الصحافة اليوم: 25-11-2024

صحافة اليوم

<

p style=”text-align: justify”>تناولت الصحف اللبنانية الصادرة في بيروت صباح اليوم الاثنين 25-11-2024 سلسلة من الملفات المحلية والاقليمية والدولية.

<

p style=”text-align: justify”>

الاخبار:

مجزرة ميركافا جديدة: 4 ملايين إسرائيلي تحت النار

المقاومة تضرب تل أبيب مجدّداً و4 ملايين إسرائيلي تحت النار: «مجزرة ميركافا – 2» في البياضة

سجّلت المقاومة، أمس، أعلى عدد عمليات عسكرية في يوم واحد، ضد العدو الإسرائيلي، في الجنوب، وفي عمق الأراضي المحتلة، منذ بداية الحرب الإسرائيلية على لبنان، حيث نفّذ المقاومون 51 عملية. وقصفت المقاومة منطقة تل أبيب وسط الكيان، عملاً بالمعادلة التي أعلنها الأمين العام لحزب الله الشيخ نعيم قاسم بأن الردّ على استهداف العاصمة بيروت سيكون بقصف تل أبيب، بعدما ارتكب العدو مجزرة في منطقة البسطة في بيروت السبت الماضي. كما أطلقت المقاومة أكثر من 340 صاروخاً في اتجاه الكيان والجيش الإسرائيلي، منها نحو 20 صاروخاً نحو منطقة الوسط، ودوّت صافرات الإنذار أكثر من 500 مرة خلال يوم أمس.

وأعلنت المقاومة تنفيذها هجوماً جويّاً بسربٍ من المُسيّرات الانقضاضيّة على قاعدة أشدود البحريّة، إضافة إلى تنفيذ عمليّة مركّبة، على هدف عسكريّ في مدينة تل أبيب، بصليةٍ من الصواريخ النوعيّة، وسربٍ من المُسيّرات الانقضاضية. واستهدف المقاومون قاعدة غليلوت، في ضواحي تل أبيب، بصليةٍ من الصواريخ النوعية، وبرشقة صاروخية، وكذلك قاعدة بلماخيم الجوية، جنوب تل أبيب. وتسبّبت صواريخ المقاومة بدخول حوالي 4 ملايين إسرائيلي إلى الملاجئ على امتداد الأراضي المحتلة، فيما ذكرت صحيفة «يديعوت أحرونوت» أن «أضراراً كبيرة وقعت جرّاء إطلاق الصواريخ من لبنان (…) ووصلت عشرات من فرق الضرائب العقارية إلى مواقع القصف، لكن نظراً إلى كثرة الحوادث، لا يمكن حتى الآن تقييم الأضرار». ورغم ذلك، «تشير التقديرات إلى أن هناك أضراراً بعشرات الملايين من الشواكل». وعلّق مراسل موقع «واللا» أمير بوحبوط، بالقول: «انظروا إلى ما حدث منذ اغتيال نصرالله. تزايد القصف من لبنان. ألم يخبرونا أنه تمّ تدمير 80% من صواريخ حزب الله؟!».

في المقابل، تواصلت الغارات الإسرائيلية على ضاحية بيروت الجنوبية، فشنّ الطيران الإسرائيلي، بعد ظهر أمس، غارتين جويتين على منطقة الكفاءات في الضاحية. وليلاً، أصدر المتحدث باسم جيش العدو 12 تحذيراً لمبان في الضاحية قبل استهدافها.

وعلى صعيد العملية البرية الإسرائيلية المتعثّرة، في القطاع الغربي، اشتدّت وتيرة الاشتباكات بين المقاومة والعدو الإسرائيلي على محور طيرحرفا – شمع – البياضة. وتسبب الضباب الكثيف والطقس الماطر صباحاً، بإرباك قوات العدو التي لجأت إلى حملة تمشيط مكثّفة بالرشاشات والمدفعية باتجاه أطراف الناقورة وعلما الشعب. وعمدت دبّابة إسرائيلية متمركزة في ضهور البياضة، إلى قصف البياضة وبيوت السياد والمنصوري، وتمشيط سهل المنصوري، لكن سرعان ما استهدفها المقاومون بصاروخٍ موجّه، ما أدى إلى تدميرها، ووقوع طاقمها بين قتيل وجريح. وبعد ذلك، استهدف المقاومون 3 دبابات ميركافا بصواريخ موجّهة في البياضة، وقد شوهدت تحترق بمن فيها. وعند محاولة دبابة ميركافا التقدم لسحب إحدى الدبابات المُدمّرة، استهدفها المقاومون بصاروخٍ موجّه، ما أدى إلى تدميرها، ووقوع طاقمها بين قتيل وجريح. وتحت وطأة ضربات المقاومة، و«مجزرة الميركافا» التي وقعت هناك (8 دبابات خلال أقلّ من 48 ساعة) انسحبت أكثر من 30 آلية مدرعة ودبابة من بلدة البياضة باتجاه شمع وطيرحرفا، في مشهد يذكّر بالأيام الأخيرة من حرب تموز 2006، حين وقعت دبابات العدو في مصيدة «الكورنيت» في وادي الحجير، ودُمّر عدد كبير منها، واضطرت إلى التراجع والانسحاب تحت نيران المقاومين. وشكّل انكسار هذا الهجوم الضربة القاضية للعملية البرية الإسرائيلية في ذلك الوقت.

وفي القطاع الشرقي، تابع جيش العدو محاولاته لاحتلال مدينة الخيام في القطاع الشرقي. وقصفت مدفعيّته مختلف أحيائها، وشنّ طيرانه الحربي غارات مكثّفة على أحيائها الشمالية ووسطها. كما فخّخ مباني سكنية، وفجّرها في الحي الغربي من البلدة. وفي الأحياء الشمالية، تجدّدت المواجهات بين المقاومين وقوات العدو التي حاولت التوغّل من هذه الجهة. وأعلنت المقاومة في عدة بيانات أن المقاومين استهدفوا عدة مرات تجمعات العدو شرق وجنوب المدينة برشقات صاروخية، كما استهدفوا قوات العدو في موقع المطلة، وشنوا هجوماً بسربٍ من المُسيّرات الانقضاضيّة على غرفة عمليّات مُستحدثة للاحتلال في المستوطنة. وعلّق رئيس مجلس المطلة، ديفيد أزولاي، بأن «المطلّة تُدمّر تحت نيران حزب الله صباح قاس. ستّ قذائف ألحقت أضراراً بالعديد من المباني.
تم اكتشاف سقوط آخر لصاروخ ثقيل دون إنذار، وأضرار جسيمة في الممتلكات».

وفي دير ميماس القريبة، وبعدما كان رئيس بلديتها جورج نكد، أكّد في تصريحات إعلامية أن القوات الإسرائيلية وصلت من جهة كفركلا إلى تلة اللوبيا الواقعة بين القليعة ودير ميماس، استهدفت المقاومة دبابة ميركافا بصاروخٍ موجّه، على تلة اللوبيا، ما أدى إلى تدميرها وإصابة من فيها. واستهدفت المقاومة قوات العدو بصليات صاروخية متتالية في دير ميماس، ومنعتها من الاستقرار.

تسريبات أميركية وإسرائيلية حول اتفاق وشيك: لبنان يرفض التكهنات وينتظر الجواب الرسمي

تتأرجح تسوية وقف إطلاق النار بين «هبّة» باردة وأخرى ساخنة، وتسريبات متناقضة، تارة حول قرب التوصل إلى اتفاق، وأخرى حول عراقيل لا تزال تعترضه، وهو ما دفع المسؤولين اللبنانيين إلى التعاطي بحذر مع كل هذه التسريبات، نظراً إلى «سوابق» كل من رئيس وزراء العدو بنيامين نتنياهو و«الوسيط» الأميركي عاموس هوكشتين. وهو ما دفع الرئيس نجيب ميقاتي، أمس، إلى الذهاب إلى حافة نعي التسوية، معتبراً أن «استهداف العدو الإسرائيلي بشكل مباشر مركزاً للجيش في الجنوب، وسقوط شهداء وجرحى، يمثّل رسالة دمويّة مباشرة برفض كلّ المساعي والاتصالات الجارية للتّوصّل إلى وقف لإطلاق النّار، وتعزيز حضور الجيش في الجنوب، وتنفيذ القرار الدّولي الرّقم 1701»، مذكّراً بـ«انقلاب العدو على النّداء الأميركي – الفرنسي لوقف إطلاق النّار في أيلول الفائت».

