بطعنة مزدوجة.. المغرب تتغول في التطبيع مع كيان الاحتلال


العالمكشكول

تتجه بوصلة التطبيع مرة جديدة الى المغرب حيث حطت طائرة وزيرة داخلية الاحتلال الاسرائيلي “أيليت شاكيد” لتبدأ زيارة تنتهي الخميس بحثا عن فصل جديد من العلاقات التطبيعية بين الرباط وتل ابيب، وتجري خلالها مباحثات مع كبار المسؤولين والوزراء المغاربة وتعتبر زيارة شاكيد إلى المغرب هي رابع زيارة رسمية لوزراء في حكومة “نفتالي بينيت” منذ تطبيع العلاقات نهاية العام 2020.

وفضلا عن الاتفاقات التطبيعية شكلت الزيارة منطلقا لتسجيل موقف اسرائيلي هو الاول من نوعه حول النزاع الحدودي المغربي الجزائري أعلنت من خلاله شاكيد ان “تل ابيب” تعترف بسياة المغرب على الصحراء الغربية بحسب ما ذكرت اذاعة الاحتلال العامة ما شكل سابقة هي الأولى من نوعها، والتي بدورها تأتي في إطار موجة التطبيع بين الجانبين.

وضمن الخطوات اللافتة التي افرد لها الاعلام المغربي والاسرائيلي اهتماما ماكشفت عنه شاكيد عن اتفاقية سيجري توقيع صيغتها النهائية في تموز/ يوليو المقبل لجلب عمال من المغرب الى كيان الاحتلال للعمل في مجالي التمريض والبناء، وأضافت شاكيد ان هذا التعاون سيساعد على النهوض بسوق الاستيطان وكذلك دعم المستوطنين المسنين في الكيان بحسب تعبيرها.

المنظمات المغربية الداعمة لفلسطين أكدت رفضها وادانتها للسياسات الموغلة في التطبيع مع الكيان الصهيوني واعتبرت قرار استقدام عمال مغربية للكيان الصهيوني خطوة التطبيعية موغلة في الهرولة الصهيونية المباشرة التي تعيش الرباط فصولها طيلة السنة والنصف الماضية بعد الاتفاق الشؤوم التطبيعي في نهاية 2020، مشددين على انه فصل جديد المراد منه تسخين التطبيع حتى لا يصبح فقط محصورا في اتفاقات او زيارات او في التقاط الصور او اعلان نوايا بل يتم تنزيله على المستوى الشعبي وعلى المستوى الاجتماعي الاقتصادي.

واعتبرت ان نقل العمالة المغربية في البناء والتمريض والعمل لدى العدو الصهيوني ولدى المستوطنين جريمة مركبة لانها اولاً تريد ربط المجتمع المغربي بكيان الاحتلال كعمالة رخيصة تعمل لدى العدو، ثانيا جلب العمالة المغربية الى فلسطين المحتلة يرفع منسوب البطالة في المجتمع الفلسطيني سواء في الضفة الغربية والداخل الفلسطين المحتل، مؤكدين انهم امام خيانة مباشرة وفاضحة للتاريخ كمغاربة.

زيارة شاكيد ليست الزيارة الاولى من نوعها على الصعيد الوزاري اذ ان طريق شاكيد الى الرباط كان مهده لها كل من وزيري الخارجية “يائير لابيد” ووزير الحرب “بني غانتس” اللذين توجها الى المغرب خلال الاشهر الماضية. وفي الوقت الذي افتتح فيه لابيد ممثلية للكيان في ذلك الحين واعلن عن التحضير لخطوة تبادل السفراء في اقرب فرصة اعلن “غانتس” توقيع اتفاق امني وصف بغير المسبوق وجائت الخطوات لتكمل مسار التطبيع الذي اعيد في ديسمبر/ كانون الثاني عام 2020ا ذ اعلن الطرفان عن استئناف علاقتهما الدبلوماسية التطبيعية كجزء من ما يسمى معاهدة “ابراهام” التي وقعها الرئيس الامريكي السابق دونالد ترامب واسهمت في تطبيع العلاقات بين الكيان ودول عربية.

الجوانب السياسية ليست وحدها ما يشكل ثغرة تطبيعية يدخل من خلالها الكيان الصهيوني الى المغرب العربي اذ انه تم الكشف عن مشاركة الكيان لاول مرة في تدريبات “الاسد الافريقي 2022” التي انطلقت منذ أيام في المغرب بالتعاون مع الولايات المتحدة وهي مناورات تتم في منطقة القنيطرة شمال الرباط بالاضافة الى عدة مناطق في الجنوب بينها منطقة المحبس عند الحدود مع الجزائر بحسب ما ذكرت وكالة “فرانس برس”، وضمن التدريبات التي تعد الاوسع من نوعها في القارة الافريقية وتستمر حتى نهاية الشهر الجاري لفتت مشاركة تونس التي لا تمتلك علاقات تطبيعية مع كيان الاحتلال.

والجدير ذكره ان الشعب المغربي عبر عن رفضه لاتفاق التطبيع مع كيان الاحتلال الصهيويني، معتبرين ذلك تزكية لجرائم الاحتلال الصهيوني واعترافا بشرعية احتلاله فلسطين، وخيانة لمكانة القضية الفلسطينية في وجدان المغاربة.

الكاتب :
الموقع :www.alalam.ir
نشر الخبر اول مرة بتاريخ : 2022-06-23 22:06:08

رابط الخبر
ادارة الموقع لا تتبنى وجهة نظر الكاتب او الخبر المنشور بل يقع على عاتق الناشر الاصلي

Exit mobile version