انتفاخ العين: الأسباب والأعراض والتشخيص والعلاج

يُعرف انتفاخ العين أيضًا بالانتفاخ المحيط بالحجاج وهو يعزى إلى احتباس السوائل تحت العينين الذي قد ينجم بدوره عن أسباب عديدة، مثل الحساسية والحرمان من النوم وتناول كمية مفرطة من الملح إلى جانب حالات طبية معينة كاضطرابات الغدة الدرقية.

قد تؤدي الجينات أيضًا دورًا في انتفاخ العين، لا سيما عندما تضعف الأنسجة تحت العينين مع التقدم في السن.

قلما يمثل انتفاخ العين حالةً خطيرة إذ يعد غالبًا مشكلة جمالية، ويمكن التخلص منه بطرق متنوعة مثل تحسين النوم أو وضع كمادات باردة أو تناول مضادات الهستامين أو إجراء عملية تجميلية تسمى رأب الجفن.

أعراض انتفاخ العين:

يسمى انتفاخ العين أيضًا الاستسقاء المحيط بالحجاج، يصف مصطلح الاستسقاء عملية خروج السوائل من الأوعية الدموية إلى الأنسجة المجاورة أو فشل تصريفها من الأنسجة بالأوعية اللمفاوية.

تتضمن أعراض انتفاخ العين الآتي:

  •  انتفاخًا طفيفًا ومؤقتًا تحت العينين.
  •  ترهل الجلد، لا سيما لدى المسنين.
  •  هالات سوداء، وهي تنجم عن وضوح الأوعية الدموية تحت الجلد نتيجة الانتفاخ.
  •  احمرار العين أو زيادة إفراز الدموع.

بيد أنه ينبغي ألا نخلط بين انتفاخ العين وارتخاء دهون الجفن السفلي؛ إذ يشير انتفاخ العين إلى حالة مؤقتة يمكن علاجها، في حين يصف ارتخاء الجفن حالة مزمنة أو دائمة، لكن قد يساهم انتفاخ العين مع ذلك في ارتخاء الجفن السفلي والعكس صحيح.

الأسباب الشائعة لانتفاخ العين:

قد يعزى انتفاخ العين إلى أسباب واضحة مثل البكاء وحمى القش أو أسباب أخرى غير واضحة، وتشمل الأسباب الشائعة لانتفاخ العين الآتي:

1. الحرمان من النوم:

يؤدي السهر أو الحرمان من النوم إلى اختلال أنماط التنفس خلال دورة النوم، ما يسبب غالبًا اضطراب التنفس المتعلق بالنوم، الذي تنخفض فيه مستويات الأكسجين في الدم نتيجة لاختلال أنماط التنفس، ومن ثم تتسع الأوعية الدموية من أجل إيصال كمية أكبر من الدم إلى الأنسجة وإصلاح المشكلة؛ ما يسبب بدوره ارتشاح السوائل إلى الأنسجة المحيطة بها، ويحدث انتفاخ العين عند تراكم السوائل في أنسجة الجفن السفلي الرقيقة.

يتميز انقطاع النفس النومي أيضًا باضطراب التنفس المتعلق بالنوم، وقد يؤدي إلى المشكلة ذاتها؛ ما يسبب الشعور بالنعاس خلال اليوم ويجعلنا نبدو متعبين.

2. النظام الغذائي:

يعد الصوديوم أحد المعادن التي تضبط حركة الماء من الخلايا وإليها، يظل توازن الماء داخل الخلايا وخارجها مستقرًا عندما نتناول قدرًا مناسبًا من الصوديوم في ملح الطعام؛ بيد أن تناول كميات كبيرة من الملح يؤدي إلى احتباس الماء وتراكمها داخل الخلايا.

