وكالة مهر للأنباء_ وردة سعد: خطاب سماحة السيد حسن نصر الله، في مراسم تأبين الشهيد القائد أبو طالب، شكل منعطفاً كبيراً في مسار المواجهة التاريخية بين الكيان الصهيوني وبين العرب كما عبّر عن ذلك مراقبون، وأعاد الاعتبار لمعادلة الصراع العربي “الإسرائيلي” بعد ان خَفَت هذا المفهوم بفعل الخروقات التطبيعيه التي طرأت على هذا المفهوم.
“إن جبهة لبنان لن تهدأ حتى يتوقف العدوان على غزة”، هذا الطلب وضع منذ تسعة أشهر على لسان المقاومة الإسلامية في لبنان، لا بل كان طلب كل الجبهات التي تساند غزة هاشم.
حالٌ حَشَر الاحتلال في “خانة اليك” و دفع رئيس مجلس “ميتا آشر” الإقليمي في الجليل الغربي للقول: “الويل للبلد الذي ولدت فيه، ونشأت فيه، وخدمت فيه كضابط في الجيش الإسرائيلي”، وهو غير قادر على التعامل مع دولتين أو منظمتين تهاجمان “دولة إسرائيل”. لدينا تهديدات من كل الاتجاهات، وعندما تقول لي إننا غير قادرين أو أن الحكومة الإسرائيلية غير قادرة على التعامل مع تهديدين، علينا جميعًا أن نقيّم الأمر ونسأل أنفسنا ما هو مستقبل البلاد”.
وحول خطاب سماحة السيد حسن نصر الله الأخير، وبما يخص الجبهة الشمالية لفلسطين، أجرت مراسلة وكالة مهر للأنباء، الأستاذة وردة سعد، حواراً صحفياً مع الاعلامي والكاتب الاستاذ “روني الفا”، وجاء نص الحوار على النحو التالي:
كثيرون وصفوا خطاب سماحة السيد حسن نصرالله الاخير في تأبين الشهيد القائد أبو طالب بأنه حمل بصمات نصر استراتيجي حققته المقاومة في صراعها مع كيان الاحتلال.. والمعلقون الصهاينة وصفوه بالأخطر والاهم.. هل تتفقون مع هذه الرؤية؟ وما هي المعادلات الجديدة التي أرساها سماحة الامين العام؟
خطاب سماحة السيد حسن نصر الله شكل بالنسبة للمراقبين منعطفاً كبيراً في مسار المواجهة التاريخية بين الكيان الصهيوني وبين العرب، وقد أعاد الاعتبار لمعادلة الصراع العربي “الإسرائيلي” بعد ان خفت هذا المفهوم بفعل الخروقات التطبيعيه التي طرأت على هذا المفهوم، في الحقيقة نستطيع ان نصنف خطاب سماحة السيد في خانة الردع الاستراتيجي فهو الخطاب الرادع، والمعلومات تفيد بأن العدو “الإسرائيلي “كان يحلل لحظة بلحظة المحتوى والدلالة والتلميح والتصريح المتضمن في هذا الخطاب، ولعله كما قلتم الأخطر بالنسبة للصهاينة لأنه ارسى معادلة جديدة تتخطى الردع لتصل الى خرق الوجدان الصهيوني الذي بني منذ العام 1948 على مقولة الجيش الذي لا يقهر ، كما على مقولة الحرب على أرض الآخرين كما على مقولة الحق الإلهي لما يسمى زورا وبهتانا شعب الله المختار، بهذه المواصفات التي تضمنها خطاب السيد حسن نصر الله نستطيع ان نقول بأن احتمالات شن عدوان واسع على لبنان من قبل العدو “الإسرائيلي” تقلصت نسبته بشكل كبير دون ان نلغي من حساباتنا الجنون والجنوح المتمثل بسلوك رئيس حكومة العدو الذي يمكن ان يقدم على خطوة انتحارية علها _بمنطقه_ تطيل من عمره السياسي في الحكومة.
