موقع الدفاع العربي 10 أغسطس 2024: أصدرت سفارات فرنسا وألمانيا وإيطاليا والمملكة المتحدة والولايات المتحدة لدى ليبيا بيانا مشتركا أعربت فيه عن “قلقها” إزاء التحركات العسكرية الأخيرة في المنطقة الجنوبية الغربية من البلاد. ويؤكد النص على الضرورة الملحة لمعالجة القضايا المتعلقة بأمن الحدود على طول الحدود الجنوبية لليبيا، في سياق الجمود السياسي المستمر في البلاد، مما يؤدي إلى تفاقم خطر التصعيد والاشتباكات العنيفة. وحثت السفارات القوات الأمنية، الشرقية والغربية، على “اغتنام هذه الفرصة لتكثيف التشاور والتعاون بهدف اتخاذ إجراءات فعالة لحماية الحدود والحفاظ على سيادة ليبيا”.
وفي وقت سابق، أصدر وفد الاتحاد الأوروبي في ليبيا أيضًا بيانًا أعرب فيه عن “القلق البالغ إزاء التعبئة العسكرية الأخيرة” في المنطقة الجنوبية الغربية من البلاد. وشدد ممثل الاتحاد الأوروبي في البيان على أن “استخدام القوة يمكن أن يضر باستقرار ليبيا ويسبب معاناة إنسانية كبيرة”. ومع أخذ ذلك في الاعتبار، دعى الاتحاد الأوروبي “جميع الأطراف المعنية إلى تجنب اللجوء إلى السلاح بأي شكل من الأشكال، وبدلاً من ذلك تعزيز الحوار باعتباره الوسيلة الوحيدة لمنع المزيد من الانقسامات والحفاظ على الاستقرار واحترام اتفاق وقف إطلاق النار الذي تم التوصل إليه في عام 2020”. ولذلك حثت الدبلوماسية الأوروبية جميع الأطراف الليبية والجماعات المسلحة على “ممارسة ضبط النفس والتحرك بشكل عاجل نحو تهدئة التوترات”. وأخيرا، أكد البيان مجددا “دعم الاتحاد الأوروبي الكامل لجهود الأمم المتحدة من أجل عملية سياسية شاملة، بقيادة الليبيين أنفسهم، باعتبارها السبيل الوحيد لضمان السلام والازدهار” في البلاد.
ويأتي النداء الغربي بعد نداء بعثة الأمم المتحدة للدعم في ليبيا، التي أعربت اليوم عن “قلقها إزاء التعبئة الأخيرة للقوات في أجزاء مختلفة من ليبيا”. وحثت بعثة الأمم المتحدة للدعم في ليبيا “جميع الأطراف على ممارسة أقصى درجات ضبط النفس وتجنب أي عمل عسكري استفزازي يمكن اعتباره هجوميا ويمكن أن يعرض استقرار ليبيا الهش وأمن شعبها للخطر”. ولذلك دعت البعثة الأممية إلى “مواصلة التواصل والتنسيق” بين القوات التابعة للقيادة العامة للجيش الوطني الليبي التابع للجنرال خليفة حفتر ومقره بنغازي، وحكومة الوحدة الوطنية المتمركزة في طرابلس. وتأسف البعثة لأن هذه التطورات تتزامن مع الذكرى الرابعة والثمانين لتأسيس الجيش الليبي، وتذكر بالانقسام الحالي لهذه المؤسسة الحيوية. وبهذه المناسبة، تذكر البعثة جميع الجهات العسكرية والأمنية بأهمية وجود مؤسسات عسكرية وأمنية موحدة وخاضعة للمساءلة ومهنية. وخلص البيان إلى أننا على استعداد لتسهيل الحوار وتقديم كافة الخبرات والدعم الفني اللازم.
