانيون اكثر من مرة الاستعجال الذي اعتاد عليه هوكشتين في اكثر من ملف: بدأ بالترسيم البحري، ثم قفز الى الحدود البرية، فإلى فك جبهة الجنوب عن جبهة غزة قبل ان يخوض في الاشهر الاخيرة في الشغور الرئاسي اللبناني.

في زياراته السابقة راح يصرّ على التوصل الى تصوّر مؤجل التنفيذ الى ما بعد وقف النار، ينتزع فيه موافقة حزب الله على تنفيذ القرار 1701، وكان يسمع من محاوريْه المسؤولين اللبنانيين – كما بالواسطة من حزب الله – ان وقف النار في غزة وحده كفيل بفكّ ارتباط جبهة الجنوب بجبهة غزة. مع ذلك طلب تصوّراً على الورق تمهيداً للحظة وقف النار، أقرنه آنذاك باستعداده لمناقشة تثبيت الحدود البرية ومعالجة النقاط الخلافية عليها مع اسرائيل، على انه أوصد الأبواب نهائياً حيال ما يتصل بمصير مزارع شبعا. وقتذاك امتنع حزب الله، في ذروة تصعيده جبهة الإشغال، عن اعطاء اي تعهدات مسبقة قبل وقف النار، محدّداً موقفه تبعاً لما ستؤول اليه الوقائع العسكرية على الارض، فيُبنى بموجبها مسار التفاهمات مع التأكيد على العودة الحتمية الى القرار 1701 في الجنوب. ما رفضه الحزب في ذلك الحين عاد به الموفد الاميركي الى بيروت.

في زيارة امس، الاولى منذ انفجار حرب اسرائيل وحزب الله في 23 أيلول المنصرم، تحدّث عن عروض معاكسة لزياراته السابقة على وقْع التطورات العسكرية منذ 23 ايلول باغتيال قادة الحزب ثم أمينه العام مروراً بتدمير الجنوب والبقاع والضاحية الجنوبية بالتزامن مع بداية هجوم برّي. بات أكثر استعجالاً خيارات جديدة فرضتها اسرائيل على انها وقائع مستجدة: لا وقف وشيكاً للنار في مدى قريب، ولا القرار 1701 صالحاً لمواكبة مرحلة ما تعدّ له وهو تحقيق أهدافها في لبنان بعد ان جهرت بتجاوزها فرض اعادة المستوطنين الى الشمال الى تدمير حزب الله. بالتأكيد لم يحمل هوكشتين اياً من التهديدات هذه. الا انه تحدّث عما يمكن ان يؤول الى نتائجها نفسها.

سمع المسؤولون اللبنانيون منه تشكيكه في جدوى القرار 1701 واخفاق تجربته المطبّقة بين عاميْ 2006 و2023 قبل ان تسقطه تداعيات «طوفان الاقصى». ذلك ما افصح عنه بعد مقابلته رئيس مجلس النواب نبيه برّي بمطالبته بـ«بآليات تسمح باعادة الثقة بالقرار 1701 وتطبيقه». فُهِمَ من كلامه امران اثنان على الاقل: اولهما ان قرار مجلس الامن النافذ لم يعد يصلح لاستقرار الحدود الاسرائيلية – اللبنانية وأمنها كما لسلامة المقيمين وراء جانبيْ الخط الازرق في اسرائيل ولبنان، وثانيهما ان تفاهمات مسبقة على آليات جديدة لتطبيق القرار من شأنها ان تكون عاملاً مساعداً في ما بعد لوقف شامل للنار.

باتت اسرائيل تنظر الى القرار 1559 على انه الاصل والقرار 1701 الفرع

كلا الشرطيْن الضمنيين اللذين تناولهما الموفد الاميركي أفضيا الى استنتاج ملاحظتين اثنتين في صلب مهمته:

1 ـ الخروج من وهْم مفاده ان تنفيذ قرار مجلس الامن، على نحو اصداره عام 2006، سيُعيد تثبيت توازن القوى بين اسرائيل وحزب الله على نحو ما انتهت اليه حرب 33 يوماً حينذاك ودوّنه القرار في بنوده: تنسحب اسرائيل الى وراء حدودها ويخلي حزب الله جنوب نهر الليطاني من أي وجود مسلح له. كلاهما تصرّف على انه رابح: اسرائيل بإبعادها حزب الله عن حدودها، والحزب بإخراج القوات الاسرائيلية من الاراضي اللبنانية وايجاد منطقة عازلة بينهما. لم يُشعِر التراجع حزب الله عامذاك بالخذلان سوى انه انكفاء تكتيكي مستفيداً من استمرار العمق الاستراتيجي المفتوح والممتد الى ايران، ما اتاح له اعادة بناء ترسانته وبناه العسكرية. عندما تحدثت اسرائيل أخيراً عن انها في صدد تدمير حزب الله نهائياً، راحت تجزم باسقاط ذلك الوهْم بأن اقدمت ولا تزال على تدمير كل ما يمت بصلة اليه من قريب او بعيد، افراداً ومؤسسات اياً تكن صفتها. ليس التنظيم العسكري للحزب المستهدف وحده، بل الكيان العقائدي.