سماحة السيد نصرالله كشف عن امكانيات عسكرية وبشرية هائلة للمقاومة، وتحدث عن قدرات نارية تغطي كامل الارض المحتلة، وعن فائض قوة بشرية لا يستوعبها الميدان! ما الهدف من ذلك؟ وهل تعتقدون ان هذا الامر يعجل بوقوع الحرب الكبرى ام يردعها؟
في كلام سماحة السيد إشارة الى مفهوم العدد، وقد أتى على ذكره مرات عدة وتضمن الإفصاح عن القصد من إستعمال المفهوم المذكور في خطاب سابق حيث قال: إن التعداد لا يعنى به تعدادا طوائفيا أو مذهبيا إنما تعدادا يفرز من هم مع المقاومة ومن هم ضدها، انما المهم في مفهوم العدد هو تأكيد سماحة السيد على ان أعداد المقاتلين داخل حزب الله تخطت بكثير ما تم الأعلان عنه في مراحل سابقة دون ان يحدد سماحة السيد العدد الذي وصل إليه عديد المقاتلين، لكنه اردف قائلا: أن هذا العدد كاف لا بل يتخطى الحاجه المطلوبه، وان حزب الله يعاني “من عدم القدره على استيعاب الاعداد الكبيرة التي ترغب في الإنضمام الى القتال على الحدود ” ثم أضاف ان هناك “استعدادات كبيره من دول كثيرة عدّدها في سوريا والعراق واليمن وإيران ودول اخرى كما اشار سماحة السيد تقترح إرسال مقاتلين”، وكان جوابه على هذا الموضوع ان الأعداد الموجودة أكثر من كافية انما جدير ذكره ان اي حماقة من جانب العدو تتحول الى حرب على لبنان بالمعنى الشمولي، لا يمكن ان تمنع تدفق عشرات آلاف لا بل مئات الاف من المقاتلين، وهذه رسالة الى الأصدقاء لطمأنتهم حول وضع الجبهة عدديا ولإقلاق العدو عن إمكانية تدفق مئات الآف المقاتلين في حال ارتكبت “إسرائيل” حماقة الحرب الشاملة.
قبل خطاب سماحة السيد نصرالله سمعنا عن تهديدات “اسرائيلية” ورسائل نقلها المبعوث الاميركي عاموس هوكشتين، وقرار من مجلس الوزراء “الاسرائيلي” باتخاذ قرار الحرب على لبنان.. كيف تقرأون رد فعل قادة الكيان _السياسيين والعسكريين_ بعد الخطاب والخارطة العسكرية والسقوف التي وضعهم امامها؟
بات من الواضح بعد مسح المواقف “الإسرائيلية “الصادرة عن قادة العدو السياسيين والعسكريين ان إرسال هوكشتاين الى لبنان لتكرار التهديدات الممجوجة التي لا طائلة منها لا تفيد مع اللبنانيين، وبالتحديد مع دولة رئيس مجلس النواب الأستاذ نبيه بري ودولة رئيس الحكومة الأستاذ نجيب ميقاتي اللذين كررا على مسامع الوسيط الأمريكي ما قد كانت قد سمعه في وسطاته السابقة من ان الحديث حول ترتيبات جديدة مع لبنان وتعديلات على القرار الدولي 1701 أو ما شابه غير قابلة للنقاش في الشكل ، قبل مناقشة المضمون، وقبل ايقاف الحرب على غزة، وقد بات واضحا بالنسبه لهذا الوسيط أن تبريد جبهة الجنوب اللبناني مع شمال فلسطين المحتلة لا يمكن ان يناقش الا بعد توقف الحرب “الإسرائيلية” على غزة.
/انتهى/
JOIN US AND FOLO
Telegram
Whatsapp channel
Nabd
GOOGLE NEWS
tiktok
مصدر الخبر
نشر الخبر اول مرة على موقع :ar.mehrnews.com
بتاريخ:2024-06-23 19:57:27
الكاتب:
ادارة الموقع لا تتبنى وجهة نظر الكاتب او الخبر المنشور بل يقع على عاتق الناشر الاصلي