وتمهد الدراسة الجديدة المنشورة خلال فعاليات الاجتماع السنوي للجمعية الأمريكية للتغذية، الطريق لتطوير منتجات طبيعية آمنة، وغير مكلفة، لإدارة السمنة، ومرض السكري من النوع الثاني لدى البشر.
ووجد الباحثون أن الفئران البدينة التي أعطيت حمض الإلينوليك عن طريق الفم، أظهرت تنظيماً أفضل لسكر الدم (الجلوكوز)، عما كانت عليه قبل العلاج مقارنة بالفئران البدينة التي لا تتلقى حمض الإلينوليك.
كان التأثير المخفض للجلوكوز مشابهاً لتأثير عقار “ليراجلوتيد” المضاد للسكري القابل للحقن، وأفضل من الميتفورمين، وهو أحد الأدوية الفموية الأكثر شيوعاً لمرض السكري من النوع الثاني، كما فقدت الفئران البدينة بعضاً من الوزن الزائد خلال فترة العلاج مقارنة بالفئران التي لم تتلق العلاج.
وقال المؤلف الرئيسي للدراسة “دونجمين ليو” والأستاذ في قسم التغذية البشرية والأغذية والصحة، إن “تعديلات نمط الحياة وتدابير الصحة العامة كان لها تأثير محدود على ارتفاع معدل انتشار السمنة، وهي واحدة من أهم عوامل الخطر لمرض السكري من النوع الثاني، كما أن أدوية السمنة المتوفرة غير فعالة في فقدان الوزن، أو باهظة الثمن وتحمل مخاطر محتملة على السلامة على المدى الطويل”.
ويضيف “ليو”: “كان هدفنا هو تطوير دواء أكثر أماناً، وأقل تكلفة، وأكثر ملاءمة يمكنه منع حدوث الاضطرابات الأيضية، ومرض السكري من النوع الثاني، فيما بدأ الفريق العمل على اكتشاف المركبات النشطة بيولوجياً من المنتجات الطبيعية، لإدارة مرض السكري.
في السابق، بحث الفريق عن أهداف جزيئية محددة للمركبات الطبيعية في أجزاء الجسم التي تساعد بشكل فعال في تنظيم عملية التمثيل الغذائي، مثل البنكرياس، والعضلات، والأنسجة الدهنية والكبد، لكن نظراً لأن المنتجات الطبيعية عادةً ما تكون ذات توافر حيوي ضعيف، فقد قرروا معرفة ما إذا كان بإمكانهم بدلاً من ذلك استهداف إفراز الهرمونات الأيضية في الأمعاء، لتنظيم وظيفة التمثيل الغذائي بشكل غير مباشر.
وبدأ الباحثون بتحديد المركبات الطبيعية التي تعمل على الخلايا L، والتي تحتوي على اثنين من الهرمونات الأيضية التي يتم إطلاقها أثناء الوجبة، وتفرز الخلايا L الهرمونات المسببة لفقد الشهية مثل الببتيد المعروف باسم GLP-1، والببتيد PYY، وتعمل هذه الهرمونات، معاً لتعزيز الشبع، ومنع الإفراط في تناول الطعام مع التحكم أيضاً في مستويات السكر في الدم، والتمثيل الغذائي.
وكشفت عملية الفحص أن حمض الإلينوليك، الموجود في الزيتون الناضج، وزيت الزيتون البكر، يمكن أن يحفز إطلاق هذه الهرمونات في الأمعاء، وتمكن الفريق من صنع حمض الإلينوليك كيميائياً، وبطريقة أقل تكلفة من استخلاصه مباشرة من الزيتون.
وكشفت اختبارات المركب على الفئران البدينة المصابة بداء السكري أن الفئران التي تلقت حمض الإلينوليك عن طريق الفم شهدت تحسينات كبيرة في صحتها الأيضية، مقارنة بفئران التحكم في السمنة.
وبعد أربعة إلى خمسة أسابيع من العلاج، أظهرت الفئران انخفاضاً بنسبة 10.7% في السمنة، وكذلك مستويات السكر في الدم، وحساسية الأنسولين التي كانت مماثلة لتلك الموجودة في الفئران الصحية الخالية من الدهون.
كما أدى حمض الإلينوليك أيضاً إلى تقليل تناول الطعام بشكل كبير، وتعزيز فقدان الوزن، وهو ما يرتبط بتحسن مستويات لـ PYY، وGLP-1 وتقليل تنظيم الببتيد الذي يزيد من تناول الطعام، وزيادة الوزن.
وقال ليو: “بشكل عام، أظهرت الدراسة أن حمض الإلينوليك الموجود في الزيتون، له تأثيرات واعدة على إطلاق الهرمونات والصحة الأيضية، خاصة في حالات السمنة، والسكري”.
ويبدو أن المركب يحاكي الظروف الفسيولوجية لتناول الطعام، لتعزيز إفراز هرمون التمثيل الغذائي في الأمعاء بشكل مباشر، مما يساعد على تنظيم توازن الطاقة.
ووفقاً للباحثين، فإن تركيز حمض الإلينوليك في زيت الزيتون منخفض للغاية، لذا فإن الفوائد التي تظهر في هذه الدراسة لن يتم الحصول عليها على الأرجح من منتجات الزيتون وحدها، ويعمل فريق البحث الآن على فهم مسارات ذلك الحمض في الجسم تمهيداً لتحديد سلامته للتجارب السريرية المستقبلية.
JOIN US AND FOLO
Telegram
Whatsapp channel
Nabd
GOOGLE NEWS
tiktok
مصدر الخبر
نشر الخبر اول مرة على موقع :asharq.com بتاريخ:2024-06-29 01:50:12
ادارة الموقع لا تتبنى وجهة نظر الكاتب او الخبر المنشور بل يقع على عاتق الناشر الاصلي