<
p style=”text-align: justify”>تناولت الصحف اللبنانية الصادرة في بيروت صباح اليوم الخميس 6-6-2024 سلسلة من الملفات المحلية والاقليمية والدولية.
الاخبار:
تشير الأنباء الأولية الواردة من عواصم النقاش حول الورقة الأميركية – الإسرائيلية لاتفاق في غزة، إلى احتمالية عالية لوجود «فخ» يُنصب للمقاومة. والواضح، حتى الآن، أن الجانب الأميركي يتعهّد، بموجب ضمانة شفهية، بأن الاتفاق المعروض من قبل إسرائيل «سيقود حتماً إلى وقف الحرب».
وهو موقف لفظي فقط، خصوصاً أن النصوص التي جرى تبادلها بين الوسطاء والفصائل الفلسطينية، لا تتضمّن كلاماً حاسماً وواضحاً حول بندَي وقف الحرب والانسحاب الكامل لقوات الاحتلال من القطاع.
ودفع ذلك بجهات فلسطينية رفيعة إلى القول لـ«الأخبار»، إن الرئيس الأميركي، جو بايدن، «مهتمٌّ شخصياً بإنجاز اتفاق هدنة طويلة نسبياً، بهدف استعماله في حملته الانتخابية، وإسكات الأصوات المعترضة في الشارع، وكذلك التخلّص من ملاحظات مسؤولين في حملته الانتخابية يحذّرون من انعكاسات سلبية كبيرة على الحملة في حالة استمرار الحرب».
وبحسب المصادر، فإن «الورقة الفعلية التي سلّمها الوسطاء، تشتمل على طلبات العدو بتحقيق هدنة في مرحلة أولى تستمرّ لستة أسابيع، على أن يجري خلالها إطلاق سراح جميع الأسرى المدنيين الأحياء لدى المقاومة، والشروع في تنفيذ المرحلة الثانية التي تقضي بإطلاق سراح الجنود وبقية الأسرى، بما في ذلك جثث الجنود»، لكنّ الورقة لا تشير صراحة وبشكل واضح، إلى وقف تام ودائم لإطلاق النار، بل تتحدّث عن «مفاوضات يجب أن تحصل بين المعنيّين بهدف التوصّل إلى ترتيبات تضمن الوقف الدائم لإطلاق النار».
كما تربط الورقة الانسحاب الكامل لقوات الاحتلال بالتوصل «إلى ترتيبات المرحلة التالية»، حيث تطالب إسرائيل بضمانات عملانية لعدم بقاء الجناح المسلّح لـ«حماس» في غزة.
وأضافت المصادر أن الإدارة الأميركية تمارس ضغوطاً كبيرة على الوسيطين المصري والقطري، وتطلب منهما ممارسة الضغط على الجانب الفلسطيني، وهو ما يمثّل جوهر الاتصالات التي جرت مع قيادة «حماس» في الدوحة، أمس، بعدما رفضت الأخيرة إيفاد ممثّلين عنها إلى القاهرة.
وكذلك هو فحوى الاتصالات الجارية في الوقت نفسه مع قيادتَي «الجهاد الإسلامي» و«الجبهة الشعبية لتحرير فلسطين» في مصر. ويبدو أن الأميركيين يتّكلون على مصر وقطر، لإقناع المقاومة بالسير بالاتفاق، وضمان المرحلة الأولى، على أن يكون هناك «وعد أميركي»، بأن «تمارس الإدارة الأميركية الضغط اللازم لضمان عدم عودة إسرائيل إلى الحرب».
كما يبدو أن الأميركيين يراهنون على مُغريات من قبيل توسيع حملة الإغاثة الإنسانية في القطاع، علماً أنه تقرّر أن يعاود الرصيف العائم الأميركي العمل يوم السبت المقبل، لنقل كميات كبيرة من المساعدات الإنسانية إلى كل مناطق غزة، على أن يتمّ توزيع ما هو موجود اليوم في منطقة العريش المصرية، أو ما يُنقل من قبرص، بإدارة وإشراف الأميركيين.
المقترح الذي تسلّمته المقاومة لا يشير صراحة وبشكل واضح، إلى وقف تام ودائم لإطلاق النار
وكانت الدوحة، استضافت أمس، اجتماعات بين رئيس الوزراء القطري محمد بن عبد الرحمن آل ثاني، ومدير المخابرات المصرية عباس كامل، ومدير المخابرات المركزية الأميركية وليام بيرنز، بهدف التوافق على الإطار الذي سيأتي الطرفان، أي العدو والمقاومة، على أساسه، إلى طاولة المفاوضات. وتوجّه، بعد تلك الاجتماعات، كل من آل ثاني وكامل للقاء قيادة حركة «حماس».
وبحسب مصادر «الأخبار»، فقد قدّم الوسيطان للحركة ورقة المقترح، وقالا إنهما يهتمّان بمعالجة «المطالب المُسبقة»، التي وضعتها كل من «حماس» وإسرائيل، وضمان الانتهاء منها قبل دخول الاتفاق حيّز التنفيذ.
والحديث هنا يدور، بشكل أساسي، حول مسألتَي «التعهّد والالتزام بإنهاء الحرب»، وفق ما تطالب به المقاومة، و«ضمان حقّ إسرائيل في استئناف القتال»، بحسب ما تدعو إليه إسرائيل.
وعلى المقلب الإسرائيلي، نقلت قناة «كان» الرسمية أن «مجلس الحرب قرّر أن أيّ وفد إسرائيلي، لن يذهب إلى الدوحة، إلا بعد أن تردَّ حماس على الاقتراح»، فيما أشارت مصادر مطّلعة إلى أن هذا الرد «ممكن إعلانه خلال الأيام القليلة المقبلة».
