تهديد نتنياهو بإجتياح رفح.. فزاعة لا تخيف أحداً

العالم مقالات وتحليلات

العارفون بدهاليز العلاقة بين امريكا والكيان الاسرائيلي، على اطلاع كامل ان نتنياهو لا يمكنه اجتياح رفح، لعدة اسباب، ابرزها صمود المقاومة، التي فضحت اكاذيبه بشان سيطرته على شمال ووسط قطاع غزة، رغم مرور 7 اشهر على العدوان، ورغم سياسة الارض المحروقة التي يتبعها، والتي ألبت عليه الراي العام العالمي ولاسيما الامريكي والغربي، والذي احرج ذلك حتى عتاة مؤيدي وداعمي وانصار الكيان الاسرائيلي في الغرب، فحتى هذه الساعة، مازالت المقاومة تنصب الكمائن لقوات الاحتلال، في مناطق من غزة، وتكبده خسائر فادحة بالارواح والمعدات، كما مازالت تنطلق صواريخ المقاومة لتدك مواقع العدو الصهيوني. لذلك مازالت مستوطنات غلاف غزة خالية من اي وجود للمستوطنين، الذين لا يصدقون كلام نتنياهو عما يجري في غزة.

الضريبة والكلفة المادية والعسكرية والسياسية الضخمة التي تكبدها الغرب، بسبب دعمه المطلق للكيان الاسرائيلي، وشخص نتنياهو، دون ان يحرز الاخير اي انجاز عسكري على الارض، سوى قتل الاطفال والنساء والمدنيين، الذين قارب عدد الشهداء 35 الف شهيد، دفع هذه الحكومات للضغط عليه لمنعه من ارتكاب حماقة اخرى في رفح، وهو ضغط ليس نابعا من دوافع انسانية، بل بدوافع سياسية ومصلحية، فالغرب بات على يقين وخاصة امريكا، ان العدوان الاسرائيلي على غزة قد فشل، وان تمسك نتنياهو بخيار الحرب، مرده ان اي خيار اخر، يعني نهاية حياته السياسية والى الابد، لذلك يعمل الغرب على فصل مصير الكيان الاسرائيلي، عن مصير نتنياهو، عبر الضغط عليه ومنعه من تكرار اخطائه التي لم تجلب للكيان وحماته الغربيين سوى العار.

نظرة سريعة الى ما يجري داخل الكيان منذ 7 تشوين الاول اكتوبر الماضي، تؤكد ان الاوضاع التي يمر بها الكيان داخليا لا تبشر بخير، فهناك انقسامات عمودية وافقية، تمزق المجتمع الصهيوني، اضيف اليها الاوضاع الاقتصادية الصعبة التي تمخض عنها العدوان على غزة، والصراع الدائر بين الصهاينة المتعصبين من الحريديم، الذين يرفضون الخدمة العسكرية، وبين باقي الصهاينة الذي يصرون انه يجب تجنيدهم اسوة بغيرهم، وهو صراع، يمكن ان يسفر عن هجرة جماعية للحريديم من فلسطين الى الدول التي جاؤوا منها. هذا بالاضافة الى التظاهرات اليومية لعوائل الاسرى، التي باتت تطوق منزل نتنياهو، وتطالبه بعقد صفقة ممع المقاومة لتحرير ابنائهم، وهو ما يعني ضرورة وقف العدوان، وهي تظاهرات اتسعت وباتت اكثر اصرارا على مطالبها بعد الفيديوهات التي تتبثها المقاومة، والتي تتحدث عن مقتل نحو 70 من الاسرى، تحت القصف الاسرائيلي على غزة، وهو ما يجعل نتنياهو يفكر الف مرة قبل ان يقدم على شن هجوم على رفح.

الامر الذي زاد من متاعب نتنياهو، والذي سيمنعه من تنفيذ تهديده باجتياح رفح، هو ما ترشح عن مصادر متعددة، عن احتمال ان تصدر المحكمة الجنائية الدولية مذكرات اعتقال ضده وضد وزير حربه يواف غالانت ورئيس اركانه هرتسي هاليفي، على خلفية جرائم الحرب التي ارتكبوها في غزة، والمعروف ان اكثر من مليوني ونصف فلسطيني نزحوا الى مدينة رفح، الامر الذي سيحول اي هجوم على المدينة الى كارثة انسانية، لم يشهدها التاريخ الحديث، وسيزيد ذلك من الغضب العالمي ضد الكيان ورموزه.

الشيء الاخر الذي غاب عن الكثيريين، هو ان كل ما يروج له نتنياهو واركان حربه، عن تواجد حماس وقادة المقاومة في رفح، هو تضليل وكذب، فحماس هي اذكى بكثير من ان تحشر نفسها في مكان جغرافي ضيق، فتجربة الاشهر السبعة الماضية اثبتت ان مقاتلي حماس هم في انفاق مدت تحت كل جغرافيا القطاع، وهذا ما يفسر النشاط العسكري للمقاومة التي تفاجيء قوات الاحتلال ومازالت في جميع انحاء غزة من شمالها الى جنوبها ومن شرقها الى غربها، فحتى لو فرضنا جدلا ان نتنياهو اجتاح رفح، فانه لم يدمر حماس، ولن يحرر اي اسير، كما حدث ذلك في خان يونس وغيرها من قبل.

حال نتنياهو و”جيشه” المأزوم، وصفه محلل الشؤون الاستراتيجية في صحيفة “يديعوت أحرونوت”، المعروف بعلاقاته الوثيقة مع أجهزة الاستخبارات في الكيان، رونين بيرغمان، افضل توصيف عندما قال:” ان ماكينة الدعاية السياسية والعسكرية تقوم بمحاولة إقناع الإسرائيليين بأن اجتياح رفح سيؤدي لتليين مواقف حماس بسبب الضغط العسكري، الذي أثبت في الماضي غير البعيد أنه ليس صحيحا بالمرة. ولا يمكن بأي حال من الأحوال تحقيق اهداف الحرب، وإن الشعار الذي أطلقه نتنياهو، النصر المطلق، هو عمليا الجنون المطلَق”.

سعيد محمد

JOIN US AND FOLO

Telegram

Whatsapp channel

Nabd

Twitter

GOOGLE NEWS

tiktok

Facebook

مصدر الخبر
نشر الخبر اول مرة على موقع :www.alalam.ir بتاريخ:2024-04-30 00:04:11

Exit mobile version