معاريف 14/1/2025، موشيه نستلباوم: بقاء الجيش الإسرائيلي في قطاع غزة يعزز صورة إسرائيل كدولة احتلال
فلنخرج فورا من غزة. ذات مرة تحدث الناس كمثال عن الوحل اللبناني الذي من شأن الجيش الإسرائيلي أن يغرق فيه في الشتاء. أما الان فمن الصواب الحديث عن الوحل الغزي الذي غرق فيه الجيش الإسرائيلي. منذ بداية المناورة البرية في قطاع غزة سقط في أراضي القطاع نحو 400 جندي، عدد أعلى من عدد الجنود الذين سقطوا في معارك الصد في غلاف غزة في 7 أكتوبر.
في كل يوم يوجد فيه جنود الجيش الإسرائيلي في داخل غزة فانهم يعرضون حياتهم للخطر. المحيط المديني الكثيف لغزة يجعل كل عمل مركبا وخطيرا، حين تستخدم حماس على نحو واسع الانفاق، وسائل التفخيخ والقتال غير التقليدي. الادعاء بان إسرائيل لا تخرج من قطاع غزة لاسباب سياسية، كما يطرح معارضو رئيس الوزراء يتعلق بمسألة كم هي القرارات في مجال الامن تتأثر باعتبارات سياسية أو بمصالح شخصية. معارضو رئيس الوزراء يدعون بان الحملة العسكرية في غزة حققت معظم أهدافها الأمنية. بزعمهم، ضرب الجيش الإسرائيلي بشكل هام البنى التحتية الإرهابية لحماس، دمر أنفاق، صفى مسؤولين وضرب قدرة انتاج الصواريخ والسلاح، وبعد تحقيق هذه الأهداف، فان استمرار التواجد العسكري لا يضيف قيمة استراتيجية بل من شأنه ان يصبح عبئا امنيا واقتصاديا.
بقاء طويل للجيش الإسرائيلي في قطاع غزة لا يزيد فقط المخاطر للجنود بل يعزز صورة إسرائيل في الساحة الدولية كدولة احتلال ويبعدها عن حلفائها كالولايات المتحدة ودول الاتحاد الأوروبي التي تطالب بوقف القتال. منتقدو نتنياهو يدعون بانه يستغل الحملة واستمرار التواجد العسكري في غزة كي يعزز مكانته.
أوضاع الطوارئ الأمنية تميل لتوحيد الجمهور حول القيادة. هل يحتمل ان يسعى نتنياهو للإبقاء على إحساس بتهديد متواصل كي يعزز التأييد له ويمنع النقد على سياسته؟ التواجد في غزة يسمح للحكومة بالتركيز على مواضيع الامن على حساب الانشغال بمسائل اجتماعية واقتصادية تحتاج المعالجة. وهكذا تشيح الحكومة الاهتمام العام عن مواضيع حساسة مثل غلاء المعيشة، جهاز القضاء والاحتجاجات ضده. هل يحتمل ان يكون نتنياهو يخاف الخروج من غزة وخروج سريع من شأنه أن يجعله يبدو كمن استسلم لضغط المعارضة، او لضغط دولي، وبالتالي يفضل أن يمدد التواجد كي يمتنع عن منع إنجازات سياسية لخصومه؟
مقربو نتنياهو يدعون بان التواجد في غزة ينبع من اعتبارات امنية فقط. هم يشددون على أن الحملة لم تصل بعد الى أهدافها النهائية، مثل إعادة المخطوفين وتفكيك قدرات حماس العسكرية. خروج عاجل برأيهم لن يضمن هدوء بعيد المدى لسكان الجنوب. غير أن عملية عسكرية طويلة دون اهداف واضحة ومحددة من شأنها أن تمس بالردع بدلا من أن تعززه. في الواقع الذي تكون فيه حماس لا تزال تسيطر في القطاع فان التواجد العسكري الإسرائيلي الطويل كفيل بان يبدو كضعف، كعدم قدرة على تحقيق الحسم. بالمقابل، الخروج المخطط له والمقنون يمكنه أن يبث رسالة تقول ان إسرائيل تعمل بتفكر ولا تتطلع للسيطرة على غزة. استمرار التواجد في غزة لا يقرب بالضرورة تحرير المخطوفين بل ومن شأنه أن يضعهم امام خطر متزايد. نحن ملزمون بالخروج فورا من غزة.
مصدر الخبر
نشر الخبر اول مرة على موقع :natourcenters.com
بتاريخ:2025-01-14 16:11:00
الكاتب:Karim Younis
ادارة الموقع لا تتبنى وجهة نظر الكاتب او الخبر المنشور بل يقع على عاتق الناشر الاصلي
JOIN US AND FOLO
Telegram
Whatsapp channel
Nabd
GOOGLE NEWS
tiktok
/a>