2 ـ عند وضع القرار 1701 وادماج مرجعية القرار 1559 في بنده الثالث، لم يُثر اي سجال من حول تداخلهما في متن واحد، اضافة الى اتفاق الطائف. وقتذاك، وإن تضمن إحالات على قرارات سابقة على غرار مئات قرارات مجلس الامن للتذكير بتعاقبها ونفاذها، عُدّ القرار الجديد على انه هو الذي يمثّل مرجعية استقرار الخط الازرق بين البلدين. وهو المعوّل عليه بداية لوقف الاعمال العدائية على ان يصير من ثم الى ترسيخ وقف دائم للنار. لم يتعدَّ ذكر القرار 1559 الصادر لسنتين خلتا والمعلق التطبيق، سوى توخي موقف سياسي عام غير ذي صلة مباشرة بتطبيق الاجراءات التمهيدية الاولى لوقف حرب تموز 2006، ومحاولة تذكير به ليس الا. بدوره الداخل اللبناني لم يوليه حينذاك اهتماماً جدياً في مرحلة مساكنة بين قوى 8 و14 آذار منذ انتخابات 2005.

أخيراً أعيد الاعتبار الى القرار 1559 كما لو انه أضحى الاصل في القرار 1701 وبات يتقدّم عليه: اسرائيل تريده هو وتشيح بنظرها عن القرار 1701، وأفرقاء في الداخل اللبناني خصوم حزب الله بعثوا الروح فيه باعادة تداول السجال نفسه. فيما القرار 1701 ينيط بلبنان واسرائيل ومعهما الامم المتحدة مهمة تطبيقه عند الخط الازرق، يعني القرار 1559 لبنان وحده وسلطاته المركزية لتطبيق أحكامه دونما ان يكون لاسرائيل او سواها اي دور فيه. يوم اقراره كانت سوريا طرفاً شريكاً في تنفيذ احد بنوده، وهو ما ارغمت عليه بعد خمسة اشهر باجلاء قواتها نهائياً من لبنان.

لن يُفسَّر الكلام المستجد عن القرار 1559 سوى انه يعطي اسرائيل ما لم يعد يسع القرار 1701 ان يقدمه لها، وهو التخلص نهائياً من حزب الله.

اللواء:

قصف جنوني بوجه الوساطة الأميركية: تدمير الضاحية وتهديد المستشفيات

لبنان يطلب من هوكشتاين قبولاً من نتنياهو بوقف النار.. إذا أراد العودة الى بيروت

رفعت اسرائيل من مستوى ضغطها على لبنان، في خضم مفاوضات بوساطة الموفد الرئاسي الاميركي آموس هوكشتاين، وصوبت باتجاه استهداف العاصمة، في الوقت الذي تستعد فيه لاستقبال الوسيط الاميركي، الذي يفاوض على «تفسير جديد» للقرار 1701، يسمح بوضعه موضع التنفيذ.. ليصير من الممكن وقف النار، مع ترتيبات تقضي بنشر الجيش اللبناني عند الخط الازرق، ليقوم بفعالية اكبر، بالتعاون مع قوات الامم المتحدة العاملة في الجنوب «اليونيفيل» وسط دعوات لتحويلها لقوة صادمة، او مانعة للتواجد العسكري (في اشارة الى قوات حزب لله) في مناطق عملياتها..

ولئن كانت واشنطن لا تبدو انها على وفاق مع اسرائيل في ما خص خرق الهدنة غير المعلنة، بعدم استهداف بيروت وضاحيتها الجنوبية، فإن الافلاس الاسرائيلي، بدا واضحاً لجهة استهداف مؤسسات القرض الحسن، وتحويلها الى ركام في بيروت والبقاع والنبطية، وحيث لديها فرع تمكنت طائرات العدو من تسويته بالارض.

ومع ذلك، سجلت المساعي الاميركية والاوروبية والعربية حضوراً نشطاً للتوصل الى وقف قريب لاطلاق النار..

وقالت مصادر سياسية مطلعة لـ«اللواء» أن ما خرجت به اجتماعات الموفد الأميركي آموس هوكشتين في بيروت لم تعط جوابا واضحا حول التقدم بأي مسعى لوقف إطلاق النار حتى وإن كان هناك اتقاقا على القرار ١٧٠١. وأشارت إلى أن هوكشتين لا يمكن أن يمنح أية ضمانات إذ انه يقوم بمهمة نقل طرح، في الوقت الذي يستمر فيه العدوان ضد لبنان.

وأوضحت هذه المصادر أن نتائج هذه الزيارة تتظهر قريبا وإي كلام عن هدنة لفترة محددة يظهر أيضا، في حين يبقى ملف الرئاسة ينتظر مفاوضات أولوية وقف إطلاق النار، معتبرة أن حضور الكتل النواب في جلسة اليوم في مجلس النواب قد تفتح الشهية أمام تكرار المطالبة لأنتخاب رئيس جديد للبلاد.

هوكشتيان: جدية.. ولكن

وقال هوكشتيان من السراي حيث التقى الرئيس نجيب ميقاتي، وقبل التوجه الى اليرزة للقاء العماد جوزاف عون برفقة السفيرة ليزا جونسون، ان «المساعي الدبلوماسية جدية، ونحن نعمل لوقف النار وندعم التطبيق الكامل والشامل للقرار 1701»، داعيا الاطراف الى العمل على التوصل الى صيغة تفاهم حيال كيفية تطبيق القرار.

وفي السياق، اعتبر الرئيس ميقاتي ان «الأولوية هي لوقف النار والتطبيق الشامل والكامل للقرار 1701، لكنه الركيزة الاساسية للاستقرار في المنطقة».

وعلم ان الرئيس ميقاتي طلب من هوكشتاين الخروج معه الى البلكون، والاستماع الى صوت طائرة الاستطلاع الاسرائيلية فوق سماء بيروت (M.K).

