الهجوم علي ايران سيتسبب بأضرار أكثر من الفائدة، هذا سيكون خطأ كبير

هآرتس 12/1/2025، درور زئيفي: الهجوم على ايران سيتسبب بأضرار أكثر من الفائدة، هذا سيكون خطأ كبير

صديقي المؤرخ بني موريس، طالب بتدمير المنشآت النووية في ايران (14/11)، ومعظم المستوى السياسي عندنا يفكرون مثله. طيارو سلاح الجو يتدربون استعدادا لهذه العملية، في الاشهر الاخيرة يبدو أن ذلك اصبح ممكنا: الاصابة الدقيقة لمواقع الدفاع الجوي في ايران تركتها مكشوفة للاصابة؛ سقوط بشار الاسد والمس بحزب الله، اضافة الى العمل الاساسي للجيش الاسرائيلي في تصفية منظومات الصواريخ في سوريا، فتحت مسار آمن لطائرات سلاح الجو وقلصت بشكل كبير المخاطرة. لقد حان الوقت، كما يقولون، لتنفيذ ما كان يجب القيام به منذ فترة طويلة. أخيرا سنقوم بازالة هذا التهديد الوجودي، وفي هذه المرة ايران ستجد صعوبة في الرد بشكل ناجع.

القلق مبرر. فايران تطمح الى الوصول الى السلاح النووي وتطلب بشكل علني القضاء على اسرائيل. ولكن الحل المطروح سيتسبب بالضرر أكثر من الفائدة. هذا خطأ كبير لعدة اسباب.

أولا، الوضع الداخلي في ايران سيء جدا، الامر الذي يجعل الحاجة الى ضرب المنشآت النووية أمر لا لزوم له. ثلاثة عوامل توحدت وشكلت عاصفة تضعضع الاستقرار. العامل الاول هو الازمة الاقتصادية غير المسبوقة. فبعد ست سنوات على انسحاب ترامب من الاتفاق النووي، وفرض العقوبات الشديدة على ايران، اصبحت تلعب دورها اخيرا. نتيجة اندماج العقوبات والادارة الفاشلة فان هناك نقص في الوقود في الدولة الغنية جدا باحتياطي النفط، وانقطاع الكهرباء يتفاقم باستمرار، رجال الصناعة يغلقون المصانع لتوفير الكهرباء لغرض التدفئة، الريال في ايران فقد عشرات النسبة المئة من قيمته، التضخم السنوي الآن 50 في المئة – هذه دائرة اقتصادية متوحشة، تدهور الاقتصاد الى حضيض صعب.

الى جانب الاقتصاد المتفكك فان ايران توجد ايضا في ازمة بيئية خطيرة لا مثيل لها. كل سنة هناك استغلال زائد وكثيف للمياه، والميزان السلبي أدى الى انخفاض دراماتيكي في الخزان العلوي والمياه الجوفية. نتيجة لذلك فان طهران تغرق 20 سم في السنة، والتصحر يتقدم بوتيرة سريعة، في فصل الصيف درجة الحرارة في معظم ارجاء البلاد تصل 50 درجة وأكثر، استخدام الوقود المحظور أدى الى تلوث الهواء، ايضا العواصف الرملية والملحية تصعب على التنفس. 30 مليون ايراني غادروا (من بين حوالي 90 مليون) بيوتهم في السنوات الاخيرة للبحث عن ظروف حياة معقولة اكثر.

يمكن اضافة الى ذلك الاخفاقات العسكرية الشديدة في لبنان وفي سوريا وفي ايران نفسها، وعدم الاستقرار في العراق القريب منها. بعض مليشيات “الحشد الشعبي” العراقية، التي أيدت في السابق ايران، أدارت لها الظهر وقررت التركيز على السياسة الداخلية. المليشيات الشيعية التي طردت من سوريا نحو الشرق تضعضع الاستقرار، وضدها توجد صحوة لتنظيمات الجهاد السنية على الحدود الايرانية.

كل ذلك، اضافة الى الضعضعة التي تسببها الحاجة الى استبدال الزعيم العجوز علي خامنئي في أقرب وقت ممكن، يفكك النظام ويتوقع أن يوصل الجمهور الايراني، بما في ذلك الاقليات العرقية الكبيرة التي أيدت النظام في السابق، الى شفا الانتفاض خلال هذه السنة. النظام سينهار، إلا اذا قمنا بتوفير الدعم الشعبي له بواسطة هجوم غير مستفز ومنحنا المجتمع الدولي سبب للاستمرار في دعمه.

في الجانب الاسرائيلي للمعادلة يجب فحص العلاقة بين التكلفة والفائدة العملياتية. أولا، لا يوجد أي تشابه بين العملية العسكرية المطلوبة هنا وبين احداث سابقة مثل قصف المفاعل النووي في العراق وفي سوريا. الحديث لا يدور عن موقع واحد، بل عن عدد كبير من منشآت التخصيب، التي جزء كبير منها تم دفنه عميقا تحت الارض. الفشل في تدمير موقع أو اكثر سيبقي القدرة على حالها.

ثانيا، كما هو معروف فان عملية التخصيب وصلت الى المراحل الاخيرة. والآن هم بحاجة فقط الى بضعة اسابيع من اجل التوصل الى الكتلة الحاسمة للمادة بمستوى تخصيب عسكري. المعنى هو أنه يوجد لدى ايران الآن بما فيه الكفاية من المادة المتفجرة لانتاج عدة قنابل. اذا قمنا بقصف منشآت التخصيب فانه لا يمكننا وقف المشروع، بل بالعكس، سنعزز تصميم ايران على الاستمرار والوصول الى الهدف النهائي، هذه المرة بتأييد دولي.

المرحلة التالية المتوقعة في العملية هي انتاج القنبلة نفسها. هناك شك اذا كانت في هذه الاثناء في ايران محاولة للدفع قدما بما يسمى “التسلح”، لكن خبراء ذرة اجانب يصفون العملية بأنها طويلة ومشتتة أكثر من التخصيب. هم يعتقدون أنه لا يوجد اهداف كثيرة لضربها في هذه المرحلة، ايضا بعد القصف سيكون من السهل احياء هذا النظام الذي يعتمد بشكل رئيسي على المعرفة التي توجد في ذهن الاشخاص.

الاستنتاج هو أنه مشكوك فيه اذا كان الهجوم من الجو سيوقف المشروع النووي الايراني. في المقابل، الهجوم سيضر اسرائيل ويفاقم صعوباتها في الساحة الدولية ويزيد تصميم ايران. الصحيح اكثر هو العثور على طرق ناجعة لتعويق المشروع النووي ومساعدة النظام على الانهيار، وفي هذه الاثناء اقامة علاقات مع الشعب الايراني استعدادا لليوم التالي.

مركز الناطور للدراسات والابحاث فيسبوك

مصدر الخبر
نشر الخبر اول مرة على موقع :natourcenters.com
بتاريخ:2025-01-12 17:45:00
الكاتب:Karim Younis
ادارة الموقع لا تتبنى وجهة نظر الكاتب او الخبر المنشور بل يقع على عاتق الناشر الاصلي

JOIN US AND FOLO

Telegram

Whatsapp channel

Nabd

Twitter

GOOGLE NEWS

tiktok

Facebook

/a>

Exit mobile version