بعد إقصاء مسلمة بزعم “انتقادها لإسرائيل”.. حزب العمال البريطاني يختار مرشحا عنصريا تجاه الفلسطينيين يفتخر بأنه “سيد القر…

مدار نيوز \ القدس العربي \

في خطوة أثارت الغضب والاتهامات بالنفاق، قام حزب العمال البريطاني، بزعامة كير ستارمر، باختيار لوك أكيهرست، العضو البارز في اللوبي الصهيوني المؤيد لإسرائيل، والذي له مواقف عنصرية موثقة ضد الفلسطينيين، للترشح للانتخابات العامة المقبلة في 4 يوليو/ تموز، لمقعد آمن للحزب في شمال دورهام بشمال إنكلترا. رغم أن الدائرة الانتخابية تقع على بعد حوالي 250 ميلاً من منزله في أكسفورد، ولا علاقة له بالمنطقة.

وبالتزامن مع ذلك أقصى حزب العمال مرشحته المسلمة الدكتورة فايزة شاهين، التي كانت تتنافس على مقعد تشينغفورد وودفورد غرين بشمال شرق لندن، بعد أيام من إطلاق حملتها للانتخابات في المنطقة التي ترعرعت فيها وتعرفها جيدا، وحصلت على دعم الحزب محليا وبخيار ديمقراطي.

لكن فايزة شاهين لم تحصل على تأييد اللجنة التنفيذية الوطنية للحزب بعد أن زُعم أنها أعجبت بسلسلة من المنشورات على وسائل التواصل الاجتماعي تنتقد إسرائيل وادعاءات بـ”معادية للسامية” بينها منشور تضمن مقطع فيديو للكوميدي الأمريكي اليهودي جون ستيوارت، وصف فيه المصاعب التي تواجهه لنقد إسرائيل كيهودي.

وفي المقابل، تم الكشف أن لوك أكيهرست، الذي هو للمفارقة عضو اللجنة التنفيذية الوطنية للحزب، والذي يفتخر بأنه صهيوني، بل ويسمي نفسه “سيد القرف الصهيوني”، رغم أنه ليس يهوديا له سجل فظيع من المنشورات التي تدعم إسرائيل وحسب، بل تتهجم على الفلسطينيين.

<

p dir=”rtl”>

وقد قام أكيهرست وفي الأسبوع الذي سبق اختياره، بحذف أكثر من 2000 تدوينة لأنه يعرف محتواها العنصري ضد الفلسطينيين، والذي يبرر للإبادة الجماعية الإسرائيلية والاحتلال الاستعماري للشعب الفلسطيني.

ففي تدوينة محذوفة تم تداولها على مواقع التواصل، وتعود إلى 2018، كتب أكيهرست “إذا كان الفلسطينيون لا يرغبون في أن يعاملوا بالطريقة التي يعاملون بها، فإن الحل المحتمل سيكون توسيع نطاق حقوق الإنسان لتشمل حقوق الجرذان”.

 

وفي تدوينة تم حذفها الآن، ادعى أكيهرست أن “اللقطات التي تظهر الفلسطينيين وهم يواجهون القصف الإسرائيلي في مستشفى الشفاء في غزة في نوفمبر/ تشرين الثاني 2023 تم تمثيلها وكان الناس “ممثلين”!.

وفي تغريدة أخرى محذوفة، قال صراحةً إن الأمم المتحدة “معادية للسامية”.

<

p dir=”rtl”>

وقال في منشور آخر إن “مستوطنات الضفة الغربية يجب أن تصبح رسميًا جزءًا من إسرائيل، وكذلك مرتفعات الجولان، التي استولت عليها إسرائيل من سوريا في عام 1967”.

ولم تكن مواقف أكيهرست مفاجئة للمطلعين، فهو يشغل منصب مدير مجموعة الضغط “نحن نؤمن بإسرائيل” منذ تأسيسها في عام 2011.

وفي فيلم وثائقي لقناة “الجزيرة” الإنكليزية عن اللوبي الإسرائيلي في بريطانيا، تحدث الدبلوماسي الإسرائيلي شاي ماسوت عن دور أكيهرست في المنظمة وحزب العمل. وقال ماسوت، الذي لم يكن يعلم أن أحد مراسلي الجزيرة السريين كان يصوره، إن أكيهرست كان “أحد أفضل العملاء في الداخل لصالح إسرائيل”.