في إطار المبادرات الديبلوماسية لوقف الحرب في لبنان، زاربيروت الأمين العام لجامعة الدول العربية، حيث بدا جولة على المسؤولين اللبنانيين، تزامناً مع زيارة المبعوث الأميركي آموس هوكشتاين أيضاً.

وعلمت «اللواء» من مصادررسمية تابعت زيارة هوكشتاين، ان مجرد حضوره يعني ان باب المساعي ما زال مفتوحاً، بخاصة انه اقر في لقاءاته بأن لبنان ليس هوالمسؤول عن افشال مبادرة الرئيسين الاميركي والفرنسي في ايلول الماضي لوقف اطلاق النار. وقالت المصادر: الجديد والجيد في كلام هوكشتاين هو طريقة طرح الامور وسبل المعالجة لا سيما لجهة تقبله وتفهمه لموقف لبنان بالموافقة على وقف اطلاق النار والتزام تطبيق القرار 1701 بالتوازي.

ولكن المصادراوضحت: صحيح ان باب المساعي مفتوح لإستئناف المفاوضات، لكن المفاوضات ليست من جانب لبنان فقط بل هناك الجانب الاخر (اسرائيل)، لذلك ستكون هناك مرحلة ترقب لما سيقوم به هوكشتاين ومايمكن ان يتوصل اليه في اسرائيل.

واكدت مصادر المعلومات ان هوكشتاين لم يطرح تعديل القرار 1701 بل كان مهتماً بالتوصل الى آلية تنفيذية لتطبيقه، وان الرئيس بري اقترح عل الموفد الاميركي مفترحات تنفيذية لم تكشفها المصادر لكن جوهرها التزام الكيان الاسرائيلي بالتطبيق كإلتزام لبنان.لكن لبنان لم يقدم اي ضمانات ما عدا التزامه بالقرار الدولي خلافاً لما قام به نتنياهو من تفجير التفاهم الاميركي الفرنسي على وقف اطلاق النار بإغتيال الشهيد السيد حسن نصر لله وتصعيد العدوان التدميري على لبنان خلال وجوده في نيويورك. ولن يقدم لبنان رسميا رداً على اي مقترح قبل اعلان كيان الاحتلال وقف اطلاق النار.

ورجحت المعلومات ان يكون هوكشتاين قد غادرلبنان الى فلسطين المحتلة لينضم الى وزير الخارجية انطوني بلينكن الذي يصل الى القدس المحتلة اليوم للقاء رئيس حكومة كيان الاحتلال بنيامين نتنياهو لمناقشة سبل وقف اطلاق النار في لبنان وغزة والمرحلة المقبلة. فيما ذكر الاعلام الإسرائيلي «أن مدير الموساد يسعى لاتفاق ينهي حرب غزة ولبنان وإطلاق الرهائن الإسرائيليين».

وقد جال المبعوث الاميركي اموس هوكشتاين اليوم على المسؤولين. واستهل لقاءاته من عين التينة حيث استقبله رئيس مجلس النواب نبيه بري. بعد اللقاء، قال هوكشتاين: بعد أشهر طويلة من النزاع لم نتمكّن من حلّه وأشعر بالحزن حيال أوجاع لبنان. أمضينا 11 شهراً في محاولة احتواء الأزمة ولكن لم نتمكن من ذلك، وكنت دائماً أنبّه من أنّه يجب السيطرة على ما يحصل وكان الحلّ ممكناً ولكن تمّ رفضه، وانا حزين لأنني أشهد على آلام اللبنانيّين الذين يريدون العودة إلى منازلهم بأمان وسلام وبناء مستقبل مزدهر.

واضاف: ان الوضع خرج عن السيطرة وعدم تطبيق القرار 1701 هو سبب إحتدام وإستمرار هذا النزاع.

وتابع: نحن ملتزمون حل النزاع في لبنان وفقا للقرار 1701، ولكن إن التزام الجانبين بالقرار 1701 ليس كافيا والحكومة اللبنانية بحاجة للمساندة وواشنطن ملتزمة بتقديم المساهمة اللازمة.

وأود أن أكون واضح للغاية أن ربط مستقبل لبنان بنزاعات أخرى في المنطقة لم يكن وليس في مصلحة الشعب اللبناني، وكما قال الرئيس بايدن هدفنا الوصول الى اتفاق شامل يشمل قرار مجلس الأمن 1701، ويضمن أن يكون هذا النزاع هو الأخير لأجيال عديدة.

ان القرار 1701 كان ناجحا في إيقاف الحرب في العام 2006ولكن علينا ان نكون صريحين لم يقم اي أحد باي شيء لتطبيقه وعدم التطبيق خلال كل هذه السنوات ساهم في الازمة التي وصلنا اليها الآن، وهذا يجب أن يتغير لأن التزام الطرفين بال1701 لا يكفي، وانا عدت الى بيروت لأقوم بمباحثات، لوضع لبنان على طريق جديدة من القوة والإستقرار وايضاً الازدهار الإقتصادي.

استمر اللقاء ساعة وعشر دقائق، اكد بعده بري ان اللقاء كان جيداً والعبرة بالتنفيذ.
وأكد هوكشتاين يجب «الوصول الى صيغة لوضع حدّ للنزاع لمرة اخيرة، والتأكد ان كل اطراف النزاع يعرفون ان القرار 1701 يجب ان ينفذ».

وحسب المعلومات ايضاً فإن لبنان ابلغ هوكشتاين ان شرطه الاساس للمضي بالمفاوضات اعلان اسرائيل صراحة عن قبولها وقف اطلاق النار، من دون إبهام او شروط مرفوضة سلفاً.

وقالت المصادر ان هوكشتاين ابلغ الرئيسين بري وميقاتي انه ليس على علم تماماً بموقف اسرائيل من تطبيق القرار 1701.

