- Author, بول كيربي
- Role, بي بي سي
دعا الرئيس الأمريكي جو بايدن الحكومة الجورجية إلى الاستجابة للمخاوف الدولية بشأن حجم الانتهاكات في انتخابات السبت وإلغاء القوانين الأخيرة ذات الطابع الروسي.
وأعلنت حكومة “الحلم الجورجي” في الدولة الواقعة بجنوب القوقاز، والتي تحد روسيا، عن فوزها بولاية رابعة بعد أن أكدت السلطات الانتخابية حصولها على ما يقارب 54 في المئة من الأصوات.
وقال بايدن: “لقد أقلقتني بشدة حالة التراجع الديمقراطي الأخيرة في البلاد”، معبّراً بذلك عن مخاوف الاتحاد الأوروبي، الذي جمد طلب انضمام جورجيا واصفاً التطورات الأخيرة بأنها “مقلقة للغاية”.
وقد رفضت رئيسة جورجيا المؤيدة للغرب، سالومي زورابيشفيلي، الاعتراف بنتائج الانتخابات.
تحدثت رئيسة جورجيا عن “عملية خاصة روسية” تهدف للتأثير على نتائج الانتخابات، وأعربت عن دعمها لأربع مجموعات معارضة تقول إن الانتخابات “سُرقت” من قبل حزب يتجه نحو المزيد من التسلط، ويسعى لإعادة جورجيا إلى دائرة النفوذ الروسي تحت قيادة مؤسس الحزب الملياردير بيدزينا إيفانيشفيلي.
وطالبت كل من الولايات المتحدة والاتحاد الأوروبي بإجراء تحقيق في سلسلة من حوادث الترهيب والعنف والتلاعب بالأصوات، إضافة إلى انتهاكات واضحة لعملية التصويت الإلكتروني الجديدة.
وقالت رئيسة المفوضية الأوروبية أورسولا فون دير لاين إن “للجورجيين الحق في أن تُحقق المخالفات الانتخابية بسرعة وشفافية واستقلالية”.
لكن بيان الرئيس الأمريكي يُرجّح أن يوجه ضربة مؤلمة لقيادة “الحلم الجورجي”، حيث يُتوقع أن يصل تأثيره مباشرة إلى سكان جورجيا البالغ عددهم 3.7 مليون نسمة.
سعى رئيس وزراء “الحلم الجورجي”، إيراكلي كوباخيدزه، إلى التقليل من أهمية الانتقادات التي وُجّهت للانتخابات. وأكد في حديثه لبي بي سي أن “بعض الحوادث” وقعت فقط في محطتين انتخابيتين، بينما كان “الوضع هادئاً تماماً” في جميع المحطات الأخرى.
شارك كوباخيدزه يوم الثلاثاء، في اجتماع مع رئيس وزراء المجر، فيكتور أوربان، الذي سافر إلى عاصمة جورجيا تبليسي، للإشادة بالانتخابات واصفاً إياها بأنها “حرة وديمقراطية”.
ولم يذكر أوربان شيئاً عن الاتهامات المتعددة بالتلاعب في التصويت، وأثار زيارته غضب العديد من دول الاتحاد الأوروبي الـ27. فقد أكّد 13 وزير خارجية أن أوربان لا يمثل الاتحاد الأوروبي في تصريحاته، بينما نفت بروكسل ما قاله، موضحة أن المراقبين لم يعلنوا أن الانتخابات كانت حرة ونزيهة. ووصفت تطورات الأوضاع في جورجيا بأنها “مقلقة للغاية”.
وخلال الأشهر الأخيرة، أقرّ حزب “الحلم الجورجي” قانون “العملاء الأجانب” المستوحى من النمط الروسي، والذي يستهدف وسائل الإعلام والمنظمات غير الحكومية التي تتلقى تمويلاً أجنبياً، بالإضافة إلى قانون يحدّ من حقوق مجتمع الميم.
أوربان، الذي هنأ حكومة “الحلم الجورجي” حتى قبل إعلان النتائج ليلة السبت، وجّه انتقادات لشركائه في الاتحاد الأوروبي. وقال للصحفيين بعد محادثاته مع كوباخيدزه: “للسياسة الأوروبية دليل إرشادي: إذا فاز الليبراليون، يقولون إنها ديمقراطية، وإذا فاز المحافظون، فلا ديمقراطية”.
وأضاف: “هنا فاز المحافظون، ولذلك هناك هذه الخلافات التي لا ينبغي أخذها على محمل الجد”.