لكن هذه المصادر أوضحت أن «حماس وجدت في نسخة المقترح التي تسلّمتها عدة فوارق أساسية عن ما كان قد أعلنه بايدن في خطابه الأسبوع الماضي، وهو ما يحتاج إلى نقاش معمّق واستيضاحات قبل الردّ عليه». ومن جهتها، أشارت مصادر مصرية مشاركة في المفاوضات، إلى أنه «إذا وصل ردّ حماس الرسمي في وقت قريب، فيمكن حينها أن ينضمّ وفد إسرائيلي إلى المفاوضات»، علماً أن رئيس المكتب السياسي لـ«حماس»، إسماعيل هنية، جدّد القول، أمس، إن المقاومة «ستتعامل بإيجابية مع أي اتفاق على أساس وقف شامل للعدوان في غزة، والانسحاب الكامل وتبادل الأسرى».
وإلى القاهرة، كان قد وصل، أول من أمس، كبير مستشاري الرئيس الأميركي لشؤون الشرق الأوسط، بريت ماكجورك، في زيارة ناقش فيها مع المصريين، بشكل أساسي، مسألة إدارة قطاع غزة بعد الحرب. وفي موازاة ذلك، تفيد المصادر المصرية بأن «الاتصالات التي تجريها القاهرة مع السلطة الفلسطينية في رام الله، عن طريق رئيس الحكومة محمد مصطفى، تتقدّم نحو الوصول إلى اتفاق على صيغة متكاملة بشأن تولّي السلطة إدارة معبر رفح، شريطة انسحاب القوات الإسرائيلية إلى خارج المعبر»، فيما لا يزال موقف حركة «حماس» هو أنه لا حديث في مصير المعبر، قبل انسحاب العدو منه بشكل كامل، وعودة الفريق الذي كان يشغّله قبل الحرب، إليه.
بن غفير «يحرد» ويجمّد دعمه للحكومة
أعلن حزب «عوتسما يهوديت» (القوة اليهودية)، بقيادة وزير الأمن القومي الإسرائيلي المتطرّف، إيتمار بن غفير، أنه «في ضوء حقيقة أن رئيس الحكومة بنيامين نتنياهو يُخفي مسوّدة الاتفاق مع حماس، والتي تشمل بنداً حول إنهاء الحرب»، فإن «عوتسما يهوديت» «لن يصوّت إلى جانب الائتلاف (الداعم للحكومة)، في الكنيست، وسيصوّت بحسب ضميره، حتى يتوقّف نتنياهو عن إخفاء مسوّدة المقترح الإسرائيلي للصفقة». ونقل موقع «واينت» العبري، عن مسؤولين في حزب بن غفير، قولهم إن «نتنياهو تهرّب من عرض المقترح على بن غفير، على الرغم من تعهّده بإطلاعه عليه سابقاً».
هل إسرائيل جاهزة فعلاً لحرب واسعة ضد لبنان؟
ابراهيم الأمين
لا حاجة إلى ذكر الأسباب الموجبة التي قد تدفع العدوّ الى خيار مجنون كشنّ حرب واسعة ضد لبنان. درجة الحافزية عالية جداً عند العسكريين والسياسيين. وحتى المستوطنون، الذين يلمسون عجز جيشهم عن إعادتهم الى المستعمرات، يعتقدون بأن جيشهم قادر على سحق حزب الله.
ثمة أسباب كثيرة تعزّز نظرية الحرب عند العدوّ. أولها فشل الحملة على غزة، وانعكاساته الكبيرة على موقع إسرائيل في المنطقة، وأن إسرائيل ستكون أمام أيام صعبة في ظلّ وجود «عدوّ لئيم» مثل حزب الله الذي تحمّله مسؤولية كبيرة عما جرى في غزة، وفي كل فلسطين المحتلة.
وفوق ذلك، توجد على طاولة أصحاب القرار في تل أبيب طلبات متواصلة من «عرب إسرائيل» تدعوها الى توجيه ضربة قاضية إلى الحزب، إذ إن هؤلاء (وبينهم للأسف قسم من مجانين لبنان) يرون في انتهاء الحرب وبقاء حزب الله على قوته كارثة لهم، وخسارة أكبر في لبنان وسوريا والعراق، وربما في بلدان جديدة ستنضمّ الى مسيرة المقاومة في المنطقة.
لكن السؤال الأهم: هل إسرائيل في وضع داخلي وعسكري وإقليمي ودولي يمكّنها من خوض معركة كهذه؟
منذ عملية «طوفان الأقصى» المجيدة، كانت الفضيحة مدوّية في منظومة التقدير الاستخباراتي والاستراتيجي في الكيان، بسبب فشل استخباراتي يتجاوز العجز عن الوصول الى معلومات صحيحة، ليصيب منطق التفكير وتحكّم العقل الاستعلائي بقادة العدوّ وأجهزته. والجهات التي غاب عنها هذا التقدير، هي نفسها التي عادت وكررت الخطأ نفسه، عندما قرّر جيش الاحتلال قصف القنصلية الإيرانية في دمشق، بناءً على تقدير بأن إيران ستبتلع الضربة ولن تردّ.
وهي الجهات نفسها التي قالت إن «خطر» الحوثيين يخشاه «الضعفاء من العرب الموجودين حول اليمن»، وفاتهم أن الولايات المتحدة، نفسها، تقف اليوم عاجزة أمام حفنة من المسيّرات والصواريخ اليمنية. وجهات التقدير نفسها هي من تقول اليوم إن الجيش قادر على إنجاز المهمة في لبنان.
ما حصل في غزة كان عبارة عن عملية نارية انتقامية ليس فيها أيّ عمل مهني بالمعنى التقليدي للمعارك العسكرية. وهي عملية لم تكن لتحصل من دون دعم كامل من الولايات المتحدة والغرب، وكل الذخائر التي استخدمت ما كانت لتصل إلى إسرائيل لولا فتح الغرب مخازنه، إذ ليست لدى إسرائيل القدرة على إنتاج نصف ما استهلكته من قوة نارية في القطاع. بهذا المعنى، فإن السؤال مشروع حول حجم مخزون العدوّ الذي يقول إنه يحتاج الى ضعفه في مواجهة لبنان، فهل تتّكل إسرائيل على تدخّل أميركي أكبر؟
أمر آخر، هو أن العدوّ الذي يعتمد على مفهوم الردع كوسيلة أساسية في مواجهة أعدائه، يجد صعوبة في التعامل مع قدرة الردع في مواجهة حماس في غزة، وحزب الله أيضاً. وفي حالة لبنان، يعرف العدوّ قبل غيره أن حزب الله هو من بدأ المعركة، وهو من يختار توقيت عملياته والأهداف، وفي كل مرة يحاول فيها العدوّ الرد بسقف أعلى بقصد ردع الحزب، يأتيه الردّ بسقف أعلى مما كان يتوقع. وخلاصة هذا التسابق أن فكرة التصعيد الى أبعد الحدود، لردع المقاومة، لم تعد مجدية في المعركة القائمة. حتى الرد على عملية أمس، لن يكون له معنى في حال بقي ضمن قواعد المواجهة بين عسكريين. وبمعزل عن طبيعة الرد، فإن برامج عمل المقاومة ستفرض رفعاً للسقف في مواجهة العدو، وضمن القواعد نفسها.
