على الرغم من أن نظام إس-350 فيتياز ليس متقدمًا مثل إس-400، إلا أنه لا يزال نظامًا صاروخيًا أرض-جو متوسط إلى طويل المدى قادر على الوصول إلى مدى يصل إلى 120 كيلومترًا. لديه القدرة على تتبع واستهداف أهداف متعددة، بما في ذلك الصواريخ الباليستية والصواريخ المجنحة، فضلاً عن أنواع مختلفة من الطائرات. سيمثل نظام إس-350 ترقية كبيرة لقدرات الدفاع الجوي الباكستانية الحالية، مما يوفر حلاً موثوقًا به متوسط المدى للتعامل مع التهديدات الجوية.
إن مرونة نظام إس-350 وكفاءته وقدرته على مواجهة التهديدات الجوية المتنوعة من الممكن أن توفر لباكستان وضعًا دفاعيًا أفضل على طول حدودها. وفي حين أن مدى نظام إس-400 وقدرات اعتراضه للأهداف لا مثيل لها، فإن نظام إس-350 لا يزال يمثل نظامًا قويًا يمكنه تلبية العديد من احتياجات الدفاع الجوي الباكستانية دون التنافس بشكل مباشر مع نظام إس-400 المتفوق العامل لدى الهند.
تتكون شبكة الدفاع الجوي الباكستانية في المقام الأول من أنظمة صينية ومحلية الصنع، مع بعض الإضافات من حلفاء آخرين. هذه الأنظمة فعالة ولكنها تفتقر إلى الدفاع المتقدم المتعدد الطبقات الذي يمكن أن يوفره نظام مثل إس-400 أو حتى إس-350. فيما يلي نظرة عامة على أصول الدفاع الجوي الباكستانية الرئيسية:
• سلسلة أنزا Anza المحمولة على الكتف: طورت باكستان سلسلة Anza Mk-I وMk-II وMk-III من صواريخ الدفاع الجوي المحمولة محليًا. وهي صواريخ تطلق من على الكتف بمدى يتراوح بين 4 إلى 6 كيلومترات، وهي مصممة لمواجهة التهديدات التي تحلق على ارتفاع منخفض. وقد أثبتت سلسلة أنزا فعاليتها في تطبيقات محدودة ولكنها تفتقر إلى التطور اللازم لمواجهة الطائرات وأنظمة الصواريخ المتقدمة.
HQ-9/P: يعد HQ-9/P، وهو نظام الدفاع الجوي الأكثر تقدمًا في باكستان، نظامًا صينيًا الصنع للصواريخ المضادة للطائرات بمدى يتراوح بين 100 إلى 125 كيلومترًا، ويغطي مسافات متوسطة إلى طويلة. ويعزز HQ-9/P، القادر على اعتراض الطائرات والصواريخ، قدرة باكستان على التعامل مع التهديدات الجوية داخل حدودها.
LY-80 (HQ-16): تم الحصول على LY-80 أيضًا من الصين، وهو نظام دفاع جوي متوسط المدى يمكنه التعامل مع أهداف يصل مداها إلى حوالي 40 كيلومترًا. لقد أضافت LY-80 طبقة كبيرة من الحماية لاستراتيجية الدفاع الجوي الباكستانية، لكن مداها وقدرتها على التعامل مع الهدف محدودة مقارنة بالأنظمة الأكثر تقدمًا مثل S-350 أو S-400.
FM-90 و HQ-7: هذه أنظمة دفاع جوي قصيرة المدى مصممة للدفاع النقطي، وحماية الأصول أو المواقع الاستراتيجية المحددة. مع نطاقات تتراوح من حوالي 10 إلى 15 كيلومترًا، يمكن لهذه الأنظمة استهداف التهديدات المنخفضة الارتفاع، لكن تغطيتها المحدودة تجعلها مناسبة للدفاع عن النقاط الحرجة بدلاً من تشكيل درع دفاع جوي وطني متكامل.
يؤكد رفض روسيا توريد إس-400 إلى باكستان نهج موسكو في الحفاظ على التوازن بين الهند وباكستان. توريد إس-400 لكلا البلدين من شأنه أن يعطل التوازن ويجهد العلاقة الدفاعية الطويلة الأمد بين روسيا والهند. كانت الهند، الشريك الاستراتيجي الرئيسي لروسيا، أول دولة أجنبية تحصل على إس-400، وقد أعاد دمجها في دفاع الهند تشكيل معادلة القوة الإقليمية.
يعد نظام إس-350 فيتياز جيلاً جديدًا من الدفاعات الجوية الأرضية المصممة لحماية المواقع والبنية التحتية العسكرية الاستراتيجية من مجموعة من التهديدات الجوية، بما في ذلك الطائرات المقاتلة والصواريخ المجنحة والصواريخ الباليستية قصيرة المدى. تم تطوير نظام إس-350 من قبل شركة ألماز أنتي، وتم تشغيله في عام 2019 ليحل محل الأنظمة القديمة مثل إس-300 بي إس ولإكمال نظام إس-400 الأكثر تقدمًا ضمن شبكة الدفاع الجوي الروسية المتعددة الطبقات.
تتمثل إحدى السمات البارزة لنظام إس-350 في قدرته على تتبع الأهداف المتعددة والاشتباك معها، حيث يمكنه اعتراض ما يصل إلى 16 هدفًا جويًا أو 12 هدفًا باليستيًا في وقت واحد. يتمثل جوهر فعالية نظام إس-350 في صاروخ 9M96E2، وهو مقذوف صغير ولكنه عالي المناورة ودقيق مصمم للتعامل مع التهديدات المحمولة جواً على مسافات تصل إلى 60 كيلومترًا وارتفاعات من 10 إلى 30 ألف متر. تم تجهيز صاروخ 9M96E2 بنظام توجيه مستقل، مما يحقق دقة عالية مع تقليل الاعتماد على الرادارات الأرضية.
