في سبر ميداني دقيق فإن المعطيات على الأرض شمال سوريا لا تنبئ بأي حشود عسكرية لتركيا او الجماعات المسلحة التابعة لها على أية جبهة من الجبهات المهددة بالعدوان العسكري، وما يجري الآن هو تدريبات للمجموعات المسلحة السورية التابعة للجيش التركي وبإشراف ضباط أتراك مع تصعيد في قصف يعتبر اعتياديا في تلك المنطقة منذ آذار ٢٠١٩ الا ان الجديد هو التعزيزات الروسية في منبج وتل رفعت والقامشلي بالإضافة إلى حركة الروسي الكثيفة في تلك المنطقة مايعني انها رسائل روسية للاتراك بعدم موافقتهم على تنفيذ هذا الهجوم.
أما الجيش السوري فقد ارسل تعزيزات عسكرية إلى تل رفعت تضم آليات ثقيلة ومدفعية ووحدات مشاة وقام بنشر القوات الرديفة بمساعدة المستشارين الايرانيين في منطقة تل رفعت بالاتفاق مع الأكراد بمافيهم قوات تحرير عفرين وقسد الذين قبلوا الانسحاب من النقاط العسكرية وتسليمها للجيش السوري والقوات الرديفة أو بقاء من يرغب بشرط رفع العلم السوري على كل المواقع وتم قبل ساعة من الان رفع العلم السوري على أعلى نقطة في تل رفعت
ما يخص منبج مازالت المفاوضات مستمرة لانسحاب الأكراد وتسليمها للجيش السوري اما قسد فهي تعزز مواقعها في منطقة عين عيسى في ريف الرقة.
هذا المشهد يدل أن الاتراك يستخدمون ملف المنطقة الآمنة والضغط بالتهديد بشن عدوان على تلك المناطق للحصول على مكاسب سياسية من الروسي فيما يخص أزمة أوكرانيا والمضائق والـ s ٤٠٠ وتحجيم قسد في هذه المناطق وما يخص الناتو وتوسعه في أوروبا. وتبتز أنقرة الطرف الأمريكي بهذا العدوان لإعادة فتح ملف طائرات الـ F35 وترتيب أوضاع الناتو والضغط على الأكراد في شمال شرق سوريا والحصول على موافقة لتوطين مليون لاجئ في المنطقة التي يتواجد فيها الجيش التركي في الشمال وبذلك يحصل أردوغان على دعاية انتخابية مبكرة ونصر جديد من خلال أبعاد الأكراد عن منبج وتل رفعت الاستراتيجيتين وإنهاء ملف اللاجئين الذي يضغط عليه داخليا ويعززه كقوة إقليمية حقيقية، وذلك كله مرتبط باللقاء الروسي التركي الذي سينعقد في أنقرة يوم الأربعاء القادم.
وأما في حال فشل هذا اللقاء بحصول تركيا على معظم هذه النقاط فربما ستكون عملية عسكرية محدودة لا تتجاوز اربع قرى في ريف حلب الشمالي الأوسط ومنطقة منبج، خاصة مع حالة الغليان الشعبي التي تشهدها المناطق التي تتواجد فيها الجماعات المسلحة التابعة لتركيا شمال سوريا، حيث شهدت أعمال شغب، تخللها هجوم على مقرات عديدة، من بينها مقرات شركة الكهرباء التركية وإحراقها، نتيجة الأوضاع المعيشية السيئة التي تمر بها هذه المناطق تحت حكم المسلحين وانقرة وممارساتهم بحق السكان، كما قوبلت تظاهرات السكان يإطلاق نار أسفر عن مقتل شخصين، أحدهما مقاتل في فصيل “أحرار الشرقية” ما ينبئ عن صراع كبير بين المسلحين في هذه المنطقة خاصة بعد تخفيض أنقرة رواتبهم وتأخرها في دفعها، وهو ما يعري تماما تسمية “المنطقة الآمنة” الذي تطلقه تركيا هناك.
موقع العالم
الكاتب :
الموقع :www.alalam.ir
نشر الخبر اول مرة بتاريخ : 2022-06-06 11:06:25
رابط الخبر
ادارة الموقع لا تتبنى وجهة نظر الكاتب او الخبر المنشور بل يقع على عاتق الناشر الاصلي