أما لجوء العدو الى إطلاق حملة جوية كبيرة تستهدف قصف آلاف الأهداف التي خزنتها استخباراته العسكرية، فيتطلّب، عملياً، تدمير عدد هائل من المنشآت المدنية. وهو يدرك أنه سيكون مسؤولاً عن إطلاق الرصاصة الأولى في حرب كبيرة، ولن يجد في العالم من يبرّر له حملته، وسيجعل إسرائيل في موقف أكثر ضعفاً ضمن نادي المساعي الديبلوماسية العالمية، فيما هي تقف اليوم في الجانب المنبوذ عالمياً.
يبقى الأمر الأخير، المتعلق بالحرب نفسها. نعرف جميعاً أن العدو يتعامل مع لبنان وحزب الله بشكل مختلف عن غزة وحماس. وتبيّن بوضوح أنه ركّز جهده العسكري والأمني والسياسي خلال العقد الأخير على جبهته الشمالية. وإذا كان العدو أكثر استعداداً للتعامل مع حزب الله، فإن مواجهات الأشهر الثمانية الماضية قدّمت صورة عما يعرفه عن المقاومة.
صحيح أن الغارات لم تضرب أهدافاً بإمكان العدو الوصول إليها، بشرياً أو عسكرياً، لكنه يعرف جيداً أن المقاومة في لبنان بادرت، سريعاً، الى خطط بديلة للانتشار والتموضع والتخزين في ضوء ما تقوم به إسرائيل في غزة. بمعنى آخر، فإن غياب عنصر المفاجأة من جانب العدو، وحرب الاستنزاف القائمة منذ ثمانية أشهر، والاستعداد الواضح من جانب المقاومة لاحتمال الحرب الكبيرة، كل ذلك يجعل بنك الأهداف أقلّ قيمة. ومع ذلك، لن يكون بمقدور العدو سوى اللجوء الى القوة النارية للتعويض عن عجزه العسكري.
وفوق ذلك، لمست المقاومة في لبنان حجم ونوعية جهوزية الجبهة الداخلية في كيان الاحتلال. وتكفي مراجعة تعامل العدو مع مشكلة إيواء المستوطنين الذين أُبعدوا عن مستعمرات الشمال، وكيفية تعامل أجهزته المدنية مع آثار المعارك، وما قام به في مواجهة «حفلة النيران» قبل يومين، إضافة الى الانتكاسات الكبيرة والمتفاقمة في الوضع الاقتصادي… إذ إن كل ذلك يقود الى نتيجة واضحة، هي أن العدو لا يمكنه أن يعد شعبه بأيّ نوع من الأمان في حال اندلاع المواجهة الكبيرة.
أما عسكرياً، فإن جيش الاحتلال الذي يريد شن حملة على لبنان غير قادر حتى اللحظة على تحشيد قواته بالطريقة التي تعوّد عليها. يعرف الجميع أن جيش العدو ينتشر بطريقة سرية جداً، ويتحرك بصعوبة بالغة في عمق يصل الى نحو عشرة كيلومترات بعيداً عن حدود لبنان، وهو يعمد الى عمليات تمويه أكبر في مواقع أبعد من ذلك، إضافة الى أن معظم مواقعه عند الحافة الأمامية خالية إلا من بعض جنود يمضون معظم أوقاتهم في غرف محصّنة. وفي العملية التي نفّذها مقاومون قبل أيام باتجاه موقع راميا الحدودي، لم تطلق نيران من الموقع، وهذا له تفسيرات عسكرية كبيرة.
جهوزية المقاومة لمواجهة العدوّ باتت مختلفة جداً عمّا كانت عليه قبل 7 أكتوبر ولا شيء يدفعها إلى التراجع
من جهة ثانية، فإن العدو الذي يلجأ الى منظومة خاصة من الدفاع الجوي لمواجهة صواريخ حزب الله ومسيّراته، لا يملك حلاً سحرياً غير مشاريع القبب الحديدية على أنواعها.
ومع أن هذا السلاح يحتاج أيضاً الى تغذية كبيرة من جانب الغرب والأميركيين على وجه التحديد، فإن عمليات المقاومة في لبنان أظهرت أنه عاجز عن القيام بوظيفته، بل أكثر من ذلك، نجحت المقاومة في تعطيل عدد غير قليل من منظومات الدفاع الجوي، سواء تلك الخاصة بمنظومة الرادارات والاستشعار، أو منظومة الصواريخ المضادة.
وأظهرت المقاومة في لبنان قدرة خاصة على العمل بحرية كبيرة في الأجواء الفلسطينية، وهي لم تستخدم حتى اللحظة سوى جيل «عتيق» من المسيّرات الحربية.
وبالتالي، يجب أن يحسم العدو جوابه حول كيفية توفير القدرة على مواجهة أشكال جديدة من القصف التي قد تضطرّ المقاومة الى استخدامها في حالة الحرب الواسعة.
ونتحدث هنا عن نوعية مختلفة من الصواريخ العادية أو الباليستية أو الموجّهة، وعن أجيال جديدة من المسيّرات المسلّحة القادرة على تنفيذ عدة مهام في وقت واحد.
أضف إلى ذلك أن جيش الاحتلال تعرّف، ولو جزئياً، على بعض قدرات منظومة الدفاع الجوي لدى المقاومة.
