العَمَه هو فقدان القدرة على إدراك الأشياء والوجوه والأصوات والأماكن. هو اضطراب نادر يصيب حاسةً أو أكثر من الحواس.
عادةً تؤثر الحالة على مسار معلومات واحد فقط في الدماغ، أي تقتصر الإصابةُ على حاسَّةٍ واحدة، والشخص المصاب بها يظل قادرًا على التفكير والتحدث والتفاعل مع العالم من حوله.
توجد أنواع مختلفة ومتعددة من العَمَه، مثل العَمَه البصري، وهو عدم القدرة على تسمية أو وصف الجسم عند النظر إليه، ومع ذلك، يظل الشخص قادرًا على الوصول إليه أو الإمساك به، ويمكنه أيضًا استخدام حاسة اللمس لتحديد ما هو أو استخدامه.
أسباب العَمَه:
يحدث العَمَه عندما يتعرض الدماغ للضرر على طول مسارات معينة. تشمل هذه المسارات مناطق معالجة الحواس. هذه الأجزاء من الدماغ تخزن المعرفة والمعلومات المتعلقة بالإدراك وتحديد هوية الأشياء.
يحدث العَمَه عادةً بسبب تشوهات في فصوص الجدارية، الصدغية أو القذالي من الدماغ، حيث تخزن هذه الفصوص اللغة ودلالات الألفاظ، وتحدث هذه التشوهات بسبب السكتات الدماغية وإصابات الرأس أو التهاب الدماغ.
الحالات الأخرى التي تتسبب في تلف أو إضعاف الدماغ يمكن أن تسبب أيضًا العَمَه. وتشمل هذه الحالات ما يلي:
- الخرف
- سرطان الدماغ
- حالات عوز الأكسجين (عدم وصول الأكسجين إلى الدماغ) ومنها التسمم بثاني أكسيد الكربون
أنواع العَمَه:
توجد 3 أنواع رئيسية من العَمَه: البصري والسمعي واللمسي.
العَمَه البصري:
يحدث عند وجود ضرر في المسارات التي تربط فص الجمجمة الخلفي في الدماغ مع فص الجمجمة الجانبي أو الفص الحنجري.
يجمع فص الجمجمة الخلفي المعلومات البصرية الواردة. أما الفص الجانبي والفص الحنجري، فهما يساهمان في فهم معنى هذه المعلومات.
العَمَه البصري الإدراكي:
يؤدي العَمَه البصري الاعتراضي إلى صعوبة في إدراك أشكال أو مظاهر الأشياء، فيعاني المصاب صعوبةً في التمييز بين أشياء مختلفة عند النظر إليها. وتؤثر على القدرة على رسم صور الأشياء.
ومع ذلك، ما يزال بالإمكان استخدام الرؤية للتنقل في البيئة والتعرف على الأشياء بشكل عام، ويبقى لديك معرفة بكيفية استخدام الأشياء بشكل صحيح.
عادةً ما يحدث العَمَه البصري الإدراكي بسبب آفات في القشرة القذالية الجدارية.
العَمَه البصري الترابطي:
عدم القدرة على استرجاع المعلومات المتعلقة بشيء، وهذا يشمل اسم الشيء وكيفية استخدامه، لكن لا يمنع ذلك من القدرة على رسم صورة للشيء.
على الرغم من عدم القدرة على تسمية الشيء عند النظر إليه، قد يكون المصاب قادرًا على إدراك الشيء المعروض واستخدامه عند توجيه إشارات لفظية أو لمسية إليه.
هذا النوع من العَمَه البصري عادة ما يكون ناتجًا عن وجود ضرر في القشرة الجدارية الجانبية الثنائية في الدماغ.
عَمَه التعرّف على الوجوه:
هي عدم القدرة على إدراك الوجوه المألوفة. يحدث هذا بسبب مشكلات في منطقة الوجه المغزلية، وهي المنطقة المتخصصة في الدماغ للتعرف على الوجوه. يمكن أيضًا أن يسبب مرض ألزهايمر صعوبة في التعرف على الوجوه، نظرًا للتلف الذي يحدث في هذه المنطقة.
