تغطية | المراوغة الأميركية-الاسرائيلية مستمرة وسط ثبات المقاومة سياسياً وميدانياً

غزى

أجواءٌ من العرقلة يحرص مسؤولون في كيان الاحتلال الاسرائيلي على إشاعتها في ما يتعلق بالمفاوضات التي استؤنفت أمس في العاصمة المصرية القاهرة.

الاحتلال يبدو في هذه الأيام، على وجه التحديد، بعد موافقة حركة المقاومة الإسلامية “حماس” على اتفاق وقف اطلاق النار الذي وافقت عليه بدورها، كما أعلنت، الولايات المتحدة الأميركية، يبدو كثور هائج يصارع طواحين الهواء. الأخيرة هي وهم الانجاز الذي يلاحقه عبثاً على جثث الأطفال والأبرياء، وآخر ميادينه رفح التي شكلت الملاذ الأخير لمليون ونصف المليون نازح، ومعبرها نافذة غزة الأخيرة.

منذ اللحظة الأولى لبدء مسار التفاوض، كانت المقاومة تعلم جيداً ما تريد، وقد انعكس ذلك وضوحاً في شروطها وفيما هو قابل للتفاوض وما هو غير قابل لذلك، متسلحة خلف ثباتها الميداني رغم الإبادة جماعية التي تدخل يومها الـ 216، وخلف تضحيات جسيمة قدمها أهل القطاع ولا زالوا، تستأهل نهاية تليق بهم، وبأبنائهم الذين صنعوا المشهد البطولي في السابع من تشرين الأول/اكتوبر.

في المقابل، كان هاجس العدو الكبير تهشيم انجاز الطوفان الذي شكل انعطافة في الصراع بأكمله، وتكريس صور القتل والارهاب والجوع، فكانت مشاهد أخرى لهم بالمرصاد، من مشاهد القتال من مسافة صفر والعمليات النوعية في المغازي، الشجاعية وخانيونس وغيرها. هذا إذا ما تحدثنا عن فشل رئيس الوزراء بنيامين نتنياهو ومجلس حربه في استعادة الأسرى بالقوة وهي الورقة التي تشكل ضغطاً في أوساط الرأي العام الاسرائيلي، إضافة إلى ملفات كبرى تخطت حدود فلسطين إلى جبهات الإسناد من العراق إلى اليمن وايران ولبنان حيث معضلة الشمال ومستوطناته.

وسط ذلك كله وجد “بي بي” نفسه أمام كرة المفاوضات، وحليفه الأميركي الذي يقود معه الحرب منذ اليوم الأول، يثنيه عن ركلها، مبدياً رغبته أكثر من أي وقت مضى (في محطات سابقة كان من الواضح عدم جدية واشنطن في اتمام الصفقة معولة ربما على تغيير في الميدان)، ولأسباب عديدة في الوصول إلى الشوط النهائي واتمام الاتفاق. وقد عكس ذلك الحراك الملفت منذ يوم أمس لمدير “وكالة الاستخبارات المركزية الأميركية”، وليام بيرنز بين القاهرة وتل أبيب في محاولة لجعل ما أعلنه “البيت الأبيض” أن “المحادثات بشأن اتفاق رهائن محتمل في غزة مستمرّة، والفجوة بين الجانبين يمكن جسرها”، خلافاً لما نقلته وسائل الإعلام العبرية عن مسؤول إسرائيلي مطّلع على المفاوضات، بأن الكيان “لا يرى مؤشرات إلى تقدّم المفاوضات”.

وفي هذا السياق ايضاً، يأتي ما ذكره مصدر مصري مشارك في المفاوضات لـ”صحيفة الأخبار” اللبنانية، بأن “النقاش في القاهرة تعقّد، ليس فقط على خلفية رفض “إسرائيل” الانسحاب في نهاية المرحلة الأولى من الصفقة، ورغبتها في تأخير الانسحاب إلى المراحل اللاحقة، إضافة إلى مسألة الأسرى الأحياء والأموات، ولكن أيضاً لهشاشة الضمانات التي يمكن أن تضمن سير الاتفاق في حال الموافقة الإسرائيلية عليه”.

