-الغرابة في هذا الخبر، رغم اهميته، ان مصدره “جيش الاحتلال” ، وليس الحكومة التي تتولى امر “الجيش” وتضع الاستراتيجيات العسكرية وتحدد اهدفها. والغريب اكثر، ان الخبر تناقلته وسائل اعلام والصحافة في الكيان بشكل علني، رغم انه كان بالامكان ل”الجيش” ان يقدم توصياته ل”القيادة السياسية” بشكل سري، بسبب حساسية الموضوع.
-في المقابل، ذكرت ذات المصادر وبشكل علني ايضا، ان “مجلس الحرب الإسرائيلي اجتمع الليلة الماضية بتشكيلته الجديدة، وناقش الموقف الأمني والعسكري على الجبهة مع لبنان” من دون ان تذكر القرارات التي تم اتخاذها في ذلك الاجتماع.
-اللافت، ان موقع أكسيوس الأميركي نقل عن من اسماهم “مسؤولين إسرائيليين” قولهم: “إن عاموس هوكستين المبعوث الخاص للرئيس الأميركي جو بايدن سيصل إلى إسرائيل الاثنين في محاولة لمنع تحول التصعيد بين إسرائيل وحزب الله إلى حرب شاملة”.
-اذا ما وضعنا هذه الاخبار في سياق التطورات الميدانية في غزة وخاصة في رفح، والخسائر الكبيرة التي تتعرض لها قوات الاحتلال وخاصة في الايام الاخيرة، وما يجري في شمال فلسطين المحتلة مع لبنان، يمكننا ان نستنجد ان كل ما يقال عن استعداد “الجبهة الشمالية” لهجوم واسع على لبنان، وان “الجيش” ينتظر قرار القيادة السياسية، ليس سوى ذر الرماد في العيون، وان هدف هذه التسريبات ، واطلاق هذه التهديدات، محاولة، لانزال نتنياهو وحكومته من اعلى الشجرة، بطريقة لا تجلب العار ل”الجيش الذي لا يقهر”، و”القوة الكبرى في العالم”، امريكا، التي تدعمه، بعد ان فشلا في تحقيق اي هدف من اهداف العدوان على غزة منذ 9 اشهر.
-قوات الاحتلال الاسرائيلي، التي لم تفشل في تحقيق اي من اهداف عدوانها على المقاومة، المحاصرة في غزة ، فحسب، بل خسرت الآلاف من القتلى والجرحى، ونحو 50 بالمائة من عتادها واسلحتها ،وانهك القتال المستمر منذ اكثر من 8 اشهر ما تبقى منها، هل بامكان هذه القوات ان تجازف وتفتح جبهة مع حزب الله، الجهة التي تعتبر اقوى بكثير من المقاومة المحاصرة في غزة، ولم تستخدم حتى الان سوى 5 بالمائة من قوتها، بالاضافة الى انها مفتوحة جغرافيا على لبنان والمنطقة والعالم.
-الشيء الذي كشف عنه العدوان الامريكي الاسرائيلي على غزة، والذي غير جميع معدلات وحسابات الثنائي الامريكي الاسرائيلي، هو توحد جبهات المقاومة في المنطقة، في سياق استراتيجية وحدة الساحات، والذي منع الثنائي الامريكي الاسرائيلي الاستفراد بغزة، وهذه الجبهات ستكون اكثر اندكاكا في بعضها، في حال ارتكب نتنياهو غلطة عمره، وشن عدوانا على لبنان.
-أن فتح جبهة قتال مع لبنان، لم ولكن يكون نزهة لنتنياهو، وما عليه اذا ما ارتكب هذه الحماقة ، ان يضرب عندها عدد الصواريخ التي انطلقت خلال ثلاثة ايام فقط من لبنان نحو كيانه، ايام الاربعاء (251 صاروخا)، والخميس (150 صاروخا)، والجمعة (34 صاروخا و16 مسيرة )، بالعدد 10 او 100، ناهيك عن صواريخ ومسيرات محور المقاومة، التي ستنهمر على كيانه باعداد كبيرة، بالاضافة الى توجه الالاف من المجاهدين
، من مختلف دول محور المقاومة الى جنوب لبنان، لاذلال الاسرائيلي، كما تم اذلاله في غزة.
-يبدو ان الرسالة التي وجهها نائب الامين العام لحزب الله الشيخ نعيم قاسم، الى كل من هدد بخوض حرب شاملة ضد لبنان، والتي اعلن فيها عن جهوزية الحزب الكاملة لخوض مثل هذه الحرب، قد وصلت الى الامريكيين قبل الصهاينة. لذلك نميل الى ان نتنياهو المهزوم سيتلقف، زيارة المبعوث الامريكي عاموس هوكستين الى فلسطين المحتلة يوم غد الاثنين،ل” وقف التصعيد بين حزب الله والكيان الاسرائيلي” كطوق نجاة. الا ان هذا التصعيد، يعلم هوكستين قبل غيره، انه لن يتوقف، ما لم يتوقف العدوان على غزة.
مصدر الخبر
نشر الخبر اول مرة على موقع :www.alalam.ir بتاريخ:2024-06-17 00:06:35
ادارة الموقع لا تتبنى وجهة نظر الكاتب او الخبر المنشور بل يقع على عاتق الناشر الاصلي