وبمعزل عما إذا كان قد بات يعرف نوعية الصواريخ المستخدمة في إسقاط مسيّراته الكبيرة، والتي يجري تعريفها عسكرياً بأنها طائرة حربية مقاتلة غير مأهولة، فإنه لا يملك جواباً شافياً عمّا يمكن أن تملكه المقاومة من أسلحة أكثر فعالية في مواجهة كل أنواع الطائرات الإسرائيلية، ولا سيما الحربية منها.
يبقى العمل البري. وفي هذا الجانب، ثمّة أساطير سبق لحزب الله أن حطّمها، وأجهزت عليها المقاومة في غزة.
واستعدادات المقاومة لمواجهة برية هي أكبر بكثير ممّا يتوقّع كثيرون، وربّما سيجد العدو نفسه أنه أمام جيل جديد من المقاتلين الذين يعيشون هذه الأيام ساعات «ملل» طويلة نتيجة عدم حاجة الحرب الى قدراتهم.
أما المفاجآت التي أعدّتها المقاومة، فهي حقيقية، وربما تكون أكبر بكثير ممّا يتخيل العدوّ وكل الحاقدين.
عملياً، ليس هناك من سبب لجنون إسرائيلي، سوى تكرار حماقات قادته في غزة. ومتى قرّر العدوّ الحرب، فهذا يعني أنه سيرفع الصوت منذ الساعات الأولى طالباً حضور الجيش الأميركي بكل قوته الى منطقتنا، ولهذا الجيش، إن حضر، «عدّة شغل» باتت جاهزة للاستخدام متى لزم الأمر!
إسرائيل مردوعة شمالاً: أولويتنا غزة
على خلاف بعض الأجواء والتقديرات الموجّهة التي توحي كما لو أن إسرائيل في طريقها إلى شن حرب على لبنان، فإن ما نشره موقع القناة 12 عن مواقف طُرحت خلال نقاش مغلق حول الخيار العسكري إزاء لبنان، مساء الثلاثاء، يؤكد أن السياسة العدوانية الإسرائيلية لا تزال خاضعة للأولويات والقواعد والمعادلات الحاكمة منذ مطلع الحرب، والتزام العدو أيضاً بقواعد الاشتباك المستندة إليها. وبالتالي، لا يُتوقع أن تساهم عملية حورفيش أمس، رغم خسائرها القاسية، في إحداث تحول جذري في أولويات قيادة العدو في هذه المرحلة.
وفي الخلاصة، فإن ما شهدته الأيام الأخيرة يؤكد، مرة أخرى، أن الحرب الشاملة لا تزال مستبعدة في ضوء المعادلات والمعطيات المتوفّرة، وأن ما تتمحور حوله التقديرات هو حدوث مستويات من التصعيد بنسبة أو بأخرى.وأهم هذه المواقف التي كشفها موقع القناة، وتشكل عاملاً أساسياً في تحديد الاتجاه، هو موقف رئيس الحكومة بنيامين نتنياهو الذي لا يزال يرى «أن الأولوية القصوى لا تزال للحرب في غزة»، و«بعد تحقيق الأهداف من المناسب التعامل مع الشمال».
ولا يشذ عن ذلك موقف الوزيرين بني غانتس وغادي آيزنكوت اللذين يؤكدان على ضرورة أن تسعى إسرائيل جاهدة للتوصل إلى اتفاق مع حماس من أجل التحول إلى شن عملية في الشمال، أي – بعبارة أخرى – أنهما أيضا يعتبران أن الأولوية في هذه المرحلة هي لمقتضيات جبهة غزة. وفي السياق نفسه، رأى وزير الأمن يوآف غالانت، أنه ينبغي تعزيز سقف الردود ضد حزب الله، على أن «لا يتم الذهاب إلى معركة في الشمال إلا بعدما نفهم بأنه لا يوجد طريق للتوصل إلى اتفاق حول المخطوفين واتفاق دبلوماسي»، ما يعني أيضاً الاكتفاء في هذه المرحلة بسياسة الرد وإن بسقف أعلى، بعيداً عن أي مواجهة واسعة. ومما يجعل الأمور أكثر تناغماً أن المؤسسة الأمنية لا تزال ترى أن من الأفضل الذهاب إلى معركة في الشمال بعد إنهاء القتال في رفح.
وإذا ما تجاوزنا المواقف المتطرفة للوزيرين بتسلئيل سموتريتش وإيتمار بن غفير، من الواضح أنه لا يوجد في المستوى السياسي الإسرائيلي، من يؤيد معركة واسعة على الجبهة الشمالية في هذه المرحلة. بل إن أقصى ما يتم طرحه هو تعزيز الضربات التي في الأساس هي تصاعدية في الأشهر الأخيرة.
وكان حزب الله أعلن، أمس، شنّ هجوم جوي بسرب من المُسيّرات الانقضاضية على تجمّع مستحدث لجيش العدو جنوب مستوطنة «إلكوش» في حُرفيش في الجليل الغربي، شمال غرب مدينة صفد، رداً على الاعتداءات الإسرائيلية، وأكّد أنه استهدف بالعملية أماكن تموضع واستقرار ضباط الاحتلال وجنوده، ما أدى إلى إيقاعهم بين قتيل وجريح. وسرعان ما ضجّت وسائل إعلام العدو بأنباء «الحدث الأصعب في الشمال منذ بدء الحرب»، وأشارت إلى أن حزب الله استهدف تجمّعاً للجنود في «إلكوش»، ولدى وصول قوات الإنقاذ والإسعاف، تم استهداف المكان للمرة الثانية، مشيرة إلى أن العملية أدّت إلى مقتل جنديين وإصابة 24 آخرين، بينهم حالات خطرة وميؤوس منها.
ولفت المراسل العسكري لصحيفة «معاريف» إلى أن «الهجوم جاء دون سابق إنذار ويبدو أنه تم تنفيذه على مرحلتين»، معتبراً أنه «الحادث الأكثر خطورة في الشمال منذ بداية القتال بسبب المسافة من الحدود وحجم الخسائر البشرية فيما كان التأثير دقيقاً ومستهدفاً».