وهنا ووسط ذلك كله، حرصت المقاومة ورغم استمرارها في ابداء المرونة المشروطة، على إعادة التذكير والتأكيد على ثوابتها، قاطعة الطريق على أي مراوغة أو خديعة أميركية ارضاءً للعدو، بالقول إنها تبحث في “المقترح الذي قبلته وليس أي مقترح جديد”، وأن “موقف واشنطن منحاز إلى الاحتلال، وعليها أن تضغط على تل أبيب لتقبل بالمقترح المطروح”، حسبما جاء على لسان المستشار الإعلامي لرئيس المكتب السياسي في حركة “حماس”، طاهر النونو، في مقابلة تلفزيونية.

من الواضح أنه وبالرغم من قول الولايات المتحدة أمس إنها “تمارس ضغوطاً على الكيان” بهدف فرملة العملية العسكرية في رفح، من خلال نشر تسريبات على نطاق واسع “بتعليق شحنة أسلحة كانت متوجهة إلى تل أبيب عبارة عن صواريخ دقيقة من الحجم الثقيل”، إلا أنها لا تزال تحاول تمرير بعض الأوراق التي توحي بأنها “وسيط مفاوض” وليس دولة تدير حرباً، وهنا يأتي السؤال: ما مدى صحة ضغوطها؟ وهل هي حقاً ضد اجتياح رفح كما تدّعي؟ وهنا أتت الإجابة على لسان وزير الحرب لويد أوستن في إحاطة أمام الكونغرس مذكّراً بـ”أننا لا نزال نعارض أي عملية عسكرية كبرى في رفح”، وهنا نسأل ما هي العملية الكبرى بمعايير الأميركيين؟. كما أعلن أوستن عدم اتخاذ قرار نهائي بشأن كيفية التعامل مع شحنة الأسلحة المعلّقة، وأنه لم نصدر أي قرار حتى الآن بعدم إرسال أسلحة إلى “إسرائيل””.

تطورات العدوان

وفي وقت كثّف فيه العدو قصفه على مناطق عدة في قطاع غزة، خاصة في رفح وخان يونس وحي الزيتون، استهدفت سرايا القدس (الجناح العسكري لحركة الجهاد الإسلامي) الاحتلال في رفح وحي الزيتون، موضحة أنها “قصفت تجمعات عسكرية شرق مدينة رفح بوابل من قذائف الهاون عيار 60″، وسط تواصل الاشتباكات بين فصائل المقاومة وقوات الاحتلال المتوغلة في المنطقة.

يأتي ذلك في وقت سبق أن أعلنت فيه كتائب القسام (الجناح العسكري لحركة حماس) استهداف قوات الاحتلال المتوغلة شرق مدينة رفح، بقذائف الهاون وسط استمرار الاشتباكات منذ أول أمس الثلاثاء.

وأضافت أنها “قصفت بقذائف الهاون جنود وآليات الاحتلال المتوغلة في محيط مسجد علي جنوب غرب حي الزيتون وسط القطاع”، وذلك بعد أن أعلن جيش العدو بدء عملية عسكرية ثانية بمدينة غزة صباح اليوم.

من جهة ثانية، أعلنت وزارة الصحة في قطاع غزة استشهاد 60 شخصاً وإصابة 110 آخرين في 4 مجارز ارتكبها الاحتلال في قطاع غزة خلال الساعات الـ24 الماضية.

وبذلك، ارتفعت حصيلة ضحايا العدوان الإسرائيلي المستمر على القطاع إلى 34 ألفاً و904 شهداء و78 ألفاً و514 مصاباً.

وفي التفاصيل، فقد  واصلت قوات الاحتلال عدوانها لليوم الثالث على رفح باستمرار الغارات الجوية والقصف المدفعي، مع مواصلة السيطرة على معبري رفح وكرم أبو سالم وإغلاقهما أمام حركة المسافرين والمساعدات.

وأفادت مصادر إعلامية باستشهاد فلسطيني وإصابة آخر في قصف إسرائيلي استهدف دراجة نارية بشارع صلاح الدين شرقي مدينة رفح.