وقال صدام حفتر، نجل الجنرال خليفة حفتر ورئيس أركان القوات البرية لقوات الجيش الوطني الليبي، في بيان مصور إن تحرك بعض الوحدات من برقة (شرق) إلى فزان (جنوب غرب) هو جزء من خطة شاملة تهدف إلى حماية الحدود الجنوبية وتعزيز الأمن الوطني من خلال تكثيف الدوريات في الصحراء ومراقبة الشريط الحدودي مع دول الجوار. وأضاف صدام حفتر أن هذه الخطوة “لا تستهدف أحدا”، موضحا أن الوحدات العسكرية انتقلت إلى مناطق سبها وغات وأوباري ومرزق والقطرون وبراك الشاطئ وأدري. وأعلنت قوات غرب ليبيا التابعة لحكومة طرابلس، أمس 8 أغسطس، رفع جاهزية قواتها ردًا على التحركات القادمة من المنطقة الشرقية. وأعرب المجلس الأعلى للدولة، وهو هيئة تشريعية ذات مهام استشارية في العاصمة، عن “قلقه العميق” منددا بالتحركات العسكرية للقوات التي يقودها حفتر. واعتبرت الهيئة هذه المبادرة بمثابة “جهد سافر وواضح من قبل قوات حفتر لزيادة نفوذها وسيطرتها على مناطق استراتيجية مهمة متاخمة لدول الجوار”.
وفي 7 أغسطس الماضي، أعلنت المؤسسة الوطنية للنفط، شركة النفط الحكومية الليبية، حالة القوة القاهرة (أي استحالة تسليم شحنات النفط الخام للعملاء) في حقل الشرارة، “نظرا لظروف الحقل الحالية التي تعيق تنفيذ عمليات تحميل النفط الخام.” حقل الشهارة، الذي تديره شركة أكاكوس للعمليات النفطية (مشروع مشترك يجمع بين شركة Noc وشركة ريبسول الإسبانية وتوتال الفرنسية وشركة Omv النمساوية وشركة Statoil النرويجية)، هو الأكبر في الدولة العضو في منظمة أوبك في شمال إفريقيا ويبلغ إنتاجه حوالي 270 ألف برميل من النفط الخام يوميا، تم إغلاقها جزئيا يوم السبت 3 أغسطس. وهو ما اعتبرته حكومة طرابلس بمثابة “ابتزاز سياسي” من قبل القوات التابعة للجنرال حفتر، على الرغم من أن جيش التحرير الوطني لم يعلن رسميًا أبدًا عن أي إغلاق لآبار النفط.
وأكدت مصادر داخل قوات حفتر لـ”وكالة نوفا” أن “الهدف من هذه التحركات هو فرض طوق عسكري على غرب ليبيا والسيطرة على مناطق مثل غدامس والحدود مع الجزائر، بما في ذلك معبر الدبدب الليبي-الجزائري والمعبر الليبي-التونسي”. وبحسب المصادر، فإن “الانتشار غير المسبوق يستهدف أيضاً مناطق الحمادة الحمراء والزنتان (شمال غرب) ومنطقة الجبل الغربي للوصول إلى سيف الإسلام القذافي، بناء على معلومات عن نية مزعومة (نجل العقيد الراحل معمر القذافي) لإنشاء وحدات عسكرية منافسة لتلك التابعة لحفتر في جنوب البلاد، للوصول إلى الجفرة في فزان”، حيث يحظى سيف الإسلام القذافي بشعبية. وهذه الصورة “تعتبر تهديدا خطيرا لحفتر، خاصة أن سيف يتمتع بدعم بعض الجهات الروسية القوية”، بحسب ما يوضح مصدر لـ”نوفا”. وبالتزامن مع هذه التحركات للقوات التابعة لحفتر، بحسب المصدر نفسه، فإن “الروس في حالة تأهب منذ بداية الأسبوع في قاعدة براك الشاطئ ويقومون بإرسال معدات عسكرية جديدة وجنود من منطقة الجفرة والشرق”. وقبل قليل تحدث شهود عيان عن انفجارات قرب قاعدة الجفرة، ما يشير إلى تدريبات جديدة لقوات الجيش الوطني يشرف عليها مدربون روس.
ادارة الموقع لا تتبنى وجهة نظر الكاتب او الخبر المنشور بل يقع على عاتق الناشر الاصلي
JOIN US AND FOLO
Telegram
Whatsapp channel
Nabd
GOOGLE NEWS
tiktok
مصدر الخبر
ادارة الموقع لا تتبنى وجهة نظر الكاتب او الخبر المنشور بل يقع على عاتق الناشر الاصلي
نشر الخبر اول مرة على موقع :www.defense-arabic.com بتاريخ:2024-08-10 16:30:57