مصادر رسمية قالت إن التخوف اللبناني من انهيار مهمة هوكشتين يعود إلى أن الأخير الذي اتصل بعد زيارته إلى تل أبيب متحدثاً عن إيجابيات لم يعد بـ«ورقة الملاحظات» التي كان قد أشار إليها. وأضافت أن إصرار العدو على توجيه ضربات مباشرة إلى الجيش اللبناني والقوات الدولية، وتوسيع دائرة التدمير، لا يوحي بأنه راغب بالوصول إلى حل. ولفتت المصادر إلى أن هوكشتين سمع خلال زيارته الأخيرة لبيروت «هواجس لبنان حيال سلوك إسرائيل»، كما سمع تحذيراً مسبقاً بأن ما وافق عليه لبنان هو «الحد الأقصى من التنازلات، وفشل الولايات المتحدة في الوصول إلى تسوية سيقفل باب التفاوض، ويُترك الأمر كاملاً للميدان». وأضافت أن مسؤولاً لبنانياً بارزاً كان صريحاً مع هوكشتين بالقول: «لدينا خبرة طويلة في التعامل مع إسرائيل، سواء في الميدان العسكري أو التفاوضي، وهم يعرفون أننا خبراء بهم، وبالتالي، ليس عليهم توقّع أي تنازل من لبنان مهما بلغت حدة العدوان».

ورغم التصعيد الكبير الذي شهده يوم أمس، وسجّلت خلاله المقاومة أكبر عدد من العمليات وتوجيه أكبر عدد من الصواريخ إلى الأراضي الفلسطينية المحتلة في يوم واحد، في مقابل قصف عنيف تعرّضت له الضاحية الجنوبية لبيروت ليلاً، أصرّت الأوساط الأميركية على تسريبات تؤكد أن «الأجواء إيجابية». فبعدما أسهبت وسائل إعلام عبرية في الحديث عن توجيه هوكشتين «تهديداً» إلى الإسرائيليين بالانسحاب من الوساطة «إذا لم يتم التوصل إلى اتفاق خلال أيام»، حرصت مصادر أميركية على التسريب عبر قناة «الجديد» ليلاً بـ«أننا دخلنا ربع الساعة الأخير وأن اتفاق وقف إطلاق النار أصبح شبه مكتمل وإعلانه ربما خلال أيام أو أسبوعين كأقصى حد»، نافية أن يكون هوكشتين انسحب من الوساطة أو هدّد بالانسحاب. ونقل موقع «أكسيوس» عن مسؤول أميركي قوله إن «اتفاق وقف إطلاق النار في لبنان يقترب ولا يزال هناك بعض العمل يتعيّن القيام به». وأُعلن عن توجّه مساعد وزير الدفاع الأميركي لشؤون الشرق الأوسط دانيال شابيرو إلى إسرائيل اليوم لإنهاء تفاصيل التسوية. وفي كيان العدو، جارت وسائل الإعلام «الإيجابية» الأميركية، إذ نقلت القناة 14 عن مصدر إسرائيلي رفيع «أننا نتجه إلى إنهاء الحرب على لبنان، ربما خلال أيام»، موضحاً «أننا سنوقّع الاتفاق مع الولايات المتحدة وسيكون مؤقتاً قبل الانتقال إلى اتفاق دائم مع لبنان». وليلاً، نقل المعلق السياسي في صحيفة «يديعوت أحرونوت» نداف أيال عن «مصادر في لبنان والولايات المتحدة وإسرائيل» أن «إسرائيل أعطت ضوءاً أخضر انسجاماً مع قرار نهائي للمجلس الوزاري المصغّر، للتوقيع على اتفاق مع لبنان.

وأبلغ هوكشتين لبنان بذلك هذا المساء». كما نقلت هيئة البث الإسرائيلية أن «إسرائيل أعطت الضوء الأخضر لهوكشتين للمضي قدماً نحو الاتفاق مع لبنان».

لبنان أبلغ هوكشتين أن ما قدّمه هو الحد الأقصى والفشل في الوصول إلى تسوية سيقفل باب التفاوض

غير أن هيئة البث الإسرائيلية عادت لتنقل عن مصدر مطّلع «نفيه بشدة إعطاء الضوء الأخضر للتوصل إلى تسوية»، مشيراً إلى أن «واشنطن تنتظر إجابات وتحديثات من الأطراف وحل قضايا صغيرة تحتاج إلى تسوية».

وفي بيروت، وضعت مصادر مطّلعة التصعيد الإسرائيلي في إطار سعي رئيس حكومة العدو إلى الاستفادة القصوى من «فترة السماح» التي طلبها في محاولة لتحقيق تقدم يضمن له اتفاقاً بشروطه. ورغم أنه منذ عودة هوكشتين إلى واشنطن، قبل يومين، لم تتلقَّ بيروت منه أي اتصال، إلا أن «آخر ما نقله إلى رئيس مجلس النواب نبيه بري ورئيس الحكومة نجيب ميقاتي هو أننا ذاهبون إلى توقيع الاتفاق قريباً، لكن إسرائيل طلبت بعض الوقت من دون تحديد مهلة» وفق ما أكّدت مصادر بارزة، مؤكداً أن «الأجواء إيجابية، رغم إصرار تل أبيب على استبعاد فرنسا من لجنة الإشراف على وقف إطلاق النار». وقالت المصادر إن «موقف إسرائيل من الفرنسيين مرتبط بملف المحكمة الجنائية، لكن ما يُطمئن في هذا الإطار هو أن الولايات المتحدة تُصر على إشراك باريس باعتبارها الطرف الأوروبي الوحيد الذي يتواصل مع حزب الله».

ونقلت صحيفة «إسرائيل اليوم» أنه لا تزال هناك نقطتان خلافيتان رئيسيتان تعيقان التسوية، الأولى تتعلق بمشاركة فرنسا في آلية الإشراف على تنفيذ الاتفاق، مشيرة إلى أن «إسرائيل تعارض منح الفرنسيين دوراً على خلفية تصريحات الرئيس إيمانويل ماكرون ضد إسرائيل، ورد فعل فرنسا على أوامر الاعتقال التي أصدرتها المحكمة الجنائية الدولية ضد نتنياهو وغانتس». ونقلت الصحيفة عن مصادر أن «إسرائيل مستعدة لإدخال جنود فرنسيين في مرحلة التنفيذ فقط، بينما يطالب لبنان بمشاركة أكبر، لكن الحل المتوقّع هو آلية إشراف مشتركة بين الولايات المتحدة ودولة عربية لم يتم اختيارها بعد».

أما النقطة الخلافية الثانية، فتتعلق بالمطالبة الأميركية – اللبنانية بإدراج بند في الاتفاق يلزم بإجراء مناقشة فورية بشأن 13 نقطة خلافية على الحدود البرية، فيما تفضّل إسرائيل صياغة غامضة تسمح لها بتحديد توقيت بدء المناقشات. وتوقّعت الصحيفة أن «تستمر المحادثات هذا الأسبوع في محاولة لتقليص الفجوات، وسط حديث عن تقدّم بشكل إيجابي نحو حسم نقاط الخلاف، وصولاً إلى الاتفاق». وأضافت أن هوكشتين «سينقل قريباً إلى لبنان التحفظات الإسرائيلية، وسط ترجيح إسرائيلي، بالتوصل إلى اتفاق في غضون أسابيع قليلة، وربما أقل»، مشيرة إلى أنه «يُفترض أن تصل قوة أميركية إلى لبنان قريباً للإشراف على تنفيذ الاتفاق»، وأن «انسحاب الجيش الإسرائيلي سيحصل خلال 60 يوماً مع انتشار الجيش اللبناني على طول الحدود».

وفي السياق، حذّر مسؤول السياسة الخارجية في الاتحاد الأوروبي جوزيب بوريل، أمس، من بيروت، من أن لبنان بات «على شفير الانهيار»، بعد شهرين من التصعيد بين حزب الله وإسرائيل. وحثّ على «وقف فوري» لإطلاق النار. وقالت مصادر مطّلعة إن «زيارة بوريل كانت زيارة وداعية قبل انتهاء ولايته ولم تحمِل أي جديد باستثناء تكرار الدعوة لوقف إطلاق النار».

