واشنطن-سانا
بموازاة الدعم العسكري والسياسي غير المحدود الذي تقدمه الولايات المتحدة لـ “إسرائيل”، انتشرت خلال الأسابيع الماضية ومنذ بدء العدوان الإسرائيلي على قطاع غزة حملة فصل صحفيين وكتاب وموظفين من أعمالهم لمجرد دعوتهم إلى وقف إطلاق النار أو لتجرئهم على انتقاد كيان الاحتلال الإسرائيلي، في تطور وصفته مجلة بوليتيكو الأمريكية بأنه “خطير وينذر بتحرك واسع لتكميم الأفواه”.
المجلة سلطت الضوء في مقال أعدته مراسلتها كالدر ماكهيو على حملات القمع بحق الأصوات المؤيدة للفلسطينيين داخل الولايات المتحدة في كل المجالات وكل القطاعات لتشمل الجامعات والصحف ووسائل الإعلام وصولاً إلى الشركات.
وأشارت المجلة إلى تفشي ظاهرة قمع حرية التعبير وطرد موظفين من أعمالهم أو توجيه تحذيرات جدية لهم لمجرد تعبيرهم عن رأيهم المناهض للعدوان الإسرائيلي على قطاع غزة، مبينة أن النشاط المؤيد للفلسطينيين على وسائل التواصل الاجتماعي أدى إلى سلسلة من الطرد من مراكز العمل.
وأوردت المجلة أمثلة عدة على طرد صحفيين وموظفين من أعمالهم، بعد إدانتهم العدوان الإسرائيلي على قطاع غزة بمن فيهم ديفيد فيلاسكو المحرر الرئيسي في مجلة آرت فورام الذي طردته دار النشر بينسك ميديا من عمله بعد نشره رسالة مفتوحة أكد فيها مسؤولية “إسرائيل” عن ارتكاب إبادة جماعية في غزة، ودعوته إلى وقف إطلاق النار.
مثال آخر ذكرته المجلة وهو طرد مايكل آيزين المحرر في مجلة العلوم المعروفة (أي لايف) بعد نشره مقالاً ساخراً وناقداً لكيان الاحتلال الإسرائيلي على حسابه الخاص في منصة إكس.
ولفتت المجلة إلى إقدام مها دخيل على الاستقالة من منصبها التنفيذي في شركة المواهب الهوليوودية “كرييتف أرتيست إيجينسي” لأنها أعادت نشر قصة على منصة إنستغرام لمحت فيها إلى مسؤولية “إسرائيل” عن الإبادة في غزة.
ولم تقتصر حملات القمع والتنكيل بالصحفيين، بل طالت وفقاً للمجلة عدداً من طلاب القانون الذين سحبت منهم عروض عمل بعد نقدهم أفعال “إسرائيل” رغم أن تصريحات بعضهم لم تتجاوز الإعراب عن التعاطف مع الفلسطينيين.
عمليات تكميم الأفواه بشأن انتقاد جرائم “إسرائيل” ظهرت للعلن بحسب المجلة ولا سيما بعد طرد فيلاسكو، وامتناع عدد من كبار المحررين في مجلة (آرت فورام) عن الاستمرار بالعمل احتجاجاً على هذه الخطوة، مشيرة إلى أن قمع الأصوات الناقدة للاحتلال الإسرائيلي انتشر بشكل كبير في الصحف الأمريكية البارزة أيضاً.
وفي هذا الإطار نقلت المجلة عن المصورة نان غولدين من صحيفة نيويورك تايمز قولها: “لم أعش فترة مثيرة للرعب كهذه، شعرت بالمفاجأة من حجم عمليات الطرد بسبب التعبير عن مواقف مؤيدة للفلسطينيين”.
واعتبرت المجلة أن تزايد حملات تكميم الأفواه ينذر بالخطر، ويعيد الولايات المتحدة إلى حقبة الأربعينيات التي تميزت بقمع سياسي وفكري وتوجيه اتهامات بالتخريب أو الخيانة دون أي دليل.
وكان أحدث مثال على قمع حرية التعبير في الولايات المتحدة إجبار الصحفية ياسمين هيوز على تقديم استقالتها من صحيفة نيويورك تايمز بحجة انتهاكها سياسات غرفة التحرير، بعد أن وقعت على بيان عام يحتج على العدوان الإسرائيلي.
باسمة كنون
متابعة أخبار سانا على تلغرام https://t.me/SyrianArabNewsAgenc
المصدر
الكاتب:najwa
الموقع : sana.sy
نشر الخبر اول مرة بتاريخ : 2023-11-06 13:35:51
ادارة الموقع لا تتبنى وجهة نظر الكاتب او الخبر المنشور بل يقع على عاتق الناشر الاصلي