جهود إيران الجبٌارة تجاه فلسطين يعلمها العدو قبل الصديق 

وكالة مهر للأنباء_ وردة سعد: ليوم القدس العالمي في هذا العام وقع خاص، ففي هذا اليوم الذي اطلقه روح الله الموسوي الخميني (قده) منذ اربعين عاما لا تزال حركات التحرر والشعوب التواقة للحرية في كل اصقاع العالم تحتفل به بمسيرات وتظاهرات واحتفالات متنوعة، ففي إيران خرج الملايين لاحياء المناسبة، بالتزامن مع تشييع الشهداء الذين ارتقوا في العدوان الاسرائيلي الغاشم على القنصلية الإيرانية في سوريا، إيران التي لم تبخل لا بالدعم المادي ولا اللوجستي ولا التدريبات ولا الدعم العسكري ولا حتى بتقديم قادتها شهداء على طريق القدس ولا تزال منذ عقود تدفع اثمانا باهظة نتيجة مواقفها ضد قوى الاستكبار العالمي، ولا يمكن ان ننسى غزة التي احيت يوم القدس بمزيد من الشهداء والحصار والابادة من قبل العدو الصهيوني والإدارة الاميركية الخبيثة.

وحول هذه العناوين، أجرت مراسلة وكالة مهر للأنباء، الأستاذة وردة سعد، حوارا صحفيا مع رئيس جمعية الشتات الفلسطيني في السويد وتجمع عائدون، الاستاذ “خالد علي السعدي”، وجاء نص الحوار على النحو التالي:

قبل ٤٥ عاما، دعا الامام الخميني (قده) الى تخصيص الجمعة الاخيرة من رمضان في كل عام لاحياء يوم القدس العالمي.. فكيف استقبل الشعب الفلسطيني هذه اللفتة التاريخية المهمة؟ وما الذي يعنيه يوم القدس في اطار النضال الفلسطيني على مختلف الجبهات العسكرية والثقافية والاعلامية ؟

استقبل الشعب الفلسطيني المناضل هذه اللفتة الكريمة من الإمام الخميني بتخصيص الجمعة الأخيرة من رمضان من كل عام لإحياء يوم القدس العالمي بمزيد من الثبات والصمود والتصدي لهذا العدو الصهيوني الغاشم، وبمزيد من الثقة والإيمان بأن قضية فلسطين المحتلة هي من أولويات القائد العظيم الإمام الخميني.

فيوم القدس العالمي بشّر بحركة مختلفة لتصحيح مسار النضال الفلسطيني وذلك من خلال التضامن الدولي في الدفاع عن الحقوق المشروعة للشعب الفلسطيني فكان هذا الإعلان عن يوم القدس العالمي بمثابة رصاصة قوية تطلق في وجه هذا الكيان الغاشم، وكذلك لا ننسى الصفعة القوية التي وجهها الإمام الخميني للكيان الصهيوني وقتها بإغلاق سفارة الكيان وجعل هذا المكان مكتباً لمنظمة التحرير الفلسطينية، والحديث يطول عن مواقف الإمام الخميني المشرفة تجاه قضية فلسطين.

بعد انتصار الثورة الاسلامية تحولت قضية تحرير فلسطين من الاحتلال الى قضية تشغل الايرانيين ويعتبرونها استكمالا لثورتهم.. وبعد انتصار جنوب افريقيا على نظام الابارتايد قال الزعيم الافريقي مانديلا ان حريتة شعبه لا تكتمل الا بتحرير فلسطين.. كيف تنظرون الى ربط القضية الفلسطينية بحركات التحرر العالمية؟

النضال الفلسطيني ضد الصهيونية مرتبط ارتباطاً وثيقاً بحركات التحرر العالمية فلذلك كان لا بد من ربط قضية فلسطين بقضايا التحرر الوطني، وإقامة علاقات مع الحركات التي تكافح ضد الاستعمار ونجحت هذه الرؤية بعد إعلان يوم القدس العالمي، بحيث تم نقل الصورة الصحيحة لكفاح الشعب الفلسطيني ضد العدو الصهيوني الغاشم.

وشاهدنا كلمة نيلسون مانديلا بأنه لن تكتمل حرية جنوب إفريقيا إلا بتحرير فلسطين، وشاهدنا كيف رفع رئيس جنوب أفريقيا دعوة قضائية ضد العدو الصهيوني لارتكابه مجازر لم يشهدها التاريخ فتحية لكل مقاوم وصامد على بقاع الأرض.