توجد تركيزات عالية من الصوديوم في كل من الأطعمة المالحة وغير المالحة، مثل: الأطعمة المعالجة أو المعلبة، والوجبات السريعة، والمشروبات الكحولية، والمشروبات الغازية، والصلصات والتوابل، واللانشون، والشوربات؛ لذا قد يساعدنا الحد من استهلاك هذه الأطعمة على تقليل احتمالية إصابتنا بانتفاخ العين.

قد يسبب البكاء أيضًا انتفاخ العين بالآلية ذاتها؛ إذ يسبب الملح في الدموع احتباسًا للسوائل حول العينين في أثناء البكاء، وتتفاقم المشكلة مع الاستمرار بالبكاء.

3. الحساسية:

قد تؤدي الحساسية إلى انتفاخ العين، وهي تتضمن الحساسية الموسمية مثل حمى القش بقدر الحساسية من الأطعمة والأدوية.

تحدث الحساسية عند التعرض إلى مادة مثيرة للتحسس تؤدي إلى إطلاق الهستامين في مجرى الدم. يحفز الهستامين الالتهاب، ما يجعل الأوعية الدموية تنتفخ وتسرب السوائل إلى الأنسجة المجاورة.

يسبب الهستامين انتفاخ العين والعطاس عند تأثيره في العينين والممرات الأنفية، وذلك إلى جانب احتقان الأنف الذي يزيد الطين بلةً لأنه يعزز تصريف السوائل إلى الأنسجة المجاورة، من ضمنها الأنسجة المحيطة بالعينين.

تتضمن مثيرات الحساسية الأكثر شيوعًا: عث الغبار والعفن ووبر الحيوانات الأليفة وحبوب اللقاح والمكسرات الشجرية والفول السوداني والقمح والحليب والصويا والمحار

4. الشيخوخة الطبيعية:

يرجع ذلك إلى أن الشيخوخة تؤدي إلى فقدان القوة العضلية والصلابة والمرونة في العديد من أجزاء الجسم، ولا تُستثنى الأعيُن من ذلك.

يمثل الكولاجين الوحدة البنائية الأساسية للبشرة والعضلات والعظام والأنسجة الضامة، ويبدأ معدل إنتاجه بالتناقص لدى معظم الناس بين أواخر سن العشرين وبداية سن الثلاثين بمعدل 1% سنويًا.

نتيجة لذلك، يصبح الجلد تحت العينين رقيقًا ويضعف نسيج الكولاجين تحت الجلد، ما يتيح للدهون تعبئة هذه الفراغات ويؤدي في نهاية المطاف إلى تدلي الجفن السفلي وارتخائه.

يصبح الجفن أكثر عرضةً إلى احتباس السوائل نظرًا إلى تراخي الجلد وامتلائه بالثغرات، إلى جانب أنه بإمكان الدهون المتراكمة تحت العينين امتصاص السوائل وحبسها بسهولة.

5. الوراثة:

تعد وراثة عرضة الإصابة بانتفاخ العين والهالات السوداء من الأبوين أمرًا واردًا جدًا، إذ يعد شيوع انتفاخ العين بين أفراد العائلة علامةً على وجود حالة وراثية تسببه.

قد تحدث نوبات متكررة من تورم الأنسجة العميقة في بعض الحالات النادرة نتيجة لاضطراب وراثي مثل الوذمة الوعائية العصبية، وتتضمن المناطق المصابة عادةً الوجه والذراعين والساقين والشعب الهوائية.

لكن في معظم الحالات قد تحكم الجينات في شيخوخة الجلد وتؤثر في سرعة تناقص معدل إنتاج الكولاجين مع مرور الوقت. فضلًا عن ذلك، يزداد معدل إصابة الأبناء بانتفاخ العين خلال سن الثلاثين أو أواخر سن العشرين في حال إصابة الأبوين أو أحدهما خلال تلك الفترة العمرية.

الحالات الطبية التي تسبب انتفاخ العين:

يشيع انتفاخ العين في العديد من الحالات الطبية، تسبب بعضها التهابًا محليًا حول العينين، في حين تسبب الأخرى تغيرات أيضية تؤثر في توازن السوائل في الجسم.

