وقال الجنرال بالاحتياط إسحاق بريك إنه إذا استمرت حرب الاستنزاف الإسرائيلية ضد حركة (حماس و (حزب الله)، ستنهار “إسرائيل” في مدة أقصاها سنة، كما أكد في مقال نشره امس الخميس في (هآرتس) العبرية.
ولفت الجنرال إلى أن العمليات الفدائية في الضفة الغربية وداخل المدن الإسرائيلية ترتفع بشكل حاد، كما أن جيش الاحتياط الإسرائيلي يرفض العودة للقتال مرة أخرى في قطاع غزة، علما أن الجيش لا يملك بدلاء عنهم.
وشدد الجنرال بريك، الذي بات يلقب بنبي الغضب، على أن الاقتصاد الإسرائيلي في حالة انهيار كاملة، والدولة العبرية باتت منبوذة ومعزولة ومصابة بالجذام في جميع أصقاع العالم، الأمر الذي يزيد من العقوبات عليها، وأيضا رفض العديد من الدول تزويدها بالأسلحة، وعلاوة على ذلك، أضاف بريك، فإن المناعة الوطنية الإسرائيلية ذهبت إلى غير رجعة، وأن الكراهية بين أبناء الشعب الواحد من شأنها أن تتطور سلبا، الأمر الذي سيؤدي حتما إلى تدمير الكيان من الداخل.
ورأى الجنرال المتقاعد أن رئيس المكتب السياسي لحركة حماس، يحيى السنوار، والأمين العام لحزب الله، حسن نصر الله، يفهمان جيدا الوضع الصعب الذي آلت إليه “إسرائيل”، ولذا فإن ما كانت ستحصل عليه سابقا في اتفاق التبادل لن تحصل عليه بعد الآن، وذلك بسبب العراقيل التي وضعها نتنياهو، أي رفض الانسحاب ووقف الحرب، لافتا في الوقت عينه إلى أن المفاوضين الإسرائيليين الذي شاركوا في قمة الدوحة يؤكدون أن لا مجال لديهم للمناورة في المفاوضات لأن أياديهم مكبلة، طبقا لأقواله.
وخلص إلى القول إن “إسرائيل” تدار من قبل الديكتاتور نتنياهو، والقطيع يسير وراءه للذبح، وأن كل طرق المستويين السياسي والأمني تقود الكيان للمنحدر، لقد قرر نتنياهو انتهاج مبدأ (فيي وفي عداك يا رب)، وكل ذلك من أجل البقاء في منصبه، إنه تجرد من إنسانيته، وفقد القيم الأخلاقية الأساسية ومسؤوليته عن أمن الكيان، ولذا فإن تغييره ومن حوله فورا من شأنه أن ينقذ “إسرائيل”، لأن “إسرائيل” دخلت في حالة من الدوران الخطير، وفي القريب العاجل ستصل لنقطة اللا عودة.
في السياق عينه، كشف رئيس تحرير صحيفة (هآرتس) العبرية، ألوف بن، النقاب عن أن نتنياهو فرط بالاسرى الإسرائيليين من أجل تحقيق الهدف الرئيسي للحرب وهو احتلال قطاع غزة والبقاء فيه، لافتا إلى أن هذا الأمر يخدم بقاء الرجل في الحكم، لأن اليمين المتطرف يسعى للاستيطان في قطاع غزة فيما يسمى بـ “اليوم التالي”، أي بعد أن يضع العدوان الهمجي والبربري على القطاع أوزاره.
وأردف قائلا إن المنظر الإستراتيجي للحرب الحالية، الجنرال في الاحتياط غيورا آيلاند، وهو الرئيس الأسبق لمجلس الأمن القومي في الكيان، دعا إلى سيطرة إسرائيلية شاملة على شمال قطاع غزة، والعمل على طرد من تبقى من الفلسطينيين في المنطقة ويبلغ عددهم حوالي 300 ألف، وبحسب الجنرال، يجب تجويع الفلسطينيين حتى الموت، أو طردهم بالقوة إلى الخارج، وذلك كرافعة للانتصار على حركة حماس وهزيمتها، على حد قوله.
أما جنوب القطاع، بحسب رئيس التحرير، فإن نتنياهو سيسجن فيه الفلسطينيين الفقراء والذين لا يملكون شيئا، ويمنح حماس الفرصة لإدارة شؤونهم، تحت حصار إسرائيلي غاشم ومشدد، وذلك لأن المجتمع الدولي، برأي نتنياهو، سيتوقف عن الاهتمام بما يجري في القطاع، وينتقل لإدارة أزمات أخرى، طبقا لأقواله.
وشدد رئيس التحرير على أن هدف نتنياهو الذي يحارب من أجله، حتى بدفع أثمان باهظة، مثل التنازل عن الاسرى الإسرائيليين لدى المقاومة في غزة، وأيضا بثمن اندلاع حرب إقليمية، هو الحقيقة الناصعة.
وخلص إلى القول إن اليمين المتطرف، من أمثال الوزيرين سموتريتش وبن غفير، سيبقى داعما لنتنياهو وحكومته طالما واصل الأخير العمل والتحدث عن احتلال دائم للقطاع وضم المنطقة عمليا لإسرائيل، لافتا إلى أن نتنياهو ومن لف لفه يؤمنون بأن أرضا محتلة لا تعاد، حتى لو كانت الضغوطات الدولية شديدة ومكثفة، وفي الوضع الراهن بات نتنياهو على استعداد للتضحية بالأسرى الأحياء والأموات في غزة، وهذا عمليا هو الهدف الرئيسي والمركزي للحرب على غزة من وجهة نظر نتنياهو وشركائه، كما أكد في تحليله.
مصدر الخبر
نشر الخبر اول مرة على موقع :www.alalam.ir
بتاريخ:2024-08-23 14:08:19
الكاتب:
ادارة الموقع لا تتبنى وجهة نظر الكاتب او الخبر المنشور بل يقع على عاتق الناشر الاصلي
JOIN US AND FOLO