جاءت دعوة الامام الخميني لاعلان يوم القدس العالمي في مرحلة صعبة من تاريخ القضية الفلسطينية.. فكيف استفاد الشعب الفلسطيني من الموقف الايراني؟ والى اي حد ساهم ذلك في حفظ هذه القضية في زمن التردي والانبطاح امام مشاريع الاستسلام الاميركية والصهيونية؟

استفاد الشعب الفلسطيني من الموقف الإيراني بجعل القضية الفلسطينية القضية الأولى في العالم الإسلامي، وكذلك اعتبار الكيان الصهيوني أهم سبب لانعدام الأمن والاستقرار في المنطقة، وهذا الموقف أيقظ ضمير البشرية بأن قضية فلسطين قضية وطنية وإنسانية، ومن حق الشعب الفلسطيني بأن يقاوم ضد هذا الكيان المحتل، وهذا الدعم الذي أبهر العالم في ثبات الأبطال المقاومين، وكذلك موقف الشعب الذي لم يغادر فلسطين وبقي متمسكاً بهويته الوطنية، بينما شاهدنا بأن مرتزقة العدو الصهيوني قد غادروا هاربين من بطولة وثبات شعبنا الفلسطيني المقاوم.

الكثيرون لا يزالون يتساءلون بنية غير سليمة: ماذا قدمت الجمهورية الاسلامية الايرانية للمقاومة الفلسطينية وقضيتها العادلة.. فكيف تردون على مثل هذه التساؤلات؟ وهل تعتقدون ان ايران حليف استراتيجي يمكن الاعتماد عليه في معركة الشعب الفلسطيني المصيرية لتحرير بلاده؟

حظيت القضية الفلسطينية باهتمام كبير من الإمام الخميني مفجر الثورة الإسلامية، سواء مادياً أو عسكرياً أو دبلوماسياً في كل المحافل الدولية، وجهود إيران الجبارة تجاه القضية الفلسطينية ثابتة وواضحة ويعلمها العدو قبل الصديق وجمهورية إيران الإسلامية بالتأكيد حليف استراتيجي هام في معركتنا ضد الكيان الصهيوني، وهذا الشيء واضح من خلال دعمها المستمر لقضيتنا العادلة، فمن شاهد هذه الأنفاق والمعجزة التي حصلت في 7 أكتوبر من قبل الأبطال يعلم من قام بتدريبهم ومن دعمهم ومن شاهد ثبات الشعب الفلسطيني الذي تخلى عنه الكثير ولم يقف معه سوى محور المقاومة وفي مقدمتهم جمهورية إيران الاسلامية، ومن شاهد أن الرئيس الايراني هو الوحيد في المحافل الدولية الذي قال فلسطين من البحر إلى النهر ، فكل هذا يدل على مواقف ايران الثابتة والواضحة تجاه قضية فلسطين العادلة.

بعد ان تخلت معظم الجيوش العربية عن واجب تحرير فلسطين والتصدي للمشروع الصهيوني الاميركي للهيمنة على المنطقة، لم يبق في الميدان الا محور المقاومة الذي تدعمه ايران والممتد من اليمن الى لبنان ومن فلسطين الى العراق.. كيف تقيمون هذه التجربة الثورية في المنطقة؟ وهل ثبت هذا المحور ابان معركة طوفان الاقصى المستمرة؟

هذه التجربة الثورية في المنطقة ضد مواجهة المشروع الصهيوني الأمريكي هي امتداد لما غرسه القادة الشرفاء المقاومين بحق الدفاع عن أرضنا إذ دُنست من خلال الاستعمار عبر عقود من الزمن، وما نشاهده اليوم في معركة طوفان الأقصى من ثبات ونضال ومواجهة ضد العدو، و بأن هذه المعركة كشفت الوجه الحقيقي للمتخاذلين والمتآمرين مع العدو وهو يثبت قوة وتعاون وإيمان محور المقاومة الذي قدم الكثير من الشهداء فداء لقضية فلسطين ومازال هذا المحور المقاوم مستمراً بتقديم التضحيات من أجل القضايا العادلة، وبالتأكيد لا ننسى أن نعزي جمهورية إيران بشهداءها الأبطال الذين استشهدوا نتيجة العدوان الجبان الغادر المخالف للأعراف القانونية في قنصلية جمهورية إيران في دمشق ولا بد أن نوجه التحية للأبطال الشرفاء الذين يشاركون قضيتنا في حربها ضد الكيان، وما زالوا وسيستمروا حتى تحرير كامل التراب الفلسطيني، فتحية إلى أبطال إيران وحزب الله المقاوم وإلى الأبطال في اليمن والعراق وسوريا الذين امتزجت دماءنا بدمائهم في مواجهتنا ضد العدو الصهيوأمريكي.

/انتهى/

المصدر
الكاتب:
الموقع : ar.mehrnews.com
نشر الخبر اول مرة بتاريخ : 2024-04-07 20:14:10
ادارة الموقع لا تتبنى وجهة نظر الكاتب او الخبر المنشور بل يقع على عاتق الناشر الاصلي

Exit mobile version