وأفادت مصادر طبية بوصول 10 شهداء و72 إصابة إلى المستشفى الكويتي في رفح جراء قصف الاحتلال المتواصل على المدينة. وكان قد وصل 3 شهداء وعدد من الإصابات لمستشفى الكويت جراء قصف مدفعي صهيوني لمجموعة من المواطنين بجوار مسجد ابن تيمية في حي البرازيل جنوب رفح. وأصيب عدد من المواطنين جراء قصف استهدف الحي نفسه.

هذا وأطلقت مروحية الاحتلال النار على المناطق الشرقية لمدينة رفح، وتعاملت الطواقم الطبية في المستشفى الكويتي مع 25 إصابة وصلت للمستشفى، جراء إطلاق مدفعية الاحتلال قذائفها على عدد من منازل المواطنين وسط رفح. وأخمدت طواقم الدفاع المدني حريقا اشتعل بجرافة لبلدية رفح بعد استهدافها بجسم حارق من طائرة كواد كابتر للاحتلال. كما جددت قوات الاحتلال فجر الخميس قصفها المدفعي على الأحياء الشرقية للمدينة ومحيط معبرها البري.

من جهتها، حذرت لجنة الطوارئ في مدينة رفح من استخدام الاحتلال سلاح التجويع والقتل البطيء ضد سكان المدينة ضمن سياسة العقاب الجماعي، وذلك في إطار استمراره في منع دخول المساعدات عبر معبر رفح.

من جهة ثانية، استشهد صياد بنيران قوات الاحتلال على ساحل مدينة خان يونس. واستشهدت سيدة وأصيب نجلها بجراح خطرة بقصف طائرة مسيرة للاحتلال لهما في محيط مسجد الديراوي خلف مستشفى شهداء الأقصى بدير البلح.

كما وصل شهيد إلى مستشفى المعمداني جراء القصف المتواصل على المناطق الجنوبية من حي الزيتون شرقي مدينة غزة. ونشبت حرائق داخل عدد من المنازل جراء قصف مدفعية الاحتلال محيط مسجد علي في شارع 8 جنوب حي الزيتون جنوب شرق مدينة غزة.

وتوغلت قوات الاحتلال فجر الخميس في المناطق الجنوبية لحي الزيتون جنوب شرق غزة وسط إطلاق نار مكثف من الطيران المروحي. وتسبب القصف والتوغل بحركة نزوح جديدة للسكان. وجاء التوغل بعد ساعات من شن طائرات الاحتلال غارات مكثفة على الحي دمرت خلالها 4 منازل على الأقل لعائلات أبو حوار وياسين وداوود وناصر.

وقصفت طائرات الاحتلال الحربية منزلا لعائلة أبو شعبان قرب مفترق السرايا وسط مدينة غزة ما أدى لتدميره مع عدد من المنازل المجاورة. وأفادت مصادر محلية أن المقاومة تخوض اشتباكات قرب منطقة المغراقة وسط قطاع غزة، ومدفعية الاحتلال تواصل القصف شمال النصيرات.

وشنّت طائرات الاحتلال عدة غارات على حي الصبرة جنوب غزة استهدفت محيط مسجد الاستجابة. وشنّ طيران الاحتلال غارات جوية إسرائيلية شرقي حي الزيتون جنوب شرق مدينة غزة، تزامنا مع قصف مدفعية الاحتلال محيط شارع 10 في حي الزيتون، فيما قصفت الطائرات الحربية منزلا لعائلة أبو شعبان قرب مفترق السرايا وسط مدينة غزة، ومنزلاً آخر في حي الصبرة بالمدينة، وشنت غارة على حي تل الهوا.

JOIN US AND FOLO

Telegram

Whatsapp channel

Nabd

Twitter

GOOGLE NEWS

tiktok

Facebook

مصدر الخبر
نشر الخبر اول مرة على موقع :www.almanar.com.lb
بتاريخ:2024-05-09 14:13:30
الكاتب:

ادارة الموقع لا تتبنى وجهة نظر الكاتب او الخبر المنشور بل يقع على عاتق الناشر الاصلي

Exit mobile version