حساب عمر القلب.. اختبار يكشف خبايا صحتك

حساب عمر القلب، أحد امتدادات الاكتشاف الحديث والمسمى بـ”العمر البيولوجي”، ويعني أن جسمك أو أي عضو منه، عمره الوظيفي قد يكون أسرع أو أبطأ من عمر الإنسان الحقيقي، وباكتشاف هذا العمر يمكن للشخص التحكم في أن يعيش أطول، وبشكل صحي.

وحسب صحيفة “وول ستريت جورنال” تحاول أدوات حساب عمر القلب المتوفرة عبر الإنترنت، والأجهزة قابلة للارتداء، والاختبارات الطبية، أن تقدر عمر قلبك، وتقول الشركات والمنظمات التي تقف خلف تلك الأدوات إن لديها إحصائيات حول صحة قلبك، يمكنها أن تدفعك لتغيير نمط حياتك، لتساعدك في تجنب أمراض القلب.

وأضافت الصحيفة أن العلماء يرون في أدوات حساب عمر القلب، نقطة مفيدة جداً في الحديث مع الأطباء حول تغيير العادات أو الأدوية قبل التعرض لأزمة قلبية، مستدركة: يرى أطباء وباحثون أنه يجب التعامل مع النتائج بحذر، فنتائج حساب عمر قلبك ليست دقيقة، ولا تقيس بدقة كل عوامل الخطر، مثل تاريخ الأسرة المرضي، تلوث الهواء، مشاكل الحمل، أو المتغيرات الجينية.

ونقلت الصحيفة عن طبيب القلب بمستشفى لانجون بجامعة نيويورك الأميركية جورجي كاتز، قوله: “يبدو أن النتائج لا تحدد الوضع بدقة، ولكنها تعطي مؤشرات حقيقية.. إنها مبنية على قصة حقيقية، لكنها في الواقع ليست قصة حقيقية”.

كيفية حساب عمر القلب

هناك عدة حاسبات على الإنترنت بعضها يتبع منظمات صحية، مثل هيئة الخدمات الصحية الوطنية في بريطانيا، ومؤسسة القلب في أستراليا، ودراسة Framingham للقلب، ويُطلب من المستخدمين بعض القياسات الحيوية مثل: العمر الزمني، والجنس، والكتلة العضلية للجسم، وفحص ضغط الدم، ومعدل الكوليسترول، ومن خلال نماذج تحليل مختلفة تتم مقارنة بيانات الشخص بالمتوسطات المعروفة، ثم إعطاء النتيجة بعمر القلب التقديري.

إحدى الشركات المعنية بأدوات القياس، كشفت أن الأشخاص أصحاب القلوب ذات السنوات الست، أو أكبر من عمرهم الزمني، ربما يحصلون على رسائل خلال الاختبار تحثهم على الحركة بشكل أكبر، أو نصائح تتعلق بالتعامل مع الضغوط، والتغذية، والنوم، وأن أدوات حساب عمر القلب ربما تعطي لنفس الشخص، نتائج مختلفة، وبعضها يعطي نصائح شخصية تتعلق بتقليل مخاطر التعرض لنوبة قلبية مثل: خسارة الوزن، وتقليل استخدام الملح، وممارسة الرياضة بشكل أكبر.

فوائد حساب عمر القلب

قالت الصحيفة إن عادة ما يعتمد الأطباء على قياس عوامل الخطورة الطبية الدالة على احتمالية تعرض الشخص لنوبة قلبية، وغالباً ما تكون أكثر تعقيداً من أدوات حساب عمر القلب، فالأولى تعطي حساب المخاطر ارتباطا بفترة زمنية وليس بعمر القلب، يعتقد بعض المختصين أن أسلوب حساب عمر القلب، يساعد بشكل فعال في التحدث مع المرضى عن صحتهم، وإقناعهم باتباع نمط حياة صحي.

وأوردت الصحيفة تصريحات لمدير طب القلب الوقائي في كلية طب وايل كورنيل صامويل كيم مفادها: حال جاء المريض مصطحباً اختبار عمر القلب، فذلك يساعد كثيراً في النقاش حول خطط العلاج.. وعندما يتم اكتشاف أمراض القلب في مرحلة مبكرة، وعلاجها بشكل فعال، فذلك يمنح المريض حماية وحصانة، وقدرة على الحياة بصحة أفضل، فتقنية حساب عمر القلب والأعضاء مفيدة جداً للأشخاص في منتصف العمر أو أكبر.

 آثار حساب عمر القلب الجانبية

في المقابل، حذر بعض الخبراء والمختصين من آثار جانبية سلبية لأدوات حساب عمر القلب والأعضاء، مثل الإصابة بنوبات هلع، وتهرب المريض من زيارة الطبيب خوفاً من تلقي أخبار سيئة.

باحثون أستراليون معنيون بمراجعة دراسات حول عمر القلب، عثروا على دليل محدود لتأثير التقنية في تقليل نسبة مخاطر أمراض القلب، رغم أن بعض الدراسات أكدت التأثير الإيجابي على صعيد تحفيز الأشخاص على تغيير نمط حياتهم للأفضل، وفق الصحيفة.

بدورهم، طور باحثون من كوريا الجنوبية، أداة لحساب عمر القلب عبر الذكاء الاصطناعي، تعتمد على مخطط رسم القلب، وسيتم إتاحتها بالمستشفيات هذا العام.

وأوردت الصحيفة نتائج دراسة أجريت على أكثر من 226000 شخص، إذ كشفت أن الذين قُدّرت أعمار قلوبهم بست سنوات، أو أكثر من عمرهم الزمني، كان لديهم معدلات وفاة أعلى، ومشكلات قلبية، مقارنة بأقرانهم.

 تقليل عمر القلب

وتقول “مايو كلينيك” إنه في الغالب، يكون عمر قلبك أكبر من عمرك الفعلي، لكن يمكنك تقليل عمر قلبك عن طريق تبني نمط حياة أكثر صحة. وللبدء، ركِّز على إجراء تغيير واحد أو اثنين فقط.

يمكنك أيضاً المساعدة في تقليل عوامل خطر الإصابة بمرض القلب عن طريق:

• الإقلاع عن التدخين إذا كنت مدخناً.
• ممارسة 150 دقيقة على الأقل من الأنشطة البدنية أسبوعياً.
• تناول الأطعمة المفيدة لصحة القلب، بما في ذلك الخضراوات والفواكه والمكسرات والبذور والبقوليات والحبوب الكاملة والبروتينات خفيفة الدهن، خصوصاً الأسماك.
• تقليل الملح في نظامك الغذائي.
• الحفاظ على وزن صحي.
• خفض ضغط دمك.
• تحسين الكوليسترول لديك.
• إدارة نسبة السكر في دمك إذا كنت مصاباً بداء السكري.