دراسة تبين كيفية الحفاظ على الوزن بعد التوقف عن تناول دواء أوزيمبيك

من أكثر الأدوية التي تشغل اهتمام السوق بالحديث عنها هي الأدوية التي تحدث فرقًا سريعًا في فقدان الوزن في مدة قصيرة، مثل دواء «أوزيمبيك» و«ويجوفي». حتى الآن، ورغم أنها لاقت مؤخرًا رواجًا وشعبية، فإن بعض الباحثين يشككون في فوائدها على المدى الطويل.

تشير الدراسات إلى أنه حين يتوقف الشخص عن أخذ الحقن الأسبوعية المثبطة للشهية، فإنه قياسيًا سيستعيد ما يقارب ثلثي وزنه المفقود خلال سنة.

ليس هذا المفترض حدوثه في الواقع، وقد وجدت تجربة مُنظمة ومُختارة عشوائيًا حلًا لهذه المشكلة، أجراها خبراء في جامعة كوبنهاغن في الدنمارك.

يقول الباحثون إنه من الأفضل للمرضى، إضافةً إلى حقن الليراجلوتيد، أن يتبعوا برنامج تمارين مُشرَف عليه، إذ يحافظون بذلك على وزنهم المفقود حتى بعد عام من إيقاف الأدوية والتمارين.

يختلف دواء الليراجلوتيد عن سيماغلوتيد، المادة الفعالة الداخلة في مستحضري أوزيمبيك وويجوفي، مع أن كليهما ينتمي لصنف من المستحضرات الصيدلانية التي تُعرف بمنبهات مستقبلات الببتيد الشبيه بالغلوكاغون-1 (GLP_1)، التي تعمل بوصفها مقلدات للهرمون الطبيعي في الجسم الذي يتحكم في نسبة السكر في الدم، وقد كانت الغاية من اصطناعها في البداية لعلاج مرض السكري.

حتى الآن ما زال الباحثون يكتشفون الطريقة المُثلى لاستخدام ميزات عمل هذه الأدوية المثبطة للشهية بهدف التحكم في فقدان الوزن.

يوضح الطبيب البيولوجي في جامعة كوبنهاغن سيمون بيرك كيارجنسن: «رغم فعالية العلاج الطبي للسمنة، يواجه المرضى صعوبات في استمرار تأثيراته المفيدة بعد التوقف عن تناوله».

مع ذلك، تظهر دراستنا أن ممارسة الرياضة في أثناء العلاج تجعل قابلية المرضى لزيادة الوزن أقل مقارنةً بسواهم. تعد التجربة السريرية في الدنمارك الأولى في المقارنة بين تغيرات وزن الجسم مباشرة بعد ممارسة الرياضة، مقابل التداخلات الصيدلانية أو كلا العلاجين معًا.

شملت التجربة 109 شخص بالغ ممن يعانون السمنة، وقُسّموا عشوائيًا إلى أربع مجموعات. إحداها اتبعت خطة لإنقاص الوزن لمدة عام تضمنت حقن الليراجلوتيد فقط، المجموعة الثانية أضافت إلى دواء الليراجلوتيد ممارسة التمارين الرياضية المتوسطة إلى القاسية تحت إشراف مدة ساعتين في الأسبوع، وخضعت المجموعة الثالثة لتمارين فقط تحت إشراف، أما المجموعة الأخيرة فلم تخضع لأية خطة محددة لإنقاص الوزن.

بعد عام من انتهاء التجربة، أجرى الباحثون فحصًا على جميع المشاركين ليعرفوا كيف كانوا يتدبرون أوزانهم بأنفسهم. استعاد من تناولوا الليراجلوتيد نحو ثلثي ما فقدوه من وزنهم الأصلي، أما من اتبعوا التمارين الرياضية فقط فكانت أوزانهم أفضل على المدى الطويل.