وسمع من الرئيس بري كلامً مباشراً بالذهاب الى اسرائيل والإتيان من نتنياهو بموقف اسرائيلي واضح ورسمياً بقبول الالتزام بالقرار 1701.

وحسب الاوساط القريبة من عين التينة، فالنقطة المحورية تركزت على وقف اطلاق النار وآليات تثبيته، وليس على أي موضوع ذي صلة او لا، ووصفت الاوساط اللقاء مع هوكشتاين بالجيد.

وتمسك رئيس المجلس، الذي يفاوض باسم «الثنائي الشيعي» بالقرار 1701 المقبول بالاجماع اللبناني، والذي لا يجوز لا زيادة عليه ولا انقاص منه.

وقالت الخارجية الاميركية ان وزير الخارجية انتوني بلينكن سيتوجه الى المنطقة.

واشارت الى ان واشنطن لا تريد ان ترى ضربات منتظمة ويومية في بيروت، وكشفت ان بلينكن سيناقش ضرورة التوصل الى حل دبلوماسي للصراع بين اسرائيل وحزب لله.

ماكرون يطلب من نتنياهو الموافق على وقف النار

فرنسياً اتصل الرئيس ماكرون برئيس الوزراء الاسرائيلي بنيامين نتنياهو، وابلغه ان الامم المتحدة يجب ان تمارس دورها كاملاً في جنوب لبنان، لإفساح المجال لعودة السكان الى منازلهم على جانبي الحدود.

كما طالبه بعدم تهديم البنية التحتية وحماية السكان المدنيين والتوصل لوقف اطلاق النار في اسرع وقت ممكن.

وبعد غد، ترعى فرنسا على ارضها، بمبادرة من الرئيس ايمانويل ماكرون مؤتمراً يخصص لتوفير الدعم للبنان.

ابو الغيط والضمانات

عربياً، وقبل ظهر امس، وفي وقت كان الرئيس بري مجتمعاً مع هوكشتاين، وصل أمين عام جامعة الدول العربية احمد أبو الغيط الى عين التينة، حيث التقى الرئيس بري. واكد أن الجامعة تقف الى جانب لبنان في هذه المحنة، مبدياً أمله في أن «لا ننتظر كثيرا في تحقيق الانفراجة المطلوبة لأن الموقف خطير والعنف الاسرائيلي وإهدار الحياة مثلما نشهد على الأرض يحزن الانسان».

وقال: القرار 1701 محوري وينبغي تنفيذه حرفيا وفي أسرع وقت ممكن، ولا نسمح بالقسوة التي عوملت بها اليونيفيل في جنوب لبنان. أكدت على أولويات محددة أهمها وقف إطلاق النار فوراً وإنتخاب رئيس للبلاد.

وتابع: أن من المحزن أن نرى عدم اتخاذ مجلس الأمن الدولي رداً رادعاً على اعتداء إسرائيل على اليونيفيل. وقال: ‏
ضروري أن يحصل لبنان على ضمانات بأن لا تعاود إسرائيل هجماتها. كما نرفض أي تدخلات أجنبية على الأرض اللبنانية.

ومن السراي قال ابو الغيط بعد لقاء الرئيس نجيب ميقاتي: استمع الرئيس ميقاتي الى وجهة نظر امين عام جامعة الدول العربية التي تدعم وبأكبر قدر من المسؤولية الشعب اللبناني والدولة اللبنانية والحكومة اللبنانية وتطالب بوقف فوري لاطلاق النار وانسحاب القوات الاسرائيلية من اراضي جنوب لبنان وعدم التدخل في لبنان ووقف عمليات القتل العشوائي الذي يحدث والعودة للتنفيذ الفوري للقرار 1701 حتى ولو استدعى الامر صدور قرار من مجلس الامن الدولي يعيد تأكيد هذا القرار ويطالب بالتنفيذ الفوري لكافة عناصره ومحاوره.

شروط اسرائيل

أفاد موقع أكسيوس نقلا عن مسؤولين أميركيين وإسرائيليين بأن إسرائيل قدمت للولايات المتحدة الأسبوع الماضي وثيقة تتضمن شروطها للتوصل إلى حل دبلوماسي لإنهاء الحرب في لبنان. ونقل أكسيوس عن مسؤول إسرائيلي أن إسرائيل طالبت السماح لقواتها المسلحة بالمشاركة في «تنفيذ فعال» لضمان عدم إعادة تسليح «حزب لله» وعدم إعادة بنيته التحتية العسكرية بالقرب من الحدود. وكشف التقرير أن إسرائيل طالبت أيضا بحرية عمل قواتها الجوية في المجال الجوي اللبناني لمراقبة عدم اعادة تسليح الحزب.

وقال مسؤول أميركي لأكسيوس: إن من غير المرجح بشكل كبير أن يوافق لبنان والمجتمع الدولي على شروط إسرائيل.

بيروت – طهران

دبلوماسياً، استمر التباين بين الموقف الرسمي اللبناني الذي يمثله الرئيس ميقاتي والاداء الايراني لجهة المواقف والتصريحات، ونقل عن رئيس الحكومة قوله: أبلغت القيادات الايرانية ان يخففوا العاصفة تجاه لبنان، داعياً ايران الى دعم التفاوض، لكن لا احد يتحدث نيابة عن الدولة اللبنانية.

ونقلت وكالة «مهر» الايرانية عن المتحدث باسم الخارجية الايرانية اسماعيل بقائي ان «ايران ترفض اتهامات رئيس الوزراء اللبناني بالتدخل في شؤون بلاده»، ورأى ان «افضل مسار لتسوية الوضع السياسي في لبنان هو وجود حوار لبناني – لبناني».

