اللاذقية-سانا
تعود ذكرى عيد الشهداء على السوريين في كل عام مثقلة بذكريات تمتزج فيها مشاعر الفخر والاعتزاز بالألم وغصة الفراق التي تعتصر قلوب أسر الشهداء الذين رووا بدمائهم الطاهرة أرض سورية، وبذلوا أرواحهم رخيصة للذود عن سيادتها واستقلالها وأمن شعبها، ويواصلون كتابة تاريخ من المجد سطره الأجداد ببطولاتهم وتضحياتهم وملاحم الشرف التي باتت منارة للأجيال في كل زمان ومكان.
في حديثه لمراسلة سانا بمناسبة عيد الشهداء، يستذكر نبيل ميا الأخ الأكبر للشهيد حسين ميا من قرية المتن التابعة لمنطقة القرداحة اللحظات التي تلقى فيها نبأ استشهاد شقيقه متأثراً بجروح بالغة خلال مشاركته في التصدي للتنظيمات الإرهابية بريف دمشق، وتم نقله إلى المشفى العسكري للعلاج ويقول: “بعد نصف ساعة ورد اتصال ثان من قائد وحدة شقيقي، أدركت حينها أن أمراً جللاً قد وقع وقبل أن ينطق مباركاً باستشهاده بادرته بالقول إن حسين استشهد”.
وأضاف نبيل: “صرخة أمي لا تزال تتردد على مسمعي وشريط الذكريات مر سريعاً أمام عيني بتفاصيلها العريضة من نشأة حسين وطفولته البريئة واعتماده على ذاته لتأسيس حياته كأي شاب طموح، وعصاميته وشهامته والتحاقه بالخدمة الإلزامية وعودته لحياته المدنية ومشروع البقالية الصغيرة، إضافة إلى عمله بالزراعة لتأمين مصدر رزق وزواجه من فتاة أحلامه وتأسيس أسرة صغيرة، حيث كانا بانتظار مولودهما الأول حين تم استدعاؤه للخدمة الاحتياطية فلم يتوان عن تلبية نداء الوطن لمواجهة التنظيمات التكفيرية الإرهابية”.
واستعاد ميّا الضحكات والأحاديث التي سادت مائدة العشاء الأخير الذي اجتمعت فيه العائلة في منزل الشهيد حسين نزولاً عند رغبته والذي رافقه إحساس مخيف راوده بأن هذه اللّمة ما هي إلا حفلة الوداع الأخير التي رآها في عيني أخيه الشهيد، مشيراً إلى أنه في يوم 8-9-2014 كانت ولادة حمزة بن حسين الذي لم يتسن له أن يرى والده وحاولنا مراراً الاتصال بحسين لنبلغه هذا الخبر المفرح لكن دون جدوى.
وتابع: “وردنا اتصال هاتفي متأخر في الليلة ذاتها من حسين يخبرنا بأنه في وضع حرج والمعركة تزداد ضراوة وفي محاولة للتخفيف عنه بشرناه بمجيء حمزة وأنه بصحة جيدة وأرسلنا له صور المولود لكن جوابه لم يكن مطمئناً وفي يوم 12-9-2014 قضى حسين شهيداً دون أن يحظى بفرصة حمل ابنه بين ذراعيه تاركاً وراءه أماً مفجوعة وأباً ينتحب وجعاً بصمت وزوجة تحتضن صغيرها بشدة وعيونها تتساءل بحرقة عن صحة النبأ وأخوة عزّ عليهم خسارة أصغرهم لكنها مشيئة الله”.
واختتم ميا بالقول: “رعاية الطفل حمزة باتت مسؤولية جميع أفراد العائلة وحاولنا أن نمنحه ووالدته الدعم والحب والعاطفة والحنان التي كان ليغمرها به والده كما لو كان حيّاً .. ومن واجبنا أن نصون وغيرنا من عائلات الشهداء الأمانة التي تركوها في أعناقنا رداً للجميل وتقديراً وعرفاناً لعظيم تضحياتهم، لصون الوطن والحفاظ على وحدة أرضه وشعبه”.
بدورها زوجة الشهيد سيلدا يوسف التي لم تستطع أن تمنع دموعها المنهمرة فيما سافرت بذاكرتها إلى ذلك اليوم وعلى الرغم من المصاب الكبير إلا أن رضاها بقضاء الله وتسليمها بقدره مكّنها من تقبّل الصدمة والتعايش مع الواقع، مشيرة إلى أنها ستحفظ العهد وتبذل قصارى جهدها وبمساعدة أهل زوجها لتربية ابنهما على القيم الوطنية النبيلة وحب الوطن الذي ضحى لأجلها زوجها والتمسك بأرضه وبذل الغالي والنفيس في سبيل حريته ووحدته واستقلاله.
رشا رسلان
متابعة أخبار سانا على تلغرام https://t.me/SyrianArabNewsAgency
JOIN US AND FOLO
Telegram
Whatsapp channel
Nabd
GOOGLE NEWS
tiktok
مصدر الخبر
نشر الخبر اول مرة على موقع :www.sana.sy بتاريخ:2024-05-06 17:02:19
ادارة الموقع لا تتبنى وجهة نظر الكاتب او الخبر المنشور بل يقع على عاتق الناشر الاصلي