خليل نصرالله – مختص في الشؤون الإقليمية | خاص الواقع
صدمة عملية “طوفان الأقصى” في “إسرائيل” دفعت واشنطن إلى الهدولة نحو الأراضي المحتلة. منذ اللحظة الأولى، دعم مفتوح للكيان، وغطاء لرده الهمجي ضد غزة، ومساع لحشد دولي يدين المقاومة ويساند تل أبيب.
ومع وصول مسؤولين أمريكيين إلى المنطقة، كانت واشنطن ترفع من سقف التهديد، بهدف منع توسع “دائرة الصراع” – كما عبروا – ودخول قوة ثالثة في المواجهة، في إشارة الى المقاومة في لبنان.
عمل الأميركيون منذ اليوم الأول على إرسال تهديدات إلى لبنان تحذر من تدخل حزب الله. وعملت عدة أطراف على إيصال رسائل أمريكية تحذيرية إلى حزب الله لعدم تحريك جبهة الشمال.
التهديدات الأمريكية إلى حزب الله تزامنت مع تحريك حاملة طائرات ترافقها قطع بحرية إلى شرق المتوسط، وكذلك تحريك بريطانيا قطعا بحرية أيضا.
رد حزب الله بطريقتين، عمد أولا إلى إغلاق الباب أمام اي رسائل تهديدية، وأعلن على لسان أكثر من قيادي رفيع المستوى في صفوفه وقوفه إلى جانب المقاومة في غزة ومتابعته لظروفها ومجريات المعركة، والاستعداد للقيام بأي شيء تقتضيه المعركة.
وثانيا، عمدت المقاومة إلى استهداف مواقع عسكرية إسرائيلية منذ اليوم الأول، كتأكيد عملياتي على حضوره وجاهزيته للتدخل إن اقتضت الضرورة.
تزامنا، مع ردود حزب الله، كانت صنعاء تحدد موقفها وتؤكد استعدادها للتدخل ما إن تخطت واشنطن الخطوط الحمر، كذلك فعلت قوى المقاومة في العراق.
أما فيما يتعلق بإيران، فإن موقفها واضح سواء من الجانب الدبلوماسي أو العسكري، وهو الوقوف إلى جانب المقاومة في فلسطين، وهو ما تعبر عنه أكثر الدبلوماسية الإيرانية التي لا تهدأ وباتت تشكل إزعاجاً لواشنطن.
أمام هذا المشهد، ومع توجه في تل أبيب نحو عمل بري في غزة، وبعد إحباط محاولة تهجير الغزيين، تعود واشنطن إلى لغة التهويل وتحذر من توسع الجبهة، وهو مؤشر على فشلها في تحصيل ضمانات بعدم تدخل جبهات أخرى.
لكن السؤال، هل تتدخل واشنطن عبر حاملات طائراتها إن تدحرجت الأمور؟
أولا من الواضح أن تحريك الأساطيل واللغة التهويلية لم تشكل رادعا لقوى المقاومة في المنطقة، خصوصا في لبنان، وبالتالي فإن توسيع وتدحرج الأمور لن تمنعه واشنطن، ولن تتمكن من صده.
وهنا، لا بد من الحديث عن سيناريو متوقع حال تدخل الأميركيون عسكريا ضد حزب الله تحديدا، أو في ضد غزة.
وفق ما هو معلن من المقاومة ومختلف أقطاب محور المقاومة من خطوط حمر واضحة، فإن اي تدخل أمريكي سيعني تحركا سريعا من مختلف الجميع، وحتى حزب الله نفسه، اتجاه الوجود الأمريكي في المنطقة، وهو ما يعني المواجهة الشاملة التي لا تريدها واشنطن، والتي وفق حساباتها، ستعني الغرق الذي يُربِح الصين ويُخسرها.
ويعلم الأمريكيون أن التعامل مع قواعدهم العسكرية ليس بالأمر المعقد، وهناك قدرات عسكرية متوفرة لإخراجهم من كامل المنطقة، وهو ما يعكسه تصرفهم الدقيق خلال الأعوام الماضية، خصوصا في سوريا والعراق.
وهنا، لا بد من الإشارة مثلاً إلى الضربة اليمنية التي تعرض لها الأمريكيون في قاعدة الظفرة الجوية في الامارات قبل ما يقارب العامين، ولم يتمكنوا من إخفائها.
يمكن القول، إن حاملات الطائرات لا يمكن أن تشكل حالة ردعية، للعوامل التي ذكرناها، بالاضافة الى عوامل إخرى، وهو ما يحتم على الأميركيين التعامل مع الأمور بواقعية وكبح جماح آلة القتل الإسرائيلية بدلا من تسعير المواجهة التي سيدفع الجميع ثمنها وأقل الخاسرين هي قوى ودول محور المقاومة.
المصدر
الكاتب:admin
الموقع : alwaaqe3.com
نشر الخبر اول مرة بتاريخ : 2023-10-15 03:18:39
ادارة الموقع لا تتبنى وجهة نظر الكاتب او الخبر المنشور بل يقع على عاتق الناشر الاصلي