مهاجمة المستشفيات

وسط هذه الحركة الدبلوماسية، ابرز العدو توجهاً خطيراً لاستهداف مستشفيات الضاحية الجنوبية، بعد مؤسسة القرض الحسن، زعم الناطق الاسرائيلي بأن «مستشفى الساحل» في الضاحية يوجد تحته نفق يضم «الملجأ الخاص» للامين العام لحزب لله الشهيد حسن نصر لله، وان «يحتفظ بمئات الملايين من الدولارات بالعملات الورقية والذهب تحت مستشفى الساحل في حارة حريك لاستخدامها لتمويل أنشطته الإرهابية».

وزعم الناطق بلسان جيش العدو أفيخاي أدرعي أن «فتحتيْ الدخول والخروج تقع داخل عمارة الأحمدي وعمارة سنتر الساحل».

وزعم أدرعي أنه «داخل هذا الملجأ يوجد مجمع يُحتفظ فيه بمئات الملايين من الدولارات بالعملات الورقية والذهب، التي تم أخذ قسم كبير منها من مواطني الدولة اللبنانية والتي كان من شأنها ولا يزال من شأنها أن تعيد إعمار الدولة اللبنانية».

وقال الناطق بلسان جيش العدو: «قطع جوية تابعة لسلاح الجو تستطلع المجمع حاليًا. ونحن نتابعه وسنواصل متابعته».

وسارع النائب فادي علامة مدير المستشفى الى تكذيب مزاعم الناطق الاسرائيلي، وقال: ندعو الجيش اللبناني للكشف على «مستشفى الساحل».

وأكد علامة أن المزاعم الإسرائيلية بشأن وجود نفق تحت «مستشفى الساحل» عارية من الصحة، مشدداً على أن «مستشفى الساحل» لا علاقة له بالاحزاب، مضيفاً «لكننا اضطرننا للإخلاء».

ومع ان الناطق الاسرائيلي عاد ونفى التوجه لقصف المستشفى، إلا انه دعا سكان بعض الاحياء في الضاحية الى الاسراع بأخذ الحذر في الليلكي والقاطنين قرب منحدر القارب في الاوزاعي فوراً.

وبالفعل، بدأت الغارات على حارة حريك على الفور، وقصفت منطقة الاوزاعي ومدخل مستشفى الرئيس الشهيد رفيق الحريري في محلة الجناح.

الوضع الميداني

ميدانياً، عند الثامنه والنصف، قصفت المقاومة الاسلامية قاعدة غليلوت التابعة لوحدة الاستخبارات العسكرية 8200 في ضواحي تل ابيب بصواريخ نوعية.

وكانت الغارات استمرت على قرى الجنوب والبقاع ، استمرت المواجهات في محاور الجنوب الحدودية، كما واصلت المقاومة ضرباتها الكثيفة لكيان العدو واعلنت القناة 12 العبرية مساء عن سماع دوي انفجار قوي في منطقة تل أبيب ولاحقاً اعلن جيش الاحتلال الإسرائيلي: إطلاق صاروخ من لبنان باتجاه منطقة تل أبيب الكبرى وسقط وسط إسرائيل من دون تفعيل صفارات الإنذار حسب البروتوكول».

وذكرت إذاعة جيش الاحتلال ايضاً نقلاً عن مصدر عسكري: ان العملية البرية جنوب لبنان ستنتهي بعد أسابيع ليعود سكان الشمال لمنازلهم.

وفي مزيد من الاجرام اقدم جيش الاحتلال على تفجير عدد من المنازل وأحراق كروم زيتون عند اطراف بلدتي عيتا الشعب ورميش.
وفي حصيلة العدوان على الجنوب، ارتقى 7 شهداء وعدد من الجرحى في غارة على المروانية، في كونين ارتقى 5 شهداء هم: حسن عطوي، هيثم حمود، حسين بلوط، عباس الغول وحيدر الدبق. اما حصيلة الغارة على بلدة الخرايب فكانت 4 شهداء و7جرحى. وشن العدوغارة على سيارة بالقرب من ثكنة الجيش في صور وقوع اصابات. وافادت وزارة الصحة عن سقوط شهيد ووجود أشلاء بسبب غارة العدو الإسرائيلي على كفرحتى.

وشن الاحتلال الاسرائيلي غارة على الهرمل، مما أدى إلى ارتقاء 4 شهداء بينهم طفلان في حصيلة أولية.

واعلن مركز عمليات طوارئ الصحة العامة التابع لوزارة الصحة العامة أن غارات العدو الإسرائيلي على لبنان يوم الأحد 20 تشرين الأول 2024 أسفرت عن الحصيلة التفصيلية التالية:

-الجنوب: 13 شهيدا و 36 جريحا
-النبطية: 6 شهداء و 52 جريحا
-البقاع: 9 جرحى
– جبل لبنان: جريح واحد
الحصيلة الإجمالية التالية ليوم أمس: 19 شهيدا وإصابة 98 بجروح.

على إثر ذلك، ترتفع الحصيلة الإجمالية للشهداء منذ بدء العدوان حتى أمس إلى 2483، والجرحى إلى 11628».

بالمقابل، كشف إعلام اسرائيلي عن إصابة 23 جندياً خلال الـ24 ساعة الماضية حيث أُصيب 17 عند الحدود مع لبنان و6 في غزة. فيما اعترف جيش الاحتلال بإصابة 123 جندياً على جبهتي لبنان وغزة منذ يوم السبت الماضي.

