-رفض ماكرون للانتقادات الموجهة للغرب بازدواجية المعايير بشأن العدوان الذي يشنه الكيان الاسرائيلي على غزة، والحرب الروسية الأوكرانية، لا يغير شيئا من الواقع، فهذا الرفض ليس سوى هروب الى الامام، فالغرب سقط سقوطا اخلاقيا مدويا ازاء ما يجري في غزة، عندما وقف وبشكل فاضح، الى جانب قتلة الاطفال، دون ان يعير اي اهتمام للراي العام الغربي الرافض للدعم الغربي الاعمى لهؤلاء القتلة، الامر الذي يكشف كذب وخداع الشعارات الغربية بشان حقوق الانسان.
-اللافت ان كامرون يعترف ضمنيا في كلامه بازدواجية المعايير الغربية، ازاء ما يجري في غزة واوكرانيا، بقوله ان ذلك يسبب ضررا عميقا للغرب، وهو ضرر قد وقع وانتهى الامر، فالغرب جند كل امكانياته العسكرية والمالية والسياسية والاعلامية للوقوف الى جانب اوكرانيا، التي تم توريطها في حرب لا ناقة ولا جمل لشعبها في حرب مع روسيا، عبر استفزاز الاخيرة من خلال التأكيد على ضرورة ضمها الى حلف الناتو، وهو ما وجدت فيه روسيا تهديدا جديا لوجودها ولامنها القومي, بينما وقفت بنفس الحجم من الدعم الى جانب الكيان الاسرائيلي، في حرب الابادة التي يشنها على اهالي غزة المحاصرين منذ 17 عاما.
-على ماكرون ان يعلم ان ازدواجية المعايير التي يتعامل بها الغرب مع القضايا الدولية، ليس امرا جديدا، فهذا الغرب يتعامل بانتقائية حتى مع قضايا بديهية مثل قضايا حقوق الانسان. كلنا راينا هذا الغرب كيف فتح ابوابه على مصراعيه للاجئين الاوكرانيين، في الوقت الذي لم تستهدف روسيا المناطق المدنية في اوكرانيا، بينما يتجاهل استشهاد وجرح اكثر من 150 الف فلسطيني، و مازال 10 الاف اخرين في عداد المفقودين، واغلبهم من الاطفال والنساء. وتهجير اكثر من مليوني انسان، بعد ان تم تسوية منازلهم مع الارض، هذا بالاضافة الى حرمانهم من الغذاء والدواء والماء، فيما لا شغل للغرب الا مصير بضعة عشرات من الاسرى الاسرائيليين، في قبضة المقاومة في غزة!!.
-على ما كرون وغيره من قادة الغرب المنافق، ان يعلموا، ان درس غزة، رغم قسوته، الا انه، كشف عن الوجه القبيح والمنفر والمنافق، ليس عن الحكومات الغربية والانظمة الغربية، بل عن الحضارة الغربية برمتها، الحضارة التي لطالما تغنى بها المفتونون من ابناء جلدتنا، فالحضارة التي لا تحمي قتلة الاطفال فحسب، بل تمنع كل من يعمل على وقف عملية قتلهم، وتضغط على المحافل الدولية، لمنعها من معاقبة الجناة، عبر تهديدها، مثل منظمة الامم المتحدة، والمحكمة الجنائية الدولية ومحكمة العدل الدولية، فمثل هذه الحضارة لا يمكن وصفها الا بحضارة التوحش، ونشكر الله رغم كل المآساة، ان غزة رفعت الغشاوة عن عيون الكثير من ابنائنا، ممن كانوا مفتونين بهذه الحضارة، وباتوا يرونها اليوم على حقيقتها دون اقنعة مزيفة.
JOIN US AND FOLO
Telegram
Whatsapp channel
Nabd
GOOGLE NEWS
tiktok
مصدر الخبر
نشر الخبر اول مرة على موقع :www.alalam.ir
بتاريخ:2024-07-13 10:07:54
الكاتب:
ادارة الموقع لا تتبنى وجهة نظر الكاتب او الخبر المنشور بل يقع على عاتق الناشر الاصلي