أما في الداخل، فعادت الحملة المعترضة على تولي رئيس مجلس النواب نبيه بري ملف التفاوض منفرداً، حيث قال البطريرك بشارة الراعي خلال ترؤسه قداس الأحد في كنيسة السيدة في الصرح البطريركيّ، في بكركي: «ما لم ينتخب المجلس النيابيّ رئيساً للجمهوريّة، لن يتمتّع مجلس النواب والحكومة بصلاحيّاتهما، ويبقى كلّ عملهما منقوصاً وغير ميثاقيّ». وردّت مصادر حكومية على كلام الراعي بالقول إن «التنسيق عادَ بين بري وميقاتي أخيراً، وهناك تأكيد من قبل بري أن أي اتفاق يجب أن يحظى بموافقة الحكومة مجتمعة بكل وزرائها».

في هذه الأثناء، يتحضّر مجلس النواب لإقرار التمديد الثاني لقائد الجيش العماد جوزف عون في جلسة قد تُعقد الخميس المقبل، سيدعو إليها بري بعد اجتماع هيئة مكتب المجلس اليوم.

إطلاق يد المستوطنين وتصعيد الاعتداءات: إسرائيل تمهّد لحسم «حرب الضفة»

رام الله | يبدو أن المشهد اليومي في الضفة الغربية بات أقرب إلى عملية مراكمة وتسجيل للنقاط، بما يصبّ في مصلحة إستراتيجية تشديد القبضة الإسرائيلية على الضفة، وصولاً إلى ضمها وإعلان «السيادة الإسرائيلية» عليها. وتتجلى تلك العملية في اقتحامات جيش الاحتلال للمدن والقرى والبلدات، وإقامة مئات الحواجز والبوابات العسكرية على مداخل المدن، وتحويلها إلى كانتونات معزولة بات الفلسطيني بحاجة إلى ساعات عدة حتى يتجاوزها. ويُضاف إلى ذلك، إطلاق العنان للمشروع الاستيطاني بتجلياته كافة، من مشاريع استيطانية إلى مصادرة الأراضي وإقامة البؤر العشوائية، مروراً بالسماح للمستوطنين بارتكاب الجرائم ضد الفلسطينيين بغية تهجيرهم.

وتتخذ تلك الاعتداءات، منذ مدة، منحى تصاعدياً، بات ينذر بما يشبه الانفجار. إذ تتزايد اعتداءات المستوطنين على منازل الفلسطينيين في منطقة تل الرميدة وسط مدينة الخليل جنوبي الضفة، توازياً مع اقتحاماتهم المستمرة للمقبرة الإسلامية في شارع الشهداء. وفي الوقت نفسه، تستمر قوات الاحتلال في إغلاق الحرم الإبراهيمي والمناطق المحيطة به في المدينة لليوم الثاني على التوالي، لتأمين اقتحامات المستوطنين. وينسحب ما تقدّم على عشرات القرى والبلدات في الضفة، والتي تحوّل ليلها إلى جحيم بفعل الاقتحامات الإسرائيلية التي يتصدى لها المقاومون. إذ شهد مخيم بلاطة في نابلس، مثلاً، اقتحاماً واسعاً، تخللته اشتباكات مسلحة تصدى فيها مقاومون للقوات المقتحمة. كما اقتحمت قوة من جيش الاحتلال مدينة الخليل جنوب الضفة، وجابت شوارعها وأوقفت مركبات الفلسطينيين فيها ودقّقت في بطاقاتهم، في وقت سُجل فيه هجوم للمستوطنين على منازل في بلدة بيت فوريك في مدينة نابلس.
وفي نظرة إلى الأسبوع المنصرم، يتبين أن قوات الاحتلال شنت عمليات عسكرية واسعة في مناطق عدة في الضفة، أبرزها في جنين وطولكرم، قامت فيها بتدمير واسع للبنية التحتية – التي كان جرى ترميم بعضها في وقت سابق -، وتنفيذ عمليات إعدام وقتل، استشهِد على إثرها نحو 10 شبان فلسطينيين، 8 منهم من محافظة جنين واثنان من مدينة نابلس. كذلك، طرأ، في الأيام الماضية، عاملان متغيران سيلقيان بظلالهما على الوضع في الضفة في المدة المقبلة؛ أولهما إصدار وزير أمن العدو، يسرائيل كاتس، قراراً بوقف الاعتقالات الإدارية ضد المستوطنين الذين يرتكبون جرائم ضد الفلسطينيين. ورغم أن هؤلاء يحظون أصلاً بحماية كبيرة، سياسية وقانونية وعسكرية، لتنفيذ تلك الاعتداءات، إلا أن بعض الجهات التي تراعي الضغوط الدولية في هذا الإطار، انتقدت القرار الجديد. وذكرت صحيفة «هآرتس» العبرية أن أعضاء في «الكنيست» طالبوا بإلغاء أوامر اعتقال إدارية يخضع لها 8 مستوطنين، حتى مطلع الشهر الحالي، فيما رأت مصادر قضائية أن قرار كاتس يمنح «رخصة بالقتل لشبيبة التلال، ويقيّد أيدي الشاباك في التعامل مع جهات يهودية»، وأن من شأن ذلك القرار أن «يدفع منظمات سرية إلى الاعتداء على العرب وإشعال المنطقة». ومن جهته، رأى عضو «الكنيست»، غادي آيزنكوت، قرار كاتس «خطأ شديداً وخطيراً، وخطوة أخرى نحو تصعيد خطير في الضفة الغربية وسندفع ثمنه».

طرأ عاملان متغيران سيلقيان بظلالهما على الوضع في الضفة

وفي المقابل، حظي القرار بترحيب واسع من قِبل قادة المستوطنين، والذين وصفوه بأنه «بشرى عظيمة ومهمة». ورأى وزيرا المالية و«الأمن القومي»، بتسلئيل سموتريتش وإيتمار بن غفير، أن القرار «ألغى تمييزاً منذ سنوات طويلة ضد مستوطني يهودا والسامرة (الضفة). وكاتس وضع نهاية للظلم الذي في إطاره كان المستوطنون مواطنين من الدرجة الثانية، ومورست ضدهم وسائل متشددة وغير ديموقراطية داست على حقوقهم، وهي وسائل لا تمارس ضد أي مجموعة سكانية أخرى في دولة إسرائيل، باستثناء مخربين وأعداء خطيرين».

وعلى أي حال، يدرك الفلسطينيون أن الإجراء الذي كانت تتخذه سلطات الاحتلال بحق بعض المستوطنين القلائل، هو إجراء شكلي لم يؤثر في طبيعة اعتداءاتهم وكثافتها، وهو ما تدلّ عليه مشاركة المئات منهم في الهجوم على قرى من مثل المغير وحوارة وترمسعيا وبرقة، وإحراق عشرات المنازل والمركبات، من دون اعتقال أي منهم. كما أن الاعتقالات التي تُنفذ ضد هؤلاء وقادتهم الذين يمولونهم ويحرضونهم ويسلحونهم، لم تتجاوز عدد أصابع اليد الواحدة. ومع ذلك، فقد منح القرار الجديد عصابات المستوطنين ضوءاً أخضر وتسهيلات لارتكاب مزيد من الجرائم بحق الفلسطينيين، كونه بمنزلة تشريع لقتل الأخيرين، وخصوصاً مع تعزيز عمليات تسليح المستوطنين.

أما التطور الآخر، فهو ردّ فعل اليمين الفاشي على إصدار «المحكمة الجنائية الدولية»، الخميس الماضي، مذكرتَي اعتقال بحق رئيس حكومة الاحتلال، بنيامين نتنياهو، ووزير أمنه السابق، يوآف غالانت. إذ دعا بن غفير، مثلاً، إلى الرد على مذكرات الاعتقال بـ«تطبيق السيادة على كل أراضي يهودا والسامرة»، في إشارة إلى ضم الضفة الغربية، و«الاستيطان في جميع مناطق البلاد، وقطع العلاقات مع السلطة الفلسطينية» التي وصفها بـ«سلطة الإرهاب»، مطالباً بـ«فرض عقوبات عليها».