وعلم ان الغارة استهدفت مركز حركة أمل في الجناح، مقابل المستشفى الحكومي.

وتحدثت المصادر عن سقوط عشرات الشهداء والجرحى، لا سيما ان الحديقة المجاورة التي استهدفت لا تبعد سوى 10 امتار عن احد ابواب المستشفى، فيحين تحدثت مصادر عن استهداف مركز لحركة امل في الجناح، في رسالة واضحة للضغط على الرئيس بري.

كما استهدفت اسرائيل محيط الحدث في السان تيريز.

<

p style=”text-align: justify”>

البناء:

الاحتلال يرد بمزيد من الإجرام على جولة هوكشتاين ورفض لبنان للشروط

بري أكد أن الفرق بين لبنان والكيان هو في صدق التمسك بالقرار 1701 وتطبيقه

المقاومة تستدرج دبابات الاحتلال ومشاته إلى خراج عيتا وتكبّده الخسائر… فينسحب

كتب المحرّر السياسيّ

جولتان سياسية وميدانية كان لبنان مسرحاً لهما، بين عاصمته وجنوبه، ففي بيروت كانت جولة التفاوض الدبلوماسي بين رئيس دبلوماسية المقاومة رئيس مجلس النواب نبيه بري، ورئيس دبلوماسية الحلف الأميركي الإسرائيلي أموس هوكشتاين، بينما كان الجنوب على موعد مع منازلات مفتوحة كانت أبرزها على جبهة عيتا الشعب، حيث استدرجت المقاومة جيش الاحتلال إلى خراج بلدة عيتا الشعب فتوغل بدباباته ومشاته إلى خط المنازل الأمامية، حيث كانت المقاومة بانتظاره فكبّدته خسائر جسيمة وأجبرته على الانسحاب.

جنون الاحتلال على الضاحية الجنوبية ليلاً عكس حجم الغيظ الإسرائيلي من أجوبة لبنان المفعمة بالشعور بالثقة والقوة، على طروحات هوكشتاين المخففة عن الشروط الإسرائيلية والهادفة لبناء رأس جسر تفاوضيّ، تحت سقف القرار 1701 كمظلة مطاطة قابلة للتعديل ضمناً، بتسميات مختلفة حملها كاقتراحات مثل الآليات التنفيذية والضمانات المتبادلة، والتفسيرات والشروحات، فسمع من الرئيس بري كشفاً بالوقائع المبنية على قراءة متأنية للقرار 1701 تظهر أن الكيان لم يلتزم بالقرار، وأنه اليوم لا يريد اعتبار القرار أساساً لتنظيم الوضع عبر الحدود، ما يعني أن البدء من اعتبار لبنان والكيان متساويين بالتزام القرار في غير مكانه. وشرح بري كيف أن احتفاظ الاحتلال بالجزء اللبناني من بلدة الغجر التي احتلها عام 2006، باعتبارها الأرض الوحيدة التي تفرد نص القرار بالإصرار على الانسحاب منها، وبقيت مزارع شبعا عالقة تحت الاحتلال، رغم نص القرار على تكليف الأمين العام للأمم المتحدة إيجاد حل للنزاع حولها، وقد فعل الأمين العام السابق بان كي مون ذلك وقبل لبنان لكن الكيان رفض وعطل كل الحلول، إضافة للانتهاكات الجوية والبحرية آلاف المرات، ما جعل لبنان يتمسك بتطبيق مرن للقرار لا يضغط على المقاومة التي تشكل ورقة قوته الوحيدة أمام ما يفعله الكيان، وهو لولاها لفعل الكثير أكثر، ورغم ذلك بقيت المقاومة ملتزمة بالامتناع عن المظاهر المسلحة جنوب الليطاني، وبقي الأمن هناك مسؤولية الجيش اللبناني واليونيفيل، والحكم على الوضع الراهن يجب أن يبدأ بفرضية ماذا لو طبقت “إسرائيل” القرار كاملاً وبلغنا مرحلة الوقف النهائي لإطلاق النار، ونفذ لبنان مزيداً من الالتزامات بناء على ذلك، هل كنا الآن أمام ما يحدث؟

في الحصيلة طلب بري من هوكشتاين الحصول على التزام واضح من الكيان باعتماد القرار 1701 أساساً لتنظيم الوضع عبر الحدود بلا زيادة ولا نقصان، وعندها نذهب إلى وقف إطلاق النار، وفقاً للبيان الفرنسي الأميركي ونبحث بكل ما يلزم لضمان التطبيق.

وأشار الموفد الأميركي آموس هوكشتاين بعد لقائه الرئيس نبيه بري الى أن «عدم تطبيق القرار 1701 هو سبب احتدام واستمرار النزاع»، مضيفًا «بعد أشهر طويلة من النزاع لم نتمكّن من حلّه وأشعر بالحزن حيال أوجاع لبنان. الوضع خرج عن السيطرة وربط مستقبل لبنان بالنزاعات ليس في مصلحة اللبنانيين»، وفق تعبيره.

وتابع: “ملتزمون حل النزاع في لبنان وفقًا للقرار 1701 ولكن التزام الجانبين بالقرار 1701 ليس كافيًا والحكومة اللبنانية بحاجة للمساندة وواشنطن ملتزمة بتقديم المساهمة اللازمة”، مضيفًا “القرار 1701 نجح في وقف الحرب عام 2006 وهدفنا الوصول إلى اتفاق شامل يشمل تطبيق القرار”.