تتضمن الأمراض والحالات الطبية التي تسبب انتفاخ العين:

  •  التهاب الجفن.
  •  البردة (كيس ينجم عن انسداد غدة في جذر الرموش).
  •  أمراض الكلى المزمنة التي تتردى فيها وظائف الكلية تدريجيًا.
  •  التهاب الملتحمة.
  •  اعتلال الشبكية السكري.
  •  التهاب القرنية.
  •  التهاب العصب البصري.
  •  التهاب الهلل المحجري.
  •  شحاذ العين أو الجليجل.
  •  جحوظ العين نتيجة اضطراب مناعي في الغدة الدرقية.
  •  التهاب العنبية الذي يصيب الطبقة المصطبغة في العين.

الأدوية التي قد تسبب انتفاخ العين:

قد تؤدي بعض الأدوية إلى تراكم السوائل تحت العينين وتسبب انتفاخ العين، من ضمنها: الدابسون والألوبيورينول ومضادات الصرع والآزاثيوبرين والمترونيدازول والإيماتينب والمينوسيكلين ومضادات الالتهاب اللاستيرويدية والسلفوناميد والكلوبيدوغريل.

تشخيص سبب انتفاخ العين:

يُشخص انتفاخ العين غالبًا بالفحص السريري ومراجعة التاريخ المرضي؛ إذ قد تكون بعض الحالات مثل حمى القش والتهاب الملتحمة واضحة، لا سيما عند وجود عوامل اختطار لدى المصاب.

بيد أنه قد يستلزم التشخيص اختبارات مكثفة عندما تكون الأعراض فجائية أو شديدة أو متكررة، خاصةً إن أصاب انتفاخ العين عينًا واحدة دون سبب واضح.

تعتمد تلك الاختبارات على سبب الإصابة المرجح، وقد تتضمن: تعداد الدم الكامل، اختبارات الحساسية، وتحاليل الغدة الدرقية، وتحاليل وظائف الكلى، واستنبات مسحة من العين، والمصباح الشقي، وبعض الفحوصات التصويرية.

علاج انتفاخ العين:

لا يسبب انتفاخ العين عمومًا أي ضرر ولا يتطلب العلاج، غير أن هناك بعض الوسائل التي تقلل الانتفاخ وتحسن مظهر العينين، وقد نتمكن من معالجة المشكلة تمامًا في بعض الحالات.

1. النظام الغذائي:

إذا كان سبب انتفاخ العين غير واضح، يستحسن تقليل الحصة اليومية من الصوديوم إلى 2300 مليغرام، أي ما يعادل ملعقة صغيرة من ملح الطعام، لكن ينبغي تقليلها أكثر من ذلك في حال الإصابة ببعض المشكلات الصحية.

تنصح هيئة الغذاء والدواء الأمريكية بالالتزام بهذه الحصة بالتحقق من مقدار الصوديوم على الملصقات الغذائية واتباع النصائح الآتية:

  •  طبخ الطعام من الصفر.
  •  تناول كمية أقل من الأطعمة المعالجة.
  •  شطف بعض الأطعمة المعلبة لتقليل مستوى الصوديوم فيها، مثل الفول.
  •  اختيار بدائل الطعام التي تحتوي مقدارًا أقل من الصوديوم، مثل صلصة الصويا منخفضة الصوديوم.
  •  تقليل حجم الوجبات التي تتضمن أطعمة مالحة.

