ربيع العدوان
قرار تأخر كثيراً على ما يبدو، وكان يجب أن يتخذ منذ فترة طويلة للغاية، فالابتزاز المعنوي الذي مارسه عموتة بحق الجماهير الأردنية والاتحاد على ظهر جيل مميز من اللاعبين الذين صنعوا الإعجاز في كأس آسيا وتصفيات كأس العالم، ولا أدري كيف استطاع هذا المدرب اتخاذ قرار الرحيل بعد كلمات جلالة الملك في لقاء التكريم للنشامى الأخير عندما قال له “نريدك معنا حتى الوصول لكأس العالم”.
بالعموم في صحيفة الملاعب أشرنا مراراً أن عموتة قد حسم موقفه من الرحيل، وكنا نتحفظ في نشر بعض التفاصيل من باب المسؤولية تجاه المنتخب الوطني، ووردتنا من مصادرنا الكثير من الأخبار حول مصير عموتة، وآخر تلك التلميحات التي قمنا بنشرها هو التأكيد على أخبارنا السابقة الذي ورد على صفحات صحيفة الخليج الإماراتية عن وجود مفاوضات بين عموتة والجزيرة الاماراتي.
في التفاصيل فإن مغادرة عموتة كانت مقررة بعد مواجهتي باكستان في التوقف الدولي السابق ولكن محاولة تمديد تواجده لعل المفاوضات التي كان يقودها لرفع راتبه وإقرار بعض المكافآت، ساهمت بتأجيل هذا القرار حتى نهاية الدور الأول من تصفيات كأس العالم.
بعدها حاول عموتة وفق ما وصل الملاعب أن يفرض شروطه مستغلاً الشعبية الجارفة التي نالها بعد إنجازات النشامى الأخيرة، حيث طلب زيادة على راتبه بنسبة 100% سنوياً وهو ما رفضه الاتحاد، خاصة وأنه يعد نقلة نوعية وكبيرة للغاية ولم يسبق أن وصل مدرب بهذا الراتب، بالإضافة لمكافآت أخرى للجهاز الفني.
في المقابل أكد المصدر للملاعب أن المدرب المغربي طلب تأجيل الدوري حتى شهر 11 المقبل وهو ما كان سيخلق أزمة كبيرة مع الأندية ولأجندة الموسم، كما طلب إضافة أعضاء جدد للجهاز الفني للنشامى.
بحسب المصدر الذي تحدث للملاعب فإن هذه الشروط كانت مرفوضة من قبل الاتحاد، في حين كان موضوع المنزل والشقة الذي تداوله البعض قديماً وكان من السهل حله.
من ناحية أخرى كان الأجدر إقالة عموتة في وقت سابق، خاصة أنه ومن غير الأخلاقي أن يقوم المدرب بمفاوضة 4 عروض خلال أيام وهو على رأس الجهاز الفني وقد سبق وأن تواصل مع الاتحاد التونسي، فيما تأكدت مفاوضات نادي الجزيرة من جهة ومنتخب الإمارات من جهة بالإضافة للعماني والبحريني كما ذكرت مصادر مطلعة للملاعب، لكن الأدهى هي الجلسة التي جمعت المدرب أمس بإدارة الوداد المغربي، الذي سبق ونفى أن يكون قد تواصل معه.
في المجمل كنا سابقاً قد أشرنا أن الصبر على عموتة وطريقته في محاولة زيادة الراتب لم يكن قراراً حكيماً، وكان الأجدر إنهاء عقده مبكراً، فما تحقق كان بفضل اللاعبين وهو ما نوهنا له سابقاً، فالمدرب الذي لا يجد الحلول ويعتمد على 11 لاعب فقط، معتمداً على المهارة الفردية للثلاثي الهجومي في حسم اللقاءات لم يكن الخيار الوحيد والمفضل.
لم تكن مشكلتنا مع المدرسة المغربية بقدر ما هي مع أسلوب مدرب، فاليوم نكمل المشوار مع مدرب مغربي جديد وبالتأكيد كان هنالك دور لعموتة في تعيينه خليفة له، ولكن عموتة ومنذ مشوار كأس آسيا حاول الصيد في الماء العكر، وخلق من نفسه سوبرمان كان له الفضل في ما تحقق وحيداًـ فقد تحدث كثيراً عن الوضع المالي المتردي للأندية وتحدث عن إضراب اللاعبين في الأندية، وتحدث عن الملاعب الموجودة، وعن منظومة الأندية الفنية وعن نظام البطولة وغيرها من الأمور التي لم يكن وقتها للحديث عنها، وكان الهدف أن يوضح عبر الاعلام العربي أنه يعمل في ظروف منعدمة رغم الدعم الكبير الذي تلقاه من الاتحاد والجميع.
هذا الأسلوب والنهج الذي تسبب بفجوة بين عموتة وبعض وسائل الاعلام وبعض النقاد والمحللين، ولم يكن يقبله، واستغل شعبيته في المغرب والاعلام المغربي والعربي للعمل عليه سابقاً..
الهروب وسط العاصفة لم يكن الخيار الأفضل يا عموتة، وانتظرنا أن يكمل هذا المدرب رحلته مع النشامى بعد تمسك الاتحاد به كثيراً، وأن يرد فضل الانجاز الذي تحقق بأقدام اللاعبين وروحهم بالدرجة الأولى في كأس آسيا.
ولكن ما أعتبره غريباً للغاية، كيف تمكن عموتة من الدوس على مشاعره وعدم إطاعة أمر ورغبة ملكية كانت واضحة وتحدث بها جلالة الملك بوضوح …
(function(d, s, id) {
var js, fjs = d.getElementsByTagName(s)[0];
if (d.getElementById(id)) return;
js = d.createElement(s); js.id = id;
js.src=”https://connect.facebook.net/en_GB/sdk.js#xfbml=1&version=v2.12″;
fjs.parentNode.insertBefore(js, fjs);
}(document, ‘script’, ‘facebook-jssdk’));
مصدر الخبر
نشر الخبر اول مرة على موقع :www.al-mala3b.net
بتاريخ:2024-06-22 22:15:50
الكاتب:
ادارة الموقع لا تتبنى وجهة نظر الكاتب او الخبر المنشور بل يقع على عاتق الناشر الاصلي
JOIN US AND FOLO