يدعم القوة النارية للنظام مجموعة رادار متطورة توفر تغطية شاملة بزاوية 360 درجة، وقادرة على اكتشاف وتتبع الأجسام من مسافة تصل إلى 400 كيلومتر. يستخدم الرادار الأساسي لنظام إس-350، وهو الرادار متعدد الوظائف 50N6E، هوائيًا مصفوفًا طوريًا للاستجابة السريعة ذو مقاومة قوية للتشويش الإلكتروني، وهي سمة حاسمة في سيناريوهات الحرب الإلكترونية الحديثة.
كما يتميز نظام إس-350 بنظام متقدم في التحكم في إطلاق النار، والذي يحدد أولويات الأهداف ويعينها تلقائيًا. وتعمل نقاط القيادة المركزية، المجهزة بتكنولوجيا التحكم المحوسبة، على تبسيط عملية الاستهداف بشكل كبير، مما يسمح للمشغلين بإطلاق ضربات دقيقة مع تقليل وقت الاستجابة. ولا يعمل هذا التصميم المعياري على تحسين الكفاءة التشغيلية فحسب، بل يسمح أيضًا بالتكامل السلس لنظام إس-350 في النظام البيئي الأوسع للدفاع الجوي والصاروخي الروسي.
التنقل هو أحد الأصول الحيوية الأخرى لنظام إس-350. يمكن إعادة نشر النظام بسرعة، حيث يتم تركيبه على منصات ذات عجلات، مما يعزز من قدرته على البقاء ومداه التشغيلي. تجعله هذه الميزة مناسبًا للدفاع عن الأصول الحيوية وكذلك دعم القوات في الخطوط الأمامية في بيئات القتال الديناميكية. بالإضافة إلى ذلك، يمكن تحميل نظام إس-350 بما يصل إلى 12 صاروخًا لكل قاذفة، ولا يستغرق إعادة التحميل سوى دقائق – وهو عامل يغير قواعد اللعبة في الاشتباكات المستمرة حيث تتطلب كميات كبيرة من التهديدات الواردة قوة نيران سريعة ومتسقة.
ورغم أن نظام إس-350 لا يضاهي قدرات إس-400 في مدى إصابته أو استهدافه، فإنه يوفر دفاعاً جوياً هائلاً ويمكنه تلبية العديد من الاحتياجات العملياتية لباكستان. والواقع أن بنية الدفاع الجوي الباكستانية الحالية، التي تتألف في المقام الأول من أنظمة صينية ومحلية الصنع، تعمل بشكل كاف ولكنها تفتقر إلى التطور الذي تتسم به أنظمة الدفاع المتعددة الطبقات، وهو الأمر الذي قد يعززه نظام إس-350 دون تزويد باكستان بقدرة هجومية قد تزعزع استقرار الأمن الإقليمي.
إس-350 فيتياز
إس-350 فيتياز (S-350 Vityaz) هو نظام دفاع جوي روسي تم تطويره ليكون بديلاً لنظام إس-300 ويكمل أنظمة أخرى مثل إس-400. تم تصميم إس-350 للدفاع الجوي ضد الطائرات والصواريخ الباليستية وصواريخ كروز والطائرات المسيرة، ويعتبر من الأنظمة المتقدمة والمتعددة الطبقات التي تقدمها روسيا ضمن منظوماتها الدفاعية.
خصائص إس-350 فيتياز:
- المدى: يصل مداه إلى حوالي 60-120 كم ضد الأهداف الجوية.
- الارتفاع: يستطيع اعتراض الأهداف على ارتفاع يصل إلى 30 كم.
- عدد الصواريخ: يحمل النظام ما يصل إلى 12 صاروخاً في كل منصة إطلاق.
- الرادار: مجهز برادارات متقدمة تستطيع تتبع وتحديد مواقع الأهداف الجوية متعددة ومتنوعة في نفس الوقت.
- القدرة على الاشتباك مع الأهداف المتعددة: يمكنه التعامل مع عدد كبير من الأهداف، إذ يتتبع ما يصل إلى 16 هدفًا ويهاجم 12 منها بشكل متزامن.
- المرونة وسرعة الإطلاق: يوفر إس-350 قدرات عالية من حيث سرعة الاستجابة والقدرة على الانتقال بسهولة من وضعية الانتظار إلى وضعية القتال.
تم تطوير إس-350 لتقديم نظام دفاعي متوسط المدى، وهو يعتبر بديلاً اقتصاديًا وأكثر مرونة من إس-400 للأغراض المتوسطة، ما يجعله خياراً مثالياً للدول التي تبحث عن حماية واسعة النطاق ضد التهديدات الجوية المختلفة.
ادارة الموقع لا تتبنى وجهة نظر الكاتب او الخبر المنشور بل يقع على عاتق الناشر الاصلي
JOIN US AND FOLO
Telegram
Whatsapp channel
Nabd
GOOGLE NEWS
tiktok
مصدر الخبر
ادارة الموقع لا تتبنى وجهة نظر الكاتب او الخبر المنشور بل يقع على عاتق الناشر الاصلي
نشر الخبر اول مرة على موقع :www.defense-arabic.com بتاريخ:2024-11-05 10:20:00