2. العلاجات المنزلية وأسلوب الحياة:

توجد بعض الحلول التي يمكننا تطبيقها في المنزل لتخفيف انتفاخ العين مثل:

  •  وضع الكمادات الباردة حول العينين عدة دقائق في وضعية الجلوس المنتصب، ويمكن استخدام هلام التبريد للعين بدلًا منها.
  •  تجنب مثيرات الحساسية، ويتمثل هذا في التحقق من مستويات حبوب اللقاح والعفن على نشرة الأخبار والبقاء في المنزل عند ارتفاعها، إلى جانب نفض الغبار في المنزل وكنسه بالمكنسة الكهربائية لتقليل وبر الحيوانات الأليفة وعث الغبار، يمكننا أيضًا تجفيف الوسادات على درجة حرارة عالية من 10 إلى 20 دقيقة لقتل عث الغبار.
  •  تحسين جودة النوم عبر إبقاء غرفة النوم باردة وهادئة ومظلمة، إضافةً إلى التوقف عن الأكل وتجنب الأجهزة الإلكترونية قبل موعد النوم والنوم طوال سبع أو ثمان ساعات. قد يساعدنا بناء روتين يومي للنوم على الالتزام بموعد ثابت، مثل قراءة كتاب أو الاستحمام.
  •  الإقلاع عن التدخين، إذ قد يساهم التدخين في تسريع فقدان الكولاجين وتقليص الأوعية الدموية في الجلد، ما قد يؤدي إلى ارتخاء دائم للجفن.

3. العلاجات الدوائية:

قد يصف الأطباء بعض الأدوية لعلاج انتفاخ العين حسب سبب الإصابة، وهي تتضمن:

  •  مضادات الهستامين الفموية، وهي تستخدم لتخفيف أعراض الحساسية.
  •  قطرات مضادات الهستامين الموضعية، لتخفيف أعراض حساسية العين.
  •  مزيلات احتقان الأنف، لتخفيف احتقان الأنف الذي يساهم في انتفاخ العين.
  •  مراهم أو قطرات المضادات الحيوية، لمعالجة التهابات العين البكتيرية.
  •  قطرات الستيرويدات، لتخفيف التهاب العين.
  •  مضاد الفيروسات الأسيكلوفير، الذي يستخدم لعلاج إصابة العين بفيروس الهربس.
  •  دواء التبروتوموماب، وهو يستخدم خصيصًا لعلاج جحوظ العينين الناجم عن أمراض الغدة الدرقية.

4. العلاجات التجميلية غير الجراحية:

هناك بعض العلاجات غير الجراحية التي قد تخفف انتفاخ العين المزمن أو ارتخاء الجفنين، مثل:

  •  تجديد سطح الجلد بالليزر: يستخدم الليزر في هذه الحالة لإزالة الطبقات السطحية من الجلد بغية تحفيزه على إنتاج كولاجين جديد وتحسين متانة الجلد وجودته.
  •  حقن الدوكسيسايكلين حول الحجاج: يُعتقد إن حقن هذا المضاد الحيوي تحت الجلد يساعد على تقليل ارتخاء دهون الجفن السفلي.

5. العلاجات الجراحية:

تتمثل العلاجات الجراحية في عملية رأب الجفن، التي يُرفع فيها الجفن السفلي ويمكن إجراؤها إما بمخدر موضعي أو بالتخدير العام.

تعد هذه العملية شائعة نسبيًا، ويضبط فيها الجراح الدهون في منطقة الجفن السفلي ويشد العضلات والجلد حتى يصبح مظهر المنطقة ناعمًا. قد تتباين نتائج العملية بناءً على خبرة الجراح فضلًا عن سن المريض وجودة بشرته وتوقعاته الشخصية من العملية.

اقرأ أيضًا:

التورم تحت العين: الأسباب والعلاج

الهالات السوداء تحت العينين: الأسباب والعلاج

ترجمة: رحاب القاضي

تدقيق: جعفر الجزيري

المصدر

المصدر
الكاتب:رحاب القاضي
الموقع : www.ibelieveinsci.com
نشر الخبر اول مرة بتاريخ : 2023-11-08 14:02:24
ادارة الموقع لا تتبنى وجهة نظر الكاتب او الخبر المنشور بل يقع على عاتق الناشر الاصلي

Exit mobile version