واشنطن-سانا
رأى الكاتب الأمريكي ديفيد سانغر أن التسريبات الأخيرة من وزارة الدفاع الأمريكية (البنتاغون) تكشف مدى حجم وعمق تورط واشنطن بأزمة أوكرانيا، وعلاقتها المباشرة في الحرب الجارية، رغم إنكارها الرسمي لهذه الحقيقة.
وقارن سانغر في سياق مقال نشرته صحيفة نيويورك تايمز الأمريكية بين ما سبق تسريبه من وثائق سرية خطيرة عن البنتاغون وغيرها من المؤسسات الفيدرالية في الولايات المتحدة، قائلاً: إنه عندما نشر موقع ويكيليكس مجموعة ضخمة من برقيات وزارة الخارجية الأمريكية قبل 13 عاماً، عرفت العالم وأعطته فكرة عما يقوم به الدبلوماسيون الأمريكيون يومياً، من تفضيل المصلحة على حساب الآخرين وكتابة تقارير مشككة بشأن الحلفاء المتذبذبين، أما إدوارد سنودن الذي كشف عن أسرار وكالة الأمن القومي بعد ثلاث سنوات من تسريبات ويكيليكس فقد فتح عيون الأمريكيين فجأة على الكيفية التي أصبح فيها العصر الرقمي بداية حقبة جديدة وواضحة من التجسس من قبل الوكالة.
وأشار سانغر إلى أنه بالمقارنة مع ما سبق تسريبه من وثائق فإن ذاكرة التخزين المؤقت المكونة من 100 أو نحو ذلك من شرائح الإيضاح أو سلايدات التي تم تسريبها حديثاً عن المعلومات والبيانات العملياتية المتعلقة بالحرب في أوكرانيا مختلفة تماماً.
وأوضح سانغر أن هذه البيانات التي تم الكشف عنها هي أقل شمولاً من تلك الأرشيفات السرية الضخمة، ولكنها تأتي في الوقت المناسب أكثر بكثير وتنبع أهميتها الفورية من أنها تضر بالاستخبارات، وهذا ما يقلق مسؤولي البيت الأبيض والبنتاغون.
ولفت سانغر إلى أن المواد المسربة حساسة، فهي تشمل خرائط الدفاعات الجوية الأوكرانية وتكشف عن المناقشات العميقة والسرية لكوريا الجنوبية وتوزعها بين الاستجابة للطلب الأمريكي تقديم 330 ألف طلقة من الذخيرة التي تحتاج إليها بشكل ماس والحفاظ على مصالحها، كما أن هذه الوثائق ليست قديمة فالبكاد عمرها 4 أيام.
ولهذه الأسباب أثار تسريب الوثائق قلقاً كبيراً لدى الإدارة الأمريكية، فهي تحمل الكثير من التلميحات عن العمليات القادمة وتجعل هذه الكشوفات ضارة لواشنطن بشكل خاص.
وأكد سانغر أن الصفحات المسربة لا تترك أي شك حول مدى تورط الولايات المتحدة في إدارة الحرب اليومية ودورها في توفير المعلومات الاستخبارية الدقيقة واللوجستية التي تساعد كييف.
وباستثناء إطلاق القوات الأمريكية النار بشكل مباشر على أهداف روسية، فإن الولايات المتحدة متورطة بعمق في كل شيء آخر تقريباً حسب الوثائق المسربة فهي توفر بيانات استهداف مفصلة وتنسق خط الإمدادات اللوجستي الطويل والمعقد الذي يسلم الأسلحة للأوكرانيين.
كما توضح وثيقة بتاريخ الـ 22 من شباط الماضي أن المسؤولين الأمريكيين خططوا للأمام ولعام من كتابة الوثائق وتوقعوا فيه دخول معركة دونباس حرب استنزاف وطريق مسدود.
أحد كبار مسؤولي المخابرات الغربية وصف الكشوفات بأنها “كابوس”.
فيما يبدو أن العديد من الصفحات تأتي مباشرة من تقارير الإحاطة المتداولة بين رؤساء الأركان المشتركة، وفي بعض الحالات تحديثات من مركز عمليات وكالة المخابرات المركزية عن مكان نشر الدفاعات الجوية التي ستصل إلى أوكرانيا الشهر المقبل.
وهناك أدلة واضحة في الوثائق أيضا على أن الولايات المتحدة تنصتت على المحادثات الداخلية للرئيس الأوكراني فولوديمير زيلينسكي ومحادثات حتى أقرب حلفاء الولايات المتحدة مثل كوريا الجنوبية.
وكشفت إحدى الوثائق التي صنفت بعلامة سري للغاية أن مجموعة من 100 فرد من العمليات الخاصة لأعضاء الناتو (الولايات المتحدة وفرنسا وبريطانيا ولاتفيا) نشطة بالفعل على الأرض فى أوكرانيا.
وفي هذا السياق اعتبر الصحفي البريطاني أناتول ليفين أن واشنطن تخاطر كثيراً بإرسال عسكريين أمريكيين إلى أوكرانيا، مبيناً أنه يتم تدريب العسكريين الأوكرانيين في دول غربية والولايات المتحدة ومن قبل 71 عسكرياً أمريكياً على أراضي أوكرانيا، إلى جانب 97 مقاتلاً من القوات الخاصة التابعة للناتو.
متابعة أخبار سانا على تلغرام https://t.me/SyrianArabNewsAgency
المصدر
الكاتب:aline
الموقع : sana.sy
نشر الخبر اول مرة بتاريخ : 2023-04-12 13:00:49
ادارة الموقع لا تتبنى وجهة نظر الكاتب او الخبر المنشور بل يقع على عاتق الناشر الاصلي