ولفت إلى أن “المجتمع الدولي ملتزم إعادة الإعمار ودعم الجيش اللبناني ولن أخوض محادثات حول تعديل القرار 1701 وإنما إمكانيّة تطبيقه”، لافتًا إلى أن “إدارة الرئيس جو بايدن تتطلع لضمان أن يكون هذا هو الصراع الأخير في لبنان لأجيال قادمة”.

وأردف “أميركا تريد إنهاء الحرب بأسرع وقت ممكن، ونعمل مع لبنان و”إسرائيل” للوصول إلى صيغة تضع حدًا للنزاع القائم”، لافتًا إلى أنّ الأمور يجب أن تختلف عن السنوات الـ18 السابقة، وبالتالي يجب تطبيق القرار 1701.

بدوره، قال الرئيس بري: “اللقاء كان جيداً والعبرة في النتائج”.
وبعد مغادرة هوكشتاين لبنان، أشارت وزارة الخارجية الأميركية الى أن وزير الخارجية انتوني بلينكن توجَّه إلى “إسرائيل” ودول أخرى في الشرق الأوسط من أجل خفض التصعيد في المنطقة.

ولفتت الخارجية الأميركية الى اننا لا نريد أن نرى ضربات يومية على بيروت، ووقف إطلاق النار في غزة سيصبّ في مصلحة الفلسطينيين وسيؤدي إلى دولة فلسطينية خالية من العنف.

وبعد هوكشتاين حلّ أمين عام جامعة الدول العربية أحمد أبو الغيط ضيفًا على رئيس مجلس النواب الذي تزامن وصوله مع اجتماع الرئيس بري بهوكشتاين لينضمّ وفق المعلومات إلى الاجتماع لدقائق في سياق الدردشة، قبل أن يجتمع منفردًا مع الرئيس برّي على مدار ساعة تقريبًا.

وبعد اللقاء، لفت أبو الغيط إلى أنّ “القرار 1701 محوري وينبغي تنفيذه حرفيًا وفي أسرع وقت ممكن ولا نسمح بالقسوة التي عوملت بها اليونيفيل في جنوب لبنان”، وتابع: “أكدت أولويات محدّدة أهمها وقف إطلاق النار فورًا وانتخاب رئيس للبلاد”.

ورأى أنه من المحزن أن نرى “عدم اتّخاذ مجلس الأمن الدولي ردًا رادعًا على اعتداء “إسرائيل” على “اليونيفيل””، مضيفًا “‌‏من الضروري أن يحصل لبنان على ضمانات بأن لا تعاود “إسرائيل” هجماتها، كما نرفض أي تدخلات أجنبية على الأرض اللبنانية”.

وأفادت مصادر إعلامية بأن “الموفد الأميركي أموس هوكشتاين باق في منصبة لثلاثة أشهر على الأقل بناء على طلب من نائبة الرئيس الأميركي المرشحة للرئاسة كامالا هاريس”.

وأشار عضو كتلة “الوفاء للمقاومة” إبراهيم الموسوي، الى أن “هوكشتاين يتحدث علناً عن تعديلات على الـ1701، وحزب الله معني بالميدان وملف المفاوضات موكل إلى رئيس البرلمان نبيه بري الذي قدّم الرسالة الصحيحة إلى الموفد الأميركي”. ولفت الموسوي، الى أن “ما قاله بري حول أولوية وقف إطلاق النار هو مبدأ أساسي، والعبرة دائماً في الخواتيم، كما قال الرئيس بري وما سُرِّب بشأن شروط إسرائيلية يعتبر أن “إسرائيل” انتصرت”. وذكر أن “ما زلنا في بدايات المعركة والعدو ليس في موقع المنتصر وسواعد المجاهدين دليل كافٍ حول قدرات المقاومة، صليات الصواريخ تعبّر عن مدى سيطرة المقاومة وقدرتها على تحقيق أهدافها والوصول إليها”.

وأردف “لن نسمح للإسرائيلي بأن يكون في موقع إملاء الشروط علينا وعلى وطننا، والأيام المقبلة ستكشف مزيداً من قدرات المقاومة وهو ما سيكون له الأثر في إظهار ميزان القوى الحقيقي”.

وتابع “العدو سيصدم أكثر فأكثر من قدرات المقاومة وتخطيطها وطول أناتها وطريقة تعاطيها مع الأهداف وفقاً لتوقيت معين”، مضيفاً “”إسرائيل” في حالة صدمة كبرى لأن الاغتيالات التي طالت المقاومة كانت لتعجز أي منظمة عن الوقوف على قدميها”.

بدوره، أشار النائب علي فياض، في حديث لـ”الجزيرة”، الى أن “العدو لم يحقق أي إنجاز ميداني خلال الـ15 يوماً الماضية، وأولويتنا وضع حد للعدوان والوصول إلى وقف لإطلاق النار”، داعياً “الجميع إلى عدم الاستعجال في قراءة الوضع الميداني”.

وأكد أن “حزب الله تمكن من ترميم كل هيكليته القيادية وبنيته الميدانية، والعدو استنفد بنك أهدافه ولم يعد لديه ما يفعله وهو في معضلة الآن”، مضيفاً “أي قرار للعدو بالتوغل براً سيضعه تحت نار المقاومة التي ستلحق به خسائر كبرى”.

وتابع “استراتيجية المقاومة تقوم على استنزاف العدو وعدم السماح له بالاستقرار”، مشدداً على أن “فترة المقبلة ستشهد مزيداً من الأداء النوعي من جانب المقاومة”.