فيما أشارت وسائل الإعلام إلى أن نجاح الإصابة ومن دون انطلاق صفارات الإنذار كان بسبب نجاح حزب الله في استهداف منظومة الرادار التابعة لجيش الاحتلال وبطاريات القبة الحديدية، مؤكدةً أنّ «الهجوم جيد التخطيط ومتكامل وليس حادثاً عشوائياً».
وجاءت العملية بعد ساعات على قرار حكومة الاحتلال تعزيز قوات الاحتياط بـ50 ألف جندي إضافي، ليرتفع عددها إلى 350 ألف جندي. وقبلها بساعات، زار رئيس حكومة الاحتلال بنيامين نتنياهو معسكر «غيبور» في كريات شمونة، الذي استُهدف أخيراً بصواريخ من قبل حزب الله، وأعلن «أننا مستعدون لعملية كبيرة جداً في الشمال»، في ما بدا أنه محاولة لإطفاء غضب المستوطنين على خلفية الفشل في إطفاء الحرائق التي اندلعت في كريات شمونة والجليل. وفي هذا السياق، قال نتنياهو إن «الأرض اشتعلت هنا أمس ولكن أيضاً اشتعلت في لبنان (…) ومن يظن أنه سيستهدفنا وسنجلس مكتوفي الأيدي يرتكب خطأ كبيراً، وبطريقة كهذه أو أخرى سنعيد الأمن إلى الشمال».
إلى ذلك، كمن مقاتلو حزب الله أمس لمجموعة من جنود الاحتلال أثناء دخولهم إلى موقع المالكية واستهدفوهم بقذائف المدفعية وأصابوهم إصابة مباشرة. كما هاجم الحزب تجمعات وانتشارات لجنود العدو في محيط موقع بركة ريشة، وحرج حانيتا، ومحيط موقع المالكية، ومحيط موقع زبدين في مزارع شبعا، وحرج برعام، واستهدف بمحلّقة انقضاضية تموضعاً لجنود العدو في موقع البغدادي، ومنصة القبة الحديدية في ثكنة راموت نفتالي بصاروخ موجّه، ما أدى إلى تدميرها، إضافة إلى موقع السماقة في تلال كفرشوبا.
اللواء:
اعتقال المهاجم وتوقيفات في عنجر والصويري.. واجتماعات الدوحة ترفد الحراك الجنبلاطي
من ضربة مستعمرة حرميتش في الجليل الغربي التي أدت إلى قتل جنديين اسرائيليين وجرح 24 بعضهم جروحهم خطيرة بقصف مركب من سيّارة وصاروخ، ومن مسافة لا تتجاوز «3 كلم»، إلى الاستهداف الغامض للسفارة الاميركية في عوكر، حيث تمكنت وحدات الجيش اللبناني من اعتقال المهاجم، وهو من الجنسية السورية (يقال ان لديه اتجاهات داعشية)، واطلاق حملة أمنية واسعة لتوقيف المشبوهين بعدما تكثفت الملاحقات في عنجر، حيث أتى المهاجم، ويدعى قيس فراج ليهاجم السفارة باطلاق النار، قبل أن يتدخل الجيش اللبناني، فيعتقل المسلح الجريح وينقله إلى المستشفى.
والحدثان يدخلان في صميم اشارات عن احتدام الوضع الأمني وربما العسكري، في ضوء التلاعب الاسرائيلي، وعدم التعامل الجدّي مع فرصة إنهاء الحرب، لتحقيق استرخاء عسكري – أمني، أن ما يمكن وصفه «باستراحة محارب» قد تكون مفتوحة على وقف نار مستديم أو هدنة دائمة.
واعتبرت الخارجية الاميركية أن «التوصل إلى وقف النار في غزة سيقود إلى تهدئة الاوضاع على الحدود اللبنانية الاسرائيلية «مشيرة إلى أن واشنطن لا تريد تصعيد الصراع على الحدود اللبنانية – الاسرائيلية معتبرة أن أي تصعيد في لبنان سيعرض أمن اسرائيل للخطر.
التحرك بين السقوف والمشترعات
رئاسياً، سجلت محطة اللقاء الديمقراطي عند «كتلة الاعتدال» صاحبة المبادرة التي استندت إليها اللجنة الخماسية في ما مضى «تشاوراً أو حواراً ثم تسمية عدد محدود من الاشخاص والذهاب إلى جلسات الانتخاب، خطوة باتجاه السعي إلى تخفيض السقوف المرتفعة والبحث عن المشتركات.
أكدت أوساط نيابية معارضة لـ «اللواء» أنه على الرغم من أن مسعى الحزب التقدمي الإشتراكي هو مسعى مشكور إلا ان الأشكالية لا تزال هي نفسها لجهة رفض قوى الممانعة أي طرح يستبعد مرشحه للرئاسة، ما يعني أن المبادرات تصطدم بهذا الفيتو الموضوع، ولفتت إلى ان هم حزب الله في مكان آخر ، وبالتالي لن يقول أية كلمة قبل جلاء المشهد في غزة .
وأوضحت هذه الأوساط أن الحزب الاشتراكي تحرك في السابق من دون أن يتمكن من أن يجد التجاوب المطلوب من قبل هذه القوى التي تتشدد أكثر فأكثر مع الوقت بشأن طرح شروطها، معلنة أن فكرة التشاور أو الحوار يصعب بتها من دون ربطها بجلسة الإنتخاب وجلسات انتخاب متتالية .
فقد زار النائب تيمور جنبلاط كتلة الاعتدال على رأس وفد نيابي قوامه: وائل أبو فاعور، وهادي بو الحسن وبلال عبد الله، الذي أوضح أن اللقاء والاعتدال يشابهان بالايمان بمشروع الدولة، في حين كشف النائب وليد البعريني عن السعي إلى خطة لإحداث تعاون ايجابي في ملف الرئاسة.
كما زار جنبلاط كتلة تجدد وطالب النائب ميشال معوض برئيس يعمل للدولة اللبنانية.