وفي ضوء ما تقدّم، يبدو أن إسرائيل حسمت مسألة ضم الضفة والسيطرة عليها. والواقع أن قرارها هذا ليس وليد اليوم فقط، بل متَخذ منذ احتلال الضفة، إذ عمل الاحتلال على الضم التدريجي في كل الظروف. وعلى غرار توظيفها اتفاق «أوسلو» وعملية «السلام» والمفاوضات، وإدانة الأمم المتحدة للاستيطان، من أجل ذلك، فإن إسرائيل اليوم توظف حربها على غزة والمناخ الدولي، وحتى الرد على القرارات الدولية والأممية، ومنها قرار «الجنائية الدولية»، في السياق نفسه.

إلى أي مدى يمكن أن يستمرّ «استقرار» سعر الصرف؟

سحب مصرف لبنان نحو 5 تريليونات ليرة إضافية من السوق في إطار سياساته النقدية الرامية إلى ضخّ الدولارات وتجفيف السوق من الليرات إلى الحدّ الذي يحافظ على «الاستقرار» في سعر الصرف. أدّى ذلك، بالتزامن مع انتقال جزء كبير من الليرات التي يملكها الضمان الاجتماعي من المصارف إلى مصرف لبنان، إلى ارتفاع سعر فائدة الانتربنك لتبلغ 150‪%‬، وتجعل المصارف في مأزق البحث عن الليرات لتسديد التزامات تجاه الزبائن وتجاه بعضها البعض. هذا ما خلق بلبلة في السوق تتمحور حول السؤال الآتي: إلى أي مدى في إمكان هذه السياسة النقدية أن تحافظ على الاستقرار؟‬

تقوم السياسة النقدية لمصرف لبنان، على التنسيق والتعاون مع الحكومة. تلتزم الحكومة بالامتناع عن الإنفاق أكثر مما يرد في الموازنة، وبالتالي الالتزام بالإيرادات في مقابل النفقات، ويلتزم مصرف لبنان بأن يدفع الرواتب والأجور بالإضافة إلى بعض الفواتير المتوجبة على الخزينة، بالدولار. هذا الأمر خلق «الاستقرار» في سعر الصرف طوال أكثر من سنة، لكن ما إن حطّ العدوان الصهيوني أوزاره في لبنان، حتى بدت هذه المعادلة ضعيفة نسبياً، فاضطر معها مصرف لبنان إلى إجراء تعديل يقوم على ضخّ المزيد من الدولارات في إطار أمرين: دفع مستحقات إضافية لزبائن المصارف وفقاً للتعميمين 158 و166، وتسديد قسم أكبر من فواتير الخزينة بالعملة الأجنبية. بهذا المعنى، ضخّ مصرف لبنان في الشهر الأول ثلاث دفعات لزبائن المصارف، وفي الشهر الثاني دفعتين، وهو يدرس الآن تسديد المزيد مع توقعات بتوسيع سقوفات المستفيدين من التعاميم. وبلغ مجموع ما دفعه المصرف المركزي، نحو 700 مليون دولار لنحو 400 ألف مودع و400 ألف موظف في القطاع العام. وبموجب الواقع، أي الدولرة القائمة في السوق، يضطر التجّار إلى تحويل دولاراتهم إلى ليرات لتسديد الضرائب والرسوم، ما يتيح لمصرف لبنان بيعهم الليرات والاحتفاظ بالدولارات، واستطاع استرداد نحو 300 مليون دولار مما ضخّه. وهذا ما يتيح لمصرف لبنان الحفاظ على الاستقرار في سعر الصرف. لكنه يبني هذه الإستراتيجية، وفقاً لمصادر المصرف، على أن سعر الصرف الحقيقي هو أقلّ من السعر الرائج في السوق حالياً. في الأشهر التي سبقت العدوان الإسرائيلي على لبنان، أي حين كانت الجبهة تقتصر على إسناد غزة فقط، كان السعر الحقيقي، وفقاً لتقديرات المصرف المركزي، يبلغ 60 ألف ليرة مقابل الدولار الواحد، أما بعد العدوان، فإن السعر ارتفع إلى مستوى ما بين الـ60 ألف ليرة، وبين 90 ألف ليرة. ليست هناك تقديرات نهائية، لكنه يقدّر بنحو 80 ألف ليرة مقابل الدولار. إذاً، لماذا لا يقوم مصرف لبنان بتعديل السعر نزولاً عند مستوى السعر الحقيقي، لا سيما أنه في حال ارتفع السعر الحقيقي إلى ما فوق مستوى الـ90 ألف ليرة الرائج حالياً، فإن المجلس المركزي لمصرف لبنان على استعداد أن يقوم برفع السعر فوراً؟ تقول المصادر، إن مصرف لبنان ليس على استعداد لإبقاء سعر الصرف المعلن من قبله، أقلّ من مستوى السعر الحقيقي حتى لا يقوم بأي دور دعم لليرة، لأن هذا الأمر سيكبّده من احتياطاته الحرّة التي جمعها في الأشهر الماضية والتي تصل إلى 1.8 مليار دولار، لأنها ستستنزف سريعاً، لكنه في المقابل ليس على استعداد لخفض السعر المعلن إلى مستوى السعر الحقيقي لأن ذلك ينعكس مباشرة على موازنة الحكومة سلباً. فالضرائب والتحصيلات في الموازنة مبنية على السعر المعلن، مثل الرسوم الجمركية، وضريبة القيمة المضافة وسواهما، وبالتالي إن أي خفض في السعر المعلن، سينعكس إيرادات أقلّ على الموازنة فيما سيبقى هناك قسم أساسي من نفقاتها، ولا سيما تلك المرتبطة بالرواتب والأجور والبالغة 13 ألف مليار ليرة شهرياً، على حاله، وبالتالي إن احتمالات حصول العجز أو ارتفاعه يصبح كبيراً وينعكس ذلك على قدرته على سحب السيولة بالليرة في السوق، أي أنه سيسحب السيولة بالليرة أقل مما كان يتوقع، وبالتالي سيضخّ الكمية نفسها من الدولارات أو أكثر مقابل سيولة أقلّ، وهذا ما سيخلّ في التوازن النقدي في السوق وبسعر الصرف مباشرة.

يضطر التجّار إلى تحويل دولاراتهم إلى ليرات لتسديد الضرائب والرسوم

عملياً، سعر الصرف صار خاضعاً للتوازنات النقدية في السوق وللدولرة. الخروج من هذه الدوامة ليس أمراً سهلاً، لكنه لا يأتي بلا ثمن. فالمقيمون في لبنان، وخصوصاً أولئك الذين يتقاضون أجورهم بالليرة، يدفعون من مداخيلهم ومن قوّتهم الشرائية ثمن هذه السياسة للحفاظ على «استقرار» سعر الصرف. وهذا الاستقرار لا يتميّز كثيراً عما كان سائداً في السابق، أي إن النموذج الاقتصادي الذي أقرّت فيه السياسة النقدية لا يزال على حاله قائماً على الاستهلاك المستورد المموّل من التدفقات الخارجية. تأتي هذه التدفقات بشكل أساسي من المغتربين اللبنانيين إلى ذويهم في لبنان، ومن المنظمات الأممية لمساعدة النازحين السوريين ولمساعدة النازحين اللبنانيين، فضلاً عن تدفقات تأتي مخصصة لبعض المؤسسات مثل الجيش والقوى الأمنية، وتدفقات غير منظورة تأتي إلى الأحزاب اللبنانية من الخارج. هذا يعني أن النموذج السابق الذي لم يكن يمثّل الإنتاج المحلي فيه والتصدير إلى الخارج نسبة كبيرة من تدفقات العملة الأجنبية، عاد من بين الأموات على ظهر أصحاب المداخيل المحلية وقوتهم الشرائية. وفي المدة المقبلة، يبدو أن الرهانات على تدفقات كبيرة من أجل إعادة الإعمار، ستنعش هذا النموذج، وستصبح فرصة لإحياء كل أركان النموذج الذين ظننا أنه مات في 17 تشرين الأول 2019. طبعاً ليس النقاش في ما يخصّ مصدر هذه الأموال، ولا على طبيعة الشروط السياسية التي تأتي معها، إنما هذه مجرّد محاولة لتوصيف الواقع تسبق أي نقاش. فالسؤال الأكثر رواجاً الآن على صعيد السياسات النقدية والمالية، هو سعر الصرف وقدرته على الاستقرار في ظل البيئة الراهنة، وهو ليس السؤال الصحيح الذي يجب طرحه. صحيح أن قدرة مصرف لبنان، الآن، على إدارة سعر الصرف بشكل يعبّر عن الاستقرار النقدي، مرتفعة وتمتدّ لأشهر من هذه الوتيرة، إلا أن الحكومة لم تقدّم أي إجابة بعد عن قدرتها في تعديل نموذج الاقتصاد السياسي الحالي لتتواءم مع استقرار في سعر الصرف بأقلّ ثمن ممكن. هل ما ندفعه اليوم من ثمن هو الأقل؟ الأرجح أن القوى السياسية الممثّلة في الحكومة وسائر المؤسسات الدستورية، ستواصل إدارة المرحلة الانتقالية وفقاً للنهج نفسه، أي إدارة التوازنات النقدية، وستدير ظهرها لأي حسابات متصلة بالثمن ومن يدفعه.