قد يتسبب اضطراب طيف التوحد أيضًا في صعوبة في التعرف على الوجوه. يتعلم الأطفال المصابون بطيف التوحد التعرف على الوجوه بطريقة مختلفة، حيث يواجهون صعوبة أكبر في فهم هوية الآخرين أو حالاتهم العاطفية.
عَمَه الألوان:
هو اضطراب مكتسب يترافق مع عدم القدرة على تحديد الألوان. يحدث ذلك عادة نتيجة للتلف في المنطقة الصدغية القفوية اليسرى في الدماغ.
عَمَه القراءة:
هو عدم القدرة على إدراك الكلمات بصورة بصرية. يعني ذلك أن المصاب لا يمكنه قراءة الكلمات. ومع ذلك، ما يزال بإمكانه التحدث والكتابة.
عَمَه الحركة:
عدم القدرة على إدراك حركة الأشياء المرئية بشكل صحيح. في هذه الحالة النادرة، يرى المصاب الأجسام المتحركة على أنها سلسلة من اللقطات. إذا كانت الحالة شديدة، فقد لا يتمكن من رؤية أي حركة على الإطلاق.
العَمَه السمعي اللفظي:
المعروف أيضًا بصمم البحث عن الكلمات. هو عدم القدرة على التعرف على الكلمات المنطوقة وفهمها، على الرغم من وجود سمع سليم. عادةً ما يكون هذا الاضطراب مرتبطًا بتلف في المنطقة الصدغية اليمنى في الدماغ. ومع ذلك، ما يزال بإمكان المصاب القراءة والكتابة والتحدث.
العَمَه الصوتي:
عدم القدرة على إدراك وتحديد الأصوات المألوفة. يتطور عندما يعاني الدماغ من أذى في جزء معين المنطقة الترابطية الصوتية، وتترافق عادةً مع آفة في النصف الأيمن من الدماغ. يظل بإمكان المصاب فهم الكلمات المنطوقة من قبل الآخرين، وقادرًا على إدراك الأصوات البيئية وأصوات الأشياء.
العَمَه اللمسي:
عدم القدرة على التعرف على الأشياء باللمس. في هذه الحالة، قد يشعر المصاب بوزن الشيء ولكن لا يكون قادرًا على فهم معناه أو استخدامه. وأحد الأسباب الأكثر شيوعًا لحدوث العَمَه اللمسي هو وجود تلف في الفص الجداري للدماغ.
على الرغم من ذلك، فإن الشخص يظل قادرًا على تسمية الأشياء عند رؤيتها ورسم صورتها والوصول إليها.
عَمَه توضع الجسم:
فقد القدرة على التوجيه البصري أو التعرف على أجزاء الجسم، يحدث عادة نتيجة للأضرار في الفص الحاجز الأيسر للدماغ. في هذه الحالة، قد يكون المصاب على علم بمكان أطرافه في جميع الأوقات.
التوجه العلاجي والعناية بالأعراض هي الطريقة الرئيسية لعلاج العَمَه. الهدف الرئيسي هو تمكين المصاب من عيش حياته اليومية باستقلالية.
اقرأ أيضًا:
ما سر القدرة الخارقة ل الدماغ البشري في التعرف على الوجوه ؟
التمارين الرياضية وتمارين القوة تُحسّن صحة الدماغ لدى كبار السن
ترجمة: زينب منذر رزوق
تدقيق: امين الهسكاني
المصدر
الكاتب:زينب منذر رزوق
الموقع : www.ibelieveinsci.com
نشر الخبر اول مرة بتاريخ : 2024-02-09 00:24:50
ادارة الموقع لا تتبنى وجهة نظر الكاتب او الخبر المنشور بل يقع على عاتق الناشر الاصلي