وفي ديسمبر/ كانون الأول الماضي أعاد أكيهرست أيضًا نشر تدوينة لحساب “أصدقاء حزب العمال لصالح إسرائيل” وهم يرحبون بيائير غولان كزعيم لحزب العمل الإسرائيلي، وهو يدعو إلى العقاب الجماعي للشعب الفلسطيني، ويقول: يحظر السماح بجهد إنساني…علينا أن نقول لهم (للفلسطينيين): اسمعوا، حتى يتم إطلاق سراح [الأسرى]، من جانبنا، يمكن أن تموتوا من الجوع. إنه أمر مشروع تمامًا”.

وفي حوار مع صحيفة “مترو” البريطانية برر أكيهرست حذف التدوينات المدينة له، لكيلا يعطي لخصومه أدوات لإدانته، كما قال. وزعم أنه لم يكتشف عن أنه سيأخذ منه نحو أسبوعين لإلغاء المنشورات الـ 62 ألف الموجودة على حسابه في “أكس”، ولهذا فاكتفى كما قال بما استطاع حذفه.

ودافع أكيهرست على وصف الأمم المتحدة بأنها معادية للسامية، كما دافع على تغريدة تساءل فيها: “أليس اليهود سودًا سياسيًا؟”.

وهي تدوينة فيها حمولة عنصرية واضحة، لكن لا يبدو أن ذلك أزعج قيادة حزب العمال البريطاني وفي مقدمها رئيسه كير ستارمر، الذي يحسب عليه أكيهرست.

وكما لفتت صحيفة “مترو” فإن كلام أكيهرست واضحة إلى البرلمانية البارزة ديان أبوت (69 عاما)، التي كانت قالت في رسالة إلى صحيفة “الأوبزيرفر” البريطانية، العام الماضي، “إن اليهود والإيرلنديين، والرحالة لم يواجهوا العنصرية طوال حياتهم”، عكس نوع العنصرية التي يواجهها السود.

ورغم أن أبوت اعتذرت فيما بعد وسحبت تصريحاتها إلا أن حزب العمال بدعم من ستارمر، قرر تعليق عضويتها.

وكانت أبوت، وهي برلمانية منذ عام 1987، أول امرأة سوداء البشرة يتم انتخابها لعضوية البرلمان في بريطانيا، وهي من الحلفاء المقربين لزعيم الحزب السابق جيرمي كوربين (الذي تم فصله من الحزب بادعاءات معاداة السامية)، وشغلت منصب المتحدثة باسم الشؤون الداخلية في الحزب، وهي معروفة مثل كوربين بدعمها للقضية الفلسطينية. وكانت لفترة قصيرة على علاقة عاطفية بكوربين.

وقد قرر كوربين الترشح كمستقل في دائرته الانتخابية في دائرة إزلينغتون نورث بشمال لندن التي تعتبر من معاقل حزب العمال، وضد مرشح الأخير. كما من المتوقع أن تترشح دايان آبوت عن منطقة هاكني بلندن كمستقلة مع تقارير، حاول ستارمر نفيها، عن توجه حزب العمال إلى اختيار مرشحا آخر بديلا لها، رغم أن الحزب أعادها قبل أيام فقط إلى صفوف كتلته البرلمانية.

 

وقد عبرت أبوت في منشور على حسابها على “أكس” عن تضامنها مع المترشحة المسلمة الدكتورة فايزة شاهين، التي أقصاها حزب العمال من الترشح باسمه. وأكدت أبوت أن ذلك ضمن مخطط لـ”استهداف واضح للمحسوبين على يسار الحزب”، المحسوبين على كوربين والمعروفين بدعمهم للقضية الفلسطينية.

وأكدت الدكتورة شاهين، وهي محاضرة في “مدرسة لندن للاقتصاد” المرموقة، في حوار مع قناة “بي بي سي” أنها تعرضت لحملة منظمة من العنصرية والإسلاموفوبيا والتنمر. وربطت قرار منعها من الترشح بموقفها الداعم للقضية الفلسطينية، مضيفة أنها ستقوم بتحدي قرار حزب العمال أمام المحاكم.

JOIN US AND FOLO

Telegram

Whatsapp channel

Nabd

Twitter

GOOGLE NEWS

tiktok

Facebook

مصدر الخبر
نشر الخبر اول مرة على موقع :madar.news
بتاريخ:2024-06-01 01:35:04
الكاتب:علي دراغمة

ادارة الموقع لا تتبنى وجهة نظر الكاتب او الخبر المنشور بل يقع على عاتق الناشر الاصلي

Exit mobile version