اللواء:

4 ملايين إسرائيلي في الملاجئ.. ووقف النار مرجح نهاية الشهر؟

هوكشتاين يلوّح بوقف وساطته.. والاحتلال يهدّد بقصف مؤسسات الدولة

يوم الغضب على اسرائيل: 4 ملايين في الملاجئ، أو بين الأرض وتحتها، ما يقرب من 340 صاروخاً على مستوطنات الحافة الى وسط دولة الاحتلال، دبابات (ميركافا) مدمرة بين البياضة ومثلث ديرميماس- القليقة- مرجعيون، وجلسة للمجلس الأمني- العسكري المصغر (الكابينت) برئاسة بنيامين نتنياهو، الذي يصر على مواصلة الحرب، مع معاوني وزير الدفاع كاتس ورئيس الأركان هاليفي..

وأدت هذه الهجمات الصاروخية، بالاضافة الى عشرات المسيّرات، كرد على استهداف اسرائيل بالصواريخ الارتجاجية مبنى من عدة طوابق في البسطة الفوقا، ما تزال عمليات الدفاع المدني والصليب الاحمر جارية لرفع الانقاض وانتشال الجثث والجرحى، بعدما احصي اكثر من 30 شهيداً وجرح67 آخرين.

وقالت وسائل اعلام اسرائيلية ان صواريخ حزب الله، خرجت عن السيطرة منذ صباح امس.

وعزت القناة 13 الى سوء الاحوال الجوية صعَّب على سلاح الجو الاسرائيلي رصد منصات اطلاق الصواريخ التي استخدمها حزب الله.

ونقلت القناة 14 عن مسؤول اسرائيلي كبير قوله: سنوقف القتال في لبنان، ربما في الايام القليلة المقبلة.

ونقلت القناة 13 عن مصادر لم تكشف هويتها، ان آموس هوكشتاين هدد بترك الوساطة، ان لم يتم التوصل الى اتفاق، عبر السفير الاسرائيلي في واشنطن.

وكانت اسرائيل ابلغت هوكشتاين بعيد وصوله الى واشنطن اعتراضها على وجود فرنسا للجنة مراقبة تطبيق اتفاق وقف النار بحجة دعمها لقرار المدعي العام الصادر عن المحكمة الجنائية الدولية، مع التأكيد على التزام لبنان بالحضور الفرنسي.

وذكرت هيئة البث الاسرائيلية ان اسرائيل اعطت الضوء الاخضر للوسيط الأميركي آموس هوكشتاين، للمضي قدماً نحو الاتفاق مع لبنان.

لكن هوكشتاين اكد ان ما نسب في هذا الاطار ليس دقيقا، لجهة المضي قدماً للاتفاق مع لبنان.

وذكرت هيئة البث الاسرائيلية ان نتنياهو استعرض مع مقربين منه سبل ابلاغ الجمهور باتفاق التسوية المرتقب مع لبنان.

شروط نتنياهو

بالمقابل، خلال الاربع وعشرين ساعة الماضية، ابلغت الادارة الاميركية جهات مهمة في لبنان ان رئيس وزراء العدو الإسرائيلي نتنياهو ليس مستعدا لايقاف العدوان على لبنان حاليا، وغير موافق على الطرح الاميركي لوقف اطلاق النار بصيغته الحالية ايضا، مطالبا بتعديل القرار ١٧٠١ بشكل جذري، وارفاقه بقرار جديد يتضمن كل المطالب غير المدرجة في القرار القديم، واشارت مصادر مطلعة ان نتنياهو طلب مهلة لا تقل عن اربعة إسابيع لاتمام مهمته كما يزعم للقضاء على حزب لله واعادة المستوطنين إلى الشمال.

وفقا لما قالته المصادر، فان النقاط التي يريد العدو تعديلها تشمل ما يشبه اعادة ترسيم الحدود البرية بين لبنان وفلسطين المحتلة، بحيث تصبح الحدود بين البلدين ارض ميتة، ويمنع تواجد اي مدني عليها بإستثناء القوات الدولية واللجنة المعنية بتطبيق القرار ١٧٠١ المعدل.

إذاً، حسب ما تسرّب، يكون نتنياهو بكل ما تسرّب من الإعلام العبري والأميركي عن تقدّم في المفاوضات وقُرب التوصل إلى اتفاق لوقف الحرب، ولم يعد ممكناً تصديق الكلام الأميركي عن اتصالات من وزير الدفاع لويد اوستن وقائد المنطقة الوسطى للجيش الأميركي بالقيادة السيإسية والعسكرية الإسرائيلية، لطلب عدم إستهداف جيش العدو للجيش اللبناني، إذ ان ثمرة هذه الاتصالات كانت أمس قصف حاجز الجيش في العامرية على طريق صور – الناقورة وإستشهاد عسكري وإصابة 18 بجروح وأضرار مادية كبيرة، وقبل ذلك إستشهاد وإصابة العشرات من الجنود.

وظهر من الوقائع الميدانية خلال اليومين الماضيين ان قيادة الإحتلال ماضية في حربها المجنونة ضد لبنان على كامل مساحته، سواء بالغارات على بيروت (غارة البسطة أدّت إلى ارتقاء 29 شهيداً وجرح 70 شخصاً) والضاحية وقرى الجنوب والبقاع حيث ارتقى عشرات الشهداء، أو بتوسيع العملية البرية في محاور القطاع الغربي من الناقورة إلى شيحين وطير حرفا والجبين وشمع، وفي مدينة الخيام بشكل خاص في محاولة جديدة للوصول إلى مجرى نهر الليطاني بما يُمكّن إسرائيل من تسجيل «انتصار» ولو محدود على لبنان ومقاومته وفرض الشروط التي يريدها.

هذا التصعيد اوحى لبعض الجهات السياسية المتابعة بأن الكيان الاسرائيلي ذاهب الى ابعد من مجرد مطالب وشروط امنية وسياسية لضمان حدوده الشمالية واعادة المهجرين من المستوطنات الحدودية. فظهر من كلام نتنياهو في الاسابيع الاخيرة ان هدف الحرب هو تغيير خريطة الشرق الاوسط وواقعه السياسي، وصولا الى ما يخطط له من استكمال التطبيع مع بعض الدول العربية واقامة سلام في الشرق الاوسط وفق رؤيته لهذا «السلام».

وبالعودة الى وعود الرئيس الاميركي المنتخب دونالد ترامب بأنه سيعمل فور تسلمه منصبه رسمياً على «تحقيق السلام في الشرق الاوسط بما يعيد الازدهار والاستقرار والامان الى شعوبه»، ويتضح ان السلام الذي يريده ترامب لا يختلف عن الذي يريده نتياهو بل يتماهي معه الى حد التوافق التام.

وفي اطار الضغوطات الجارية، كشفت هيئة البث الاسرائيلي ان العدو ابلغ لبنان انه اذا لم يحصل اتفاق فسيقصف الجيش الاسرائيلي اهدافا لبنانية لا تقتصر على استهداف الضاحية الجنوبية، كاستهداف بيروت والمجلس النيابي.

حراك دولي

ومع ذلك استمر الحراك الدولي لوقف لحرب فبدأت المنسقة الخاصة للأمم المتحدة في لبنان جانين بلاسخارت زيارة إلى إسرائيل امس، ومن المقرر أن تلتقي خلالها بكبار المسؤولين الإسرائيليين لمناقشة الأزمة الحالية، وأهمية التوصل إلى وقف إطلاق النار، بالإضافة إلى تنفيذ القرار 1701 بشكل شامل.

