ومنذ ذلك الحين، تم اكتشاف فيروس H5N1 في نحو 200 حيوان، و3 أشخاص عبر 12 ولاية أميركية، وفقاً لمراكز السيطرة على الأمراض والوقاية منها.
وسرعان ما تم اكتشاف الفيروس في الحليب الخام، ما دفع الباحثين إلى التحقيق فيما إذا كانت منتجات الألبان تشكل خطراً على المستهلكين.
هل الحليب المبستر آمن؟
وفي دراسة جديدة نُشرت في دورية “فيرولوجي“، اختبر باحثون مئات من منتجات الألبان من عشرات الولايات بحثاً عن الفيروس، ولم يجدوا أي فيروس معدٍ في العينات، وبحسب عالمة الفيروسات في وزارة الزراعة الأميركية (USDA) إيريكا سباكمان فإن “الحليب المبستر آمن”.
وأضافت سباكمان: “تماماً مثل مسببات الأمراض البكتيرية التي تحدث في الحليب، أو الفيروسات الأخرى التي يمكن أن تحدث في الحليب، فإن عمليات البسترة تتخلص من مسببات الأمراض”.
وأشارت إلى أن خط أنابيب معالجة الحليب في الولايات المتحدة يتضمن طبقات متعددة من الحماية، ويمكن للدوائر والمرشحات الميكروبيولوجية لمنتجات الألبان تحديد مسببات الأمراض، ولا يدخل حليب الأبقار المصابة بالتهاب الضرع (الثدي) أو حالات مرضية أخرى في الإمدادات الغذائية.
ولفتت إلى أنه يمكن أن يؤدي التسخين أثناء عملية البسترة إلى تدمير فيروس H5N1، وغيره من مسببات الأمراض البكتيرية الأكثر شيوعاً.
ما هي عملية البسترة؟
والبسترة عملية تستخدم فيها الحرارة لتقليل عدد مسببات الأمراض القابلة للحياة في الأطعمة والمشروبات، إلى مستويات من غير المرجح أن تسبب المرض، ما يطيل مدة صلاحيتها.
وتتضمن العملية عدة طرق تختلف حسب درجة الحرارة والوقت، إذ يتعرض الحليب لدرجة الحرارة المرتفعة لفترة قصيرة عند 72 درجة مئوية لمدة 15-20 ثانية، ودرجة الحرارة العالية جداً عند 135 درجة مئوية لمدة 2-5 ثوان، ودرجة الحرارة للبسترة طويلة الأمد أو البسترة دفعة واحدة عند 63 درجة مئوية لمدة 30 دقيقة.
وتشمل فوائد البسترة القضاء على معظم البكتيريا والفيروسات والعفن والخمائر، وبالتالي تقليل خطر الإصابة بالأمراض المنقولة بالغذاء، وإطالة العمر الافتراضي للأغذية القابلة للتلف.
ومع ذلك، فالبسترة ليست تعقيماً ولا تقتل جميع الكائنات الحية الدقيقة، وقد تسبب بعض الخسارة في الفيتامينات والإنزيمات، لذا اختبر الباحثون منتجات الألبان لمعرفة إذا ما كانت البسترة تقتل الفيروس المسبب لإنفلونزا الطيور.
ما الحيوانات التي أصيبت بإنفلونزا الطيور؟
وتصيب إنفلونزا الطيور في المقام الأول الطيور المهاجرة ويمكن أن تنتقل إلى الحيوانات المنزلية، ولكن تم اكتشاف الفيروس في حيوانات أخرى أيضاً.
وفي الآونة الأخيرة، كان من بين هذه الحيوانات القطط والكلاب والماعز الصغيرة، بالإضافة إلى دب قطبي في ألاسكا وفيلة وفقمة الفراء في القطب الجنوبي.
ومع ذلك، كان اكتشاف فيروس H5N1 في مزارع الألبان في شهر مارس الماضي بمثابة مفاجأة، إذ لم يتم العثور على الفيروس في أبقار الألبان من قبل.
وبعد فترة وجيزة من الاكتشاف، أظهرت الاختبارات التشخيصية أن شكلاً معدياً من الفيروس كان موجوداً في الحليب الخام، ما يشير إلى أن الفيروس ينتقل من البقرة إلى الحليب.
وقادت هذه النتيجة إدارة الغذاء والدواء الأميريكية (FDA)، ووزارة الزراعة الأميركية إلى التحقيق فيما إذا كانت البسترة تقضي بشكل فعال على المخاطر التي تشكلها على المستهلكين.
وفي الفترة بين 18 و22 أبريل الماضي، استخدم الباحثون “تفاعل البوليميراز المتسلسل” (PCR) لتحليل 297 عينة من منتجات الألبان المبسترة بالتجزئة، بما في ذلك 23 نوعاً من المنتجات، تم جمعها من 17 ولاية.
وقالت إيريكا سباكمان: “أجرينا الاختبارات للكشف عن الفيروسات الحية وتحركنا بأقصى ما نستطيع من حساسية للحصول على أقل قدر ممكن من الفيروس، لكننا لم نتمكن من اكتشاف أي شيء”.
وباستخدام تفاعل البوليميراز المتسلسل، حدد الباحثون المادة الوراثية الفيروسية في 20% من العينات، وأوضحت سباكمان: “يبدو أن الفيروس معطل تماماً”.
وأردفت بالقول إن النتائج الجديدة “تمنحنا الطمأنينة بأن ما كنا نفعله، البسترة، يحمينا مما لا نعرف عنه شيئاً”.
JOIN US AND FOLO
Telegram
Whatsapp channel
Nabd
GOOGLE NEWS
tiktok
مصدر الخبر
نشر الخبر اول مرة على موقع :asharq.com بتاريخ:2024-07-03 17:37:17
ادارة الموقع لا تتبنى وجهة نظر الكاتب او الخبر المنشور بل يقع على عاتق الناشر الاصلي