وصل فيكتور أوربان إلى تبليسي مساء الاثنين، على بُعد مسافة قصيرة من مظاهرة ضخمة شارك فيها عشرات الآلاف من الجورجيين احتجاجاً على نتائج الانتخابات.
وأعرب وزير الخارجية المجري بيتر سيارتو، الذي كان أيضاً في تبليسي، عن استيائه من عدم اعتراف الاتحاد الأوروبي بنتائج الانتخابات الجورجية، قائلاً: “هذا أمر مخزٍ”.
وأشارت استطلاعات الرأي الغربية التي أجرتها قنوات المعارضة التلفزيونية إلى فوز أربعة أحزاب معارضة مجتمعة بالانتخابات، قبل أن تعلن لجنة الانتخابات المركزية فوز حزب الحلم الجورجي بأغلبية في البرلمان.
وقد قامت مجموعة المراقبة الجورجية “صوتي” بجمع قائمة شاملة لأنواع الانتهاكات التي وثقها 1500 مراقب يوم السبت وفي الفترة التي سبقت التصويت.
وقالت منظمة “صوتي” إنه قبل الانتخابات، طُلب من المعلمين العموميين وعمال النظافة وسائقي الحافلات إما إرسال بطاقات هويتهم أو مصادرتها، في حين عُرضت على أسر الأشخاص المحتاجة مساعدة مالية مقابل تصويتهم.
في يوم الانتخابات، أعلنت المنظمة أن أساليب مختلفة استُخدمت:
- كان هناك شراء للأصوات وحشو لصناديق الاقتراع، في حين مُنع المراقبون من القيام بعملهم.
- لم يستجب مسؤولو الانتخابات والسلطات لادعاءات ارتكاب جرائم جنائية.
- لم يتم تنفيذ نظام حبر أصابع الناخبين بشكل صحيح، لذلك كان الناخبون قادرين على التصويت مرة أخرى في مكان آخر.
- تمكن الناخبون من استخدام أرقام هوية أشخاص آخرين للإدلاء بأصواتهم بتواطؤ من مسؤولي الانتخابات.
- تمكن الناخبون من جمع العديد من أرقام الهويات بالانتقال من مركز اقتراع إلى آخر.
كانت الرئيسة زورابيشفيلي قد صرحت لبي بي سي بأن ما يسمى بالـ “تصويت الدائري” قد حدث، “حيث يمكن للشخص الواحد التصويت 10، 15، 17 مرة بنفس البطاقة”.
وطالبت منظمة “صوتي” بإلغاء نتائج 196 مركز اقتراع، زاعمة أنها أدت إلى إدخال 300 ألف صوت إضافي.
ونفى رئيس وزراء جورجيا مزاعم المخالفات الواسعة النطاق، وقال لبي بي سي، إن الانتخابات كانت “متوافقة مع المبادئ القانونية” بشكل عام، كما نفى أن تكون حكومته مؤيدة لروسيا و”موالية لبوتين”.
واتهمت لجنة الانتخابات في جورجيا منتقديها بشن “حملة تلاعب” ونشر معلومات مضللة وقالت إنها ستعيد فرز الأصوات في خمسة مراكز اقتراع مختارة عشوائياً في كل من الدوائر الانتخابية الـ 84 في جورجيا.
وتقول اللجنة إن الشركة الأمريكية التي استخدمت نظامها أكدت أن “تكرار اسم ناخب في قائمة الناخبين أمر مستحيل، حيث يجري تسجيل كل ناخب مرة واحدة فقط”.
وأضافت اللجنة “من المستحيل التصويت عدة مرات بهوية واحدة، أو تسجيل ناخب واحد في عدة دوائر انتخابية”، مضيفة أن محاولة تشويه سمعة النظام لا تعدو أن تكون إنكاراً للواقع.
وقالت الرئيسة الجورجي لإذاعة سويسرية إن اللجنة “يهيمن عليها حزب السلطة بالكامل، والمنظمات غير الحكومية… ليس لها أي تأثير عليها”.
وقال إيكا جيجاوري من منظمة الشفافية الدولية، التي شاركت في مهمة مراقبة “صوتي”، “هذه الدولة أسيرة”.
“نحن نعلم أن أي شيء قد يحدث … ونعلم أن لا أحد سيحقق في الأمر أو يتفاعل معه”.
JOIN US AND FOLO
Telegram
Whatsapp channel
Nabd
GOOGLE NEWS
tiktok
مصدر الخبر
نشر الخبر اول مرة على موقع :www.bbc.com
بتاريخ:2024-10-30 17:59:00
الكاتب:
ادارة الموقع لا تتبنى وجهة نظر الكاتب او الخبر المنشور بل يقع على عاتق الناشر الاصلي