كما وسائل إعلام إسرائيلية: مبعوث البيت الأبيض دان شابيرو يجتمع غدا مع وزير الدفاع الإسرائيلي يسرائيل كاتس لبحث الملف اللبناني

حذر فرنسي

من جانبه، دعا وزير الخارجية الفرنسي جان نويل بارو، اليوم الأحد، اللبنانيين والإسرائيليين إلى اغتنام «فرصة» سانحة من أجل التوصل إلى وقف لإطلاق النار في الحرب الدائرة بين إسرائيل وحزب الله.وقال بارو لقناة «فرانس 3»: هناك فرصة سانحة وأدعو جميع الأطراف إلى اغتنامها.

وإذ أعرب عن «حذره»، قال: أنه من خلال الدبلوماسية والعمل مع الأطراف المعنية بشأن المعايير التي تتيح ضمان أمن إسرائيل وسلامة الأراضي اللبنانية، أعتقد أننا بصدد التوصل إلى حل قد يكون مقبولاً من جميع الأطراف الذين ينبغي عليهم اغتنامه للتوصل إلى وقف النيران ووقف الكارثة الإنسانية أيضاً.

بوريل للإسراع بانتخاب رئيس

ودعا منسق السياسة الخارجية في الاتحاد الاوروبي جوزيب بوريل بعد لقاء كل من الرئيسين نبيه بري ونجيب ميقاتي وقائد الجيش العماد جوزاف عون الى وقف النار في لبنان واحترام سيادة هذا البلد.

واكد بوريل على دعم الجيش اللبناني، وتخصيص 200 مليون دولار لدعمه.

ودعا بوريل قادة لبنان لتحمل مسؤولياتهم وانتخاب رئيس جديد للجمهورية.
سياسياً، قالت مصادر سياسية مطلعة لصحيفة اللواء أن التصعيد الذي حصل في إطار المواجهات بين حزب لله والعدو الأسرائيلي لا يعني أنه حاسم قبل تنفيذ وقف إطلاق النار ما دامت المواقف النهائية من المعنيين لم تصدر ، وأشارت في المقابل إلى أنه يمكن أن يؤدي إلى مواصلة التفاوض بالنار للوصول إلى حل يتوافق عليه الجانبان اللبناني الإسرائيلي بواسطة أميركية، معتبرة أن الأمور في خواتيمها.

إلى ذلك تتحدث المصادر عن التواصل الجديد بين رئيس الحزب التقدمي الأشتراكي السابق وليد جنبلاط ورئيس الهيئة التنفيذية في القوات اللبنانية الدكتور سمير جعجع الدكتور سمير جعجع يندرج في إطار فتح النقاش حول المرحلة الراهنة كما المرحلة المقبلة وإمكانية إنجاز تفاهمات أو خارطة طريق للعمل بين الفريقين .

واعتبر الرئيس نجيب ميقاتي ان استهداف الجيش اللبناني يمثل رسالة دموية برفض كل المساعي والاتصالات الجارية للتوصل الى وقف النار وتنفيذ القرار 1701.

وتساءل البطريرك الماروني مار بشارة بطرس الراعي: من يفاوض لوقف اطلاق النار، وباسم مَنْ، ولصالح مَنْ؟ وهي اولى صلاحيات رئيس الجمهورية المغيب قصراً..

وأكد: ما لم ينتخب المجلس النيابي رئيساً للجمهورية، لن يتمتع مجلس النواب والحكومة بصلاحياتهما، ويبقى كل عملها منقوصاً وغير ميثاقي.

وتوقف رئيس التيار الوطني الحر النائب جبران باسيل عند موقف الثنائي الشيعي، الذي يرفع شعار لا انتخاب رئيس للجمهورية من دون وقف النار، وقال: اذا لم تنته الحرب، هل نبقى بلا رئيس للجمهورية.

وسأل باسيل: عادة عند وضع شرط لوقف النار يكون للضغط على العدو، ولكن على من تضعون هذا الشرط؟ على لبنان ولبنانيين.

لا تدريس حضوري اليوم

وإزاء هذا التطورات، علق وزير التربية والتعليم العالي التدريس الحضوري في المدارس والمعاهد المهنية والتقنية والرسمية والخاصة، ومؤسسات التعليم العالي الخاصة، والاستعانة بالتعليم عن بُعد.

الوضع الميداني: تل ابيب مقابل بيروت

شهد اليومان الماضيان تصعيداً عسكريا خطيرا وواسعا تمثل اولا بالغارة التدميرية الكبيرة على شارع فتح الله في البسطة بقلب بيروت استهدفت عددا من المباني بحجة اغتيال القيادي الكبير في حزب لله النائب السابق محمد حيدر الذي تتهمه اسرائيل بانه مسؤول عمليات المقاومة في الجنوب وفي خارج لبنان، لكنها اقرت بان العملية فشلت إذ تأكد ان حيدر لم يكن في المنطقة. بل سقط 29 مدنيا بينهم 13 شخصا من عائلة واحدة من الجنوب نزحت من حي السلم.

وردت المقاومة مساء السبت ونهار ومساء امس بسيل كبير من الصواريخ على تل ابيب وحيفا وعكا ونهاريا وصفد وجبل ميرون وقواعد عسكرية بعمق 150 كيلومترا وعلى المستعمرات الشمالية، ما اوقع بإعتراق اعلام العدو اصابات بشرية وتدمير ابنية واشتعال حرائق. ما كرّس لدى المقاومة معادلة تل ابيب مقابل بيروت. ونشر الاعلام الحربي للمقاومة صورة للدمار والحرائق في تل ابيب تحت عبارة:بيروت تقابلها تل ابيب.

ومساء الاحد اطلقت صفارات الانذار بعد السادسة مساء في تل ابيب وسقطت الصواريخ في ضواحي المدينة لا سيما بمنطقة «غوش دان». واعلنت القناة 14 الاسرائيلية: انه ردًا على إطلاق الصواريخ بشكل واسع اليوم (إطلاق 340 صاروخًا من لبنان تجاه إسرائيل وقوات الجيش الإسرائيلي في جنوب لبنان منذ صباح اليوم). من المتوقع أن يوسّع الجيش الإسرائيلي هجماته خلال الساعات المقبلة في عمق لبنان.

وكشفت إذاعة الجيش الإسرائيلي نقلاً عن مصدر عسكري:
قرابة 4 مليون شخص دخلوا إلى الغرف المحصنة في إسرائيل منذ صباح اليوم وصفارات الإنذار دوت أكثر من 500 مرة.

واستمرت المواجهات البرية خلال اليومين الماضيين في محاور القطاع الغربي ومدينة الخيام – ديرميماس حيث ركزت المقاومة على ضرب دبابات العدو وتجمعات جنوده، ما اضطره مساء امس الى سحب نحو 30 آلية من محور البياضة بإتجاه شمع وطيرحرفا، والتراجع من بعض اطراف الخيام نتيجة القصف الذي استخدمت فيه يوم السبت نحو 28 مسيرة لضرب تجمعات جنود الاحتلال عدا القصف الصاروخي والمدفعي.

والى ذلك واصل العدو غاراته على قرى الجنوب البقاع موقعا يوم السبت فقط 84 شهيدا و 213 جريحا بمن فيهم شهداء البسطة حسب مركز طوارىء وزارة الصحة.هذا عدا شهداء امس الاحد.

وفي منطقة العامرية في صور.. ادى القصف على مركز للجيش اللبناني الى استشهاد جندي واصابة 18 آخرين بجروح، اصابات بعضهم بليغة.

وبعيد السابعة، واثر انذار من الناطق الاسرائيلي، شنت الطائرات المعادية 7 غارات على مناطق عدة في الغبيري، وحارة حريك والعمروسية- الشويفات.

وتحدث حزب الله عن تدمير 6 دبابات واسقاط مسيرة، واستهداف مواقع لتجمعات الجيش الاسرائيلي في شمع ودير ميماس والخيام، واحياء معادلة تل ابيب مقابل بيروت.

واعترف الجيش الاسرائيلي سقوط 340 صاروخاً على مستعمرات الجليل والوسط وصولاً الى تل ابيب وصفد ونهاريا وعكا وحيفا وغيرها..

كما استهدفت الغارات الاسرائيلية مبنى في منطقة الطيونة.