بالموازاة كشف النقاب عن جدية في التحرك العائد للجنة الخماسية، في (الرياض وقطر)، من أجل احداث خرق جدي في جدار الازمة.
وفي هذا الاطار استقبل رئيس الحكومة القطرية الشيخ محمد بن عبد الرحمن بن حاتم آل الثاني المعاون السياسي للرئيس نبيه بري النائب علي حسن خليل، وجرى البحث في تطورات الاتصالات الرئاسية، واستعداد الرئيس بري لرعاية الحوار، ثم تحديد موعد لجلسات لانتخاب الرئيس بدورات متعددة.
نار على السفارة في عوكر
أمنياً، انشغلت القوى العسكرية والامنية والاوساط الرسمية والسياسية والدبلوماسية بحادث اطلاق النار على مقر السفارة الاميركية في عوكر.. التي أعلنت أنها «تعرضت أمس لعملية اطلاق نار من أسلحة «خفيفة» مشيرة إلى أن التحقيقات جارية والاتصالات مستمرة مع السلطات اللبنانية، معلنة عن إعادة فتح أبوابها اليوم.
وتابع الرئيس نجيب ميقاتي نتائج الملاحقات والتوقيفات، من السيطرة على الوضع، عبر اتصالات مباشرة مع وزير الدفاع موريس سليم والداخلية بسام المولوي، كما اتصل بالسفارة للإطمئنان على وضع العاملين والموظفين هناك.
ودانت وزارة الخارجية الاعتداء، مؤكدة التزام لبنان بحماية مقرات البعثات الدبلوماسية العاملة في بيروت وفقاً لاتفاقية فيينا.
وكشف وزير الداخلية بسام مولوي أن مهاجم السفارة نقل متفجرات من مجدل عنجر إلى عوكر، وإجتاز حواجز عدة، معرباً عن استغرابه..
ولاحقاً، أوضح مكتب مولوي أنه لم يرد على لسانه أن مهاجم السفارة نقل متفجرات من مجدل عنجر إلى عوكر، وما ذكره أن المهاجم نقل الاغراض التي كانت بحوزته داخل حقيبته في منطقة مجدل عنجر، وأنه دخل إلى مدخل أحد الابنية، وارتدى ما كان بحوزته.
وكشف الجيش اللبناني هوية المهاجم الذي جرى توقيفه، ونقله إلى أحد المستشفيات، في حين سعت وحدات الجيش إلى «عملية تفتيش للبقعة المحيطة».
وقال مصدر قضائي أن مطلق النار فعل ذلك «نصرة لـ غزة». حسبما أفاد، وان سترته كانت تحمل شعار «داعش».
على الاثر، قامت مديرية أمن الدولة في البقاع بالتنسيق مع مديرية المخابرات في الجيش اللبناني وفي عملية خاطفة ونوعية في بلدة مجدل عنجر، وتمكنت من توقيف شقيق مطلق النار على السفارة، بناء لإشارة النائب العام الاستئنافي في البقاع القاضي منيف بركات.
واشارت معلومات ان مديرية المخابرات في البقاع تسلّمت الشيخ مالك جحة للاشتباه بتورطه بحادثة إطلاق النار على السفارة الاميركية في عوكر، بعد أن التجأ إلى إحدى الجهات النافذة في المنطقة.وتم توقيف الشيخ مالك جحة إمام مسجد أبو بكر الصديق بمجدل عنجر وقيس الفراج كان يتلقى تعليما دينيا على يديه.
عملية حرميش
ميدانياً، أدت عمية حرميش (في مستوطنة الكوش) بالجليل الغربي مقابل بلدة عيتا، والتي نفذها حزب الله إلى مقتل جنديين وإصابة 24 آخرين بجروح مختلفة إلى احداث تأزم جديد داخل «حكومة الاحتلال»..
وعاود رئيس الحكومة الاسرائيلية بنيامين نتنياهو تهديداته فقال من كريات شمونة التي وصلها على متن مروحية حربية، موجهاً تحية لضباطه وفرق الاطفاء.
وعاود بنيامين نتنياهو رئيس مجلس الكابنيت المأزوم رفع وتيرة التهديد فتحدث عن جهوزية لشن عملية مكثفة للغاية ضد لبنان، وزعم أنه «بهذه الطريقة أو بأخرى سنعيد الامن للمنطقة الشمالية».
وطالب سيموترتش (وزير المال الاسرائيلي) نتنياهو بالذهاب «إلى الحرب مع حزب الله، واخضعه ودمره وتحريك الشريط الامني من الجليل إلى جنوب لبنان.
واعتبر الناطق باسم اليونيفيل أن توسع النزاع سيكون كارثة ليس للبنان فقط، بل للمنطقة كلها.
واستهدف الجيش الاسرائيلي مساء، أطراف بلدة الجبين وشيحين، كما قصف منزلاً في بلدة محيبيب، وطال القصف بلدة مارون الراس.
وسجلت غارة اسرائيلية على بلدة الضهيرة، فأطلقت قنابل مضيئة فوق كفرشوبا.
ونشرت «معاريف» أن حزب الله يرسل من وقت لآخر رسائل نصية إلى هواتف رؤساء السلطات المحلية على الحدود، ومنها: نحن نطلق النار على المنازل التي يوجد فيها جنود، ولكن إذا أصرت حكومتكم على القتال في غزة، فسيتم تدمير المنازل، ولا مجال للعودة إليها.
