حتى العام 1995، عندما اغتال يغال عامير رئيس الوزراء إسحق رابين في الرابع من تشرين الثاني (نوفمبر) 1995، كان الحدث أكبر إخفاقٍ أمنيٍ في تاريخ الكيان الإسرائيلي، عندها استقال فورًا رئيس جهاز الأمن العام (شاباك)، كارمي غيلون، من منصبه، ولكن مع وقوع الهجوم المباغت لحركة (حماس) ضد الاحتلال في السابع من تشرين الأول (أكتوبر) الفائت، بات الهجوم الإخفاق الأكبر في تاريخ الكيان، وبحسب غيلون، الذي تحدث للقناة الـ 12 بالتلفزيون العبري، فإن رئيس (شاباك) الحالي، رونين بار، سيُقدم استقالته فورًا بعد انتهاء الحرب.
وبحسب صحيفة “راي اليوم” في اللقاء التلفزيوني عاد غيلون (74 عامًا) وأكد أن كيان الاحتلال الإسرائيلي قرر الحرب ضد الفلسطينيين في قطاع غزة من أجل الثأر والنقمة، لافتًا في الوقت عينه إلى أن الحديث عن تقويض حركة (حماس) وإطلاق سراح الاسرى هو مُجرد هراء وكذب.
وتابع قائلاً إنه لا يمكن القضاء على قائد (حماس) في غزة، يحيى السنوار عن طريق قصف الدبابات والطائرات، بل أن الأمر يتطلب عملية “جراحية”، تعتمد على معلومات إستخباراتية قوية ودقيقة، على حد تعبيره.
وردًا على سؤال قال رئيس (شاباك) السابق: “أجزم من ناحيتي أن الحرب على غزة انتهت”، والهدف الوحيد الذي من أجله يجِب إبقاء قواتٍ من الجيش في قطاع غزة هو ضمان تحرير الاسرى الإسرائيليين.
أما فيما يتعلق باليوم التالي فقال غيلون: “حركة (حماس) ستبقى في السلطة والحكم في قطاع غزة، طالما أن الفراغ الموجود هناك يبقى قائمًا، وإذا كان (المرشحون) لحكم قطاع غزة غير مقبولين على “إسرائيل”، فإن الحل الوحيد هو بقاء (حماس) في السلطة، طبقًا لأقواله.
ومضى قائلاً: “الأتراك هربوا من غزة، كذلك البريطانيون فروا من هذه المنطقة، والمصريون أيضًا، ونحن أيضًا هربنا من غزة”، كما أكد.
غيلون، الذي تربطه علاقات وطيدة مع رئيس (شاباك) الحالي، أردف قائلاً: “باعتقادي ستكون هدنةً طويلة الأمد بين “إسرائيل” وحركة (حماس)، ولكن مع ذلك يتحتم علي التحذير الآن أن قصف “إسرائيل” بالصواريخ سيعود كما كان، ولكن وقوع هجومٍ كما حدث في أكتوبر لن يقع”، مضيفًا في الوقت ذاته: “أنا لا أعوِل على رئيس الوزراء نتنياهو بأن يتصرف من منطلق المسؤولية الوطنية”، طبقًا لأقواله.
وحول إمكانية وقوع اغتيالٍ سياسيٍ في الكيان الإسرائيلي خلال العام الجاري، أجاب غيلون إنه يتوقع جدًا أن يشهد العام الجاري اغتيالاً سياسيًا، وليس بالضرورة نتنياهو، الذي يتمتع بحراسةٍ شديدةٍ من قبل (شاباك)، مشددًا على أن تل ابيب باتت يمينيةً جدًا، وأن هذا التحول ما زال مستمرًا حتى اللحظة، وسيستمر في قادم الأيام.
وأوضح غيلون في اللقاء أن هناك سيناريوهين: “أحدهما سيئ والآخر سيئ للغاية”، وقال إن “هاجس البقاء في المسرح السياسي لطالما أرق كل السياسيين في “إسرائيل”،” مضيفًا أن “رئيس الوزراء بنيامين نتنياهو رهن “اسرائيل” وفن إدارة شؤونها والديمقراطية عندما رفض الذهاب إلى السجن”.
ووفقا لرئيس الشاباك السابق، فإن السيناريو الأسوأ تمثل في تشكيل حكومة حربٍ مؤلفة من نتنياهو وبيني غانتس زعيم حزب (أزرق أبيض).
وبحسبه، لا يوجد صهيوني متدين واحد، لم يقرأ على الأرجح كتاب (توراة الملك)، الذي يدعو لقتل العرب حتى وهم أطفالاً، من تأليف الحاخام يتسحاق شابيرا والحاخام يوسيف إليتسيور، الذي يصفه غيلون بالكتاب العنصري.
وكشف رئيس الشاباك السابق النقاب عن أنه ما من نائبٍ عامٍ في كيان الاحتلال الاسرائيلي سمح بالتحقيق مع الحاخامات المتطرفين ومحاكمتهم على ما تنطوي عليه تصريحاتهم من خطر داهم وتأثيرها على تلامذتهم، وأقر بأن الجهاز الذي كان يرأسه أخطأ في تعامله مع أولئك الحاخامات.
ولم يتوقع غيلون أن يظل الهدوء سائدًا في كيان الاحتلال الإسرائيلي خلال الأربعين سنة القادمة، مشيرًا إلى أن أي حكومةٍ تتولى زمام الأمور في البلاد، سواءً كانت من اليمين أو اليسار، تفعل ما في وسعها لإخفاء الحقيقة.
المصدر
الكاتب:
الموقع : www.alalam.ir
نشر الخبر اول مرة بتاريخ : 2024-02-03 18:02:17
ادارة الموقع لا تتبنى وجهة نظر الكاتب او الخبر المنشور بل يقع على عاتق الناشر الاصلي