البناء:

تل أبيب: أعطينا الضوء الأخضر لإتمام الاتفاق مع لبنان… وهوكشتاين ينفي

المقاومة تحطم الأرقام القياسية: 51 عملية و400 صاروخ وتدمير 10 دبابات

معادلة تل أبيب مقابل بيروت تشتغل… ومعارك ضارية في الخيام والبياضة

كتب المحرر السياسي

تسابقت وسائل إعلام الكيان في نقل خلاصة اجتماعات أمنية ترأسها رئيس حكومة الكيان بنيامين نتنياهو لبحث الوضع على الجبهة اللبنانية ومستقبل مشروع اتفاق وقف إطلاق النار، وقد تقاطعت جميعها عند اشاعة أجواء تفاؤلية عن قرب توقيع الاتفاق مع لبنان، وقال بعضها إنّ الضوء الأخضر قد صدر للمبعوث الأميركي آموس هوكشتاين، لإنجاز الاتفاق، لكن هوكشتاين نفى ذلك بسرعة قائلاً انّ الكلام غير دقيق، ولاحقاً نقل كلام عن نتنياهو يتضمّن التمسك بشرط حرية العمل داخل الأراضي والأجواء اللبنانية، ما أضعف الحديث عن قرب التوصل الى اتفاق طالما انّ لبنان أبلغ المبعوث الأميركي مراراً استحالة الموافقة الضمنية او المعلنة على مثل هذا الطلب باعتباره انتهاكاً صريحاً للسيادة اللبنانية.

الكلام “الإسرائيلي” كان محاولة لملاقاة مناخ غاضب في الرأي العام تجاه عجز القبة الحديدية عن توفير الحماية من صواريخ المقاومة، التي كان يومها أمس مميّزاً، حيث تساقط أكثر من 400 صاروخ فوق رؤوس المستوطنين من الحدود اللبنانية الى جنوب تل أبيب بعمق 150 كلم من حدود لبنان، بينما كانت أخبار الجبهة البرية تُكذّب المزاعم “الإسرائيلية” عن إنجازات حققتها قوات الاحتلال، حيث نجحت المقاومة بتدمير 10 دبابات، ستّ منها على جبهة البياضة، واثنتين في دير ميماس واثنتين في الخيام، وكانت المقاومة قد أعلنت عن 51 عملية مسجلة رقماً قياسياً مقارنة مع بيانات عملياتها اليومي.

في عمليات المقاومة أمس تمّ تثبيت معادلة تل أبيب مقابل بيروت، التي وعد الأمين العام لحزب الله الشيخ نعيم قاسم أنها سوف تكون الترجمة لموقف المقاومة مع كلّ اعتداء على العاصمة بيروت، وجاءت مجزرة البسطة التي انتهت الى 100 إصابة بين شهيد وجريح، لتجعل الردّ حتمياً، فتساقطت وجبات صاروخية متعددة وفي أوقات متفاوتة على تل أبيب تاركة خلفها حرائق ودمار وسط حديث القنوات الإعلامية عن أبنية معرّضة للسقوط، فيما كانت الجبهة البرية تشهد معارك ضارية خصوصاً في هجمات المقاومة المركّبة على محوري القطاعين الغربي والشرقي، حيث استهدفت المقاومة تجمعات قوات الاحتلال الالتفافية في القطاع الشرقي خصوصاً في دير ميماس وإبل السقي إضافة للاستهداف المباشر للقوات التي توغلت في مدينة الخيام ومحاولة محاصرتها، وأجبرت قوات الاحتلال على التراجع من عدد من أحياء الخيام وسحب آلياتها من مثلث دير ميماس القليعة تل النحاس، بينما شهدت محاور البياضة في القطاع الغربي معارك ضخمة كانت الصواريخ المضادة للدبابات سيدة الموقف فيها، حيث تمّ تدمير ستّ دبابات ميركافا.

وشنّ حزب الله هجوماً واسعاً وشاملاً على كامل شمال فلسطين المحتلة وحيفا وصولاً الى تل أبيب وأشدود التي تبعد حوالي 150 كلم عن الحدود، ما وصفه الإعلام «الإسرائيلي» بأنه الأصعب منذ بدء العدوان على لبنان، حيص بلغ عدد العمليات 49 عملية حتى ما قبل منتصف ليل أمس حيث واصل الحزب إطلاق الصواريخ حتى ما بعد منتصف الليل، ما يفتح مرحلة جديدة من الحرب قوامها تفعيل كامل المعادلات القائمة لا سيما حيفا مقابل الضاحية الجنوبية، والجولان مقابل البقاع، والجليل مقابل مدينة صور، والأهمّ تفعيل معادلة تل أبيب مقابل العاصمة بيروت بشكل ثابت، الأمر الذي سيضع حكومة العدو أمام خيارات صعبة: إما الذهاب الى الموافقة على اتفاق وقف إطلاق النار من دون شروط حاول العدو اضافتها تحت النار، وإما الذهاب الى جول تصعيد جديدة ستعمّق المأزق «الإسرائيلي» ويدفع حزب الله الى مزيد من التصعيد المقابل.

ونشر الإعلام الحربي في «حزب الله» صورة تحت عنوان «بيروت يقابلها تل أبيب». وتتضمّن الصورة جملة مقتبسة لمراسل قناة «كان» الإسرائيلية روعي كايس قال فيها إنّ «حزب الله يُظهر لأنصاره أنّ معادلة نعيم قاسم لا تزال قائمة: ضربة في قلب بيروت تعادل ضربة في تل أبيب».

ونشر الإعلام الحربي في حزب الله، مشاهد من «عملية استهداف المقاومة الإسلامية قواعد عسكرية تابعة لجيش العدو الإسرائيلي في مدينة تل أبيب (يافا المحتلة) بمُسيّرات انقضاضيّة وصواريخ فادي 6 و قادر 2». فيما نشرت وسائل إعلام العدو فيديوات للدمار الذي سبّبته صواريخ المقاومة الاسلامية في حيفا ونهاريا و»تل أبيب».

وأفادت إذاعة جيش العدو عن «إطلاق 340 صاروخاً من لبنان منذ صباح اليوم (أمس)». وأفادت القناة 12 الإسرائيلية، عن «سقوط شظايا صاروخية في أورنيت شمال رأس العين وسط إسرائيل».

وأفادت إذاعة جيش العدو، نقلاً عن مصدر عسكري، بأنّ «قرابة 4 مليون شخص دخلوا إلى الغرف المحصّنة في إسرائيل منذ صباح اليوم (أمس)»، وقال المصدر إنّ «صفارات الإنذار دوت أكثر من 500 مرة منذ ساعات الصباح».

وتحدث إعلام العدو عن «250 عملية إطلاق من لبنان باتجاه شمال إسرائيل منذ منتصف الليل».

وفيما توقع مصادر سياسية لـ»البناء» أن تشهد الأيام المقبلة تصعيداً كبيراً على وقع استمرار التفاوض لوقف إطلاق النار، أشار خبراء عسكريون الى أنّ كثافة عمليات المقاومة وحساسية الأهداف وتتابعها بشكل ممنهج ومنظم ومتدرّج، يؤكد على استعادة المقاومة لمنظومة السيطرة بشكل كبير وتشكيل كلّ القيادات وفق التسلسل الهرمي، كما تؤكد على أنّ القوة الصاروخية للمقاومة لا تزال سليمة، وقادرة على ضرب أيّ هدف في «إسرائيل» وأنّ زمام المبادرة لا يزال لصالحها»، وشدّد الخبراء على أنّ حزب الله أعاد تفعيل كلّ المعادلات التي يعمل بموجبها منذ بداية الحرب وصولاً الى فرض معادلة تل أبيب – بيروت بالنار، وأرسل رسائل أمنية وسياسية للحكومة الإسرائيلية بأنّ قانون التفاوض بالنار يقابله النار والصواريخ وتوسيع الحرب الى تل أبيب وما بعد تل أبيب وقد يتجه حزب الله الى استهداف كلّ القواعد العسكرية والاستخبارية والمصانع التسليحية في كامل إسرائيل». وتوقع الخبراء أن تقوم «إسرائيل» باستهدافات جديدة في العاصمة بيروت.

وبعد المجزرة المروعة التي ارتكبها العدو في منطقة البسطة وسط بيروت ما أدّى الى سقوط 29 شهيداً وعدد كبير من الجرحى، ردّ حزب بشكل واسع وعنيف، وشنّ للمرّة الأولى هجومًا جويّاً بسربٍ من المُسيّرات الانقضاضيّة، على قاعدة أشدود البحريّة، تبعد عن الحدود اللبنانيّة الفلسطينيّة 150 كلم، وأصابت أهدافها بدقّة. كما ضرب هدفاً عسكريّاً في مدينة تل أبيب، بصليةٍ من الصواريخ النوعيّة، وسربٍ من المُسيّرات الانقضاضية، وحقّقت العملية أهدافها.

