في الوقت الذي يحيي فيه الإسرائيليون مرور 74 عامًا على تأسيس كيانهم المحتل على أنقاض فلسطين المحتلة، وبدلا من الحديث عن الإنجازات العسكرية، فقد وضعوا أيديهم على ظاهرة تتصاعد في السنوات الأخيرة، وتتعلق بزيادة حدة الكراهية والانقسامات الداخلية بين اليهود أنفسهم.
تتزامن هذه المناسبة لدى الإسرائيليين مع إرسال تهديدات بالقتل الى رئيس الحكومة نفتالي بينيت وعائلته، وسط مخاوف من حدوث اغتيال سياسي جديد، وسط تبادل الاتهامات عن تراجع الشعور بالأمن بسبب تنامي العمليات الفلسطينية في الأسابيع الأخيرة، وفشل دولة الاحتلال في توفير الأمن لمستوطنيها في داخل حدود الـ48.
أفرايم غانور الباحث السياسي ذكر في مقاله بصحيفة “معاريف” العبرية، وترجمته “عربي21” أن “الإسرائيليين يحيون ذكرى تأسيس دولتهم في عامها الرابع والسبعين، والأرض تهتز تحتهم غاضبة وقلقة، وهم يقفون يشاهدون أمة ممزقة، ومجتمعا منقسما، ينتظر منقذًا، ومعجزة تنشلهم مما هم فيه من كراهية مشتعلة تحرق كل جزء من الدولة، ولذلك فهم يحتفلون بالعيد الـ74 للدولة، لكنهم يرتدون ملابس العيد البغيضة، ويتساءلون فيما بينهم عن سبب ومصدر كل هذه الكراهية بين اليهود أنفسهم”.
وأضاف أن “الإسرائيليين وهم يقفون أمام صفوف قبور قتلاهم في الحروب مع الفلسطينيين والعرب، يبدو لسان حالهم يقول: سئمنا قصص الحروب، نحن جيل يبحث عن الأمل، بعيدا عن العرق والدم والدموع، بعد أن تبخرت أحلامنا بإقامة واحة صحراوية لحياة الرفاهية والسلام، وحل بدلا منها أحزان وبكاء وقلق عن مستقبلنا في هذه الأرض، بعد ان بتنا نرى أن شمسنا تغيب مرة أخرى، بسبب تبادل الاتهامات بين اليمين واليسار، بين الأرثوذكسية المتشددة والعلمانية، بين الخونة والمحتالين، حتى وصل مقدار الكراهية في الشعب الإسرائيلي الواحد إلى حدود غير مسبوقة”.
تكشف هذه المشاعر الإسرائيلية المتخوفة عن فقدان بوصلة حقيقي من قبل قادتهم، وقد دبت بينهم الخلافات والاحتكاكات، وزادت مستويات الكراهية التي ستقودهم فقط من كارثة إلى كارثة، الأمر الذي يعيد إلى أذهانهم الأجواء التي عاشوها عشية اغتيال إسحاق رابين في 1995، وأطلقوا عليه أوصاف “الخيانة”، وألبسوه الكوفية الفلسطينية، واتهموه بالتنازل للفلسطينيين.
اقرأ أيضا: تقدير إسرائيلي: التكتيك المتبع لإحباط العمليات ضدنا انهار
في هذه الحالة تتزايد الدعوات الإسرائيلية الموجهة إلى أجهزة أمن الاحتلال، وتطالبها بكشف التهديدات على وسائل التواصل الاجتماعي التي يتعرض لها رئيس الوزراء، قبل أن تعم الفوضى أوساط الدولة، ويحتاج أصحاب القرار لتحقيق شامل من قبل الشرطة وجهاز الأمن العام، وكشف المتطرفين والمتآمرين قبل حلول زمن الفوضى والنار، في ظل ما تحياه الدولة من أجواء الترهيب والكذب، والتحريض على الكراهية، وتداول مفردات العنف وألفاظ التهديد.
الكاتب :
الموقع :arabi21.com
نشر الخبر اول مرة بتاريخ : 2022-05-07 00:50:02
رابط الخبر
ادارة الموقع لا تتبنى وجهة نظر الكاتب او الخبر المنشور بل يقع على عاتق الناشر الاصلي