ومن المعروف أن نظام الدفاع الجوي الإسرائيلي مبني على مستويات مختلفة، وهو مجهز للتعامل مع التهديدات من الصواريخ قصيرة المدى إلى الصواريخ الباليستية العابرة للقارات. بدءاً من النظام الرئيسي بما في ذلك القبة الحديدية المصممة للتهديدات قصيرة المدى، ومقلاع داوود للتهديدات المتوسطة والطويلة المدى بما في ذلك الطائرات بدون طيار وصواريخ كروز، ونظام Arrow 2 و Arrow 3 الذي يستهدف الصواريخ الباليستية في مراحل مسار مختلفة.
علاوة على ذلك، يلعب نظام باراك-8 أيضًا دورًا مهمًا في اعتراض التهديدات الجوية والصاروخية على مسافة تصل إلى 150 كيلومترًا.
وعلى الرغم من أن الدفاعات الإسرائيلية تتمتع باستعداد تشغيلي عالٍ لمواجهة أعداد كبيرة من الصواريخ والطائرات بدون طيار الإيرانية، إلا أن العبء المالي الدفاعي عليها كبير.
وبالإشارة إلى موقع Army Recognition يوم 17 أبريل الجاري، فإن تكاليف الدفاع للحفاظ على أمن مجالها الجوي كبيرة جدًا مقارنة بتكاليف الهجمات التي نفذتها إيران.
وتشير التقديرات إلى أن إيران أنفقت حوالي 49.15 مليون دولار أمريكي على هجماتها، والتي تشمل تكلفة 170 طائرة بدون طيار من طراز شاهد-136 بسعر 35 ألف دولار أمريكي لكل وحدة، و30 صاروخ كروز بسعر مليون دولار أمريكي لكل وحدة، و120 صاروخا باليستيا بسعر 110 آلاف دولار أمريكي لكل وحدة.
لكن هذا المبلغ أقل بسبع مرات من مبلغ 345 مليون دولار الذي أنفقته إسرائيل، بما في ذلك الولايات المتحدة وفرنسا وبريطانيا والأردن، لمواجهة الطائرات بدون طيار والصواريخ التي أطلقتها طهران.
وحتى وسائل الإعلام الإسرائيلية تقدر أن تكاليف الاعتراض يمكن أن تصل إلى 1.35 مليار دولار أمريكي ولا تغطي سوى اعتراض المقذوفات التي أطلقتها إيران، ولا تشمل الأضرار الطفيفة التي تسببت فيها.
كما أن تكلفة وحدة الصواريخ المستخدمة في هذا الاعتراض كبيرة أيضًا. وتبلغ تكلفة صاروخ آرو، الذي يستخدم لاعتراض الصواريخ الباليستية الإيرانية، 3 ملايين دولار أمريكي، بينما تبلغ تكلفة صاروخ العصا السحرية المعروف أيضًا باسم مقلاع داوود مليون دولار أمريكي. وتشمل هذه التكاليف أيضًا مغادرة الطائرات الحربية التي شاركت في اعتراض الطائرات المسيرة الإيرانية.
وسلط مركز الأبحاث الإسرائيلي، معهد دراسات الأمن القومي، الضوء على رقم 560 مليون دولار أمريكي. ويشمل هذا الرقم التكاليف المرتبطة باعتراض نصف الصواريخ والطائرات بدون طيار الإيرانية، بما في ذلك استخدام نظام الدفاع الجوي “مقلاع داوود” وتكلفة إبقاء 100 طائرة حربية إسرائيلية في الجو لمدة ست ساعات، بما في ذلك الوقود والأسلحة.
ومع قيام الولايات المتحدة بتدمير 80 طائرة بدون طيار وستة صواريخ باليستية على الأقل، يبدو أن مساهمتها المالية تعادل تقريبًا مساهمة إسرائيل. ومع ذلك، فإن هذه الأرقام المحسوبة تأخذ في الاعتبار فقط الأسلحة المستخدمة لاعتراض المقذوفات الإيرانية وتكاليف تشغيل الطائرات المقاتلة الإسرائيلية والأمريكية والفرنسية والبريطانية والأردنية، بناءً على النماذج التي تستخدمها القوات المسلحة المختلفة.
الرقم الأكثر دقة سيشمل بالطبع أيضًا عدد الأفراد والبنية التحتية والمواد الخاصة المنتشرة للرد على أي هجوم إيراني. ثم مع الأخذ في الاعتبار التكاليف المرتبطة بنشر سفينتين حربيتين أمريكيتين في شرق البحر الأبيض المتوسط (USS Arleigh Burke وUSS Carney) من شأنه أن يزيد الرقم النهائي بشكل كبير.
يثير الهجوم الضخم الذي نظمته إيران ضد إسرائيل قضية إغراق نظام الدفاع الجوي.
ومن خلال نشر عدد كبير من المقذوفات في وقت واحد، فإن الهدف واضح: هزيمة القدرات الدفاعية للعدو، حتى الأكثر تقدما.
لا تختبر تكتيكات الإغراق هذه قدرات الاستجابة السريعة لأنظمة مثل القبة الحديدية، ومقلاع داوود، وأنظمة السهم فحسب، بل تختبر أيضًا مرونتها وقدرتها على التعامل مع أعداد كبيرة من التهديدات المتزامنة.
مصدر الخبر
نشر الخبر اول مرة على موقع :www.defense-arabic.com بتاريخ:2024-04-21 18:41:14