ميدانياً، واصل مجاهدو المقاومة الإسلامية معركتهم البطوليّة في وجه قوات الاحتلال الصهيوني، وتمكنت وحدة الدفاع الجوي بِإسقاط مسيرة إسرائيلية من نوع هرمز 900، واستهدفت قاعدة بيت هلل بِصلية صاروخية، وتجمعًا لقوات العدو في ‏موقع المالكية بصلية صاروخية، وثكنة كيلع في الجولان السوري المحتل بصلية صاروخية.

واستهدف مجاهدو المقاومة موقع (2222) في جبل الشيخ بصلية صاروخية. وشنوا هجومًا جويًا بسرب من المسيرات الانقضاضية على ثكنة “يفتاح” وأصابت أهدافها بدقة، وقصفوا قاعدة “غليلوت” التابعة لوحدة الاستخبارات العسكرية 8200 في ‏ضواحي “تل أبيب” بصواريخ نوعيّة.

نشر الإعلام الحربي في “حزب الله”، مشاهد من “عملية استهداف المقاومة الإسلامية تجمّع لجنود جيش العدو الإسرائيلي قرب موقع راميا على الحدود اللبنانية الجنوبية”.

وأشارت صحيفة “يديعوت أحرونوت” الى دوي انفجار في تل أبيب الكبرى بدون صفارات إنذار. بدورها، لفتت إذاعة جيش الاحتلال الى دوي انفجار قويّ في منطقة غوش دان دون صفارات إنذار.

وأفادت هيئة البثّ الإسرائيلية، بأن “عمال ميناء حيفا تلقوا رسائل باختراق منظومات الميناء وأنه سيتعرض لهجوم صاروخي”.

وأشارت إذاعة الجيش الإسرائيلي نقلاً عن مصدر عسكري، الى ان العملية البرية جنوب لبنان ستنتهي بعد أسابيع ليعود سكان الشمال لمنازلهم.

بدوره، ذكر مسؤول إسرائيلي لـ “تايمز أوف إسرائيل” بأن مدير الموساد يسعى لاتفاق ينهي حرب غزة ولبنان وإطلاق الأسرى الإسرائيليين.

الى ذلك، أفادت سكاي نيوز نقلاً عن مصادر إسرائيلية، بأن الجيش أبلغ المستوى السياسي أنه يحتاج لبضعة أسابيع لإنهاء العمليّات في لبنان.

في المقابل وسع العدو الإسرائيلي عدوانه على لبنان، واستهدفت غارة إسرائيلية محيط مستشفى بيروت الحكومي من جهة الجناح، وذلك بالرغم من عدم توجيه تحذير مسبق، ما أدّى الى سقوط عددٍ من الشهداء والجرحى. كما استهدف العدو منطقة الأوزاعي ما أدّى الى سقوط إصابات.

وكان جيش الاحتلال وجّه تهديداً جديداً إلى جميع السكان المتواجدين في منطقة الضاحية الجنوبية وتحديدًا في المباني المحددة في الخرائط المرفقة والمباني المجاورة لها في المناطق التالية: حارة حريك، برج البراجنة والحدث، والأوزاعي والليلكي. وبعد أقل من ساعة، استهدف الطيران الإسرائيلي الضاحية الجنوبية.

وكان المتحدث باسم جيش العدو دانيال هاغاري، أن “”إسرائيل” لن تضرب مستشفى الساحل في الضاحية الجنوبية لبيروت”، على الرغم من مزاعم سابقة له بأن حزب الله يستخدمه لإخفاء الأموال تحته.

وشدّد النائب فادي علامة على ان المزاعم الإسرائيلية عارية من الصحة بشأن مستشفى الساحل، لكننا اضطررنا للإخلاء. ولفت علامة في حديث تلفزيوني الى ان مستشفى الساحل لا علاقة له بالأحزاب، وأدعو قيادة الجيش للكشف والتأكد من عدم وجود أي أنفاق تحته.

وكان العدو ارتكب سلسلة مجازر في عددٍ من القرى في الجنوب والبقاع.

وأعلن مركز عمليّات طوارئ الصحة العامة التابع لوزارة الصحة العامة في بيان، أن غارات للعدو الإسرائيلي في الساعات الأربع والعشرين الماضية والتي استهدفت فرفاً إسعافية أدت إلى الحصيلة الدامية التالية:

– استشهاد مسعف من كشافة الرسالة الاسلامية في البابلية.
– استشهاد مسعف من الهيئة الصحية وإصابة ثلاثة آخرين بجروح وتضرر سيارة إسعاف في بئر السلاسل.
– استشهاد مسعف من الهيئة الصحية وإصابة اثنين آخرين بجروح وتضرر سيارة إسعاف في خربة سلم.
– استشهاد مسعف من الهيئة الصحية في دير الزهراني.
– تضرّر سيارة إسعاف تابعة لكشافة الرسالة الإسلامية في عنقون.

ولفت البيان الى أن وزارة الصحة العامة تشجب إصرار قوات الاحتلال على ضرب القوانين الدولية والأعراف الإنسانية عرض الحائط مستهدفة الطواقم الطبية والصحية وتكرر مناشدتها المجتمع الدولي والشخصيات الدبلوماسية التي تزور لبنان العمل على إيقاف هذا المسلسل المريع والطويل لجرائم الحرب.

JOIN US AND FOLO

Telegram

Whatsapp channel

Nabd

Twitter

GOOGLE NEWS

tiktok

Facebook

مصدر الخبر
نشر الخبر اول مرة على موقع :www.almanar.com.lb بتاريخ:2024-10-22 04:04:00
ادارة الموقع لا تتبنى وجهة نظر الكاتب او الخبر المنشور بل يقع على عاتق الناشر الاصلي

Exit mobile version