البناء:
هنية: منفتحون على كل مسعى لإنهاء الحرب والانسحاب الكامل وتبادل منصف
نتنياهو «لعملية قوية» في جنوب لبنان.. والمقاومة تردّ بعملية قوية في شمال فلسطين
كتب المحرر السياسي
بصورة يومية يواصل الرئيس الأميركي جو بايدن اتصالاته بكل من الرئيس المصري وأمير قطر، ثم يوفد مدير مخابراته وليام بيرنز الى الدوحة، ومستشاره بريت ماكغورك الى القاهرة، ويوجه وزارة الخارجية ومجلس الأمن القومي بالمثابرة على إصدار البيانات، والعنوان واحد وهو ملاحقة حركة حماس ومحاصرتها إعلامياً وسياسياً، تحت شعار أن هناك عرضاً ممتازاً لا يجب تفويته وعليها إعلان القبول به، وصولاً للقول إنه لا يختلف عن العرض الذي قبلت به حماس من قبل. وبايدن يعلم أن الفارق جوهريّ، بين العرض السابق الذي يقوم على إلزام حكومة الكيان بالتوقيع على نص يتضمن التزاماً صريحاً بوقف نهائي للحرب، ونص يجنّب الكيان هذا الالتزام، والاستعاضة عنه بكلام يقال هنا وهناك من مسؤولين أميركيين لن يبقوا في سدة المسؤولية بعد شهور تحمل الانتخابات بختامها رئيساً يقول إن ما تعهد به بايدن ذهب مع بايدن، وقد سبق لدونالد ترامب أن فعلها مع ما هو أخطر من مجرد تصريحات رئيس، وقد كان أمامه اتفاق موقع ومُصدَّق عليه من مجلس الأمن الدولي، ولم يحل ذلك بينه وبين إعلان الانسحاب منه.
المقاومة من جهتها تؤكد انفتاحها على أي مسعى جدي لإنهاء الحرب، لكنها تؤكد أن أي اتفاق يجب أن يتضمن نصاً صريحاً على إنهاء الحرب والانسحاب الكامل من قطاع غزة. وفي هذا السياق قال رئيس المكتب السياسي لحركة حماس إسماعيل هنية في بيان: «الحركة وفصائل المقاومة ستتعامل بجدية وإيجابية مع أي اتفاق يقوم على أساس وقف العدوان بشكل شامل والانسحاب الكامل والتبادل للأسرى»، مؤكداً أن «حماس تدير المفاوضات متسلحة بهذا الموقف الذي يمثل إرادة شعبنا ومقاومته الباسلة».
على جبهة الحدود اللبنانية، تدور حرب كاملة وتشتعل الغابات شمال فلسطين، على إيقاع اشتعال الحرب، وبعد اجتماع مجلس الحرب أول أمس، وصل رئيس حكومة الاحتلال بنيامين نتنياهو الى مستعمرة كريات شمونة، وتحدّث من هناك عن استعداد لعملية قوية في جنوب لبنان، بينما كانت المقاومة تنفذ عملية قوية جداً في شمال فلسطين، حيث استهدفت تجمعاً لجنود وآليات جيش الاحتلال في بلدة حرفيش ما أسفر عن سقوط قتيلين و24 جريحاً جراح ثلاثة منهم خطرة، كما قالت وسائل إعلام الكيان، فيما كانت الخارجية الأميركية تصدر بياناً تقول فيه «إن تصعيداً في لبنان سيعرّض أمن إسرائيل للخطر»، ولفتت إلى «أن التوصّل إلى وقف إطلاق النار في غزة سيقود إلى تهدئة الأوضاع على الحدود اللبنانية الإسرائيلية». واستطردت «لا نريد تصعيد الصراع على حدود لبنان و«إسرائيل» لتجنب سقوط المزيد من الضحايا من الجانبين». وأشارت إلى «أننا نسعى للوصول إلى حل دبلوماسي بين «إسرائيل» ولبنان».
كان الحدث أمس في السفارة الأميركية في عوكر التي تعرض محيطها لإطلاق نار، لكن سرعان ما تمكنت مديرية أمن الدولة في البقاع بالتنسيق مع مديرية المخابرات وفي عملية خاطفة ونوعية في بلدة مجدل عنجر، من توقيف شقيق مطلق النار على السفارة الأميركية وهو من الجنسية السورية، بناء لإشارة النائب العام الاستئنافي في البقاع القاضي منيف بركات. وأودع السلطات المختصة وبوشرت التحقيقات. كما أفيد أن مديرية المخابرات في البقاع تسلّمت م.ج. للاشتباه في تورطه بحادثة إطلاق النار على السفارة، بعد أن التجأ إلى إحدى الجهات النافذة في المنطقة. وأتت عملية التسليم هذه بعد مداهمات عدة في بلدة مجدل عنجر نفذتها مديرية أمن الدولة في البقاع بالتنسيق مع مديرية المخابرات من دون التمكن من العثور عليه. وفي السياق، فإن مطلق النار الذي يدعى قيس فراج سوري الجنسية يقيم في بلدة الصويري واستمع فرع المعلومات إلى والده بعد توقيف شقيقه. وأفيد أن مديرية المخابرات في البقاع تسلّمت الشيخ مالك جحة للاشتباه بتورطه بحادثة إطلاق النار على السفارة الأميركية في عوكر. وتم توقيف الشيخ جحة أمام مسجد أبو بكر الصديق بمجدل عنجر وقيس فراج كان يتلقى تعليماً دينياً من قبله. وأفادت المعطيات أيضاً أن مطلق النار على السفارة الأميركية قيس فراج مسجل في مفوضية اللاجئين.
وكانت قيادة الجيش قالت في بيان توضيحيّ صباحاً «تعرّضت السفارة الأميركية في لبنان في منطقة عوكر إلى إطلاق نار من قبل شخص يحمل الجنسية السورية، فردّ عناصر الجيش المنتشرون في المنطقة على مصادر النيران ما أسفر عن إصابة مطلق النار، وتمّ توقيفه ونقله إلى أحد المستشفيات للمعالجة. تجري المتابعة لتحديد ملابسات الحادثة». وأضاف بيان الجيش: تُجري وحدات الجيش المنتشرة في محيط السفارة الأميركية في عوكر عملية تفتيش للبقعة المحيطة، وتعمل على تنفيذ الإجراءات الأمنية اللازمة لحفظ أمن المنطقة.
وفي بيان صادر عنها بعد الظهر، أعلنت السفارة الأميركية في لبنان أنها تعرّضت اليوم لعملية إطلاق نار من أسلحة خفيفة. وأضافت أنه بفضل التدخل السريع للجيش وفريق أمن السفارة، لم يتم تسجيل أي إصابات بين موظفي السفارة. وأشارت الى أن التحقيقات جارية والاتصالات مستمرّة مع السلطات اللبنانية بشأن أي جديد. وأوصت مواطنيها بتجنب السفر إلى حدود لبنان مع «إسرائيل» وسورية ومخيمات اللاجئين وتجنّب التظاهرات وأيّ تجمّعات. وأعلنت أنّها ستبقى مغلقة أمام الجمهور لبقية اليوم، لكنها تعتزم فتح أبوابها اليوم.