وفي إطار ‏سلسلة عمليّات خيبر، وبنداء «لبيك ‏يا نصر الله»، استهدف مجاهدو المُقاومة الإسلاميّة، قاعدة بلماخيم (قاعدة أساسية لسلاح الجوّ الإسرائيلي، تحتوي على أسراب من الطائرات غير المأهولة والمروحيات العسكرية، ومركز أبحاث عسكري، ومنظومة حيتس للدفاع الجويّ والصاروخي) تبعد عن الحدود اللبنانيّة الفلسطينيّة 140 كلم، جنوبي مدينة تل أبيب، بصليةٍ من الصواريخ النوعيّة، وقد حقّقت العملية أهدافها. كما استهدفوا قاعدة غليلوت (مقر وحدة الاستخبارات العسكرية 8200) تبعد عن الحدود اللبنانيّة الفلسطينيّة 110 كلم، في ‏ضواحي مدينة تل أبيب، بصليةٍ من الصواريخ النوعية. كما قصف قاعدة شراغا (المقر الإداري لقيادة لواء غولاني) شمالي مدينة عكا المُحتلّة، بصليةٍ صاروخيّة. واستهدف مدينة صفد المُحتلّة بصليةٍ صاروخية. واستهدف قاعدة بيريا (القاعدة الأساسية للدفاع الجويّ والصاروخي التابع ‏لقيادة المنطقة الشمالية) بصليةٍ صاروخية، وقاعدة دادو (مقر قيادة المنطقة الشمالية) بصليةٍ صاروخية، وقاعدة ميشار (مقر ‏الاستخبارات الرئيسيّة للمنطقة الشمالية) بصليةٍ صاروخية.
وقصف معسكر الـ 100 (معسكر تدريب للقوات البرية) شمال أييليت هشاحر، بصليةٍ صاروخية، ومرابض مدفعية العدو ‏الإسرائيلي شمالي شرق مستوطنة جعتون، التي تعتدي على أهلنا وقرانا، بصليةٍ صاروخية، وقاعدة زفولون للصناعات العسكرية شمال مدينة حيفا المُحتلّة، بصليةٍ صاروخية.
واستهدفت المقاومة قاعدة حيفا البحريّة (تتبع لسلاح البحريّة في الجيش الإسرائيلي، وتضم أسطولاً من الزوارق الصاروخيّة والغواصات) تبعد عن الحدود اللبنانيّة الفلسطينيّة 35 كلم، شمال ‏مدينة حيفا المُحتلّة، بصليةٍ من الصواريخ النوعية.

أما في الميدان، فواصلت المقاومة تصدّيها لمحاولات قوات الاحتلال الدخول الى مدينة الخيام من عدة محاور، مكبّدة العدو مزيداً من الخسائر البشرية ومجزرة في الدبابات وصل عددها الى 6 دبابات. ولدى محاولة دبابة ميركافا التقدّم لسحب دبابة من الدبابات المُدمّرة عند الأطراف الشرقية لبلدة البياضة، استهدفها مجاهدو المُقاومة بصاروخٍ موجّه، ما أدى إلى تدميرها، ووقوع طاقمها بين قتيل وجريح.

وكان قد أعلن حزب الله عن تدمير 4 دبابات في المنطقة المذكورة.

وأفادت «الوكالة الوطنية للاعلام»، بأنّ الاشتباكات بين حزب الله وقوة «إسرائيلية» معززة بدبابات الميركافا «كانت تحاول الدخول إلى بلدة البياضة عن طريق شمع وطيرحرفا لجهة وادي حامول أدّت إلى احتراق اكثر من اربع دبابات ميركافا استهدفتها المقاومة بالصواريخ الموجهة والى سقوط قتلى وجرحى. وقد شوهدت النيران وسحب الدخان الأسود تندلع من تلك الدبابات».

وأوضحت أنّ «رتلاً من 30 الية عسكرية اسرائيلية تراجع من جنوب البياضة – الديكان بعد محاولته الالتفاف والسيطرة على البياضة وبلدة الناقورة على وقع القذائف الصاروخية للمقاومة وانسحب باتجاه شمع و طيرحرفا تحت غطاء مدفعي».

وكان العدو استهدف الضاحية الجنوبية لبيروت مساء أمس، بعد توجيه سلسلة إنذارات لعدد من المناطق، وقصف بغارات مباني في حارة حريك والعمروسية وبرج البراجنة والليلكي وحي السلم.

على الصعيد التفاوضي، وعلى وقع تصعيد المقاومة الكبير، تحركت المفاوضات مجدّداً وعقب انعقاد مجلس وزراء الحرب «الإسرائيلي» الذي أجرى مشاورات أمنية سياسية بشأن اتفاق وقف إطلاق النار مع لبنان. وتضاربت الأنباء وتحليلات الصحف العبرية حول توجه الحكومة الإسرائيلية، أكان الى التسوية أو الى مزيد من التصعيد.

حيث أفادت هيئة البث الإسرائيلية، بأنّ «إسرائيل أعطت الضوء الأخضر للمبعوث الأميركي آموس هوكشتاين للمضيّ قدماً نحو الاتفاق مع لبنان». فيما نقل موقع أكسيوس عن مسؤول أميركي، قوله إنّ «اتفاق وقف إطلاق النار في لبنان يقترب ولا يزال هناك بعض العمل يتعين القيام به».

الى ذلك، جدّد الطيران الحربي الإسرائيلي شنّ غارات على الضاحية الجنوبية لبيروت بعد شن موجة أولية. وبلغ عدد الغارات على الضاحية الجنوبية 7 غارات حتى الآن.

وكان قد أصدر الجيش الإسرائيلي 12 تهديداً تجاه مبانٍ في مناطق متفرقة في الضاحية الجنوبية لبيروت.

دولياً، أوضح مسؤول السياسة الخارجية في الاتحاد الأوروبي جوزيب بوريل، في تصريح، «أنني التقيت اليوم في بيروت قائد الجيش اللبناني العماد جوزاف عون وأكدت له دعم الاتحاد الأوروبي».

ولفت إلى «أنني ناقشت مع قائد الجيش اللبناني الاحتياجات المحددة لنشر قوات الجيش جنوب نهر الليطاني كضامن لسيادة لبنان»، مضيفاً «هناك حاجة إلى جيش لبناني قوي لتنفيذ قرار مجلس الأمن رقم 1701».

ودان بوريل بشدة الهجوم الإسرائيلي «غير المبرر اليوم على موقع للجيش اللبناني» في العامرية والذي أسفر عن استشهاد جندي وإصابة 21. ورأى أنه «لا ينبغي لأحد أن يأخذ سيادة الشعب اللبناني رهينة سواء من الداخل أو الخارج».

من جهته، كشف مستشار المرشد الإيراني السيد علي خامنئي، علي لاريجاني، أنّ «مسؤولين عسكريين يدرسون خيارات مختلفة للردّ على إسرائيل وهذا يتطلب دقة وسرية».

وشدّد، في تصريح نقلته وكالة تسنيم، على أنّ «حزب الله قوي في الدفاع عن لبنان والمنطقة ومسؤولو لبنان يراعون ذلك في المفاوضات». وكشف لاريجاني أنّ «حزب الله يصنع الصواريخ بنفسه واستبعاده من معادلات لبنان السياسية غير مطروح». وأضاف «حزب الله سد قوي أمام الكيان الصهيوني ونحترم الأطياف اللبنانية الأخرى».

وفي سياق متصل، أعلنت خارجية إيران أنها ستجري الجمعة محادثات حول برنامجها النووي، مع سلطات فرنسا وألمانيا وبريطانيا، الدول الثلاث خلف القرار الذي اعتمدته الوكالة الدولية للطاقة الذرية وينتقد طهران على عدم تعاونها في الملف النووي بحسب القرار.

JOIN US AND FOLO

Telegram

Whatsapp channel

Nabd

Twitter

GOOGLE NEWS

tiktok

Facebook

مصدر الخبر
نشر الخبر اول مرة على موقع :www.almanar.com.lb بتاريخ:2024-11-25 03:36:00
ادارة الموقع لا تتبنى وجهة نظر الكاتب او الخبر المنشور بل يقع على عاتق الناشر الاصلي

Exit mobile version