الولايات المتحدة مستعدة لبيع مقاتلات F-15EX لتركيا وسط معضلة أنقرة بشأن نظام الدفاع الجوي إس-400 الذي اشترته من روسيا

موقع الدفاع العربي 4 أكتوبر 2024: أعربت الولايات المتحدة عن انفتاحها على بيع طائرات مقاتلة من طراز إف-15 لتركيا، وفقًا لمصادر مطلعة على المناقشات الأخيرة بين البلدين.

يأتي هذا التطور في الوقت الذي تواجه فيه تركيا قضايا مستمرة تتعلق بشرائها أنظمة الدفاع الجوي الروسية الصنع إس-400 تريومف، والتي أدت إلى توتر العلاقات بين الولايات المتحدة وتركيا وأدت إلى فرض عقوبات بموجب قانون مكافحة أعداء أمريكا من خلال العقوبات.

معضلة تركيا مع منظومة إس-400

كان قرار تركيا بشراء أنظمة الدفاع الجوي إس-400 من روسيا بدلاً من أنظمة باتريوت الأمريكية أو البدائل الأوروبية نقطة خلاف في علاقاتها مع واشنطن.

ونقول تركيا إنها لا تزال تريد الحصول على منصة صواريخ أرض-جو سامب/تي (SAMP/T) من حلفائها الأوروبيين في حلف شمال الأطلسي لكن يتم مماطلة الصفقة.

وقد أدى شرائها لأنظمة إس-400  إلى إزالة تركيا من برنامج مقاتلات إف-35 المشتركة وفرض عقوبات بموجب قانون مكافحة أعداء أمريكا من خلال العقوبات (CAATSA). وأكدت الولايات المتحدة أن أي قرار للعقوبات يجب أن يتوافق مع المتطلبات القانونية بموجب قانون تفويض الدفاع الوطني (NDAA).

ووفقًا لمصادر أمريكية تحدثت إلى TurDef، فإن “نشر إس-400 في قاعدة إنجرليك الجوية لن يحل المشكلة. العتبة تتعلق بتلبية المتطلبات القانونية المنصوص عليها في قانون تفويض الدفاع الوطني، والتي من شأنها أن تسمح بعد ذلك بإزالة عقوبات CAATSA”.

وأشارت التقارير الأخيرة من وسائل الإعلام اليونانية إلى أن تركيا يمكن أن تخفف من مخاوف الولايات المتحدة من خلال نشر أنظمة إس-400 في قاعدة إنجرليك الجوية في أضنة. ومع ذلك، رفضت كل من المصادر التركية والأمريكية هذه الادعاءات، مشيرة إلى أن الحل يكمن في الامتثال للمعايير القانونية الأمريكية.

تحديث إف-16 والمفاوضات الجارية

في يناير 2024، حصلت تركيا على موافقة الولايات المتحدة على شراء 40 طائرة إف-16 فايبر جديدة وتحديث 79 العاملة في أسطولها الحالي.

تتضمن صفقة الأسلحة هذه التي تبلغ قيمتها 23 مليار دولار أيضًا شراء أسلحة وصواريخ أمريكية، مثل رادارات AESA وصواريخ AIM-120 AMRAAM.

ومع ذلك، واجهت المفاوضات بشأن هذه الأنظمة تأخيرات، حيث من المتوقع توقيع الصفقة الأصلية بحلول يونيو ولكنها ظلت دون حل حتى سبتمبر.

وعند سؤال المصادر عن المناقشات الجارية، أشارت المصادر إلى أن التأخير كان بسبب تعقيدات سلسلة التوريد وليس التردد من جانب الولايات المتحدة.

وقالت المصادر: “بغض النظر عن عدد طائرات إف-16 التي يتم إنتاجها في النهاية في تركيا أو الولايات المتحدة، فإن الطبيعة المعقدة لسلسلة التوريد تعني أن المكونات التي ستشكل الطائرة سيتم إنتاجها في نفس الإطار الزمني”.

طائرات إف-15 المقاتلة على الطاولة؟

خلال المناقشات مع TurDef، كانت المصادر الأمريكية منفتحة على فكرة بيع طائرات إف-15 إلى تركيا كبديل محتمل لبرنامج إف-35. وفي حين لم يتم تقديم طلب رسمي، علقت المصادر قائلة: “نود بيع طائراتنا إلى تركيا”.

وأظهرت صناعة الدفاع في تركيا أيضًا اهتمامًا بدمج الصواريخ والذخيرة المنتجة محليًا في طائرات إف-16 المطورة. ورفضت المصادر الأمريكية التعليق على هذه التطلعات لكنها أقرت بأن قطاع الدفاع في تركيا ينتج منتجات عالية الجودة.

برنامج إف-35: عودة محتملة؟

يظل استبعاد تركيا من برنامج إف-35 قضية بالغة الأهمية. فعلى الرغم من العقوبات، لا تزال ست طائرات إف-35 طلبتها تركيا مخزنة في القواعد الجوية الأمريكية، وأكد المسؤولون الأمريكيون أن هذه الطائرات قيد الصيانة.

على الرغم من عدم حدوث أي تغيير في موقف واشنطن بشأن عودة تركيا إلى برنامج إف-35، إلا أن بعض المصادر أشارت إلى أن جودة المنتجات الدفاعية التركية والطلب العالمي المتزايد على طائرات إف-35 قد يفتحان الباب أمام التعاون في المستقبل.

برنامج يوروسام SAMP/T في تركيا

تم توقيع عقد “دراسة تحديد نظام الدفاع الجوي والصاروخي بعيد المدى (LORAMIDS)” بين رئاسة الصناعات الدفاعية وشركات أسيلسان ويوروسام وروكيتسان في 5 يناير 2018.

يهدف العقد إلى تطوير نظام صاروخي للدفاع الجوي بشكل مشترك يلبي احتياجات تركيا وفرنسا وإيطاليا.

وفي غضون ذلك، وقعت فرنسا وإيطاليا عقد تطوير نظام صواريخ الدفاع الجوي من الجيل التالي SAMP/T (SAMP/T NG) في مارس 2021.