وقال وزير الداخلية بسام مولوي إن مهاجم السفارة نقل الأغراض التي كانت بحوزته داخل حقيبة من منطقة مجدل عنجر وإنه دخل الى مدخل أحد الأبنية وارتدى ما كان بحوزته.
في المواكبة الرسمية للحدث، تابع رئيس حكومة تصريف الأعمال نجيب ميقاتي موضوع إطلاق النار على السفارة الأميركيّة خلال اجتماعه مع وزير الدفاع الوطني موريس سليم صباح اليوم. كما أجرى سلسلة اتّصالات مع قائد الجيش العماد جوزف عون وقادة الأجهزة الأمنيّة. وتبلّغ رئيس الحكومة من المعنيّين أنّ الوضع مستتب وأن التحقيقات المكثّفة بوشرت لجلاء ملابسات الحادث وتوقيف جميع المتورطين. كما أجرى رئيس الحكومة اتّصالاً بالمعنيّين في السفارة للاطمئنان عن الوضع وعن العاملين في السفارة، نظراً لوجود السفيرة ليزا جونسون خارج لبنان.
واستكمل اللقاء الديمقراطي جولته على المسؤولين في محاولة لتقريب وجهات النظر في ما خصّ الملف الرئاسي. وقال عضو اللقاء النائب بلال عبدالله بعد اجتماع وفد «اللقاء» مع «تكتل الاعتدال»: التسوية مطلوبة ليس على قاعدة أن ينكسر أحد، فالمهمّ أن يربح لبنان والمطلوب تكوين رأي داخلي وإيجاد رأي عام وطني يدفع باتجاه حلّ. تابع: يجب ألا يبقى الملفّ الرئاسي مرتبطاً بملفّ غزة وسنؤسّس لأرضية مشتركة في كثير من الملفات، لأنّنا نتشابه في الانفتاح على جميع الأفرقاء. بعدها، زار وفد «اشتراكي» «كتلة تجدد». وقال النائب ميشال معوض بعد اللقاء «إننا منفتحون على شخص الرئيس إنما يجب أن يمثل الدولة اللبنانية في حين إن في لبنان كلّ يريد رئيسًا على قياسه خصوصًا من يحاول أن يسيطر على البلد».
الى ذلك استقبل رئيس مجلس الوزراء وزير الخارجية في قطر محمد بن عبد الرحمن بن جاسم آل ثاني المعاون السياسي لرئيس مجلس النواب اللبناني النائب علي حسن خليل وجرى استعراض آخر التطورات في لبنان ومستجدّات الأوضاع في المنطقة.
كما عقد النائب خليل لقاء مطولاً مع وزير الدولة القطري للشؤون الخارجية محمد الخليفي جرى خلاله عرض الأوضاع في جنوب لبنان وتطورات الوضع الداخلي اللبناني، حيث أبدى الخليفي حرص قطر الدائم على مساعدة لبنان في المجالات كافة.
والتقى النائب خليل أيضاً عدداً من المسؤولين القطريين.
وعلى وقع هذه التهديدات الإسرائيلية، يستمرّ التصعيد الإسرائيلي حيث القى جيش العدو القنابل الحارقة على بلدة عيتا الشعب – البستان مما أدى الى اندلاع النيران بالاحراش المتاخمة لها. كما تعرّضت اطراف بلدة الوزاني قضاء مرجعيون ظهراً، لقصف مدفعي إسرائيلي. وتعرضت أطراف بلدة الناقورة لقصف مدفعي. وسجل قصف فوسفوري على خلة البلوط بين بلدتي حولا ومركبا بهدف إشعال النيران في الأحراش. وأعلن الجيش الإسرائيلي أنّه قصف 3 منشآت عسكرية تابعة لـ»حزب الله» في العديسة وبليدا ومركبا ومنصتي إطلاق في منطقتي زبقين وعيتا الشعب. في المقابل، أعلن حزب الله أنه استهدف «صباح اليوم تجمعاً لجنود العدو الصهيوني في محيط موقع بركة ريشة بالأسلحة الصاروخية». كما استهدف «منصة القبة الحديدية في ثكنة راموت نفتالي بصاروخ موجه وأصابها إصابة مباشرة ما أدّى الى تدميرها». أيضاً، أعلن أنه «وبعد رصد وترقب لقوات العدو الإسرائيلي في موقع المالكية، كمن مجاهدو المقاومة فجراً لمجموعة من جنود العدو أثناء دخولها إلى الموقع واستهدفها بقذائف المدفعية وأصابها إصابة مباشرة».
أفادت وسائل إعلام العدو، عن «سقوط قتيلين على الأقل و24 جريحاً منهم 8 بحالة خطيرة، جرّاء الهجوم بالطيران المسيّر على تجمع لجنود إسرائيليين قرب «حُرفيش» في الشمال».
وأعلن الناطق باسم اليونيفيل اندريا تيننتي في حديث لقناة «الجزيرة» بان الوضع على الخط الحدودي بين لبنان وإسرائيل يثير القلق، وهناك احتمال بتوسع التوتر بشكل أكبر في المنطقة الحدودية.
واشار تيننتي الى ان «لدينا قنوات اتصال مع السلطات اللبنانية والجيش الإسرائيلي لتجنب أي نزاع واسع»، وشدد على ان توسع النزاع سيكون كارثة ليس للبنان فقط بل للمنطقة كلها.
JOIN US AND FOLO
Telegram
Whatsapp channel
Nabd
GOOGLE NEWS
tiktok
مصدر الخبر
نشر الخبر اول مرة على موقع :www.almanar.com.lb بتاريخ:2024-06-06 06:56:55
ادارة الموقع لا تتبنى وجهة نظر الكاتب او الخبر المنشور بل يقع على عاتق الناشر الاصلي