خبير سوري يستعرض اسباب عدم استئناف العلاقات بين تركيا وسورية

شفقنا- اكد استاذ العلاقات الدولية في جامعة الفرات السورية الدكتور خيام الزعبي انه رغم مرور عدة أشهر على الدعوة التي أطلقها الرئيس أردوغان لإجراء حوار مباشر مع دمشق، وتذليل العقبات التي تعرقل عودة العلاقات الدبلوماسية بين بين أنقرة ودمشق، إلا أن هذه الدعوة لا تزال تراوح مكانها.
و في حوار خاص مع شفقنا العربي، اوضح الدكتور الزعبي: لم تتعد المسألة التصريحات المتبادلة بين الجانبين التي تبدو إيجابية وتصب للوهلة الأولى باتجاه وجود رغبة حقيقية لتخطي مرحلة الخلافات، وبدء مرحلة جديدة من التعاون المشترك بين البلدين، ولكن الأهداف الحقيقية للعدوان على سورية ما زالت نفسها ولم تتغير، فتركيا لا ترغب في دولة سوريًة قوية وموحّدة على حدودها، ويتضح ذلك سواء في محاولتها المستمرة لهدم سورية وتفتيتها، وإمدادها للمجموعات المسلحة بكافة فصائلها بمختلف الأسلحة.
ومضى يقول: رغم الجهود المتواصلة، لا تزال هناك تحديات كبيرة تعترض طريق التقارب بين دمشق وأنقرة، أهمها التواجد العسكري التركي في شمال سورية، والذي تراه دمشق “احتلالاً” لأراضيها وتشترط زواله لتطبيع العلاقات، وهو ما ترفضه أنقرة حتى الآن بذريعة وجود قواتٍ كردية على حدودها الجنوبية تشكل خطراً على أمنها القومي. وهو الوضع الذي يمثل إحدى أهم العقبات التي تقف حجر عثرة في طريق إتمام المصالحة مع دمشق.
بالإضافة الى إن الدور السلبي لأردوغان في سورية واصطفاف تركيا إلى جانب المعارضة المسلحة وقيامها باحتضانها، و تدريبها عسكرياً، ودعمها لوجستياً، وأشراكها في عملياتها العسكرية التي قامت بها في مناطق الشمال السوري، فكان من الصعب على تركيا التخلي عن المجموعات المسلحة التي تمثل قوام الجيش السوري الحر، مع الأخذ في الحسبان استمرار تواجد عناصر كل من المسلحين الأكراد المدعومين من الولايات المتحدة الأمريكية، بما يمثل تهديداً حقيقياً للأمن القومي التركي، ويبدو أن هذا هو السبب الحقيقي وراء إصرار أنقرة على استمرار تواجد قواتها، تحقيقاً لعدة أهداف أبرزها التوصل إلى اتفاق مع دمشق يتم بموجبه ضمان دمج قوام الجيش السوري الحر وانخراط أفراده ضمن الجيش العربي السوري، بما يحفظ لتركيا مكانتها، واستمرار دعمها لحلفائها من عناصر المعارضة المسلحة.
ولا ننسى ملف اللاجئين المقيمين في تركيا وخطورته بالنسبة للحكومة التركية خاصة بعد أن تحول وجودهم إلى كابوس في ظل تنامي العنصرية داخل المجتمع التركي وتصاعدها بشكل يهدد السلم الاجتماعي، هذا فضلاً بأن الملف السوري لم يعد يحظى بذات الأهمية لدى السياسات الدولية فضلاً عن تهميشه، نتيجة نشوب صراعات إقليمية أخرى في المنطقة.
هنا لا بد من التذكير بأن أي قراءة للرغبة التركية في التقارب مع دمشق يجب ربطها بالعاملين الأميركي والإسرائيلي، فلا يمكن حل موضوع “قسد” والأميركيون موجودون في منطقة شرق الفرات، وهناك عنصر مهم آخر لا يمكن تجاهله في أن واشنطن التي تسيطر على قرار الرئيس التركي، لن تقبل أي مصالحة أو عملية سياسية تؤدي الى تطبيع العلاقات بين دمشق وأنقرة، فالرئيس التركي وضع يده بيد الغرب وحلفاؤه، ولم يفعل ذلك إلا بعد إتفاقه معه على كل التفاصيل.
ومن هنا إنّ مسار التقارب التركي السوري سيكون مساراً طويلاً ومعقداً وقائماً على مبدأ “الخطوة بخطوة” من الجانبين، بالتالي إن الوجود العسكري التركي في سورية سيبقى قائماً، لأن تركيا ليست بوارد التخلي عن الوجود العسكري ولا عن مهماتها الإدارية اليومية في شمال غرب سورية.
بالتالي إن بناء الحوار” كان ملاحظاً “عدم وجود اندفاعة سورية كما هو بالنسبة للجانب التركي، فدمشق من جهتها وضعت مصلحتها الوطنية فوق كل الاعتبارات، فبدت غير متحمسة لهذا اللقاء، فاللقاء يجب أن يكون مبني على إنهاء الاحتلال و الانسحاب الكامل للقوات التركية ومرتزقتها من الأراضي السورية بأسرع وقت ممكن، ووقف الارهاب التي تستخدمه بكافة الوسائل والإمكانيات ، ثم تبدأ عودة العلاقات بين دمشق وأنقرة.
في هذا السياق نحن مع الجلوس على طاولة المفاوضات ولكن على أساس إنهاء الاحتلال التركي للأراضي السوري، ووقف دعم الإرهاب، فأي مفاوضات او حوارات بدون تنفيذ هذه الشروط لا جدوى منها وليس لها اي مدلول ولا تعكس حسن النوايا لدى تركيا لإنهاء الحرب على سورية، بل إنها عملية مراوغة تحاول أنقرة وحلفائها من خلالها تحقيق مكاسب لم تستطع ان تحققها على الأرض ميدانياً وعسكرياً.
مجملاً…..الكل يبذل الجهود في المشاورات والمباحثات الإقليمية والدولية لإيجاد حل سياسي في سورية، لذلك أرى أن هناك تحول كبير بالساحة السورية وتطورات كبيرة تعمل على تضييق الأزمة السورية، خاصة أن هناك دول غربية بدأت تعيد حساباتها وتغير موقفها تجاه الأزمة السورية.
فالمأمول هنا آن تدرك أنقرة حجم مغامرتها في سورية، وأن تبادر إلى مراجعة حساباتها، وتجنب التورط بقدر الإمكان بالمستنقع السوري، وأن تسارع بخطوات تنفيذ شروط دمشق وهي إنهاء احتلال سورية و الانسحاب منها فوراً خاصة بعد الصمود الذي سطّره جيشها في الشمال السوري.

*الحوار من: ليلى.م.ف

– ماجاء في الحوار لايعبر بالضرورة عن رأي الموقع
انتهى

JOIN US AND FOLO

Telegram

Whatsapp channel

Nabd

Twitter

GOOGLE NEWS

tiktok

Facebook

مصدر الخبر
نشر الخبر اول مرة على موقع :ar.shafaqna.com
بتاريخ:2024-09-08 07:11:11
الكاتب:Sabokrohh
ادارة الموقع لا تتبنى وجهة نظر الكاتب او الخبر المنشور بل يقع على عاتق الناشر الاصلي

Exit mobile version