الصين تحقق “قفزة عملاقة” في التكنولوجيا غير المأهولة، وتكشف عن روبوت جديد قادر على أداء مهام صعبة في التضاريس القاسية

موقع الدفاع العربي 24 نوفمبر 2024: كشفت الصين عن الروبوت الرباعي المتطور “لينكس Lynx” المصمم للعمل في البيئات الوعرة. يمكنه التنقل عبر التضاريس القاسية بسرعات عالية وأداء حركات بهلوانية مثل القفزات الخلفية والانعطافات الحادة، مما يعزز فائدته في التطبيقات الواقعية مثل الاستجابة للكوارث ومواقف القتال والاستكشاف.

الروبوت الذي صممته شركة Deep Robotics الصينية مهم في استراتيجية الصين الأوسع نطاقًا لتبني الحرب غير المأهولة.

روبوت Lynx

اكتسبت شركة Deep Robotics، التي تأسست في عام 2017، شهرة بفضل روبوتاتها الرباعية المبتكرة. يمثل Lynx قفزة إلى الأمام من حيث التنوع والأداء. تسمح له عجلاته التي تعمل على جميع التضاريس بالتحرك بسهولة حتى على الأراضي غير المستوية.

بفضل تصميمه المقاوم للماء، يمكنه العمل في ظروف صعبة، بما في ذلك درجات حرارة تتراوح من -20 درجة مئوية إلى 55 درجة مئوية وحتى في البيئات الرطبة.

يمكن لـ Lynx التنقل بشكل مستقل في البيئات الصعبة لمدة تصل إلى 4 ساعات بشحنة واحدة. حظي هذا الروبوت بالاهتمام لتطبيقاته العملية في البحث والإنقاذ، ورسم الخرائط، والمراقبة، والاستخدامات العسكرية المحتملة.

التطبيق العسكري المحتمل

يقدم روبوت Lynx من Deep Robotics، بقدراته القوية، وقدرته على الحركة، والتنقل المستقل عبر التضاريس القاسية، العديد من التطبيقات العسكرية المحتملة.

تجعله هذه الميزات مناسبًا لمختلف العمليات التكتيكية واللوجستية في السياقات العسكرية، من مهام الاستطلاع في البيئات المعقدة إلى تقديم الدعم اللوجستي في مناطق القتال.

• الاستطلاع والمراقبة: إن قدرة Lynx على عبور البيئات المعقدة – مثل التضاريس الوعرة والجبلية أو الأنقاض الحضرية – تجعله مثاليًا لمهام الاستطلاع. تسمح له قدرات الملاحة المستقلة بجمع المعلومات الاستخباراتية في المناطق التي يصعب على الجنود البشر الوصول إليها أو التي تشكل خطورة كبيرة، مما يوفر بيانات في الوقت الفعلي دون المخاطرة بالأرواح.

• الدعم اللوجستي: قدرة الروبوت على حمل الأحمال الثقيلة ورشاقته على الطرق الوعرة تجعله أصلًا محتملًا في العمليات اللوجستية، وخاصة في مناطق القتال. يمكنه نقل الإمدادات والذخيرة والمعدات عبر التضاريس غير المستوية، مما يضمن تزويد الوحدات العسكرية بشكل جيد في البيئات الصعبة.

• عمليات البحث والإنقاذ: نظرًا لتعدد استخداماته وقدرته على العمل في ظروف قاسية، يمكن استخدام Lynx في عمليات البحث والإنقاذ العسكرية. يمكن نشره في البيئات التي قد تواجه فيها المركبات التقليدية صعوبة، مثل المباني المنهارة أو المناطق الخطرة بعد القتال.

• التخلص من الذخائر المتفجرة (EOD): خفة حركة الروبوت وقدرته على التعامل مع التضاريس الوعرة والدقة يمكن أن تجعله أداة قيمة في عمليات التخلص من الذخائر المتفجرة. وسوف يسمح للأفراد العسكريين بالكشف عن المتفجرات ونزع فتيلها عن بعد في المناطق المعادية دون تعريض البشر للخطر.

التصميم القوي للينكس وخصائصه على جميع التضاريس يجعله مناسبًا للتطبيقات العسكرية. وكما هو الحال مع العديد من الأنظمة الروبوتية المتقدمة، يمكن اعتبار إمكاناته العسكرية وسيلة للحد من الخسائر البشرية وتعزيز القدرات القتالية.

الحرب المستقبلية باستخدام الأنظمة غير المأهولة

تعمل الأنظمة غير المأهولة، بما في ذلك المركبات الجوية غير المأهولة والمركبات الأرضية غير المأهولة، على تحويل الحرب الحديثة بسرعة.

مع التقدم التكنولوجي، انتقلت هذه الأنظمة من محيط العمليات العسكرية إلى المقدمة، حيث توفر قدرات غير مسبوقة في المراقبة والاستطلاع واللوجستيات والقتال.

تطور الأنظمة غير المأهولة

مفهوم الأنظمة غير المأهولة ليس جديدًا؛ وقد تطور تطبيقها بشكل كبير على مدى العقدين الماضيين. ففي البداية تم استخدامها في المقام الأول لمهام الاستطلاع أثناء الحرب الباردة، واكتسبت الطائرات بدون طيار أهمية كبيرة في التسعينيات وأوائل العقد الأول من القرن الحادي والعشرين، وخاصة في عمليات الجيش الأمريكي في الشرق الأوسط.

وقد شكل غزو أفغانستان عام 2001 وحرب العراق اللاحقة نقطة تحول حيث أصبحت الطائرات بدون طيار مثل MQ-1 Predator وMQ-9 Reaper جزءًا لا يتجزأ من العمليات القتالية، مما أتاح جمع المعلومات الاستخبارية في الوقت الفعلي والضربات المستهدفة دون المخاطرة بحياة الطيارين.

وذكر تقرير مجلس ابتكار الدفاع الأمريكي لعام 2021 أن “الأنظمة غير المأهولة تعمل على إعادة تشكيل كيفية خوض الحروب، مما يمكن القوات من إجراء العمليات بدقة وكفاءة أكبر وتقليل المخاطر على الأفراد”.