القوات الروسية والكورية الشمالية تقلص مكاسب أوكرانيا في كورسك

موقع الدفاع العربي 26 نوفمبر 2024: استعادت موسكو أراضي شاسعة من القوات الأوكرانية في منطقة كورسك الغربية في روسيا، وفقًا لتقديرات جديدة، بينما تقول الولايات المتحدة إنها تتوقع أن تتجه التعزيزات الكورية الشمالية إلى اشتباكات على الخطوط الأمامية قريبًا.

وقال معهد دراسة الحرب (ISW) الذي يتخذ من الولايات المتحدة مقراً له يوم السبت إن القوات الروسية “تقدمت مؤخرًا” في منطقة كورسك التي يسيطر عليها جنود أوكرانيون.

شنت كييف توغلًا مفاجئًا في كورسك في أوائل أغسطس، حيث عانت روسيا في صد أكبر تقدم لأوكرانيا في الأراضي الروسية منذ بدء الحرب الشاملة في فبراير 2022، وأول هجمات برية من قبل دولة أخرى على الأراضي الروسية منذ الحرب العالمية الثانية.

ركزت جهود أوكرانيا على المنطقة المحيطة ببلدة سودجا، والتي ادعت كييف ملكيتها لها بعد أكثر من أسبوع من بدء التوغل، ونحو كورينيفو، وهي بلدة إلى الشمال الغربي. استعادت روسيا أجزاء من الأراضي القريبة من كورينيفو، مع استمرار أوكرانيا في الاحتفاظ بسودجا.

وقال معهد ISW، من خلال تحليل لقطات فيديو تم تحديد موقعها الجغرافي، أن روسيا تقدمت إلى الجنوب الشرقي من كورينيفو في الأيام الأخيرة.

وقال مصدر عسكري كبير لم يكشف عن اسمه في هيئة الأركان العامة في كييف لرويترز في مقال نُشر يوم السبت إن أوكرانيا فقدت أكثر من 40 في المائة من الأراضي التي كانت تسيطر عليها في كورسك. وقال المصدر إن القوات الأوكرانية سيطرت في ذروتها على ما يقرب من 531 ميلاً مربعاً من الأراضي، مضيفًا أن هذه المساحة انخفضت الآن إلى حوالي 309 أميال مربعة.

وقال المصدر إن روسيا نشرت ما يقرب من 60 ألف جندي في كورسك، مضيفًا أن موسكو تزيد من هجماتها المضادة.

وقدر الرئيس الأوكراني فولوديمير زيلينسكي في منتصف نوفمبر أن حوالي 50 ألف جندي روسي يقاتلون في كورسك. وقال أكبر مسؤول عسكري في كييف، الجنرال أوليكساندر سيرسكي، مؤخرًا إن حوالي 45 ألف جندي روسي متمركزون في المنطقة، لكن الكرملين أرسل المزيد من الأفراد إلى منطقة القتال.

اعترفت أوكرانيا بأن روسيا شنت هجمات مضادة تهدف إلى تقليص قبضة كييف في المنطقة في الأشهر الأخيرة. ولكن على الرغم من ذلك، كانت روسيا بطيئة في دفع القوات الأوكرانية المهاجمة إلى الحدود، في حين حققت مكاسب باستمرار في شرق أوكرانيا، نحو مركز العبور الاستراتيجي في بوكروفسك.

وأشارت الاستخبارات الكورية الجنوبية والأمريكية والأوكرانية إلى إرسال ما يزيد عن 10 آلاف جندي كوري شمالي إلى كورسك لدعم جهود موسكو الحربية. وأشارت التقارير إلى أن المقاتلين يرتدون الزي العسكري الروسي ويندمجون في القوات العسكرية الحالية للكرملين.

وقال سيرسكي في بيان نشره على تطبيق المراسلة تيليجرام في أوائل نوفمبر/تشرين الثاني: “إن القوات الروسية ليست كافية للعمليات في كورسك. لذا فإنهم يحاولون جذب قوات من كوريا الشمالية إلى هناك”.

ولم تؤكد روسيا أو تنفي وجود قوات كورية شمالية في كورسك، لكنها وقعت اتفاقية دفاع مشترك سرية مع الزعيم الأعلى للبلاد، كيم جونغ أون. وزودت بيونغ يانغ عددًا كبيرًا من الصواريخ وشحنات الذخيرة لدعم جهود موسكو الحربية.

وقال مسؤول استخباراتي كوري جنوبي في وقت سابق من هذا الأسبوع إن روسيا قدمت معدات دفاع جوي و”مساعدات اقتصادية بأشكال مختلفة” لكوريا الشمالية.

وقال وزير الدفاع الأمريكي، لويد أوستن، يوم السبت إنه يتوقع أن يرى جنودًا كوريين شماليين “منخرطين في القتال قريبًا”. وأكدت وزارة الخارجية في منتصف نوفمبر أن جنودًا كوريين شماليين “يشاركون في عمليات قتالية مع القوات الروسية” بعد خضوعهم للتدريب على كيفية استخدام الطائرات بدون طيار والمدفعية وتنفيذ “عمليات المشاة الأساسية”.

وقال وزير الدفاع الأوكراني، رستم عمروف، لوسائل الإعلام الكورية الجنوبية في وقت سابق من هذا الشهر إن جنودًا كوريين شماليين شاركوا في “اشتباكات صغيرة النطاق” حتى الآن.

وقال زيلينسكي في وقت سابق من هذا الشهر: “إن المعارك الأولى مع جنود كوريا الشمالية تفتح صفحة جديدة من عدم الاستقرار في العالم”. وأضاف: “يجب أن نبذل قصارى جهدنا لإفشال هذه الخطوة الروسية لتوسيع الحرب – وتصعيدها – وإفشال هذه الخطوة”.

في يوم الجمعة، قال مسؤول أوكراني إن قوات كورية شمالية تم رصدها في أماكن أخرى على طول الحدود الروسية مع أوكرانيا. وقال أندريه كوفالينكو، وهو مسؤول في مجلس الأمن القومي والدفاع الأوكراني، في إشارة إلى كوريا الشمالية باسمها الرسمي، جمهورية كوريا الشعبية الديمقراطية: “تم نقل جزء من الجيش من جمهورية كوريا الديمقراطية الشعبية إلى المناطق الحدودية في منطقة بيلغورود”.