خلص الباحثون إلى أن النتائج تظهر قدرة دواء الليراجلوتيد في تعزيز فقدان الوزن مقارنةً بممارسة الرياضة وحدها، إلا أنه ليس فعالًا في الحفاظ على الوزن الجديد مقارنةً بممارسة الرياضة.

في الواقع، بعد مرور عام على العلاج، استعاد أولئك الذين بدأوا الدواء وتوقفوا نحو 6 كيلوغرامات زيادة مقارنةً بالمرضى الذين خضعوا لتمارين رياضية تحت إشراف مختصين لمدة عام، أما المشاركون الوحيدون الذين بدت عليهم نتائج أفضل من مجموعة التمارين لوحدها فهم المرضى الذين خضعوا للعلاج مع الرياضة، فقد تمكّن الكثير منهم من الحفاظ على خسارة وزنهم بنسبة 10% على الأقل من وزنهم الأصلي بعد توقفهم عن العلاج مدة عام.

كان وزنهم وسطيًا أقل بنحو 5 كيلوغرام مقارنةً بمن تناولوا دواء الليراجلوتيد وحده بعد عام من العلاج.

ولم يكن سبب هذا الاختلاف فقدان الوزن بشكل أكبر في أثناء العلاج وحسب، بل أيضًا لانخفاض الوزن المكتسب فور الانقطاع عن تناوله. يقول الباحثون إن استمرار النتائج قد يكون لاكتساب المشاركين عادات وممارسات صحية، والحفاظ على تلك العادات حتى من دون إشراف.

بإمكان أدوية مستقبلات (GLP_1) أن تحفز فقدان الوزن مبدئيًا، إلا أنها لا تؤثر في نمط حياة المشارك، وقد تحدث مجموعة من التأثيرات الجانبية غير الملائمة التي قد تجعل ممارسة الرياضة أقل جدوى.

يقول الطبيب البيولوجي سيجني: «بناءً على البيانات، من الواضح أن المرضى الذين اتبعوا نظامًا لممارسة التمارين الرياضية، سواء مع العلاج بأدوية السمنة أو دونها، شعروا بتعب أقل وكانوا أنشط. إضافةً إلى اكتسابهم صحة نفسية أفضل، ما ساهم في تعزيز نمط حياتهم».

لكن ذلك لا ينطبق على المرضى الذين تلقوا العلاج الطبي وحده، في الواقع لقد شعروا بتعب أكثر ونشاط أقل.

«تشعرني هذه الدراسة برغبة في تقديم النصيحة تجاه العلاج الطبي من دون زيادة ممارسة الرياضة البدنية، خاصةً لمن لا يرغبون في تناول الأدوية لبقية حياتهم».

نحتاج إلى إجراء أبحاث أكثر وعلى مجموعات أكبر لمعرفة الطريقة الأكثر فاعلية لاستخدام أدوية إنقاص الوزن مثل الليراجلوتيد للحفاظ على وزن الجسم فترة أطول.

بصرف النظر عن كل الصخب حول هذه الأدوية وما يتداول عنها، فإن ممارسة التمارين الرياضية تُعد وصفة طبية من غير الوارد استبدالها في وقتنا الحالي.

اقرأ أيضًا:

دواء يمنع زيادة الوزن رغم تناول الوجبات السريعة الغنية بالسكر والدهون

دواء زوميغ: الاستطبابات والجرعات والتأثيرات الجانبية

ترجمة: رغد شاهين

تدقيق: أكرم محيي الدين

المصدر

JOIN US AND FOLO

Telegram

Whatsapp channel

Nabd

Twitter

GOOGLE NEWS

tiktok

Facebook

مصدر الخبر
نشر الخبر اول مرة على موقع :www.ibelieveinsci.com بتاريخ:2024-05-28 00:09:26
ادارة الموقع لا تتبنى وجهة نظر الكاتب او الخبر المنشور بل يقع على عاتق الناشر الاصلي

Exit mobile version